شيرين أبو عاقلة: إسرائيل تعلم أنها ستفلت من العقاب على مهاجمة جنازة مراسلة قناة الجزيرة
[ad_1]
ناقشت الصحف البريطانية بنسختيها الورقية والإلكترونية العديد من الموضوعات من بين أبرزها: علم إسرائيل أنها ستفلت من العقاب على مهاجمة جنازة شيرين أبو عاقلة، وتحذيرات بنك إنجلترا من كارثة قد يسببها عجز إمدادات الغذاء على مستوى العالم.
نستهل جولتنا في الصحف البريطانية من صحيفة الغارديان التي قالت إنها كانت صدمة للجميع أن يشاهدوا جنود شرطة الحدود الإسرائيلية وهم يهاجمون جنازة الصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة. ولم تكن تلك الصدمة فقط من فرط قسوة الشرطة الإسرائيلية، بل لأن القوات الإسرائيلية أقدمت على تلك الممارسات التي ألحقت ضررا بالغا بسمعة إسرائيل، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.
ولم يكن هذا الهجوم هو الإجراء العدائي الوحيد الذي أقدمت عليه إسرائيل ضد أبو عاقلة، إذ يرجح أن الصحفية الفلسطينية قُتلت برصاص قناص إسرائيلي، كما داهمت الشرطة الإسرائيلية منزل أسرتها وهددت شقيقها قبيل الجنازة، وغيرها من الممارسات التي تعكس إحساسا متزايدا لدى صناع القرار وقادة الجيش في إسرائيل بالقدرة على الإفلات من العقاب مهما فعلوا.
وكانت إسرائيل قد وعدت الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن جنازة أبو عاقلة سوف تلقى القدر الكافي من “الاحترام”، لكن ذلك لم يتحقق على الإطلاق. وأظهرت الفيديوهات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ممارسات تتناقض مع ما وُعد به بايدن، إذ كان جنود إسرائيليون يمزقون العلم الفلسطيني الذي كان يغطي جثمان الصحفية الراحلة، كما انهال الجنود ضربا بالهراوات على حاملي الجثمان حتى كاد أن يسقط على الأرض.
رغم ذلك، لم تصدر إدانة واحدة من قبل الولايات المتحدة لقيادات إسرائيل بسبب ما حدث، بل لم تصدر أي إدانة لأي من ممارسات جيش الاحتلال لسنوات طويلة، وفقا لكاتبة المقال، إليزابيث تسوركوف. واقتصر رد فعل الخارجية الأمريكية تجاه ما حدث على تصريحات لأنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية، وصف فيها القوات الإسرائيلية بأنها “تطفلت على مراسم الجنازة” كما لو كانت تلك القوات ضيوفا أتوا إلى الجنازة بلا دعوة.
ويمكن لإسرائيل أن تأمن العقاب على جميع ما تقترفه في حق الفلسطينيين وما تقدم عليه من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية اعتمادا على صمت المجتمع الدولي وتقاعس العالم. وبينما لا يبدو أن الحكومة الإسرائيلية سوف تتخذ إجراءات للتحقيق فيما حدث أثناء الجنازة وتؤدب الجنود المتورطين أو تٌسائل القناص الذي قتل أبو عاقلة – التي كانت ترتدي سترة تشير بوضوح إلى أنها صحفية – دون أن يتسبب ذلك في إدانتها دوليا، قد تواجه الحكومة الحالية انتقادات حادة من الداخل من جانب اليمين الإسرائيلي.
وقد تأتي الانتقادات من اليمين نظرا لاختفاء شبه كامل لقوى اليسار السياسي في إسرائيل منذ حوالي عشر سنوات بعد أن أصبحت الغلبة في المشهد الإسرائيلي لليمين المتشدد بدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، وهو ما يعني أن المنافسة السياسية في البلاد تأتي من قلب الكتلة اليمينية. ودفعت الهيمنة اليمينية على الساحة أغلب السياسيين الإسرائيليين إلى التحول إلى اليمين حتى لا يفقدوا شعبيتهم.
وكانت تلك الهيمنة سببا في أن يأمن أغلب الجنود سواء في الشرطة والجيش الإسرائيلي العقاب حال الإقدام على أي ممارسات تنطوي على انتهاكات أو جرائم في حق الفلسطينيين. ورغم حرص نتنياهو ومن بعده نافتالي بينيت، رئيس الوزراء الحالي على تفادي الظهور بمظهر المتهاون مع القوات الإسرائيلية، غالبا ما كانا يفشلان في ذلك.
