ما المنتظر بعد زيارة أردوغان للسعودية وحديثه عن انفتاح مرتقب تجاه مصر؟
[ad_1]
فتحت الزيارة الأخيرة، التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة العربية السعودية، وتصريحاته خلال رحلة العودة إلى أنقرة، عن آفاق جديدة لتطوير العلاقات مع جيران تركيا الإقليميين، فتحت الباب أمام نقاش واسع، عن سياسة أردوغان، الملتزمة أولا وقبل كل شئ بالمصلحة التركية، وعن ما قد تشهده الأيام القادمة، من تطبيع كامل للعلاقات مع دول استحكم العداء بينها وبين أنقرة لسنوات، وأيضا عن الرابحين والخاسرين من التقارب التركي، مع هذه القوى الإقليمي، وعلى رأسهم شخصيات المعارضة المصرية، الذين يعيشون في تركيا، والذين وفرت لهم أنقرة الحماية على مدى السنوات الماضية.
وكان أردوغان قال للصحفيين، على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته إلى تركيا إن : “تركيا مستعدة لبذل الجهود في سبيل تحقيق المنفعة المتبادلة والاستقرار في المنطقة. وآمل أن يسهم الحوار بين أنقرة والرياض في تعزيز الاستقرار والتضامن في العالم الإسلامي”.، كما تطرق الرئيس التركي إلى أفق الحوار بين بلاده ومصر، مبديا استعداد أنقرة لتطويرها، على غرار حوارها مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الحوار بين أنقرة والقاهرة قائم بالفعل على مستوى الاستخبارات، ووزارتي الخارجية وأوساط الأعمال.
وتثبت تصريحات أردوغان، التي يعززها بتحركاته، مايقال دوما، عن أن ما يحرك الرئيس التركي، هو المصلحة التركية الخالصة، بعيدا عن تشابكات السياسة والحلفاء، ويشير المراقبون دوما إلى أن أهم مايميز السياسة التركية الخارجية هو البراجماتية، والسعي إلى حيث توجد مصلحة البلاد.
وتأتي تحركات الرئيس التركي، في سياق جهود اقليمية واسعة، بدأها في الفترة الأخيرة، لتحسين علاقات بلاده مع عدد من الدول في المنطقة، على رأسها مصر، والإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل، في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة، أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات الأجنبية، وأثرت سلبا على الاقتصاد المحلي.
ويركز محللون، على أن المحرك الأساسي لتحركات أردوغان، تجاه السعودية والذي دفعه للزيارة الأخيرة للرياض، هو اقتصادي محض، ويرى هؤلاء أن الأزمة الأخيرة، التي لحقت الاقتصاد التركي، هي التي دفعته للبحث عن منافذ بديلة، بعد تخطي نسبة التضخّم في تركيا، نسبة 60 بالمائة خلال الأشهر الماضية.
وتقول وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء، إن مجلس الغرف التجارية السعودية، توقع ارتفاع واردات المملكة من تركيا، خلال الفترة القريبة المقبلة، في إشارة دالة، على التحسن المضطرد للعلاقات بين البلدين، عقب فترة ركود تجاري بينهما، تخللها قرار الرياض وقف استيراد المنتجات التركية وحجبها عن الأسواق السعودية، وإقصاء شركات البناء التركية العملاقة من المشاركة في أي مشاريع سعودية، فضلا عن امتناع السياح السعوديين عن زيارة تركيا، وهو ما ألحق ضررا فادحا بقطاع السياحة التركي.
مثلت قضية مقتل الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، في تشرين الأول/أكتوبر 2018، أبرز نقاط التوتر في العلاقات السيئة بين الرياض وأنقرة،على مدار خمس سنوات، وكانت أنقرة قد اتهمت النظام السعودي، بتدبير الجريمة على أراضيها، وتحدث الرئيس التركي ساعتها عن “شخصيات سعودية نافذة” أعطت الأمر بتنفيذ عملية الاغتيال .
وبدأ القضاء التركي محاكمة غيابية، في قضية مقتل خاشقجي، في تموز/يوليو 2020 لـ 26 سعوديًا، يشتبه في تورطهم بمقتل خاشقجي، لكن وفي في السابع من نيسان/أبريل الماضي وافق القضاء التركي، على نقل ملف القضية بكامله إلى السعودية، وهو ما بدا وكأنه خطوة تمهيدية لعودة العلاقات بين السعودية وتركيا.
ويرى مراقبون أن قضية خاشقجي، كانت بمثابة العقبة الرئيسية، أمام تطبيع العلاقات من جديد بين الرياض وأنقرة، وأن موافقة تركيا على نقل ملف القضية بكامله إلى السعودية، ساهم كثيرا في إنهاء الخلافات بين البلدين، ولقاء أردوغان خلال زيارته الأخيرة للسعودية، بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
مصر على الطريق
يبدو أن قطار إصلاح العلاقات التركي، مع القوى الإقليمية المجاورة، لن يتوقف عند محطتي الإمارات والسعودية فقط، فالتصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، خلال رحلة عودته من السعودية إلى تركيا، تبدو واضحة فيما يتعلق بعزم تركيا إعادة العلاقات كاملة مع مصر.
