ألعاب الفيديو: كيف تنامت العلاقات بين الشركات المنتجة لها وبين الجيوش؟
[ad_1]
- ستيفان باول
- مراسل ألعاب الفيديو
تلقى الأجانب الذين يفكرون في السفر للقتال في أوكرانيا تحذيرا واضحا في وقت سابق من العام الحالي، مفاده بأن الحرب “ليست لعبة الفيديو Call of Duty”.
ففظائع ساحة المعارك على أرض الواقع تختلف أيما اختلاف عن النسخ الافتراضية، وذلك رغم التطورات الهائلة التي شهدتها ألعاب الفيديو في الأعوام الأخيرة.
بيد أن علاقة صناعة ألعاب الفيديو بالجيوش شهدت تقاربا، سواء من خلال التقنية التي تستخدم في تدريب الضباط، أو التكتيكات الرامية إلى تغيير المفاهيم السائدة عنها، أو إقامة علاقات أوثق مع العسكريين السابقين، أو ببساطة نظرا لأن الجنود يمارسون تلك الألعاب.
يقول دان غولدبرغ الذي خدم في البحرية الأمريكية في السابق، وحاليا يدير مؤسسة “Call of Duty Endowment” الخيرية لمساعدة العسكريين السابقين والتي تربطها صلات بالشركة المنتجة للعبة الشهيرة: “هناك بكل تأكيد علاقة وثيقة بين ألعاب الفيديو وبين الجنود الذين لا يزالون في الخدمة والعسكريين السابقين الأصغر سنا”.
ويضيف غولبرغ إن تلك العلاقة سوف تتواصل.
ألعاب الحرب
في الماضي، كان القادة العسكريون يخططون ويجهزون ويختبرون تكتيكاتهم على خريطة ورقية بالية.
وكانوا يحركون نماذج خشبية فوق تلك الخرائط للتعبير عن تحركات الجنود.
أما الآن، فهم يمارسون ما يمكن أن يطلق عليه نوعا من ألعاب الفيديو بدلا من ذلك.
تقنيات ألعاب الفيديو الحديثة تمكن الجنرالات من أن يفعلوا شيئا شبيها لما كان يفعله نظراؤهم التاريخيون – ولكن بطريقة أكثر تقدما.
يقول جو روبينسون من شركة “Improbable” للتكنولوجيا إن “تقنيات ألعاب الفيديو أصبحت مؤثرة ومفيدة بشكل مذهل من خلال قدرتها على إعادة بناء العالم الواقعي بكل تعقيداته داخل عالم افتراضي”.
تسمح برمجيات “Improbable” بخلق سيناريوهات واقعية للحرب في الواقع الافتراضي واستكشافها إما من خلال لقطة علوية، كما ترى في ألعاب استراتيجيات الحرب مثل Company of Heroes أو من خلال منظور الراوي كما في ألعاب مثل Counter Strike.
من تأثير الهجمات السيبرانية والمعلومات الخاطئة إلى السمات الديموغرافية للسكان والبنى التحتية، يتم تزويد البرمجيات بالعناصر المتعددة التي تؤثر على الحروب العصرية، ويكون لتلك العناصر أثر على تطورات المواقف. إن هذا أكثر بكثير من مجرد أماكن نشر الجنود وتحركاتهم.
يضيف روبنسون: “التهديدات قد تأتي من أي مكان في وقتنا هذا. ومن الصعوبة بمكان معرفة الكيفية التي ستتطور بها [تلك التهديدات] وتأثير ذلك على ساحة المعركة. من الصعب للغاية البدء في التخطيط والتدريب للتعامل مع هذه المشكلات.
“إننا نمّكن صناع القرار من تجريب الأفكار واختبار الاستراتيجيات والمعدات الجديدة، وندرب القوات على التعامل مع هذه البيئات المعقدة والمتغيرة بشكل مستمر. وسرعان ما يساعدك ذلك على فهم كيف تؤثر الأشياء على بعضها بعضا، وما الدروس التي يمكن الاستفادة منها”.
ليس التدريب فقط هو ما تستخدم فيه هذه التقنية، بل يتم تطبيقها كذلك على “عمليات تحدث حاليا في العالم الواقعي”، ما يعني أنها توفر الدعم “على طول الخط ووصولا إلى تنسيق العمليات”، بحسب روبنسون .
تقول شركة Improbable إن تقنيتها تُستخدم من قبل القادة العسكريين في النزاعات في مختلف أنحاء العالم في الوقت الراهن، ولكن الشركة لم تخبرنا بالأماكن المحددة التي تستخدم فيها لأسباب أمنية.
تواصل
أضحت ألعاب الفيديو جزءا حيويا من مساعي الجيش البريطاني الرامية إلى التواصل والتفاعل مع أفراد الشعب.
من زيارات مؤتمرات ألعاب الفيديو إلى استخدام تلك الألعاب في الحملات الدعائية والتفاعل المستمر مع الأشخاص على منصات البث مثل Twitch، من الواضح أن كبار المسؤولين يرون أن الملايين الذين يمارسون ألعاب الفيديو بانتظام في المملكة المتحدة يشكلون شريحة ديمغرافية مهمة حرية بأن يتواصلوا معها.
يقول اللفتينانت كولونيل تيم إليوت في حوار مع بودكاست Press X to Continue المتخصص في ألعاب الفيديو والذي يُبث على موقع وتطبيق BBC Sounds: “الفكرة الرئيسية هي سد الهوة بين الجيش المنعزل في ثكناته وبين أفراد الشعب الذين نعمل على خدمتهم”.
