أحد طرفيها إسرائيل.. تعرف على أغرب مباراة فاصلة للتأهُل لكأس العالم في التاريخ
[ad_1]
- دفيد ريتشارد
- بي بي سي سبورت ويلز
إذا كنت تريد معرفة مدى أهمية خوض ويلز المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم، فربما يكون أفضل نقطة نبدأ منها الحكاية هي آخر مرة كانوا فيها في تلك المنافسات، وكان ذلك في عام 1958.
فبعيدا كل البعد عن العملية الاحترافية للغاية لكرة القدم الدولية الحديثة التي واجه غاريث بيل ورفاقه في ظلها النمسا الخميس الماضي في مباراة انتهت بفوز ويلز 2/1 ، كان الوضع مختلفا عندما سافر فريق ويلز إلى إسرائيل قبل 64 عاما حيث مارس الفريق تمارينه هناك بدون أي كرات.
وكان ذلك يعني أن المدير الفني جيمي مورفي قام بتحضير فريقه لمباراة الذهاب في تل أبيب بجلسات لياقة بدنية فقط.
يقول فيل ستيد، مؤلف كتاب “ريد دراجونز” وهو كتاب عن تاريخ كرة القدم الويلزية : “لقد كان الأمر عمل هواة حقا”.
ويضيف ستيد قائلا:”لكن كي نكون منصفين لاتحاد كرة القدم في ويلز، لم تكن كرة القدم الدولية كما هي عليه الآن”.
ويتضح ذلك كثيرا عندما تنظر إلى تصفيات ويلز لتلك البطولة.
لقد كانت الفرق في المملكة المتحدة تحاول التأهل إلى نهائيات كأس العالم منذ عام 1950، وكانت بطولة 1958 في السويد أفضل فرصة لويلز التي كانت تتمتع حينئذ بجيل ممتاز من اللاعبين شمل جناح توتنهام كليف جونز ومهاجم فريق سوانزي إيفور أولتشيرش ومهاجم يوفنتوس العظيم جون تشارلز.
وقد عانت ويلز من مجموعة صعبة في التصفيات إلى جانب تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية على الرغم من الفوز على تشيكوسلوفاكيا 1-0 في كارديف في المباراة الافتتاحية.
ومع ذلك، فمن تلك النقطة بدأت الأمور في الانهيار.
ويقول ستيد: “كانت ويلز جيدة بما يكفي للفوز بتلك المجموعة، لكن الاستعدادات كانت صادمة حقا”.
وتابع قائلا:”تلقت ويلز هزيمتين من قبل تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية، وكان عدد أعضاء البعثة الإدارية على متن الطائرة مساويا لعدد اللاعبين”.
وأوضح قائلا: كان لاعبو ويلز محترفين، وقد لعبوا في ألمانيا الشرقية أمام حشد من 110 ألف شخص حيث كافح أصحاب الأرض لتحقيق الفوز 2-1، وبسبب الإصابة والمرض، لم يكن لدى ويلز سوى 10 لاعبين في مباراتهم القادمة في براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا”.
وأضاف ستيد قائلا: “كانت إدارة الفريق مترددة في استدعاء المزيد من اللاعبين، وفي النهاية انتزعوا راي دانيال من عطلته”.
وتابع ستيد:”لم يكن معه حذاء اللعب الخاص به، لذلك كان عليه الحصول على حذاء جديد ولعب كل المباريات وأصيب”. وساءت الأمور بالنسبة لدانيال الذي سجل هدفا في مرماه حيث خسرت ويلز أمام تشيكوسلوفاكيا 2-0.
لقد تحطمت آمال ويلز في التأهل على الرغم من فوزها على ألمانيا الشرقية 4-1 في مباراتها الأخيرة، فقد تم إقصاؤها – أو هكذا اعتقدوا.
وحظيت ويلز بفرصة ثانية غير متوقعة بفضل ظروف إسرائيل الفريدة.
ففي المجموعة الآسيوية المؤهلة لإسرائيل، انسحبت تركيا لأنها اعتقدت أنه كان ينبغي عليها التنافس في أوروبا، ثم انسحبت إندونيسيا لأنها لم ترغب في اللعب في تل أبيب، قبل أن ترفض مصر ومن بعدها السودان مواجهة إسرائيل.
وهكذا، باتت إسرائيل فائزة بالمجموعة بشكل افتراضي، لكن الفيفا لم يسمح لها بالتأهل إلى كأس العالم دون لعب مباراة واحدة.
وبدلا من ذلك، نظمت الهيئة الحاكمة لكرة القدم العالمية مباراة فاصلة تلعب فيها إسرائيل على أرضها وخارجها ضد فريق من الدول الأوروبية التسع التي احتلت المركز الثاني في مجموعاتها.