وكان أردوغان قد قال للصحفيين، خلال رحلة العودة “لدينا سياسات إزاء إسرائيل، ويمكن اتباع نهج مماثل إزاء مصر، وسيشير إحراز نتائج إيجابية في هذا السبيل إلى إمكانية تبنّي خطوات على مستوى أرفع”.
وقد دفعت تصريحات الرئيس التركي، التي جاءت في أعقاب زيارته للسعودية وبعد أشهر من زيارته إلى الإمارات، بعضا من المراقبين للتكهن بزيارة قريبة للرئيس التركي، للعاصمة المصرية القاهرة، في خطوة قد تكون في حالة اتمامها، بمثابة التحول الأكبر في مسار السياسة التركية، تجاه إصلاح العلاقات مع القوى الإقليمية المجاورة.
ومنذ عام ،2013 تتواصل العلاقات بين تركيا ومصر، على مستوى القائم بالأعمال، بشكل متبادل، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت إشارات إيجابية، بشأن العلاقات بين البلدين، كان أبرزها تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بشأن إمكانية تفاوض البلدين على ترسيم حدودهما البحرية في شرقي المتوسط.
وأعلن أردوغان في السابع من آيار/ مايو، من العام الماضي، عن بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع مصر، مؤكدًا أن المحادثات ستتواصل وسيتم تطويرها وتوسيعها.
قالت صحيفة حرييت التركية ، في تقرير لها الشهر الماضي، إن التقدم في مسار تحسين العلاقات بين أنقرة والقاهرة “يسير ببطء”، لكن تقرير الصحيفة، أشار إلى أن تركيا، أغلقت وسائل إعلام تابعة للمعارضة المصرية، بينما تطالب القاهرة بتسليمها مطلوبين من الإخوان المسلمين، وهو ما ترفضه تركيا التي اقترحت وفقا للصحيفة، حلا وسطا بتوجه هؤلاء الأشخاص إلى بلد ثالث. وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب المصري، يصر على الاعتراف بالرئيس عبد الفتاح السيسي وشرعية نظامه السياسي.
غير أن الإخوان المسلمين، ليسوا هم الفصيل الوحيد ، من المعارضة المصرية الموجود في تركيا إذ أن هناك كثيرين من تيارات مختلفة، بعضهم ليبراليون وبعضهم يساريون، وجدوا الحماية في تركيا في مرحلة مابعد الربيع العربي في مصر.
وعلى مدار قرابة سبع سنوات، شكلت تركيا المكان الأبرز لما يعرف بالإعلام المصري المعارض، ومن هناك تبث مجموعة من القنوات المنتقدة لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، غير أن ماطرأ على السياسة التركية من تغير فيما يخص التقارب مع مصر بدأ يهدد مستقبل تلك القنوات.
ويوم الجمعة التاسع والعشرين من نيسان /إبريل الماضي أعلنت قناة “مكملين” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تبثّ من الأراضي التركية، إغلاق استديوهاتها ومقرّها بالكامل في تركيا، وأصدرت القناة بياناً، نشرته عبر حسابها الرسمي في “تويتر”، قالت فيه إنّها قررت نقل بثها واستديوهاتها وأعمالها كافة إلى خارج تركيا، في وقت قالت فيه وسائل إعلامية إن السلطات التركية طلبت من مسؤولي قناة “مكملين” وقف عملها.
وكانت الحكومة التركية، قد أبلغت مجموعة من الإعلاميين، الذين كانوا ينشطون عبر قنوات المعارضة المصرية، في حزيران/ يونيو من العام الماضي، بتعليق نشاطهم الإعلامي، سواء على قنواتهم الفضائية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حساباتهم الشخصية، وقد اختفت بالفعل أنشطة هؤلاء منذ ذلك الوقت.
ماهو المنتظر بعد زيارة أردوغان للسعودية وحديثه عن تقارب مماثل متوقع مع مصر؟
ما هو الدافع الرئيسي برأيكم لقيام الرئيس التركي بهذا التحرك؟
هل تتوقعون زيارة مماثلة للرئيس التركي إلى مصر؟
وكيف ترون ما يقوله البعض من أن تركيا تسعى لبناء تحالفات أٌقليمية جديدة؟
هل تعتبرون أن أنقرة قدمت تنازلات للسعودية من أجل التقارب معها؟
وكيف ستؤثر خطوات تركيا بالتقارب مع السعودية ومصر على وجود المعارضة العربية وخاصة المصرية على الأراضي التركية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين الثاني من أيار/ مايو
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link