قمة النقب: أسف إماراتي على “ضياع 43 عاما” وأصول مغربية إسرائيلية مشتركة وصورة للذكرى يتصدرون الجدل
[ad_1]
شغلت قمة النقب، التي استضاف فيها وزير الخارجية الإسرائيلي نظراءه من مصر والإمارات والمغرب والبحرين بحضور وزير الخارجية الأمريكي، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما تصدرت عناوين الصحف والأخبار. لكن صورة وتصريحين حازوا على الاهتمام الأكبر للمتابعين وأثارا جدلا.
استقبل وزير خارجية إسرائيل، يائير لابيد، في صحراء النقب، وزراء الخارجية: الإماراتي عبدالله بن زايد، والمصري سامح شكري، والمغربي ناصر بوريطة، والبحريني عبداللطيف الزياني، في قمة حضرها وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن.
وهذه أول مرة تستضيف فيها إسرائيل هذا العدد من كبار المسؤولين العرب.
وأولت إسرائيل أهمية بالغة لهذه القمة، التي وصفتها بـ”التاريخية”. واحتفى الإسرائيليون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقمة عبر حسابات رسمية لمؤسسات وأشخاص.
ونشروا صورا تظهر علاقات وطيدة بين وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ونظرائه الحاضرين وترحيبا شديدا بهم.
ونشر لابيد نفسه عبر حسابة الخاص على تويتر صورا لوصول الوزراء المشاركين مرحبا بكل منهم على حدة.
الإمارات تأسف على “إضاعة 43 عاما”
تأتي هذه القمة بعد سلسلة اتفاقات تطبيع عقدتها إسرائيل مع دول عربية ضمن ما يعرف بـ”اتفاقيات أبراهام” التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت الإمارات أولى الدول الموقعة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020، ولحقتها بعد ذلك البحرين والمغرب.
وتحدث وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد خلال كلمة في القمة عن علاقات بلاده بإسرائيل وما تحقق فيها منذ اتفاق التطبيع وما يعمل البلدان على الوصول إليه في علاقاتهما المتبادلة على مختلف الأصعدة.
لكن ما أثار الجدل في كلمة بن زايد في القمة، التي وصفها بـ”لحظة تاريخية”، فهو قوله “للأسف أضعنا هذه الأعوام الثلاثة والأربعين” (منذ أبرمت مصر وإسرائيل معاهدة السلام) خسرنا على مدار هذه الأعوام معرفة بعضنا البعض بشكل أفضل والعمل معا، وتغيير السردية التي نشأت عليها أجيال من الإسرائيليين والعرب”.
وقال بن زايد: “ما نحاول بلوغه اليوم هو تغيير هذه السردية وخلق مستقبل مختلف”.
وتابع قائلا: “إسرائيل جزء من هذه المنطقة منذ وقت طويل لكننا لم نتعرف على بعضنا البعض لذلك حان الوقت لتدارك ما فاتنا”.
وكما بدأ بن زايد بالإشارة إلى معاهدة السلام التي أبرمت بين مصر وإسرائيل، شكر في ختامها وزير الخارجية المصري سامح شكري قائلا إن الإمارات “تسير على خطى مصر” في هذا الصدد.
تصريحات بن زايد أثارت انتقادا من بعض من اعتبرها مبالغة في الحديث عن العلاقات مع إسرائيل، وغضبا من الرافضين لتطبيع العلاقات من الأساس.
بينما أشاد بها آخرون اعتبروا أنها “ريادة في تحقيق السلام” وتغليب لمصالح الإمارات.
“لم نأت لتشكيل تحالف”
وفي حديثه عن مشاركته في قمة النقب قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن مصر لم تشارك في القمة “لتشكيل تحالف ضد أي طرف”، وإن مشاركته في اجتماع النقب “كانت بهدف تعزيز السلام وطرح وجهة نظر مصر للدفع باتجاه تحقيقه”.
حضور سامح شكري ممثلا لمصر في القمة، التي توثق العلاقات الإسرائيلية العربية وتوسع دائرة نفوذ إسرائيل في المنطقة، أثار ردود فعل غاضبة في مصر.
