روسيا وأوكرانيا: مقاتلون أجانب يتحدثون عن تلقي أوامر أوكرانية بقتل أسرى الحرب الروس
[ad_1]
- فراس كيلاني
- بي بي سي نيوز عربي
لا يزال متطوعون من أكثر من خمسين دولة يتوافدون على أوكرانيا لقتال القوات الروسية ضمن ما يعرف بفيلق المقاتلين الأجانب. إلا أن الأيام الأخيرة شهدت مغادرة العشرات منهم، وهو الأمر الذي يعود، بحسب شهادات متطوعين التقتهم بي بي سي في بولندا، إلى أوامر تلقوها من قبل القوات الأوكرانية بخصوص التعامل مع أسرى الحرب الروس، بالإضافة إلى بنود العقود التي يتوجب عليهم توقيعها للانضمام لفيلق المقاتلين الأجانب.
وكان الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي قد أعلن في اليوم الرابع للغزو الروسي لبلاده، تأسيس “فيلق دولي” أجنبي للمتطوعين من الخارج، وقال في بيان حينها إن أمرا كهذا “سيكون الدليل الرئيسي على دعمكم لبلدنا”.
مكاتب استقبال
عند العبور من بولندا إلى أوكرانيا من خلال المعابر البرية، سيُلاحظ وجود مكاتب تنتمي لإدارة هذا الفيلق، وتكمن مهمتها في استقبال هؤلاء المتطوعين ونقلهم إلى داخل أوكرانيا.
ولا تفصح الحكومة الأوكرانية عن أعداد المتطوعين الذين انضموا بالفعل للفيلق حتى الآن، ولا عن حجم الخسائر في صفوفهم. علما أن مجموعات منهم تقاتل على الخطوط الأمامية الأكثر صعوبة بحسب ما أكد دميان مارغو المتحدث باسم الفيلق لبي بي سي نيوز عربي.
وتشير تقديرات إلى أن عدد المتطوعين يناهز 20 ألفا، غالبيتهم من دول الناتو، لكن جزءا منهم رفض توقيع العقد الذي ينص على إلزام المتطوع بالبقاء حتى انتهاء الحرب.
خلايا نائمة
ويقول ريس بيرن الذي تطوع كمقاتل إنه رفض توقيع العقد أو تسليم جواز سفره لقوات الأمن الأوكرانية، ما دفعهم للاشتباه بأن يكون جاسوسا روسيا، قبل أن يتم التأكد من حقيقة وضعه ونقله من مدينة لفيف إلى موقع عسكري غربي العاصمة كييف.
وتخشى القوات الأوكرانية تسلل خلايا تعمل مع الجيش الروسي إلى المناطق الغربية من البلاد، وقال دميان ماغرو المتحدث باسم فيلق المقاتلين الأجانب، إنهم يعتقدون بالفعل بوجود خلايا نائمة في لفيف وغيرها من المدن الغربية.
يتحدر ريس، الذي يقيم في بريطانيا، من مدينة دبلن في أيرلندا. وقد غادر أوكرانيا بعد ستة أيام على وصوله إليها عبر بولندا. وهو يؤكد أنه ما كان ليتاح له المغادرة لو أنه سلم جواز سفره للسلطات الأوكرانية.
وعبر الشاب، البالغ من العمر 27 عاما، الحدود مع ثلاثة من أصدقائه البريطانيين. ويقول إن واحدا منهم وقّع العقد مع الفيلق وتم نقله إلى دونباس، التي تشهد بعض أكثر المواجهات ضراوة مع القوات الروسية شرقي البلاد.
أسلحة أمريكية
يمتلك ريس خبرة عسكرية اكتسبها نتيجة مشاركته في “الفيلق الأجنبي” العامل ضمن الجيش الفرنسي، ونظرا لذلك تم تكليفه بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام السلاح.
ويقول إن مقاتلا بريطانيا آخر يمتلك خبرة في الأسلحة الثقيلة، كُلف أيضا بتدريب الجنود على استخدام أسلحة أمريكية كانت قد شحنت من فرنسا قبل أيام من وصوله، وليس للأوكرانيين خبرة في التعامل معها.
أما صديقه الآخر، وهو بريطاني من مقاطعة “كنت” جنوبي إنجلترا، يدعى مات سبيدينغ، فقد كلف بالعمل كمسعف قتالي؛ حيث أُرسل إلى قاعدة عسكرية غير معلنة، لتدريب الجنود وتوفير الرعاية الطبية لهم.
اطلعت بي بي سي على صور وفيديوهات التقطها ريس في المقر الذي نُقل إليه، ويظهر فيها مع بعض المقاتلين وهم يثبتون أحد الأسلحة الرشاشة، بعد اختبارها، على عربة أمريكية مصفحة.
“قتل ميداني”
يقول ريس إنه حسم أمره وقرر مغادرة أوكرانيا، بعد الأوامر التي تلقاها في حال اعتقال أو استسلام أي جنود روس خلال المعارك.
