اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث: الأمير تشارلز يشكر والدته على تكريس حياتها لخدمة وطنها وشعبها

وسيصور موكب اليوبيل البلاتيني- وهو موكب كرنفالي سيقام في شارع “ذي مول”، الذي يربط قصر باكنغهام بميدان ترافلغار، لحظات أساسية من العقود السبعة التي أمضتها الملكة على العرش، كما ستتضمن فعاليات الموكب مشاركات لعدد من النجوم، وعرضا لدمى ضخمة.

وستقام حفلات الشوارع في كافة ربوع المملكة المتحدة فيما يوصف بغداء اليوبيل الكبير.

ولم تحضر الملكة الحفلة الغنائية التي أقيمت السبت التزاماً بنصيحة الأطباء، لكنها افتتحت الاحتفال بمقطع هزلي سجل سراً لها مع “دب بادنغتون” وهو شخصية خيالية محببة من أدب الأطفال.

وفي هذا المقطع، يشرب الاثنان شاياً بالكريمة في قصر باكنغهام في مشهد تعمه الفوضى، حيث يشرب الدب الشهير الشاي مباشرة من الإبريق ويرش، من غير قصد، شيئأ من الكريمة على الخادم.

ثم يكشف الدب لاحقاً أنه يحمل دائماً مخزون طوارئ من وجبته المفضلة وهي شطيرة من مربى البرتقال.

فترد عليه الملكة وهي تبتسم وتضحك قائلة “وأنا كذلك”، قبل أن تفتح حقيبتها وتقول: “احتفظ بشطيرتي هنا”.

وأعاد هذا المقطع للجمهور ذكريات لقاء الملكة مع جيمس بوند في حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية في لندن 2012- عندما بدا وكأن الملكة تنقض على الاستاد من السماء مع العميل السري.

وتحدث الأمير ويليام أيضاً خلال الحفل، حيث ركز على سجل عائلته في إثارة الانتباه حول المخاطر التي تتربص بالكوكب وعن تفاؤله باتحاد الناس من أجل حمايته.

وشهد الحفل الذي شارك فيه عدد كبير من النجوم حضور 22 ألف شخص احتشدوا في شارع “ذي مول” لمشاهدة العروض التي قدمتها طائفة متنوعة من الفنانين الموسيقيين، بالإضافة إلى ظهور من نجوم المسرح والشاشتين الصغيرة والكبيرة ومن مشاهير عالم الرياضة.

وتخلل الحفل أغنيات للسير إلتون جون وجورج إزرا وكريغ ديفيد ودوران دوران وأليشيا كيز والفائز بالمركز الثاني في مسابقة يوروفيجن سام رايدر، بينما جعل أداء السير رود ستيوارت لأغنية “كارولاين الجميلة” الأمير ويليام وأفراد عائلته يتمايلون في مقاعدهم انسجاماً مع الأغنية.

وشهد الحفل كذلك عروضاً من فريق عمل مسرحية “هاميلتون” للكاتب لين مانويل ميراندا والعديد من المقطوعات الموسيقية لأندرو لويد ويبر، بالإضافة إلى أغنية من مسرحية “ستة”، التي عرضت في مسرح “ويست إند” وتدور حول زوجات الملك هنري الثامن.

وكان هناك استعراض للمنجزات الرياضية لبريطانيا ودول الكومنويلث قدمه الممثل ومغني الراب دوك براون. كما استمع الجمهور إلى مغني التينور الإيطالي أندريا بوشيلي وهو يغني الفصل الأخير من أوبرا بوتشيني التي تحمل عنوان “نيسون دورما” وتعني “ليهجر الجميع النوم”.

وشهد الحفل حضور أكثر من 30 فرداً من أفراد العائلة المالكة في بريطانيا. أما الأمير هاري وميغان، اللذين أكملت ابنتهما “ليليبت” عامها الأول السبت، فلم يحضرا الحفل.

وكان الحفل الذي استمر ساعتين ونصف قد افتتح بعرض لفرقة “كوين أند آدم لامبيرت”، حيث ظهر عازف الجيتار برايان ماي على النصب التذكاري للملكة فيكتوريا، بعد 20 عاماً من ظهوره عازفاً على سطح قصر باكنغهام في احتفالات اليوبيل الذهبي.

واختتم الحفل بالمغنية دايانا روس، في أول أداء مباشر لها في بريطانيا منذ 15 عاماً.

ثم اعتلى الأمير تشارلز المسرح وعلق على ما وصفه “بفيض مشاعر الدفء والمحبة خلال عطلة نهاية الأسبوع الخاصة باحتفالات اليوبيل”.

وقال تشارلز موجهاً كلامه لوالدته: “أردت أن أعبر، بالأصالة عنا جميعاً، عن مشاعر الامتنان لخدمتك المتفانية طوال حياتك”.

ومضى يتحدث عن والده دوق أدنبرة الذي توفي العام الماضي وقال إنه واثق أنه موجود معهم بروحه في هذا اليوم.

وقال: “كان والدي سيستمتع بهذا الحفل وينضم إلينا بإخلاص للاحتفال بكل ما تواصلين فعله من أجل بلادك وشعبك”.

وتابع تشارلز قائلاً إن الملكة واصلت صنع التاريخ وجعلت من الكومنويلث قوة مهمة للخير. وأضاف “مع ذلك كان هناك متسع من الوقت للمرح في خضم العمل”

وقال : “لقد تعهدت بأن تخدم طوال حياتها واستمرت في الإيفاء بتعهدها”.

وبينما كانت صور الملكة على امتداد فترة حكمها تعرض على واجهة قصر باكنغهام الأمامية، قال تشارلز: “هذه الصور المعروضة على بيتك هي قصة حياتك وحياتنا. ولهذا السبب نقول جميعاً لجلالتك: شكراً لك”.

وتحدث الأمير ويليام، حفيد الملكة، في الحفل خلال الجزء المخصص للقضايا البيئية.

وافتتح هذا الجزء بكلمات للسير ديفيد أتينبرا، وبينما كانت صور من عالم الطبيعة تعرض على واجهة قصر باكنغهام والموسيقى تصدح للموسيقار هانز زيمر، استمع الجمهور لتسجيل صوتي من الأرشيف للملكة وهي تتحدث عن مستقبل كوكب الأرض في العام 1989.

وقال الأمير ويليام إن عالم الطبيعة أصبح أكثر هشاشة خلال حياة الملكة. وأضاف بأنها أمضت عقوداً في الدعوة إلى الاعتناء بشكل أفضل بعالمنا. وقال إن ترميم هذا العالم لم يكن أمراً ملحاً بهذا القدر من قبل.

وقال ويليام: “إذا عملنا معاً على تسخير أفضل ما في البشرية، وأعدنا ترميم كوكبنا، فسنحميه من أجل أبنائنا وأحفادنا والأجيال القادمة”.