جرائم قتل النساء: كيف يمكن للتغطية الإعلامية أن تؤثر في تعاطف الناس مع الضحايا؟
[ad_1]
- ميغا موهان وأماليا زتري
- بي بي سي – الخدمة العالمية والخدمة الروسية
تتعامل وسائل الإعلام بتحيز مع بعض ضحايا جرائم قتل النساء، ما يجعل مقتل إحدى الضحايا يحظى بتغطية إعلامية موسعة وشاملة، بينما يتم استبعاد ضحية أخرى، أو تقدم قصتها بطريقة مجحفة أو مسيئة.
لكن إذا استطاعت الأمم المتحدة إقناع الدول باستخدام إطار عمل موسع جديد في تحديد جرائم القتل، التي تستهدف الإناث، أي قتل الضحية بسبب جنسها، وهو ما يشار إليه أيضا بقتل الضحية بناء على نوعها الاجتماعي، فقد يتسنى إحصاء جرائم قتل النساء بدقة أكبر، والتعامل معها بطريقة أكثر ملاءمة.
ونستعرض فيما يلي مثالين لتعامل الإعلام في روسيا بشكل مختلف تماما مع جريمتي قتل راحت ضحيتهما شابتان، وخلال فترتين متقاربتين. الأولى ألكسندرا، وهي موظفة وأم لطفل، والثانية أولغا، وهي أم لطفلة، لكن الفارق الرئيسي بينهما هو أن الثانية كانت تعمل في الدعارة.
ألكسندرا
في الخامس من يونيو/ حزيران عام 2021، أي قبل يوم واحد من مقتلها، أخبرت ألكسندرا إنشينا صديقتها بأنها واقعة في الحب.
كانت ألكسندرا في غاية الحماس وهي تأخذ حماما شمسيا مع صديقتها يوليا على شاطئ بحيرة في بلدة بيريوزوفسكي الصغيرة الواقعة شرقي جبال الأورال في روسيا. كان عمرها 35 عاما، وقد مرت بضع سنوات على طلاقها، وقد تمكنت من الاستقرار في حياتها وعملها كأم عزباء لصبي في العاشرة من عمره.
كان في حياتها الكثير من أسباب السعادة، فعلى صعيد العمل، كانت ألكسندرا مسؤولة عن فريق في مصنع قطع غيار السيارات الذي تعمل به، كما أنها قبل يومين، حجزت التذاكر لتمضية الإجازة برفقة ابنها في مصر.
والآن هناك حب جديد يداعب قلبها. وكان من المفترض أن تلتقي ألكسندرا في ذلك المساء مع الرجل الذي تواعده، وهو من مدينة يكاترينبورغ المجاورة، الأمر الذي يضفي إثارة محببة على حياتها.
وبينما كانت تتحدث مع صاحبتها، تلقت رسالة نصية. لم يكن الخبر سارا، فقد أخبرها صديقها أنه قد لا يكون حراً ذلك المساء، وعلى الأغلب لن يتمكن من لقائها.
تقول يوليا “كانت مستاءة بسبب ذلك”. وتابعت الصديقتان جلستهما مقابل البحيرة، وهما تتحدثان عن افتقار الرجال للموثوقية. وفي الثامنة مساء، ذهبت كل منهما إلى منزلها، مع وعد بالاتصال لاطمئنان كل منهما على الأخرى في اليوم التالي كالعادة.
عادت ألكسندرا إلى شقتها الفارغة، فقد كان ابنها يقضي عطلة نهاية الأسبوع مع والديها.
وفي وقت لاحق من ذلك المساء، قررت أن تذهب إلى يكاترينبورغ على أي حال، وتحديدا إلى حانة روزي جين ذات الطابع الإنجليزي. وفي الساعة 01:30 بعد منتصف الليل طلبت سيارة أجرة.
وتُظهر لقطات كاميرات المراقبة أن ألكسندرا كانت وحدها في الحانة بحلول الساعة الثالثة بعد منتصف الليل. وكانت قد أرسلت رسالة نصية إلى صديقها تدعوه للانضمام إليها. وتنتظر الرد.