خاصة وأن الذاكرة الشعبية للمصريين زاخرة بالقصص عن “العداء العربي الإسرائيلي” والحروب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل.
بينما أيد مشاركة مصر في المؤتمر من يرون فيها تمسكا من مصر بدورها التاريخي في المنطقة، ومن يعتبرها أيضا خطوة نحو “تجاوز الماضي” و”التلاؤم مع المتغيرات السياسية في المنطقة”.
لكن بعيدا عن البعد السياسي لمشاركة وزير الخارجية المصري في القمة، ركز البعض على الشكل الذي ظهر به شكري في الصور التي التقطت في الزيارة، خاصة في الصورة الجماعية التي يمسك فيها وزراء الخارجية بأيدي بعضهم بشكل متقاطع.
علت وجوه خمسة من الوزراء في الصورة ابتسامة واضحة. أما سامح شكري فلم يبد عليه نفس الرضا والانشراح الذي بدا على نظرائه.
فسر البعض الصورة بأن شكري كان “مجبرا” على المشاركة.
بينما رأى فيها البعض رسالة دبلوماسية متوافقة مع تصريح شكري بأنه “لم يشارك لتشكيل تحالفات وإنما لإيصال الموقف المصري”.
“في كل عائلة إسرائيلية شخص من أصل مغربي”
تصريح آخر أثار الجدل في قمة النقب هو تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي ذهب بعيدا في وصف العلاقات بين إسرائيل والمغرب عندما تحدث عن ما يبدو أنها مقولة سمعها في إسرائيل مفادها أن “كل عائلة في إسرائيل لديها شخص من دم مغربي”. قال بوريطة “هذه ليست مزحة، هذا واقع”.
وانقسم المغاربة بين مستنكر لتصريح بوريطة ومتبرئ منه، وبين متبن له تحت وسم #بوريطة_يمثلني .
ولم تختلف ردود الفعل الشعبية في المغرب على مشاركة وزير خارجيتهم في قمة النقب عنها في باقي البلدان العربية المشاركة: قسم يرى فيها “خيانة للشعب” ولقضية آمنوا بها لوقت طويل وقسم يرى أنها “خطوة ضرورية” في هذه المرحلة من التاريخ.
وبعيدا عن التصريحات ومجريات القمة، التي كان الملف الإيراني في قلب نقاشاتها، شغلت الصور التي انتشرت منذ بدء وصول وزراء الخارجية حتى انتهاء القمة رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب.
أبرزها وأكثرها تداولا كانت صورة الوزراء وهم يمسكون أيدي بعضهم وما بدا عليهم من سعادة، “بخلاف سامح شكري”.
وتداول المغردون أيضا صورة الوزراء العرب حول طاولة العشاء مع نظيرهم الإسرائيلي.
وانتشرت صور وصول الوزراء إلى صحراء النقب عبر وكالات الأنباء والحسابات الرسمية العربية والإسرائيلية.
وركز رواد مواقع التواصل فيها على “الحميمية” الظاهرة بين المستضيف الإسرائيلي وضيوفه: الإماراتي خاصة والمغربي والبحريني.
تحركات حثيثة بعد قمة النقب
قمة النقب كانت الأولى التي يجتمع فيها وزراء عرب في إسرائيل، لكنها على ما يبدو لن تكون الأخيرة، بعد أن اتفق الوزراء على أن يتحول الاجتماع إلى “منتدى دائم”.
وبات الحديث عبر مواقع التواصل يدور حول تحالف عربي إسرائيلي، “ضد إيران” بالأساس، لكن له تأثير محوري على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وعقب انتهاء الاجتماع في النقب رصد المتابعون تحركات إسرائيلية أمريكية حثيثة في المنطقة.
فقد زار وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، عمّان واجتمع مع ملك الأردن عبد الله الثاني الذي غاب عن قمة النقب.
وكان ملك الأردن قد زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية، أمس في أول زيارة له منذ عام 2017.
وفي ذات الأثناء وصل وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن إلى المغرب.
أما سامح شكري فقد عقد بعد قمة النقب لقاء مع نظيره القطري، وبدت التصريحات المتبادلة فيه أساسا لتحول كبير في العلاقات المصرية القطرية.
[ad_2]
Source link