اكتشاف مقبرة جماعية في هولندا لجنود بريطانيين قضوا جراء المرض في القرن الثامن عشر
[ad_1]
- بول كيربي
- بي بي سي نيوز
أكد علماء الآثار أن الاثنين وثمانين هيكلاً عظمياً التي عُثر عليها في قبر جماعي في مدينة فيانن الهولندية تعود في معظمها لجنود بريطانيين قضوا جراء المرض في أحد المستشفيات الميدانية في القرن الثامن عشر.
وكان علماء الآثار قد وجدوا تلك الهياكل خارج السور القديم للمدينة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 ثم أخضعت للبحث من قبل عالمة الأنثروبولوجيا والتحليل الجنائي أبريل بيبيلينك.
كانت جميع الهياكل العظمية، باستثناء أربعة، تعود لرجال جاء معظمهم من جنوبي انجلترا.
وقالت أبريل: “من المرجح أن هؤلاء الشبان جاءوا للقتال ضد الفرنسيين، لكنهم فقدوا حياتهم بسبب سوء الأوضاع الصحية في المستشفى الميداني”، كما قالت لبي بي سي. وأضافت أبريل: “في البداية اعتقدنا أن هؤلاء الرجال ماتوا متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها في المعركة، ولكن خلال البحث الذي أجريته اتضح لي أن حوالي 85 في المائة منهم عانوا من الإصابة بمرض أو أكثر، بينما كانت جروحهم الناجمة عن صدمة الحرب قد تعافت كلها”.
أخذت عينات من ستة هياكل عظمية وخلص تحليل النظائر لعظامهم إلى أن واحداً منهم جاء من جنوبي إنجلترا، ربما من كورنوول، والثاني من جنوبي كورنوول والثالث من بيئة مدنية انجليزية. وربما كان اثنان آخران من هولندا ولكن من أصل انجليزي محتمل بينما كان السادس من ألمانيا.
كان الرجال يُعالجون في مستشفى ميداني بقلعة باتستين في مدينة فيانن. ونظراً لأنه قبر جماعي ولكونهم ماتوا جميعاً تحت نفس الظروف، فإن العينة التي أخذت من ستة هياكل عظمية كانت كافية، كما قال عالم الآثار هانز فينسترا لبي بي سي.
لقد وقعت حربان هناك في القرن الثامن عشر، لكن واحدة منها فقط شارك فيها جنود بريطانيون، وهي “حملة الفلاندرز” خلال الفترة من 1793-1795 ضد فرنسا. وعمل جنود ألمان من مقاطعتي “هيسين” و “هانوفر” عن كثب مع الجنود البريطانيين خلال الحملة.
وهذا كان في إطار حرب “التحالف الأول”، بين فرنسا ما بعد الثورة والعديد من القوى الأوروبية، ومن بينها بريطانيا وروسيا وبروسيا وإسبانيا وهولندا والنمسا.
ومنذ نهاية العام 1794-1795، كان الجنود البريطانيون يعالجون في مكان يبعد مسافة قصيرة عن موقع القبر الجماعي، ويعتقد الباحثون أن الظروف السيئة والمكتظة لحياة الجيش أدت إلى انخفاض المقاومة للعدوى البكتيرية لدى الجنود.
وكان متوسط أعمار الضحايا البالغين حوالي 26 عاماً لكن بعض من قضوا كانوا في سن المراهقة. وظهرت على حوالي 60 في المائة من العينات آثار إصابة أو أكثر وجميعها لها سبب واحد هو بكتيريا المكورات الرئوية.
“إذا قرأت كتب التاريخ فستجدها دائماً تتحدث عن الأشخاص في السلطة- غالباً عن الجيوش والجنرالات والملوك والملكات ولكنها لا تتحدث أبداً عن الأشخاص العاديين الذين عليهم القيام بالعمل القذر كله”، كما قال فينسترا، الذي يعتقد أن هذا الاكتشاف ساعد في ملء الفراغ في معرفتنا عن تلك الفترة.
وأضاف قائلاً: “إن ذلك هو ما يجعل هذا الاكتشاف مهماً. فقد عاشوا في ظروف سيئة للغاية، ونشأول جميعهم في ظروف فقيرة فيها الكثير من سوء التغذية والعمل الشاق. وكانوا قد دمروا ظهورهم من خلال القيام بالعمل الشاق”.
[ad_2]
Source link