ما هي جرائم قتل الإناث؟
- تعرف منظمة الصحة العالمية قتل الإناث بأنه “قتل النساء، لأنهن نساء”، وتعرفه الأمم المتحدة بأنه “قتل النساء والفتيات بسبب جنسهن”.
- تبنت ثماني عشرة دولة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي قوانين محددة في تجريم قتل الإناث بسبب انتمائهن الجندري.
- في العديد من الدول الأخرى، لا تستخدم العبارة على نطاق واسع، ولكن يتم تبنيها بشكل متزايد من قبل النشطاء ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، أي المبني على الفروق بين الذكر والأنثى.
“يا لي من غبي!”، قال الصديق الذي كان يعذبه إحساسه بالذنب، ليوليا لاحقا، مضيفا “لم أرد عليها”.
في ذلك اليوم، غادرت ألكسندرا الحانة في الساعة الخامسة فجرا. وفي الخارج اقترب منها رجل في سيارة، كان يعمل سائق تاكسي كمهنة إضافية. في البداية رفضت الصعود إلى السيارة، لكنها كما تظهر الصور الملتقطة بكاميرات المراقبة، غيرت رأيها.
تقول يوليا “أعتقد أنها بحلول ذلك الوقت كانت مرهقة، وكل ما تريده هو العودة إلى المنزل”.
وبعد ثلاثين دقيقة فقط، كانت يدا ألكسندرا إنشينا مقيدتان خلف ظهرها حين تلقت ست طعنات قاتلة. وسيمر يومان قبل اكتشاف جثتها ملقاة في الغابة بين الشجيرات ونبات القراص على بعد حوالي 40 كيلومترا من المكان الذي استقلت منه السيارة.
صديقة أخرى لألكسندرا، اسمها مارينا، قالت لبي بي سي “يا لها من طريقة مروعة وبغيضة للموت!”.
أولغا
قبل ست سنوات من مقتلها، أخبرت أولغا أصدقاءها بأنها ترغب في أن تصبح نجمة على شاشة التلفزيون.
كانت حينها شابة ساحرة الجمال في الـ 21 من عمرها، وقد انتقلت لتوها إلى العاصمة الروسية موسكو، قادمة من مدينة بريانسك غربي البلاد، وقد تركت طفلتها، التي كانت في سن المراهقة عندما أنجبتها، في رعاية والدتها.
جذبت أولغا العديد من المعجبين خلال إقامتها في موسكو، وعملت عارضة أزياء وفتاة إعلانات بدوام جزئي، كما أجرت بعض التعديلات على مظهرها، وغيرت لون شعرها الداكن إلى الأشقر.
ويقول جارها السابق ديمتري، إنها أخبرته عن رغبتها بالمشاركة في برنامج Dom-2، وهو أحد برامج تلفزيون الواقع بفكرة مأخوذة من برنامج “الأخ الأكبر”.
كما عملت أولغا مدرّسة ألعاب جمباز للأطفال، وكانت تعرض على ديمتري أشرطة فيديو للأطفال وهم يمارسون الجمباز بسعادة.
كانت ابنتها تزورها أحيانا في عطلات نهاية الأسبوع، وكانتا تلتقطان الصور ومقاطع الفيديو خلال جولاتهما في أنحاء المدينة، وتقوم أولغا بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. وتبدو أولغا في عدة صور، تحضن ابنتها التي كان عمرها ثماني سنوات، وقد وضعت كل منهما خدها على خد الأخرى، وهما تضحكان بمرح، وكتبت أولغا تحت الصور “إنها طفلتي”.
يقول دميتري “كانت أولغا لطيفة للغاية. وبريئة جدا. وما كان لأحد أبدا أن يخمّن ما الذي سيحدث في حياتها لاحقا”.
