جدري القرود: هل يجب أن نشعر بالقلق حيال المرض أم نتجاهله؟
[ad_1]
- جيمس غالاغر
- مراسل بي بي سي للشؤون العلمية والصحية
إذا كنت لا تزال تعاني من جائحة كوفيد، يؤسفني أن أخبرك أن ثمة فيروساً آخر، يجب أن نسيطر عليه قبل أن يتفاقم الوضع ويتفشى أكثر.
إنه جدري القرود، وهناك حوالي 80 حالة مؤكدة في 11 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة التي لم يكن من المتوقع ظهور إصابات بمثل هذا المرض فيها.
ما الذي يحدث وهل حان الوقت لكي نشعر بالقلق أم نسعد لأننا تجاوزنا كوفيد أخيراً؟
لنكن واضحين: هذا ليس نوعاً جديداً من كوفيد ولسنا على أبواب إغلاق عام لاحتواء جدري القرود، لكنه انتشار غير عادي وغير مسبوق لهذا المرض.
لقد فاجأ هذا المرض العلماء المتخصصين في الأمراض، ودائماً ما يصبح مصدراً للقلق عندما يغير الفيروس سلوكه.
كان ظهور جدري القرود متوقعاً إلى حد بعيد.
الموطن الطبيعي للفيروس هو الحيوانات البرية، ويُعتقد أنها القوارض وليس القرود.
وينتشر المرض في أغلب الأحيان في المناطق النائية من دول وسط وغرب أفريقيا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة. حيث يلمس شخص ما من هذه المناطق حيواناً يحمل الفيروس فينتقل الفيروس من نوع إلى آخر، والذي يظهر على شكل طفح جلدي اولاً وبعدها يتحول الى بثور وتشققات.
ينتشر الفيروس حالياً خارج موطنه الطبيعي ويجب أن يكون هناك اتصال وثيق طويل الأمد للاستمرار في التفشي، لذلك تميل حالات التفشي إلى أن تكون ضئيلة وإلى الزوال من تلقاء نفسها.
ظهرت حالات قليلة في أماكن أخرى من العالم سابقاً، بما في ذلك المملكة المتحدة، ولكن يمكن ربطها جميعاً بشكل مباشر بشخص سافر إلى بلد فيه مصابين، فجلب الفيروس معه إلى بلده. لكن ذلك لا ينطلق على الحالات الراهنة.
تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في أشخاص ليست لهم صلة واضحة بغرب ووسط أفريقيا.
وليس من الواضح مَن هم الأكثر عرضة لالتقاط العدوى.
ينتشر جدري القرود عبر الاتصال الجنسي ويسبب ظهور طفح جلدي في معظم الحالات على أعضائهم التناسلية والمنطقة المحيطة بها.
وكثير من المصابين هم من المثليين ومزدوجي الميل الجنسي.
قال لي البروفيسور السير بيتر هوربي، مدير معهد علوم الأوبئة في جامعة أكسفورد: “نحن أمام حالة جديدة جداً، إنها مفاجئة ومثيرة للقلق”.
صحيح أنه يقول إن هذا ليس نوعاً ثانياً من كوفيد، إلا أننا “بحاجة إلى التحرك” لمنع الفيروس من الحصول على موطئ قدم وعلينا ” تجنب شيء كهذا” كلياً.
يوافقه الرأي الطبيب هيو أدلر، الذي عالج مصابين بجدري القرود ويقول: “لم نرَ هذا النمط من قبل، إنها مفاجئة”.
ما هو جدري القرود؟
تتضمن أعراض جدري القرود، الحمى، والصداع، والانتفاخ، وآلام الظهر، وآلام العضلات، والخمول.
وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة يظهر طفح جلدي بداية من الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنه يكون في أغلب الأحيان في راحة اليدين وباطن القدمين.
وتختفي العدوى دون تدخل طبي بعد أن تستمر الأعراض ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
ينتقل المرض إلى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس. وقد يدخل الفيروس الجسم عن طريق تشققات البشرة، أو المجرى التنفسي، أو عبر العينين، أو الأنف، أو الفم.
كما يمكن أن ينتقل من حيوان مصاب، مثل القرود والجرذان والسناجب، إلى الإنسان أو من أسطح وأشياء ملوثة بالفيروس مثل الفراش والملابس.
لا يوجد علاج لجدري القرود، لكن يمكن الحد من انتشاره من خلال بعض القيود التي تحول دون انتقال العدوى.
وهناك لقاح مضاد لجدري الماء ثبتت فاعليته بنسبة 85 في المئة في الحيلولة دون الإصابة بالمرض، ولا يزال يستخدم أحيانا.
