الجفاف في أمريكا: تحذيرات من عواقب وخيمة إذا استمر تراجع مستوى المياه في البحيرات
[ad_1]
- ريغان موريس وصوفي لونغ
- بي بي سي لوس أنجلوس
ضرب جفاف لم يسبق له مثيل، غربي الولايات المتحدة، وتسبب في ظهور عدد من الجثث بسبب تراجع مستوى المياه، في البحيرات، لكن ذلك أقل الأسباب لإثارة القلق. فما هي عواقبه الوخيمة الأخرى؟
ونحن هنا في ولاية أريزونا، قرب الحدود مع ولاية نيفادا، وعلى مسافة قريبة من لاس فيغاس، وبحيرة ميد، التي تشكلت بعد بناء سد هوفر، على نهر كلورادو، نطالع أكبر بحيرة لتخزين المياه، في الولايات المتحدة بأسرها، بحيرة ميد.
وتشهد البحيرة، التي توفر المياه لنحو 25 مليون إنسان، يعيشون في 3 ولايات أمريكية، والمكسيك، تراجعا حادا في مستوى المياه فيها، وبدأت المناطق المحيطة بها تتحول إلى الجفاف، وتصبح سهولا قاحلة.
وكشف تراجع مستوى المياه في البحيرة عددا من الجثث لضحايا عمليات قتل، ألقيت فيها، سابقا، إحداها كانت موضوعة داخل برميل، بعد تلقيها رصاصة، وظن القاتل أن الجثة ستبقى مخفية في قاع البحيرة، للأبد، لكن الجفاف غيّر المعادلة.
وفي الوقت الذي أعادت فيه الجثث التي تظهر في البحيرة، إلقاء الضوء على تاريخ عصابة لاس فيغاس، يحذر خبراء المياه من مستقبل أكثر صعوبة، لو استمر تراجع المياه في البحيرة،للمستوى الذي لا يسمح لسد هوفر بإنتاج الطاقة الكهربائية، أو إمداد المجتمعات المعتمدة عليه بالمياه.
وأصدرت السلطات تعليمات لسكان، ولاية كاليفورنيا بتخزين المياه، حتى لا يعانوا من نقصها، حيث من المتوقع، أن يزداد الجفاف، مع فصل الصيف.
وكذلك حذرت السلطات، المواطنين من استخدام المياه بشكل مفرط، لرش حدائقهم المنزلية، وتقليل المياه المستخدمة لأغراض النظافة، والاستحمام.
وفي لوس أنجلوس، تطالب السلطات العديد من السكان بتقليل كميات المياه التي يستخدمونها، بنسبة 35 بالمائة، وذلك بعدما سجلت الولاية أسوأ بداية لموسم جفاف منذ بداية نظام التسجيل.
وتحذر وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” والتي تراقب مستويات المياه، من أن الغرب الأمريكي، يدخل الآن واحدا من أسوأ مواسم الجفاف في التاريخ.
وقال عالم المياه في ناسا جي تي ريغار لبي بي سي، “درجات الحرارة ترتفع، والرطوبة تتراجع، وكذلك معدلات تشكل الجليد، وبالتالي تتجه البحيرات إلى الجفاف، ثم في مناطق حارة مثل الغرب، تشتعل النيران في الأعشاب الجافة”.
وأضاف “هذه التبعات تزداد سوءا، بشكل مستمر، أشبه بمشاهدة كارثة تحدث بالعرض البطيء”.
ويعاني المزارعون بالفعل من آثار الجفاف، بعدما تراجع مستوى المياه في بحيرة ميد، التي كانوا يحصلون على 75 بالمائة، من مخزونها، لأغراض الزراعة.
ويتم زرع أكثر من ثلث محصول الخضروات في الولايات المتحدة في ولاية كاليفورنيا، وكذلك نحو ثلثي محاصيل الفواكه، لكن آلاف الأفدنة ظلت غير مزروعة لأن أصحابها لا يمكنهم الحصول على المياه الكافية لزراعتها.
وقال المزارع بيل ديلدريتش، لبي بي سي، إن آثار هذا الأمر ستكون واضحة في أرفف المتاجر، العام المقبل، مع تأثر سلاسل التوريد، وأطلعنا على جزء من مزرعته كان مخصصا لزراعة الطماطم، لكنه لم يفعل بسبب النقص الحاد في المياه.
وبالنسبة لكثير من المزارعين في كاليفورنيا، والذين كانوا يعولون على الآبار في سد حاجتهم، فقد بدأوا المعاناة أيضا، مع جفاف هذه الآبار، كما أن حفر آبار أكثر عمقا يكلف الكثير من المال.
وفي بعض مناطق الولاية، يعاني آخرون من نقص المياه، ومنهم فابيان الذي رفض ذكر لقبه، لكنه أوضح لنا ان أسرته المكونة من 5 أفراد، تعتمد على خزانات خاصة في تأمين حاجتهم، ويعبر عن ندمه لأنه نقل أسرته إلى مكان ريفي، يعاني نقصا كبيرا في المياه.
ويقول الكثير من المزارعين، إن الوقت قد حان لإنشاء مشروع ضخم في المنطقة، على غرار سد هوفر، الذي بني في ثلاثينات القرن الماضي، بحيث يمكن تخزين مياه الأمطار التي تتساقط على ولايات الساحل الغربي، بدلا عن تركها تصب في المحيط الهاديء.
ورغم أن نشطاء البيئة، يعارضون تماما فكرة إنشاء سدود جديدة، إلا أن الجفاف غير المسبوق، جعل الجمعيات المساندة للبيئة تفكر في بعض المشاريع المقترحة.
لكن بعض الأفكار المبتكرة، تطفو على السطح سريعا، حيث تطرح شركة “سورس” التي يقع مقرها في أريزونا، ولها أعمال حول العالم، فكرة تركيب ألواح مائية يمكنها استخدام الطاقة الشمسية، لاستخلاص المياه النقية، من الهواء.
وكانت كيت جورج، مديرة الشركة، في ولاية كاليفورنيا، تركب، الألواح السابق ذكرها، في ألف منزل، لكي يتمكن الناس من الحصول على مياه للشرب، حيث تعاني الآبار من تسمم المياه بسبب تسرب مواد كيماوية إليها من الأنشطة الزراعية، والمبيدات المستخدمة في الزراعة.
وتستخدم هذه الألواح الطاقة الشمسية لتسخين الهواء في حاويات زجاجية ضخمة، واستخراج الرطوبة، وتكثيفها إلى مياه، نقية صالحة للشرب، ويمكن لنظام صغير أن يوفر مياه كافية لأسرة كاملة للشرب.
وتقول الشركة إن نظامها صالح لإنتاج المياه من الهواء في أي مكان في العالم، لكنه ليس كافيا لإنتاج كميات ضخمة للزراعة.
وبالعودة إلى بحيرة ميد، التي لم تعد المياه فيها كافية لسير القوارب، في الأماكن التي كانت تبحر فيها في السابق، لكن تراجع المياه ساهم في تشكل شواطيء جديدة على البحيرة، وازدهرت أعمال الغواصين، والسباحين، الذين يتقاطرون عليها، للبحث عن جثث جديدة.
[ad_2]
Source link