فقد ديمتري التواصل مع أولغا بعد أن انتقلت من منطقته، لكن بعد عامين، وفي يوليو/ تموز عام 2020، رأى صورها بالصدفة على موقع “فكونتاكتي”، أحد أشهر مواقع التواصل الاجتماعي في روسيا.
وجاء في أحد العناوين الرئيسية على الموقع “جد يقتل مومسا عمرها 27 عاما بالقرب من موسكو”.
ليس من الواضح كيف أو متى اتجهت أولغا إلى ممارسة الدعارة، فهي لم تكن تشارك أي شيء يتعلق بذلك الجانب من حياتها مع أصدقائها.
تحدثت بي بي سي مع ثلاثة من أصدقاء أولغا، وكانوا واثقين من أن رغبتها بأن تصبح نجمة تلفزيونية هي التي أوصلتها إلى ذلك الطريق، وربما عن طريق شخص ما في عالم عرض الأزياء.
كما خمّن الثلاثة أنها ربما اعتقدت أن عملها في “مرافقة” رجال من علية القوم، قد يمهد لها الطريق للحصول على فرصة للعمل في مجال الترفيه، الأمر الذي لطالما مثل حلما لها.
ووصفها أحد الأصدقاء الثلاثة بأنها كانت “جميلة جدا، وساذجة جدا، وشديدة الثقة بالآخرين”.
عندما قتلت أولغا، في 20 يوليو / تموز عام 2020، كان لديها حساب باسم مارغو على أحد مواقع “المرافقة الجنسية” على الإنترنت.
لفت الحساب انتباه أوليغ توشيلكين، وهو سجين سابق عمره 53 عاما، خرج من السجن بموجب إطلاق سراح مشروط بعد أن أمضى جزءا من عقوبة بالسجن 20 عاما لارتكاب جرائم عدة، من ضمنها القتل والعنف المنزلي.
دخل أوليغ حساب أولغا، وطلب منها أن توافيه في شقته المستأجرة في مدينة ميتيششي، شمال شرقي موسكو.
وحسب وثائق المحكمة في ميتيششي، والتي اطلعت عليها بي بي سي، فبعد أن قام أوليغ بضرب أولغا وخنقها. أخرج جثتها العارية من الشقة، وألقاها عند مدخل المبنى، حيث عثر عليها بعد عدة ساعات.
ضحية مناسبة “للتسويق” الإعلامي
كان قاتل ألكسندرا، واسمه مارات إيماشيف، محكوما سابقا أيضا، وقد أطلق سراحه بعد أن قضى 28 عاما في السجن بعد إدانته بارتكاب جرائم، تشمل القتل والاغتصاب والسرقة والاحتيال، ومهاجمة نساء أكثر من 10 مرات.
استغرق الأمر من الشرطة نحو أسبوع لتعثر على القاتل، ويرجع جزء كبير من الفضل في ذلك إلى نشر القصة بتفاصيلها على نطاق واسع، كما يقول أصدقاء ألكسندرا.
كما بدأ الأصدقاء بحملات للبحث عن ألكسندرا منذ اليوم التالي لاختفائها، بعد غيابها الغريب عن عملها، وعدم ذهابها إلى والدتها لتأخذ ابنها.
وتقول صديقتها مارينا “لقد كانت مرحة وحيوية جدا، لكنها كانت أيضا شخصا مسؤولا للغاية”. وتضيف “لا يمكن أن تتغيب مطلقا عن العمل تحت أي ظرف من الظروف. وإذا كانت مريضة، فقد تبتلع بضعة أقراص من الأدوية وتذهب إلى العمل”.
كما أنشأ الأصدقاء أيضا صفحة على موقع “فكونتاكتي”، ومجموعات على تطبيق واتساب، وكانوا يتواصلون عبرها طوال الوقت. كما اتصلوا منذ البداية بوسائل الإعلام، وكانوا يتأكدون من استمرار تغطية خبر اختفاء ألكسندرا.