ويشرح أن “إجراءات عملنا في الميدان كانت تنص بالأساس على أن أي جندي أو شخص روسي يستسلم ويتم أسره، يصبح سجين حرب، ربما نستفيد من المعلومات التي لديه”. لكنه يضيف أن “ذلك تغير، إذ تم إخبارنا بألا نتبع هذا الإجراء مع أسرى الحرب، وأُمرنا بقتلهم في الميدان. سواء استسلموا أم لا. وهذا يعني أنه عندما يخرج أي جندي روسي رافعا يديه في الهواء وملوحا بالعلم الأبيض، يجب علينا قتله.”
غادر ريس أوكرانيا وعاد إلى بريطانيا، على أمل أن يلتقي مجددا بأصدقائه الذين رافقوه في الرحلة، وإن كان لا يعتقد أنه سيتمكن من رؤية صديقه الذي نُقل إلى دونباس مرة أخرى. إذ يقول إنه كان شبه متأكد حين ودعه حين ذهابه أن الشاب لن يعود من هناك حيا.
أما المسعف الطبي العسكري مات سبيدينغ، فقد غادر هو الآخر بعد نجاته من قصف صاروخي روسي استهدف موقعا قريبا منه خارج مدينة لفيف غربي البلاد.
ورغم حرصه على عدم الإدلاء بأي تصريحات قد تنعكس سلبا على القوات الأوكرانية، إلا أنه أكد صحة ما تحدث به ريس، وقال إن “الوضع على الأرض مختلف تماما عما قد يبدو عليه”، مضيفا “لا تعتقد أنك ستدخل أوكرانيا وستحمل سلاحك وتذهب لتقاتل الروس، هذا ليس الوضع على الأرض.”
وكشف مات أنه شهد خلال فترة وجوده في أوكرانيا ضرب قواعد عسكرية كانت تضم متطوعين بريطانيين، مؤكدا أن خسائر وقعت في صفوفهم، وهو الأمر الذي أكده أيضا متطوع بريطاني آخر كان موجودا في أحد القواعد التي قصفت وكان تضم مجموعة من المتطوعين، قبل أن يعود إلى بريطانيا.
كما أكد متطوع بريطاني رابع رفض الكشف عن اسمه تلقيه ورفاقه أيضا أوامر بعدم الإبقاء على أي أسير روسي. وقال لبي بي سي إن السبب وراء ذلك يعود لعدم قدرة القوات الأوكرانية على الاحتفاظ بالأسرى مع ما يتطلبه ذلك من ترتيبات يصعب القيام بها في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
نفي أوكراني
بدوره رفض المتحدث باسم فيلق المقاتلين الأجانب، داميان مارغو، الاتهامات التي ساقها المتطوعون الأجانب الذين غادروا أوكرانيا بشدة؛ خاصة تلك المتعلقة بمعاملة الأسرى الروس، والتي يمكن تصنيفها على أنها جرائم حرب.
وقال مارغو متحدثا باسم الفيلق والجيش الأوكراني إنهم يعاملون أسرى الحرب معاملة حسنة وفقا لما تنص عليه القوانين الإنسانية، وإن الجانب الآخر (روسيا) هو من يخرق اتفاقية جنيف.
وأعرب المتحدث الرسمي عن استغرابه “أن يعطي فرد أمرا كهذا، فنحن نعلم جميعا أنه لا يجوز قتل سجناء الحرب. ولو أعطى شخص أمرا كهذا، سأكون مهتماً بمعرفة من هو، وأؤكد لك أنه سيتم التعامل معه وإحالته إلى التأديب وتحويله إلى محاكمة عسكرية كما ينبغي أن يحدث.”
ولم يفصح المتحدث باسم الفيلق عن أرقام المتطوعين الحالية ومن غادر منهم، كما رفض التعليق على سؤال بخصوص أعداد القتلى والجرحى في صفوفهم، مؤكدا أن ما يثار بشأن بنود التعاقد معهم ليس صحيحا.
وأوضح أن “بنود التعاقد الأساسية مع المتطوعين الأجانب فاعلة خلال فترة الحرب، وعندما يوقع المتطوعون على تلك العقود فهم سيخدمون بشكل تلقائي حتى نهاية الحرب. وكجزء من الجيش يجب على المتطوعين اتباع القواعد والانضباط مثل أي فرقة أخرى داخل الجيش الأوكراني. وهذا يشمل نظريا أنه لا يجوز لك أن تترك الحرب وترحل.”
لكنه أكد أنه على الرغم من هذه البنود الواضحة في العقد، فإن الجانب الأوكراني سمح لمن أراد الخروج بالخروج والعودة إلى دياره، كما نفى الاتهامات بإجبار المتطوعين على الذهاب إلى الخطوط الأمامية التي تشهد أسوأ المعارك.
وتثير عودة العشرات من المتطوعين من أوكرانيا والشهادات التي أدلوا بها حول ما شهدوه هناك الكثير من الأسئلة بشأن حقيقة ما يجري في بلد نكب بحرب يعتقد أنها لا تزال في بداياتها، ولا يُعرف بعد إلى أين ستؤول.
[ad_2]
Source link