روسيا وأوكرانيا: لندن تقول إن موسكو فشلت في تحقيق الأهداف الأولية للغزو بعد 100 يوم من الحرب رغم التقدم في دونباس
[ad_1]
أكدت وزارة الدفاع البريطانية بمناسبة مرور 100 يوم على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا على أن موسكو فشلت في تحقيق الأهداف الأولية للغزو والمتمثلة في السيطرة على كييف والإطاحة بالحكومة الأوكرانية، لكنها تحقق الآن “نجاحاً تكتيكياً” في إقليم دونباس شرقي البلاد.
وقالت الوزارة في تحديث استخباراتي على تويتر إنه “قياساً على الخطة الأصلية، فإنه لم يتحقق أي من الأهداف الاستراتيجية” لتلك الخطة.
وأقر التحديث بتحقيق روسيا لما وصفه بالنجاح التكتيكي في إقليم دونباس، حيث باتت تسيطر على 90 في المائة من منطقة لوهانسك- وهي جزء أساسي من الإقليم- لكنه قال إن ذلك جاء “بتكلفة باهظة”.
وبحسب الوزارة، فإن من المتوقع أن يُكمل بوتين سيطرته على المنطقة خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عشية ذكرى مرور 100 يوم على الغزو الروسي، إن ما يصل إلى 100 جندي من جنوده يقتلون يومياً خلال مقاومتهم للتقدم الروسي من أجل السيطرة على المناطق الشرقية من البلاد.
وعلى الأرض، تواصل القوات الروسية محاولتها لإحكام سيطرتها على الشرق- وبخاصة مدينة “سيفيرودونيتسك”- حيث تحاول كسر آخر الدفاعات الأوكرانية هناك.
وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، بعد أسابيع من الشد والجذب، أن بإمكان السفن المحملة بالحبوب مغادرة الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود عبر ما وصفته بـ “الممرات الإنسانية”، لكنه لا يزال من غير المعروف متى سيتم استئناف الصادرات أو إذا كان ذلك سيتم أصلاً.
وقال زيلينسكي الخميس، في خطاب عبر الفيديو امام برلمان لوكسمبورغ، إن روسيا تحتل الآن خُمس مساحة أوكرانيا. بينما كانت روسيا والانفصاليون المدعومون منها لا يسيطرون قبل الحرب إلا على أقل من 10 في المائة من الأراضي الأوكرانية.
وقال في خطاب آخر ألقاه من خلال تقنية الفيديو في منتدى عقد في سلوفاكيا، إن قيام الدول الغربية بتزويد بلاده بالمزيد من الأسلحة من شأنه أن يقلب نتيجة الحرب في صالح أوكرانيا.
يأتي ذلك بعد أن تعهدت الولايات المتحدة هذا الأسبوع بتقديم ما قيمته 700 مليون دولار من المساعدات العسكرية، من بينها أنظمة صاروخية متطورة.
كسب الوقت
تخوض أوكرانيا، بعد مرو 100 يوم على الحرب، قتالاً من أجل كسب الوقت، في محاولة للصمود في وجه القوة النارية الكاسحة لروسيا على الجبهة الشرقية ريثما تصل الأسلحة الغربية التي تأمل أن تعطيها تفوقاً عسكريا هي بأمس الحاجة إليه.
لكن المسؤولين الأوكرانيين يتخوفون من عدم وصول الأسلحة بالسرعة الكافية في ضوء تصاعد أعداد الخسائر البشرية والتأخر في العواصم الغربية في تسليم تلك الأسلحة.
وحتى التعهد الأمريكي الأخير بتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 700 مليون دولار، بينها أنظمة صاروخية متطورة، قوبل بشيء من التشكيك من قبل بعض الأوكرانيين الذين يشاهدون بيوتهم تضرب ومدنهم يتم اجتياحها.
وقال سيرهي غايداي، حاكم منطقة لوهانسك شرقي اوكراني، حيث تعرضت مدينة “سيفيرودونيتسك” للتدمير الجزئي خلال التقدم الروسي في الأيام الأخيرة: “لقد تأخرت المساعدات بالفعل”.
وأضاف في مقابلة أجرتها معه وكالة “رويترز” للأنباء: “شركاؤنا الغربيون يساعدوننا، لكن كمية الأسلحة والذخيرة التي يقدمونها غير كافية”.
وقد قُتل الآلاف واضطر أكثر من 6 ملايين شخص إلى الفرار من البلاد منذ أن شنت روسيا ما تصفه أوكرانيا بالغزو غير المبرر في 24 فبراير/ شباط.
وتقول روسيا إنها منخرطة في “عملية عسكرية خاصة” بهدف نزع سلاح اوكرانيا وتخليصها من القومين المتطرفين الذين يقول الكرملين إنهم يشكلون تهديداً لأمن روسيا. وفي موسكو، يبدو بوتين عاقد العزم على إيصال الانطباع بأن الحياة تسير كالمعتاد في بلاده على الرغم من العقوبات الدولية المدمرة المفروضة عليها.
إضاعة الفرصة
يعتقد بعض المحللين أن الغرب قد أضاع أفضل فرصة لديه فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
ويقول جيمي شيا، وهو مسؤول رفيع سابق في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويعمل الآن في مركز أبحاث “أصدقاء أوروبا” في بروكسيل: “أشعر بأن الغرب ارتكب خطأ كبيراً. فقبل ستة أسابيع، عندما كان الروس في حالة انسحاب.. كان يتعين على الولايات المتحدة في ذلك الوقت أن تعطي أوكرانيا أنظمة هيمارس”، ويقصد بذلك الأنظمة الصاروخية المتطورة التي وعدت واشنطن بتقديمها لكييف.