وتقول الحكاية إنه تم وضع الأسماء في كأس جول ريميه نفسها، وكان أول اسم يتم سحبه هو بلجيكا التي رفضت مواجهة إسرائيل لأسباب سياسية.
بعد ذلك كانت ويلز. أي اعتراضات؟ بالطبع لا.
قال كليف جونز، جناح ويلز وتوتنهام في ذلك الوقت، لبي بي سي سبورت ويلز: “لقد كانت دفعة كبيرة بالنسبة لنا لأننا اعتقدنا أننا فقدنا فرصتنا”.
وأضاف قائلا:”لقد كان الأمر حينئذ سياسيا للغاية لأن عددا من الدول لم يكن يريد اللعب ضد إسرائيل”.
لحسن الحظ بالنسبة لجونز وزملائه في الفريق، لم يشارك اتحاد الكرة في ويلز نفس الاهتمامات السياسية مثل بعض الاتحادات الأخرى.
ويوضح ستيد: “لم يكن الأمر مفاجئا، بالنظر إلى الوضع السياسي في ذلك الوقت والعلاقة البريطانية مع إسرائيل”.
الذهاب والإياب
كان من دواعي سرور إسرائيل أن تستضيف ويلز في تل أبيب في مباراة الذهاب في يناير/كانون الثاني من عام 1958.
ويقول جونز: “لقد حظينا بترحيب كبير”، مشيرا إلى أنه “حصل كل لاعب من فريق ويلز على صندوق من برتقال يافا كهدية، وهو أمر رائع”.
تمت دعوة الفريق أيضا إلى حفل استقبال من قبل السفير البريطاني الذي قام بتعليق حزم من نبات الكراث حول السفارة لجعل لاعبي ويلز يشعرون وكأنهم في وطنهم.
وعلى الرغم من أن الافتقار إلى الكرات في التدريب جعل الاستعدادات بعيدة كل البعد عن المثالية، إلا أن ويلز فازت في مباراة الذهاب 2-0 بفضل هدفي أولتشيرش وديفيد بوين.
وأُقيمت مباراة الإياب في نينيان بارك بعد 3 أسابيع واستمتع فريق إسرائيل برحلته إلى كارديف.
ويقول ستيد: “ذهبوا إلى السينما في كوين ستريت وقضوا وقتا رائعا لأن السفر إلى الخارج لم يكن مألوفا كما هو الآن، لذلك كان ذلك بمثابة إثارة كبيرة بالنسبة لهم”.
وسيطر فريق ويلز على المباراة، وفاز 2-0 حيث افتتح أولتشيرش التسجيل مرة أخرى قبل أن يضيف جونز الهدف الثاني ليحسم التأهل.
ويقول جونز: “كانت معرفة أننا سنلعب في كأس العالم أمرا خاصا، لا سيما أننا كنا نظن أننا خسرنا فرصتنا”.
ويضيف قائلا:”لقد لعبت مع إيفور، الذي كان صبيا من سوانزي مثلي، لعدة مواسم في ملعب فيتش فيلد.
ومضى يقول:”لقد كان أحد العظماء بالتأكيد في كرة القدم، كان لا بد أن يلعب شخص ما بقدراته في القمة، وكانت تلك القمة هي بطولة كأس العالم”.
كأس العالم
وكانت الصحف في تلك الحقبة تستبعد فرص ويلز في التقدم في منافسات كأس العالم، لكن ويلز تحدت التوقعات بالتقدم من مجموعتها التي تضمنت المجر وصيفة بطولة عام 1954 والسويد (الدولة المضيفة) والمكسيك.
وخاضت ويلز مباراة ربع النهائي ضد البرازيل.
يقول جونز: “تجاهلنا بعض الناس، وأثبتنا أنهم كانوا على خطأ”.
وأضاف قائلا:”أظهرنا أننا نستحق أن نكون على هذا المستوى في كرة القدم العالمية، لقد قدمنا أداء جيدا وخسرنا في النهاية على يد البرازيل”.
ومضى يقول: “كنا قد سمعنا عن لاعبين مثل فافا وديدي، ولكن كان هناك صبي يبلغ من العمر 17 عاما فقط يُدعى بيليه، وكان من المدهش رؤية المهارة التي يمتلكها هذا الصبي الصغير، ولقد تساءلنا من هذا الصغير؟ من هو؟ لقد كانت رؤية ربما أعظم لاعب كرة قدم على الإطلاق لحظة خاصة للغاية.. كنا نعلم أن هذا اللاعب سيكون الأفضل”.
وسجل بيليه الهدف الوحيد في فوز البرازيل 1-0 ، وهي مباراة خسرت فيها ويلز جهود جون تشارلز الذي أُصيب في مباراة المجر السابقة.
ومنذ ذلك الحين غابت ويلز عن المحافل الدولية حتى أنهى تأهلها إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016 غيابا دام 58 عاما عن النهائيات الكبرى.
[ad_2]
Source link