كأس العالم 2022: لماذا تعتبر استضافة قطر للمونديال أمرا مثيرا للجدل؟

تقوم قطر ببناء 7 ملاعب للنهائيات ومطار جديد ومترو جديد وطرق جديدة.

وستقام المباراة النهائية على ملعب يستضيف أيضا 9 مباريات أخرى وهو يُمثل محور مدينة جديدة.

لكن الدولة تعرضت لانتقادات بسبب معاملتها لـ 30 ألف عامل مهاجر يعملون في تلك المشاريع.

وقد اتهمت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان قطر في عام 2016 باستخدام السخرة. وقالت إن العديد من العمال يعيشون في مساكن بائسة ويدفعون رسوم توظيف ضخمة ويُعانون من حجب أجورهم ومصادرة جوازات سفرهم.

واتخذت الحكومة منذ عام 2017 تدابير لحماية العمال المهاجرين من العمل في درجات حرارة عالية، والحد من ساعات عملهم وتحسين الظروف في معسكرات سكن العمال.

ومع ذلك، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر عام 2021 إن العمال الأجانب ما زالوا يعانون من “التخفيضات العقابية وغير القانونية للأجور”، فضلا عن “شهور من الأجور غير المدفوعة لساعات طويلة من العمل الشاق”.

كما تقول منظمة العفو الدولية إنه على الرغم من إلغاء نظام “الكفالة”، الذي يمنع العمال المهاجرين من ترك وظائفهم دون موافقة رب العمل، إلا أن الضغط لا يزال يُمارس على الموظفين.

وقال متحدث باسم الحكومة لبي بي سي: “لقد تم إحراز تقدم كبير لضمان تطبيق الإصلاحات بشكل فعال”. ويقال إن عدد الشركات التي تنتهك القواعد “سيستمر في الانخفاض مع سريان تنفيذ إجراءات”.

قالت صحيفة الغارديان البريطانية في فبراير/شباط من عام 2021 إن 6500 عامل مهاجر من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا لقوا حتفهم في قطر منذ فوزها باستضافة كأس العالم.

ولم يتم تصنيف الوفيات، التي أبلغت عنها السلطات في الدول الآسيوية الخمس، حسب المهنة أو المكان أو العمل. لكن مجموعة الحقوق العمالية فيرسكوير قالت إنه من المرجح أن العديد ممن ماتوا كانوا يعملون في مشاريع البنية التحتية لكأس العالم.

وتقول الحكومة القطرية إن الأرقام مبالغ فيها لأنها تشمل آلاف الأجانب الذين لقوا حتفهم بعد العيش والعمل هناك لسنوات عديدة. وتقول إن الكثيرين كانوا يعملون في وظائف لا علاقة لها بصناعة البناء.

وتقول قطر إنه بين عامي 2014 و 2020 كانت هناك 37 حالة وفاة بين عمال بناء ملاعب كأس العالم، مشيرة إلى أن 34 من هؤلاء “لا علاقة لهم بالعمل”.

ومن جانبها، تقول منظمة العمل الدولية إن قطر لم تحسب الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة بين العمال. وتضيف قائلة إن ذلك يشمل الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية القاتلة والفشل التنفسي الناجم عن ضربة الشمس والمسجلة على أنها “أسباب طبيعية” وليست “مرتبطة بالعمل”.

وجمعت منظمة العمل الدولية أرقام الوفيات الخاصة بها من المستشفيات الحكومية وخدمات الإسعاف في قطر، والتي تغطي الضحايا من جميع المشاريع المرتبطة بكأس العالم.

وتقول منظمة العمل الدولية إن 50 عاملا لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من 500 آخرين بجروح خطيرة في قطر في عام 2021 وحده، وأصيب 37600 آخرين بجروح خفيفة إلى متوسطة.

وكانت الأسباب الرئيسية للوفيات والإصابات هي السقوط من أماكن مرتفعة وحوادث الطرق والأجسام الساقطة.

كانت استضافة قطر لمونديال 2022 أمرا مثيرا للجدل منذ اللحظة التي أعلن فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” عن ذلك في عام 2010.

فهي كدولة صغيرة جدا (وإن كانت غنية جدا) مع القليل من التاريخ الكروي، ولا يوجد لها سجل للتأهل لكأس العالم على الإطلاق، ومن ثم كانت صدمة للكثيرين عندما فازت قطر على كل من الولايات المتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان في عرضها لاستضافة هذا المونديال.

وقد أثار ذلك القرار مزاعم بأن مسؤولي الفيفا تلقوا رشوة لمنح استضافة كأس العالم لقطر، على الرغم من أن تحقيقا مستقلا بتكليف من الفيفا لم يجد دليلا دامغا على ذلك.

وتنفي قطر مزاعم بأنها اشترت أصوات المندوبين، لكن تحقيقات الفساد التي تجريها السلطات الفرنسية لا تزال جارية، وفي عام 2020 اتهمت الولايات المتحدة 3 من مسؤولي الفيفا بتلقي مبالغ مالية.

تقام بطولة كأس العالم عادةً في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز، ولكن في قطر يبلغ متوسط درجات الحرارة في ذلك الوقت من العام حوالي 41 درجة مئوية، ويمكن أن تصل إلى 50 درجة مئوية، وهو جو حار جدا بحيث لا يمكنك الخروج بأمان، ناهيك عن لعب كرة القدم لمدة 90 دقيقة على الأقل.

وخلال عملية تقديم ملفات استضافة كأس العالم عام 2022، تعهدت قطر بتوفير تكنولوجيا تكييف الهواء المتقدمة التي من شأنها تبريد الملاعب ومواقع التدريب ومناطق المشجعين إلى 23 درجة مئوية. ومع ذلك اتخذت الفيفا في عام 2015 قرارا بإقامة البطولة في الشتاء.

وتنطلق بطولة كأس العالم لكرة القدم في 21 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وستقام المباراة النهائية في 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل. وهذا يعني أن البطولة ستقع في منتصف موسم كرة القدم للأندية وستعطله في العديد من البلدان.

فلن يشهد الدوري الإنجليزي الممتاز، على سبيل المثال، أي مباريات بين 13 نوفمبر/تشرين الثاني و 26 ديسمبر/كانون الأول المقبلين.

وللتعويض عن هذا الوقت الضائع، سيبدأ موسم 2022/2023 قبل أسبوع من المعتاد وينتهي بعد أسبوع من المعتاد أيضا.