الانتخابات اللبنانية: هل ينجح البرلمان بتشكيلته الجديدة في إخراج البلاد من أزمتها ؟
[ad_1]
أخيرا أعلنت نتائج الانتخابات النيابية في لبنان، لتفجر الكثير من المفاجآت سواء للبنانيين في الداخل، أو لمن يتابعون الشأن اللبناني في مناطق كثيرة من العالم، ولتخالف الكثير من التوقعات التي تحدث البعض عنها، طوال الأشهر الماضية.
ومع إعلان وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، النتائج النهائية للانتخابات، تأكد أن المجلس النيابي الجديد، ليس مثل سابقيه من المجالس، بعد أن تمكن مرشحون جدد، من انتزاع العديد من المقاعد، من حصص الأحزاب والمرشحين التقليديين في البلاد، ومن دوائر كانت تمثل قلاعا حصينة، لسياسيين تقليديين ينتمون لأحزاب السلطة.
أبرز المفاجآت
أما أبرز المفاجآت، فكان ذلك الاختراق الكبير، الذي حققته قوى التغيير المنبثقة عن انتفاضة الشارع اللبناني، في تشرين الأول أكتوبر عام 2019، فقد انتزعت لوائح المستقلين أو المجتمع المدني، 13 مقعدا من مقاعد البرلمان الجديد، وهو أمر ليس بهين على الساحة السياسية اللبنانية، التي اعتادت أن تتحكم فيها قوى سياسية تقليدية.
ومع هذا الاختراق لمرشحي قوى التغيير في لبنان، تردد السؤال حول ما إذا كان هؤلاء الثلاثة عشر عضوا، سيستطيعون إحداث فارق كبير في القرار السياسي اللبناني أم لا، أما المتشائمون فيرون أن هؤلاء الثلاثة عشر عضوا، لن يستطيعوا إحداث تغيير في المشهد ، وأنهم جميعا من الوجوه الجديدة، ممن يفتقدون الخبرة السياسية، وأساليب التعامل مع عتاة السياسة، في بلد يقوم نظامه على المحاصصة الطائفية.
إلا أن المتفائلين يرون أن الاختراق كبير بحق، وأنه من غير المنطقي أن يحدث التغيير مرة واحدة، لكن وجود هؤلاء الأعضاء، الذين ينتمون للشارع وحركته
سيكون أمرا له مابعده، وقد يمثل توطئة لتغيير أكبر في المرات القادمة، ويرى المتفائلون أيضا، أن وصول هذه الشخصيات المستقلة للبرلمان، سيسمح لها بأن تشكل مع نواب آخرين مستقلين عن الأحزاب التقليدية، كتلة موحدة داخل البرلمان.
أما المفاجأة الثانية فكانت ذلك التقدم الكبير، الذي حققه حزب “القوات اللبنانية”، بزعامة سمير جعجع، والمعروف بعدائه لحزب الله، وعلاقاته الوثيقة مع المملكة العربية السعودية، إذ تمكن من الحصول على 20 مقعدا ، منتزعا الزعامة المسيحية داخل البرلمان اللبناني، من منافسه المسيحي القوي “التيار الوطني الحر “، المتحالف مع حزب الله، بزعامة الرئيس ميشيل عون والذي حقق تراجعا ملحوظا.
على الجانب الآخر، ورغم احتفاظ تحالف حزب الله وحركة أمل، بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، بكامل المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية (27 مقعدا)، إلا أن الحزب تلقى ضربة قوية، بفعل خسارته للأكثرية النيابية، التي كان يتمتع بها مع حلفائه في البرلمان السابق، وكانت تضم 71 نائبا لسابق.
وبعيدا عن حديث المفاجآت، يبقى السؤال الأهم، وهو ماذا بعد؟ إذ يرى جانب من المحللين أن العبرة ليست بالانتخابات، ولكن بما بعدها، وكيف سيتعامل البرلمان اللبناني بتشكيلته الجديدة، مع الاستحقاقات السياسية القادمة، في وقت يرون فيه أن الواقع الجديد، أظهر عدم وجود قوة سياسية بعينها، تسيطر على المشهد السياسي داخل البرلمان، وهو ما سيضع البرلمان أمام خيارين إما أن يتعاون لانقاذ البلاد، أو أن يدخل في مشاكسات بين قواه المختلفة، وهو ما سينعكس سلبا على لبنان بكامله.
اختبار الاستحقاقات
ويمثل تشكيل الحكومة اللبنانية، التي ستكون بمثابة حكومة تصريف أعمال، الاستحقاق الأول، الذي سيجد البرلمان اللبناني نفسه في مواجهته، وعليه أن يتشاور مع رئيس الجمهورية، لتسمية الشخصية التي ستترأس هذه الحكومة، في وقت يتوقع فيه المتشائمون، أن تؤدي المناكفات السياسية داخل البرلمان، إلى تأجيل إعلان تلك الحكومة، في وقت يعد فيه لبنان، في أمس الحاجة إلى حكومة تبدأ مسار الإصلاح، لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية الطاحنة.
أما الاستحقاق السياسي الثاني والمهم، فهو انتحاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، بعد أن تنتهي فترة ولاية الرئيس الحالي ميشال عون، في 31 تشرين الأول/أكتوبر القادم، وهي قضية يتوقع أن تثير انقساما كبيرا، ربما يؤدي من وجهة نظر المتشائمين، إلى إحداث فراغ في الرئاسة اللبنانية على غرار ماحدث قبل العام 2016.
وبين تفاؤل وتشاؤم، تبقى عين المواطن اللبناني دوما، على حالته المعيشية المتدهورة، في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة يشهدها لبنان، ويحمل الناس المسؤولية عنها، للطبقة السياسية الحاكمة، وهم يحدوهم الأمل في أن يكون شكل البرلمان الجديد، بداية على طريق إصلاح، ينقذ الدولة اللبنانية من الانهيار.
كيف ترون نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية؟ وماهي المفاجأة الأكبر بها من وجهة نظركم؟
هل يتمكن مرشحو قوى التغيير الفائزون من إحداث أي تغيير في المشهد السياسي؟
وما هو حجم التغيير الذي يمكن أن يحدثه هؤلاء المستقلون؟
برأيكم لماذا تمكن حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع من الفوز بهذا العدد الكبير من المقاعد؟
وكيف سيكون موقف حزب الله بعد أن خسر الأغلبية النيابية؟
هل ترون أن عدم وجود قوة غالبة في البرلمان سيكون في مصلحة استقرار سياسي في لبنان أم العكس؟
وكيف ترون التوقعات بشأن الحكومة القادمة؟
ومارأيكم فيما يقال عن احتمالات حدوث فراغ رئاسية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشيل عون في اكتوبر القادم؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 18 مايو/ أيار
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link