ومن العناوين التي تحدثت عن اختفاء ألسكندرا واحد يقول “شابة لبيريزوفسكي الشقراء”، وآخر “الأم المفقودة”. وتمت أرشفة كل الأخبار المتعلقة بألكسندرا تحت عنوان “قتل الشقراء”.
وتقول مارينا إنها تجد “تسويق” قصة جريمة صديقتها إعلاميا بهذه الطريقة أمرا غريبا، لكن التغطية الصحفية في النهاية كانت فعالة.
عندما ألقي القبض على القاتل، قال في البداية إنه أوصل ألكسندرا إلى مقهى، لكنه اعترف لاحقا بسرقة مجوهراتها وطعنها. ثم اعترف بكونه مذنبا بارتكاب جريمة القتل في جلسات المحاكمة التي بدأت في 7 أبريل/ نيسان الماضي. وعندما سأله أحد الصحفيين عن شعوره، أجاب “أنا نادم” ثم أدار ظهره وابتعد.
كان من السهل أن تحظى قصة ألكسندرا بتغطية بارزة في الإعلام، كما تقول أناستاسيا روفنوشكينا، الصحفية في موقع E1 News الروسي، لأنها أحدثت صدى كبيرا لدى الجمهور. وأغرقت تفاصيل القصة المواقع الإخبارية، وانتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتوضح “كانت ألكسندرا شابة، جميلة جدا، ومحبوبة جدا، ولديها إحساس عال بالمسؤولية”. وتضيف “جريمة قتلها كانت قاسية بشكل صادم، وقد قتلت على يد شخص سبق أن أدين بارتكاب العديد من الجرائم، وقضى 30 عاما تقريبا في السجن. لقد قتل امرأة لأن قتل النساء أسهل”.
علاوة على ذلك “كانت ألكسندرا شابة عادية، كانت أما، وكان من الممكن لأي منا أن تكون مكانها”، كما تؤكد.
“هل تشعر بالأسف لهذا النوع من ضحايا العنف؟”
لكن أولغا كانت شابة أيضا ومحبوبة، وأما لطفلةـ تكبر ابن ألكسندرا بسنة واحدة فقط. كما قُتلت على يد رجل أمضى سنوات في السجن بتهم تتعلق بارتكاب العنف ضد المرأة. لكن موتها أثار اهتماما وتعاطفا أقل بكثير من قبل عامة الناس، كما من قبل الإعلام.
أحد العناوين الرئيسية في تغطية مقتل أولغا، كان “هل تشعر بالأسف لهذا النوع من ضحايا العنف؟”، وقال عنوان آخر “التفاصيل الدموية لكيفية مقتل فتاة دعارة من بريانسك”. كما وصف أحد التقارير أولغا بـ”العاهرة”، ووصف قاتلها بـ “الجد”. في المقابل، اختزلت ألكسندرا إلى وصف “الشقراء”.
وقالت والدة أولغا لبي بي سي إن التقرير تسبب في معاناة كبيرة للأسرة، لا سيما لابنة أولغا البالغة من العمر 11 عاما.
ولم تتلق بي بي سي ردا من المواقع الإخبارية التي تحدثت عن مقتل أولغا حين طلبنا منها تعليقا. وكان رد قناة RenTV ومقرها موسكو، هو أنهم لا يستطيعون تذكر القضية، أو اسم الصحفي الذي كلف بتغطيتها.
وترى أناستاسيا روفنوشكينا، التي غطت مقتل ألكسندرا إنشينا لموقع E1 News، أن الظروف المختلفة المحيطة بمقتل أولغا تفسر التباين في التغطية.
وتقول “إن وسائل الإعلام تعكس القيم التي يتبناها الجمهور. وحين تكون القضية متعلقة بعاملات في تجارة الجنس، فإن المنطق العام يقول إن من يمشي على درب إجرامي من هذا القبيل، فهذا هو اختياره. إن ممارسة الدعارة مخالفة للقانون في روسيا، ويفترض أن التي تعمل بها تعلم أنها تعرض نفسها إلى مخاطر أكبر بكثير”.