والأحداث التي تدل على ذلك عديدة، أبرزها التقاط كاميرات للجندي الإسرائيلي إيلور عزاريا وهو يقتل شاب فلسطيني معاق في الخليل في 2016. وكان رد الفعل المباشر لنتنياهو هو إدانة الحادث، لكنه دعا إلى العفو عن عزاريا بعد رؤية نتائج استطلاعات رأي إسرائيلية تؤيد ذلك. وبعد أن قضى الجندي تسعة أشهر في السجن الحربي، أُطلق سراح الجندي القاتل وتحول إلى أحد نجوم الأوساط اليمينية في إسرائيل.
وقالت منظمة يش دين الحقوقية غير الحكومية الإسرائيلية إن 7 في المئة فقط من الشكاوى ضد الجنود الإسرائيليين انتهت إلى المحاكمة بينما أُغلق 80 في المئة من تلك الشكاوى دون إجراء تحقيق جنائي، وهو ما يجعل أفراد القوات الإسرائيلية يأمنون العقاب ولا يتوقعون على الإطلاق أن يواجهون أية تبعات لما يقدمون عليه من انتهاكات.
وقالت الغارديان إن محاولات تمزيق الجنود الإسرائليين العلم الفلسطيني الذي غُطي به جثمان أبو عاقلة توضح أن له مدلولا سياسيا واضحا يتضمن أنهم يريدون طمس أي معالم تدل على الهوية الفلسطينية.
ورغم ما ألحقته ممارسات القوات الإسرائيلية أثناء جنازة أبو عاقلة من أضرار بسمعة إسرائيل، لن تجد القيادة الإسرائيلية ما يحملها على التوقف عما ترتكبه من انتهاكات في حق الفلسطينيين إذا لم تظهر إدانة دولية لها نتائج سياسية ملموسة لما حدث في جنازة الصحفية الفلسطينية.
بنك إنجلترا يحذر من كارثة
ننتقل إلى أروقة مجلس العموم، إذ وقف محافظ بنك إنجلترا، أندرو بايلي، للشهادة على الأوضاع الاقتصادية أمام لجنة الخزانة في البرلمان البريطاني.
وحذر بايلي من عجز “مروع” في إمدادات الغذاء على مستوى العالم، مؤكدا أنه يقف “عاجزا” عن مواجهة التضخم الذي يحقق ارتفاعات حادة في الفترة الأخيرة وسط أضرار بالغة لحقت بالاقتصاد البريطاني جراء الصراع في أوكرانيا، وفقا لصحيفة التليغراف البريطانية.
وأضاف بايلي أن “الأسعار ترتفع بأسرع وتيرة لها منذ 30 سنة، مما يتسبب في صدمات كبيرة للدخل يتوقع أن تزداد حدتها في الأشهر القليلة المقبلة”، مرجحا أن “الصدمات التي تواجهها بريطانيا لا تُعد ولا تُحصى وسط الارتفاعات الحادة في أسعار الطاقة والغذاء لأسباب تتعلق بقوى السوق العالمية خارجة عن سيطرتنا”.
وأشار محافظ بنك إنجلترا إلى أن مخاوفه تتزايد حيال أن تفشل أوكرانيا، واحدة من أكبر منتجي المحاصيل الغذائية على مستوى العالم، في إيجاد طريقة لتصدير منتجاتها من المواد الغذائية والزيوت النباتية إلى الخارج رغم توافر تلك المنتجات في مخازنها.
وقال محافظ البنك المركزي: “أوكرانيا لديها الطعام في المخازن. وعلى الرغم من أن وزير الاقتصاد هناك بدا متفائلا حيال زراعة المحاصيل، إلا أنه أكد عدم وجود طريقة يمكن لأوكرانيا من خلالها أن تصدر تلك المنتجات وأن الأمور قد تزداد سوء”.
وأكد بايلي أيضا أن الشيء الذي يمثل الجزء الأكبر من مخاوفه والذي يبدو الأمر فيما يتعلق به “مروعا”، على حد وصفه، هو الغذاء.
وأضاف: “الأمر غير مريح جدا جدا – وأحاول البحث عن كلمة أكثر خطورة من ذلك – إن الوضع الذي نحن فيه صعب جدا جدا”.
