إحراق المصحف في السويد: كيف يجب التعامل مع من يسيء لمعتقدات الآخرين؟
[ad_1]
فتحت المواجهات العنيفة، التي شهدتها عدة مدن سويدية خلال الأيام الماضية، احتجاجا على حرق جماعات يمينية متطرفة، مناهضة للهجرة والمسلمين، نسخا من القرآن الكريم، فتحت نقاشا واسعا، بشأن ما هو السبيل الأمثل لمواجهة اعتداء أي طائفة سياسية أو دينية، على مقدسات الآخرين في ظل انفراد اليمين السياسي المتطرف، في العديد من الدول الأوربية باستخدام ملف العداء للمسلمين، كورقة رابحة، في أي سعي له لزيادة شعبيته في الشارع والفوز بأية انتخابات.
والمتابع لأنشطة اليمين المتطرف في أوروبا، يمكنه أن يدرك بسهولة، أن تلك الجدلية المستمرة، بين دعاوى حرية التعبير من جانب، والاتهامات بازدراء المقدسات الدينية من جانب آخر، ما تلبث أن تهدأ في بقعة أوروبية حتى تندلع في بقعة أخرى.
حدث ذلك عندما أعادت مجلة (شارلي إيبدو)، الفرنسية الساخرة، نشر رسومها الكاريكاتورية، المسيئة للنبي محمد في أيلول/سبتمبر من عام 2020، وقد أدى في ذلك الوقت إلى احتجاجات عنيفة من قبل متظاهرين مسلمين في أنحاء العالم.
وحدث أيضا في نيسان/إبريل من العام ،2021 عندما نشر السياسي اليميني الهولندي المتطرف، “خيرت فيلدرز”، زعيم حزب الحريات اليميني، مقطع فيديو على حسابه على”تويتر” عنون له بعبارة “لا للإسلام لا لرمضان..حرية ، لا للإسلام “.، وهو الفيديو الذي أغضب الجالية المسلمة في أنحاء أوروبا كما أغضب ملايين المسلمين في أنحاء العالم.
ويبدو أن الدنماركي السويدي راسموس بالودان، زعيم حزب “سترام كوكس” أو ” الخط الصلب” اليميني المتطرف، يمضي على خطى كل زعماء التيار ذاته في أوروبا، الذين يعتبرون أن العداء للإسلام وللمهاجرين المسلمين، ورقة رابحة لكسب الشعبية في أية انتخابات يخوضونها.
إحراق القرآن من أجل الشعبية
أدى قيام راسموس بالودان مع أنصار حزبه “سترام كوكس”، بإحراق نسخ من القرآن الكريم، إلى اندلاع مواجهات في أنحاء متفرقة من السويد، حيث رشق المحتجون الحجارة، على تظاهرات بالودان وأنصاره، وعلى رجال الشرطة، كما أحرقت عدة سيارات، منها ما هو تابع لجهاز الأمن السويدي، الذي رد بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
من جانبه فإن اليميني المتطرف راسموس بالودان، قال إنه أحرق بالفعل نسخة من المصحف، وإنه يرغب في فعل ذلك مجددا، أمام حشود يرغب في تنظيمها في أحياء تسكن بها أعداد كبيرة من المسلمين.
ويعتزم بالودان خوض الانتخابات السويدية، المزمعة في أيلول/ سبتمبر المقبل، لكن تقارير تفيد، بأنه لم يؤمن بعد التواقيع اللازمة للترشح، وهو ما دفع مراقبين للقول، بأنه ربما أقدم على خطوته بحرق نسخ من القرآن الكريم، بهدف مغازلة الناخبين السويديين.
وكان بالودان قد قاد حزبه “سترام كوكس”، في انتخابات عام 2019، في الدنمارك، حيث حصل على نسبة 1.8 في المئة من الأصوات، دون أن يستطع تأمين مقعد واحد في البرلمان، وقد سجن عام 2020 في الدنمارك مدة شهر واحد بعد إدانته بالعنصرية.
فريقان على طرفي النقيض
وتفتح أحداث السويد مجددا النقاش حول إلى أي مدى تدخل تلك التصرفات ضمن حرية التعبير؟، وهل يجب أن تكون حرية التعبير تلك، بلا قيود كواحد من مبادئ الديمقراطية، أم أنها يجب أن تتوقف عند حدود عدم الإساءة إلى المعتقدات الدينية بمجملها.
وترى كل المؤسسات الرسمية الإسلامية حول العالم، أن ازدراء الأديان يجب ألا يدخل ضمن ما يعرف بحرية التعبير، كما تطالب بقانون دولي يجرم معاداة الإسلام والتمييز ضد المسلمين، وتعتبر أن الإساءة لأي رمز ديني لايعد سلوكا ينم عن حرية ولا حضارة.
وكان مسلمون غاضبون في أنحاء العالم، قد قالوا في مناسبات سابقة ومشابهة إنهم يعتقدون بأن الإسلام، ربما يكون الديانة الوحيدة التي تتعرض للهجمات، من قبل اليمين المتطرف في أوروبا، وهو مايثير علامات استفهام عن لماذا لايهاجم اليمين المتطرف، ديانات أو جماعات أخرى، ومن وجهة نظرهم فإن الوصفة السهلة، لأي سياسي من اليمين المتطرف في أوروبا، لكسب التأييد الشعبي باتت الهجوم على الإسلام.
على الجانب الآخر، فإن المعسكر الذي يرى أن انتقاد الأديان، يمثل نوعا من حرية التعبير، يتهم المؤسسات الدينية بالنفاق، ويعتبر أن حرية الأديان، تعني في نفس الوقت حرية انتقاد الأديان، ويعتبر كثير من المختصين بهذا الجانب، أن الجدل كله، ينبع من وجود مجتمعين على طرفي النقيض من الناحية الفكرية، فيما يتعلق بالنظرة إلى الأديان، فعلى الجانب الأوروبي ومن وجهة نظرهم، فإن هناك مجتمعا يتعامل مع الدين من منظور نقدي، في حين مايزال المجتمع في الدول الإسلامية، من وجهة نظرهم لم يشهد تجديدا في هذا الإطار.
وبعيدا عن الطرفين يعتبر، مختصون بالحوار بين الأديان، أن هناك عدة عوامل تعمق من الخلاف، بشأن ما إذا كان تناول الأديان بالنقد، يمثل حرية تعبير أم نوعا من الازدراء، وهي عوامل تتعلق بالهيمنة الأوروبية، والإسلاموفوبيا، وتاريخ حقبة ما بعد الاستعمار. وهي تسهم في مفاقمة الشعور بالألم تجاه تلك الأحداث لدى المسلمين في أنحاء العالم.
لماذا أقدم السياسي السويدي المتطرف راسموس بالودان على إحراق المصحف؟
ولماذا ترى أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا الإسلام كعدو أساسي لها؟
هل تتفقون مع من يرون أن سياسيي اليمين المتطرف في أوروبا باتوا يستخدمون العداء للإسلام كورقة لزيادة شعبيتهم؟
وكيف ترون مايقوله البعض في أوروبا من أن أفعالا من هذا القبيل تدخل في إطار حرية التعبير؟
لماذا لم يلمس العالم أي نتائج لما عرف عبر سنوات بحوار الأديان؟
وماهو برأيكم السبيل الأمثل لوقف الهجمات المتكررة من قبل اليمين الأوروبي المتطرف على المسلمين وعقيدتهم؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 20 نيسان/ إبريل
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link