وتضيف “ولكن إذا كنت شخصا عاديا، مثل أي شخص آخر منّا، فأعتقد أن اللغة التي تستخدمها وسائل الإعلام في الإشارة إليك ستكون مختلفة. يمكن لأي منّا أن يجد نفسه في الموقف الذي كانت فيه ألكسندرا، ولكن معظمنا لا يستطيع تخيل نفسه في موقع عاملة جنس”.
وتضيف الصحفية التي تعمل الآن في لندن “الوضع مماثل في وسائل الإعلام البريطانية. إنه نفسه في كل مكان”.
تم تعريف قتل الإناث، الذي يأتي ضمن جرائم كراهية النساء، بطرق مختلفة. فهو يوصف أحيانا بأنه قتل امرأة، لأنها امرأة. وتعرِّفه الباحثة والناشطة النسوية الروسية ليوبافا ماليشيفا بأنه قتل امرأة على يد رجل “يعرف أنه يقتل امرأة”. والمشترك بين جميع التعريفات، هو أن جنس الضحية هو العامل الأهم في مقتلها.
وحتى وقت قريب، لم يكن قتل ألكسندرا أو أولغا يصنف على أنه من بين جرائم قتل النساء حسب الأمم المتحدة، التي كان تعريفها لا يشمل سوى الحالات التي يكون فيها القاتل شريكا حميما للمرأة أو أحد أفراد أسرتها. لكن في مارس/ آذار، قدم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إطارا جديدا موسعا لوصف جرائم قتل الإناث، يقرّ بأن الغرباء أيضا يرتكبون جرائم قتل نساء، لمجرد نوعهن الاجتماعي.
وتعتبر الجريمة بأنها من جرائم قتل النساء عندما تستوفي عددا من الشروط، وفقا للهيكل العام الجديد، على سبيل المثال إذا أظهر القاتل كراهية للمرأة بسبب جنسها وهويتها، وإذا تم التخلص من جثة الضحية في فضاء عام (كما في حالة ألكسندرا)، أو إذا كانت الضحية تعمل في مهنة مستضعفة مثل الدعارة (كما في حالة أولغا).
وتقول أنجيلا مي، رئيسة قسم الإحصاء والاستطلاعات في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة “نحن بصدد توسيع إطار العمل الآن لأننا أدركنا أننا لا نحسب جميع الضحايا من النساء اللاتي قُتلن بسبب كونهن نساء”.
وتصف ذلك بأنه “لحظة مهمة”، فإذا اتبعت الدول إطار العمل الجديد “فسنكون قادرين لأول مرة على إحصاء جرائم قتل الإناث على مستوى العالم”.
وتقول إنها تأمل في أن يكون ذلك أيضا بمثابة عامل مساواة وتوازن في مقاربة قصص النساء الضحايا، ويؤدي إلى تحريرهن من الروايات التي تقدمها عنهن وسائل الإعلام.
وتضيف أن الهدف هو “ضمان أن كل امرأة تقتل يجري اعتبارها واحتسابها كضحية، بغض النظر عما إذا كانت أما، أو كانت تعمل بالدعارة، ومهما كان وضعها الاجتماعي أو الاقتصادي”.
جرائم قتل النساء وكراهية المرأة في روسيا
- وفقا لإحصائيات جرائم القتل الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في عام 2018، كان الشركاء الحميمون أو أفراد الأسرة مسؤولين عن 0.7 حالة من بين كل 100 ألف جريمة قتل إناث في المملكة المتحدة، مقابل 2.2 في الولايات المتحدة، و4.1 في روسيا.
- خفضت روسيا في عام 2017 مرتبة العنف المنزلي، بالنسبة لمرتكبيه للمرة الأولى، من جريمة جنائية إلى جنحة، طالما أن الضحية لم تحتج إلى علاج في المستشفى.