وتابع: “لنتوقع ارتفاع التضخم إلى 10 في المئة وأنه ليس لدينا ما يمكننا فعله لوقف 80 في المئة من هذا القدر من الارتفاع، أستطيع أن أخبركم بوضوح أننا في موقف صعب للغاية. وعلينا أن نعترف بحقيقة الموقف الذي نحن فيه”.
ويتوقع أن تعرض تلك التصريحات بايلي للمزيد من الضغوط من جانب أعضاء البرلمان، خاصة بسبب تصريحاته التي تضمنت أن البنك المركزي يقف “عاجزا” في مواجهة ارتفاعات التضخم.
كما يرجح أن يواجه محافظ البنك المركزي انتقادات من جانب المشرعين البريطانيين من حزب المحافظين الحاكم، قد تتضمن أن السلطات النقدية فشلت في التحرك في الوقت المناسب.
ويرى خبراء أن بنك إنجلترا تحرك بوتيرة بطيئة على صعيد رفع الفائدة عندما بدأ الارتفاع الحاد في الأسعار العام الماضي علاوة على انتقادات أخرى تواجهها المؤسسة بأنها تأخرت في وقف التيسير الكمي وبرنامج شراء الأصول.
ومن المعروف أن الأدوات النقدية التقليدية لمواجهة التضخم هي رفع الفائدة ووقف برامج شراء الأصول بهدف التصدي لأي ارتفاعات حادة في الأسعار.
تجربة روسيا قد تردع الصين
وإلى صحيفة الفاينانشال تايمز حيث تناول الكاتب جدعون راتشمان الدروس المستفادة التي ينبغي أن تكون روسيا قد تعلمتها من غزوها لأوكرانيا، مرجحا أن أغلب الدول الكبرى التي تمتلك أقوى الجيوش في التاريخ المعاصر خسرت معاركها عندما حاولت غزو دول أصغر أو أضعف.
وأشار الكاتب في مقاله إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو وحده الذي كان مخطئا في حساباته قبل شن هجومه على أوكرانيا. فقد كان هو وكبار مسؤولي إدارته وكبار القادة في الجيش الروسي ومعهم أجهزة مخابرات دول الغرب ومسؤولين في الإدارة الأمريكية ودول أوروبا يتشاركون نفس الاعتقاد بأن القوات الروسية بإمكانها أن تسحق أوكرانيا خلال عدة أيام.
لكن ذلك لم يحدث، إذ تستمر الحرب في أوكرانيا للشهر الثالث على التوالي منذ أن بدأت روسيا اجتياح الحدود في 24 فبراير/ شباط الماضي. ولم يتوقف القتال في تلك الدولة التي يمزقها الصراع حتى الآن، ولا يعلم أحد متى ينتهي القتال هناك.
واستشهد الكاتب بما قاله الباحث السياسي الأكاديمي الهندي براتاب بهانو ميهتا من أن “واحد من أسرار السياسة الدولية التي لم تكتشف بعد على الرغم من سجلها (الدول التي تمتلك جيوش قوية) المروع في هذه الحروب غير المتناظرة، إلا أنها تظل على قناعة بأنها سوف تنتصر”.
وأشار إلى أن الصين كانت هي الدولة الوحيدة التي تمكنت من مقاومة إغراء الحرب منذ غزوها فيتنام عام 1979. فمنذ ذلك الحين، تعلمت بكين الدرس جيدا وأدركت أنها لن تنتصر في مثل هذه الحرب.
وكانت النتيجة أن ركزت الصين، منذ ذلك الوقت، على اقتصادها وأحدثت بالفعل تغييرات جوهريه في الاقتصاد والمجتمع حتى أصبحت ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة. على الرغم من ذلك، أظهرت الصين في السنوات القليلة الماضية حنينا لميدان المعركة اتضح من خلال زيادة الإنفاق العسكري وإجراء التدريبات العسكرية بالقرب من تايوان للتلويح بإمكانية استخدام القوة، علاوة على أفلام الحروب التي تتصدر شباك التذاكر في الصين محققة أعلى الإيرادات.
ومع ذلك، يبدو أن التجربة الروسية في أوكرانيا قد تردع بكين عن التفكير في التدخل العسكري في تايوان وأن تثني الصين عن خوض حرب قصيرة لتحقيق مجد عسكري. ويقول المؤرخ آدم توز: “باستثناء حروب التحرير الوطني، أجد صعوبة بالغة في أن أذكر اسم حرب واحدة منذ عام 1914 أسفرت عن نتائج إيجابية لصالح الدولة التي تبدأ بالعدوان”.
[ad_2]
Source link