إذاً، ما الذي يجري؟
نعلم أن هذا المرض مختلف، لكننا لا نعرف السبب.
هناك تفسيران مرجحان: إما أن يكون الفيروس قد تغير، أو أن الفيروس القديم وجد نفسه في مكان مناسب ووقت مناسب لينمو.
جدري القرود هو أحد فيروسات الحمض النووي، لذا فهو لا يتحور بنفس سرعة كوفيد أو الأنفلونزا.
يشير التحليل الجيني المبكر جداً إلى أن الحالات الحالية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأشكال الفيروس التي شوهدت في 2018 و 2019.
من السابق لأوانه التأكد، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد دليل على أن هذا متغير متحور جديد.
لكن، كما تعلمنا من تجربتنا مع جائحة فيروس إيبولا وفيروس زيكا في العقد الماضي. لا يتعين على الفيروس أن يتغير من أجل الاستفادة من فرصة ما.
قال البروفيسور آدم كوتشارسكي، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: “أعتقدنا لفترة طويلة أنه من السهل احتواء الإيبولا، إلا أن أدركنا أن الأمر ليس كذلك”.
ليس من الواضح سبب تأثر الرجال المثليين وثنائيي الجنس بشكل غير متناسب بهذا المرض.
هل السلوك الجنسي يسهل انتشار المرض؟ هل هي مجرد صدفة؟ هل لأن هذه الفئة الأكثر وعياً بالصحة الجنسية ويخضعون للفحوص بانتظام؟
ربما السبب يكون ه أن انتشار جدري القرود بات أكثر يسراً.
إن عمليات التلقيح السابقة ضد الجدري على نطاق واسع، منحت الأشخاص الأكبر سناً بعض الحماية ضد جدري القرود المرتبط ارتباطاً وثيقاً بجدري الماء.
قال أدلر، الذي لا يزال يتوقع أن يزول المرض من تلقاء ذاته: “من المحتمل أنه ينتقل بشكل أكثر فاعلية مما كان عليه الجدري في الماضي، لكننا لا نرى أي علامة تدل على أنه قد يتفشى”.
سيساعد فهم كيفية بدء تفشي المرض، في التنبؤ بما سيحدث لاحقاً. نعلم أن هذا ليس إلا غيض من فيض، لأن الحالات التي يتم اكتشافها لا تتناسب مع صورة شخص أنيق ينقل المرض إلى شخص آخر وما إلى ذلك.
وبدلاً من ذلك، يبدو أن العديد من الحالات ليست ذات صلة، لذلك ليست هناك روابط بين حالات الإصابة بل عبارة عن سلسلة حالات تنتشر عبر أوروبا وخارجها.
أحد التفسيرات المطروحة لحالات الإصابة الحالية هو اجتماع عدد كبير من الناس مؤخراً في حدثٌ كبير كالمهرجانات وإصابة الحاضرين بجدري القرود في ذلك المكان ونقلهم للمرض إلى بلدان مختلفة.
التفسير البديل لإصابة العديد من الأشخاص الذين لا توجد بينيهم صلات هو أن الفيروس كان ينتشر بالفعل منذ بعض الوقت دون أن ينتبه لذلك أحد واصابة الكثير من الناس به.
في كلتا الحالتين، يمكننا أن نتوقع الاستمرار في كشف المزيد من الحالات.
قال البروفيسور جيمي ويتوورث، من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي: “لا أعتقد أن عامة الناس بحاجة إلى الشعور بالقلق في هذه المرحلة، لكنني لا أعتقد أننا اكتشفنا كل هذه الحالات ولا نستطيع السيطرة عليها”.
“لكن تذكروا أننا لسنا في نفس الوضع الذي كنا عليه مع كوفيد.
يعد جدري القرود فيروساً معروفاً وليس جديداً، وغالباً ما يكون خفيفاً، ولدينا بالفعل لقاحات وعلاجات على الرغم من أنه قد يكون أكثر خطورة عند الأطفال الصغار والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
لكنه ينتشر بشكل أبطأ من كوفيد والطفح الجلدي المميز والمؤلم يجعل من الصعب عدم ملاحظته مثل السعال. هذا يجعل مهمة العثور على الأشخاص الذين قد يكونون مصابين به وتطعيم أولئك المعرضين لخطر الإصابة به أسهل.
لكن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا، هانز كلوج قال محذراً: “مع دخولنا موسم الصيف والتجمعات والمهرجانات والحفلات، أشعر بالقلق من أن تزداد وتيرة انتقال العدوى”.
[ad_2]
Source link