- بحسب تقرير البنك الدولي لعام 2018، لم تسجل روسيا أي نقاط في مجال حماية المرأة من العنف، وذلك بسبب غياب قانون محدد بشأن العنف المنزلي أو التحرش الجنسي في أمكنة العمل أو التعليم.
- ذكر تقرير آخر للبنك الدولي صادر عام 2019 أن الميزانية الروسية، لم تخصص أي مبالغ لمساعدة الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
حتى الآن تم التواصل مع 95 دولة لتبني إطار العمل الجديد، ومن بينها المملكة المتحدة، والبرازيل، وكوريا الجنوبية، وروسيا.
وفي حال استجابت تلك الدول فستتضح مدى جودة أو سوء معالجة كل دولة لهذه المشكلة.
ولكن الأمر لن يذهب إلى أبعد من ذلك. ولا علاقة لإطار عمل الأمم المتحدة بتقديم نصائح لأي من الدول بخصوص تغيير قوانينها.
ويشك نشطاء في أن تقوم روسيا بجمع البيانات. وحتى الآن، تنفذ هذه المهمة من قبل متطوعة متخصصة واحدة فقط، وهي الباحثة والناشطة النسوية ليوبافا ماليشيفا، التي تستخدم مواقع الأخبار الروسية كمصادر لها.
وتتلقى يوبافا تنبيهات من غوغل حول ستين موقعا، لإعلامها بوجود خبر أو مقال جديد، وهي تقرأ ما بين 500 و1000 مقال يوميا، وتضيف اسم كل امرأة تقتل إلى موقعها الإلكتروني Femicid.Net. وفي عام 2021 سجلت 1312 حالة قتل ضمن جرائم قتل النساء، وقد سجلت منذ بداية عام 2022 حتى الآن 425 حالة.
وتقول يوبافا “إن قتل النساء يمثل مشكلة في كامل المجتمع الروسي، ويؤثر على جميع النساء الروسيات، ولكن الحكومة ترفض الاعتراف بوجود المشكلة”.
وهو رأي تتفق معه المحامية ماري دافتيان المقيمة في موسكو، والتي تشير إلى أن القانون الروسي لا يتضمن إجراءات رادعة، أو وجوب خضوع الرجال الذين يظهرون ميولاً عنيفة لتدريب إلزامي على إدارة الغضب.
وتضيف “لكن الأكثر إثارة للرعب في كل هذا، هو أنه لا توجد مراقبة للذين لديهم تاريخ من العنف القائم على النوع الجنسي. وأولئك الرجال يعودون إلى ارتكاب الجرائم نفسها مرارا وتكرارا”.
وهذا ينطبق بالفعل على قاتلي ألكسندرا وأولغا. فكلاهما نزيلا سجن سابقين، وبعد أن أفرج عنهما، عادا مجددا إلى القتل.
صحيح أن الضحيتين كانتا تعيشان في مدينتين مختلفتين، وكانت لديهما طموحات مختلفة، لكن وفقا لأصدقاء كل منهما، تشترك الكسندرا وأولغا في العديد من الصفات. فكلتاهما كانتا شخصيتين مفعمتين بالحيوية، وتتميزان بضحكات صاخبة ومثيرة للعدوى.
وكل منهما كانت صديقة جيدة ومتعاونة، وموضع ثقة بالنسبة لأصدقائها، كما كانت كل من الشابتين سعيدة للغاية بتمضية الوقت مع طفلها أو طفلتها. واليوم يعيش كل من ابن ألكسندرا وابنة أولغا مع جدة محبة ومدمرة في آن واحد بسبب مقتل ابنتها.
ويؤكد أصدقاء المرأتين أنه عندما يكبر الصبي والفتاة، ويبحثان عن إجابات، وبغض النظر عما قد يكون مكتوبا في الصحافة، فسيخبراهما الذين عرفوا والدتيهما وأحبوهما بأن المرأتين كانتا ضحيتي مشكلة اجتماعية ملحة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال إلقاء اللوم على أي منهما في حادثة مقتلها.
[ad_2]
Source link