وكان الروس قد اضطروا، بعد أن اتسعت رقعة خطوط إمداداتهم بشكل كبير خلال الأسابيع الأولى من الحرب، إلى الانسحاب من مواقع حول العاصمة كييف ومن مناطق أخرى في الشمال.
لكنهم في الأسابيع الأخيرة أجبروا القوات الأوكرانية على التراجع في الجبهة الشرقية من خلال تركيز قوات نارية كاسحة على جبهة صغيرة نسبياً.
وقال مسؤول عسكري غربي إن روسيا تتقدم ببطء لمسافة تتراوح بين 500 إلى 1000 متر يومياً مقارنة بعشرات الكيلومترات التي تتصورها عقيدتهم القتالية عندما يستخدمون تكتيكاتهم الحالية.
وأضاف المسؤول العسكري بأن التركيز الروسي على المدفعية هو قرار يمليه جزئياً الحالة الضعيفة للقوات البرية الروسية، التي تقدر كفاءتها القتالية بحوالي 50 في المائة من طاقتها الكاملة، مشيراً إلى أن موسكو خسرت أكثر من 40 ألف جندي بين قتيل وجريح.
إرهاق على الجانب الأوكراني
لكن التكتيك الروسي الجديد يُلحق دماراً كبيراً في صفوف القوات الأوكرانية على خطوط الجبهة، حيث تقدر الحكومة الخسائر في صفوف القوات بحوالي 100 قتيل وما بين 400-500 جريح يومياً.
وتحول شدة النيران دون تمكن القوات الأوكرانية من تبديل الورديات، الأمر الذي يعمق من حالة الإرهاق في صفوفها.
وقال يورغ فوربرغ، من صندوق مارشال الألماني في برلين، إنه وبينما تثير أوكرانيا الإعجاب باستخدامها أساليب تكتيكية ذكية واستراتيجيات وتنظيم، إلا أنه “لا يمكن لأحد أن ينكر بأن الأوكرانيين يتلقون الضربة تلو الأخرى”.
وأضاف أن “ما لدى روسيا لتدفع به في هذه الحرب هو أكثر بكثير مما لدى الأوكرانيين”.
وبحسب محللين عسكريين، فإن عاملين سيحددان على الأرجح نجاح جهود المساعدة الغربية لأوكرانيا هما: السرعة والكمية.
وقال سيرهي زغوريتس، رئيس مؤسسة الاستشارات السياسية “دفنس إكسبرس” ومقرها كييف: “لقد تلقينا حوالي 100 مدفع من طراز “هاوتزر” من الولايات المتحدة وكلها تقريباً وصلت إلى أوكرانيا، لكن المشكلة هي أننا نحتاج إلى خمسة أضعاف ذلك العدد على الأقل من أجل ضمان توازن في القوة على الأقل” في الشرق.
وقد يستغرق دخول الأسلحة إلى الخدمة الفعلية حوالي أربعة أسابيع مع الأخذ بعين الاعتبار الوقت المستغرق في إيصالها والتدريب عليها، وهو ما قد يمنح روسيا الفرصة لتعزيز عملياتها بشكل استباقي.
وقد تعطي أنظمة الصواريخ الأمريكية المتطورة التي يصل مداها إلى 80 كيلومتراً- أي ضعف مدى المدفعية الحالية- ميزة لأوكرانيا في القتال، حيث تقلل كثيراً من تعرض طواقم المدفعية للنيران القادمة وتزيد من سرعة ودقة استهداف المواقع الروسية.
وقد تتيح هذه الأسلحة لأوكرانيا أيضاً إمكانية ضرب خطوط الإمداد في العمق خلف خطوط العدو. وكانت واشنطن قد وافقت على تزويد أوكرانيا بهذه الأنظمة بعد أن حصلت على ضمانات من كييف بعدم استخدامها في ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
من جانبها، قالت روسيا إن واشنطن “تصب الزيت على النار”.
وقال أوليكسندر موسيينكو، من مركز أوكرانيا للدراسات العسكرية والقانونية إنه “بشرط أن تتلقى أوكرانيا باستمرار أنواع الأسلحة التي طلبتها.. وأن يتم توسيعها وزيادتها.. فإن هذا الأمر من شأنه أن يتيح إمكانية وقف روسيا على كافة القطاعات الخاصة بالجبهة الشرقية ويخلق الظروف لشن هجمات مضادة” بحلول أغسطس/آب أو سبتمبر/ أيلول.
“الاستعداد لفترة طويلة”
وقال الأمين العام لحلف شمال الطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبيرغ، إنه يتعين على الدول الغربية أن “تستعد لفترة طويلة” من الحرب.
وفي حديثه للصحفيين عقب لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض الخميس، قال ستولتنبيرغ إنه يتعين على الناتو أن يواصل دعمه لأوكرانيا في هذا الصراع الذي أصبح مستمراً وطويلاً.
وأضاف قائلاً: “علينا أن نكون مستعدين لفترة طويلة لأن ما نراه هو أن هذه الحرب أصبحت حرب استنزاف يدفع فيها الأوكرانيون ثمناً باهظاً للدفاع عن بلادهم في ساحة المعركة، ولكنها أيضاً حرب نرى فيها روسيا تتكبد خسائر فادحة.
وختم قائلاً: مسؤوليتنا هي توفير الدعم لأوكرانيا. فمعظم الحروب- وأيضاً على الأرجح هذه الحرب- ستنتهي في مرحلة ما على مائدة التفاوض، لكن ما نعرفه هو أن ما سيحدث حول مائدة التفاوض مرتبط بشكل وثيق بالوضع على الأرض، في ساحة المعركة، وبالتالي علينا أن نساعدهم ونقدم الدعم لهم لكي يتمكنوا من تحقيق النتيجة الأفضل من هذا الصراع”.
[ad_2]
Source link