اللوتينانت كولونيل إليوت هو رئيس وحدة الرياضة الإلكترونية بالجيش. في الوقت الحالي، يقوم الجنود بانتظام ببث جلسات ألعاب الفيديو التي يشاركون فيها على الإنترنت، حيث يستعرضون مهاراتهم ويتواصلون مع أفراد الشعب ويبنون مجتمعا من المشاهدين.
يقول إليوت: “الجيش يدرك أن هناك مسافة متنامية بيننا وبين الناس، ولذا فإن الفكرة هي أن نحاول سد الفجوة لكي يفهم عامة الشعب طبيعة عملنا، ويفهم أننا بالأساس مثلهم ولكننا نرتدي زيا عسكريا”.
يضيف أن ثمة اختلافا بين مجهودات التواصل هذه وبين حملات التجنيد. “نستطيع أن نتفاعل مع الناس، ويستطيعون هم أن يطرحوا أسئلة على الجنود، ولكن ليس هناك كتيبة تجنيد، فنحن لا نفعل ذلك بغرض التجنيد، بل زيادة الوعي. فالكثير من الأسر لم يعد لديها أفراد في الجيش”.
لكنّ محترفي ألعاب الفيديو لديهم مجموعة من المهارات التي يريدها الجيش – مثل سرعة رد الفعل، ومهارات التواصل وحل المشكلات.
هذه العلاقة الوليدة والواعدة لفتت الانتباه، ولكنها لم تنل ترحيب الجميع في الماضي. ففي عام 2019، كانت هناك انتقادات لطاقم التجنيد في الجيش لقيامهم بتوزيع منشور عسكري أُرفق بمجلة PlayStation المتخصصة في ألعاب الفيديو، حيث اتُهم الجيش باستهداف الأطفال.
استخدام منصات بث الألعاب ليس مقصورا على القوات المسلحة البريطانية، فالجيش الأمريكي أيضا يستخدم منصة تويتش كأداة للتجنيد، رغم أن هذه الخطوة كانت محل جدل يتعلق بحرية التعبير.
“الجنود أيضا يحبون اللعب”
يعمل العريف جونا جَب مسعفا في الجيش البريطاني، ويُعرف على الإنترنت باسم “Ace”. يأخذ جونا جهاز Nintendo Switch (نينتيندو سويتش) معه عندما يسافر إلى الخارج، ويحب سلسلة ألعاب Mario Kart (ماريو كارت).
يقول إن العديد من الجنود في مناطق النزاع عبر أنحاء العالم يحبون استخدام مقبض التحكم بالألعاب كحبهم لاستخدام السلاح. ويضيف إن “ممارسة ألعاب الفيديو، لا سيما مع الأصدقاء في أرض الوطن، هي إحدى وسائل الاستمرار في التواصل، كما أنها تساعد في إعطاء الأولوية للصحة العقلية وفي الهروب من جو الوظيفة لبعض الوقت”.
“نعم نحن جنود، ولكن الناس ينسون أننا أيضا بشر، واللعب مع الأصدقاء يمكنني من الابتعاد عن أجواء العمل وتخفيف الضغوط التي تفرضها علي البيئة المحيطة بي”.
هذا الارتفاع في عدد أفراد الجيش الذين يمارسون ألعاب الفيديو من أسباب زيادة تأثير ممارسة تلك الألعاب على برنامج الجيش الرامي إلى بناء جسور تواصل مع أفراد الشعب.
أعمال خيرية
مثال آخر على تلك العلاقة المتنامية هو أن الشركات التي تحقق أرباحا من ألعاب الفيديو القتالية تقول إنها تجمع تبرعات لصالح المؤسسات الخيرية التي تساند أفراد الجيش وتدعمها.
تأسست جمعية “Call of Duty Endowment” الخيرية المعروفة اختصارا ب “Code” عام 2009، وهي تساعد العسكريين السابقين على العثور على وظائف بعد انتهاء فترة خدمتهم في الجيش.
يقول دان غولدبرغ إن لعبة Call of Duty “مستوحاة من العمل الذي يقوم به الرجال والنساء الذين يرتدون الزي العسكري، وفكرة رد الجميل فكرة جيدة جدا”.
ونظرا لأن شركة Activision Blizzard (أكتيفيجان بليزارد) التي تنشر اللعبة تحقق أرباحا طائلة من المبيعات التي تتناول الحروب والمعارك، فإنه ليس مستغربا أن تتحمل نفقات هذا المشروع.
يضيف غولدبرغ: ” أظن أن الطريقة الأمثل والأكثر شاعرية للعرفان بالجميل هي ضمان انتقال العسكريين للحياة المدنية بشكل سلس بعد انتهاء خدمتهم”.
“من الواضح للغاية أن أفضل طريقة للمساعدة في ذلك الانتقال هي التوظيف، فهو الشيء الذي يحتاج إليه الجميع. إذا كانت لديك وظيفة، يصبح من الممكن التغلب على التحديات الأخرى مثل الأمور المتعلقة بالصحة العقلية”.
ويمضي غولدبرغ في القول بأن ممارسة ألعاب الفيديو تعتبر إحدى الوسائل التي يستطيع من خلالها العسكريون السابقون أن يظلوا على اتصال مع بعضهم بعضا، ولذلك فقد توطدت علاقته بهؤلاء.
[ad_2]
Source link