روسيا وأوكرانيا: كيف أثرت العقوبات الغربية على الحياة اليومية في روسيا؟
[ad_1]
- أولغا شامينا وجيسي كانر بي بي سي – الخدمة الروسية وسايمون فريزر
- بي بي سي – نيوز
فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات مالية غير مسبوقة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، كما انسحبت مئات الشركات الدولية من البلاد.
وقد بدأ للتو الشعور بتأثير هذه التدابير، مع ارتفاع تكلفة المنتجات الأساسية، وخطر فقدان الوظائف الذي بات يلوح في الأفق، وشعور متنام بالعزلة بالنسبة للبعض.
فيما يلي بعض جوانب التغيرات في الحياة اليومية. تم تغيير جميع الأسماء، وتحويلات العملات كانت دقيقة وقت النشر.
زيت الطبخ والسكر وأدوية ضغط الدم
قفزت الأسعار بنسبة 2.2 في المئة في الأسبوع الأول من الغزو، وكان للمواد الغذائية حصة الأسد من هذه الارتفاعات. بعض المتاجر باتت تُقيد بيع المواد الغذائية الأساسية بعد تقارير عن تخزين المستهلكين لها، ورغم أن مبيعات الأدوية لا تخضع للعقوبات، إلا أنه مع تعليق شركات الشحن الكبرى للخدمات، يمكن أن تتضرر إمدادات الأدوية.
انخفض الروبل منذ غزو روسيا لأوكرانيا، مما دفع العديد من تجار التجزئة إلى رفع أسعارهم. تقول داريا، التي تعيش في وسط موسكو، إنها لم تر الرفوف فارغة بعد، وتضيف: “لن يختفي الطعام ولكن الأسعار سترتفع ..كم ستكون التكلفة باهظة؟ لا أستطيع أن أتخيل..بل وأخشى حتى التفكير في الأمر”.
جان مواطن من الاتحاد الأوروبي يعيش ويعمل في موسكو. يقول: “في 20 فبراير/شباط اشتريت بقالة مقابل 5500 روبل (حوالي 57 دولارا) والآن تكلف السلة نفسها نحو 8000 روبل”. ويضيف أن سعر الحليب تضاعف تقريبا في الأسبوعين الماضيين.
وباتت أسعار السكر والحبوب أعلى بنسبة 20 في المئة في فبراير/ شباط مقارنة بالعام الماضي. وقالت وكالة الأنباء الروسية الحكومية تاس، إن بعض تجار التجزئة وافقوا على ألا يزيد الحد في ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية عن نسبة خمسة في المئة. كما يقوم البعض الآخر بتقييد كمية المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والسكر والزيت التي يمكن للزبائن شراؤها.
عمدت داريا إلى تخزين بعض المواد الغذائية: “اشترينا 4 كيلوغرامات من القهوة، و4 لترات من زيت عباد الشمس، و4 لترات من زيت الزيتون وأربع زجاجات من الويسكي”. وقد طلبت أيضا كمية من الأدوية لمدة ثلاثة أشهر لعلاج ارتفاع ضغط الدم لديها – وتقول إن الحصول على بعض الأدوية صعب أصلا.
آخر الهواتف الذكية، وفرصة أخيرة للتمتع بـ”النعم الأجنبية“
ارتفع سعر بعض السلع الاستهلاكية بشكل كبير، كما ارتفعت تكلفة الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون بأكثر من 10في المئة، ولم تعد العلامات التجارية الكبرى مثل آبل Apple وآيكيا Ikea ونايك Nike تبيع منتجاتها في روسيا.
كانت داريا تفكر في شراء أجهزة كمبيوتر محمولة جديدة لعائلتها، وسارعت في عملية الشراء حيث رأت أن الأسعار ترتفع بشكل مطرد. “في بداية شهر فبراير/شباط كانت تكلفتها حوالي 70 ألف روبل (730 دولارا)ولكن بحلول نهاية الشهر ارتفعت أسعارها إلى 100 ألف روبل، وهو ما دفعناه. ثم ارتفعت بعد ذلك إلى 140 ألف روبل قبل نفاد كافة أجهزة الكومبيوتر المحمولة في موسكو”.
لم تشتر داريا وعائلتها شواحن لأجهزة آيفون iPhone، على الرغم من أن الكثيرين اشتروها. وقد قالت شركة آبل في 2 مارس/ آذار إنها ستوقف جميع مبيعات المنتجات المباشرة في روسيا. تقول داريا: “ربما كان علينا شراء الشواحن، هناك مزحة يتداولها الناس هنا وهي أن الهواتف من نوع آيفون التي لدينا الآن هي آخر الهواتف التي سنراها من هذا النوع”.
كما ارتفعت أسعار السيارات الجديدة. تقول داريا: “اشترينا فلاتر وزيت للسيارة لاستخدامها حين الحاجة..تمكنا من شرائها بالأسعار القديمة قبل أن تتضاعف تقريبا، أمام أعيننا”.
كان بافيل وهو محاضر جامعي لديه زوجة وطفلين، يعتزم شراء أجهزة لشقتهم في موسكو. في اليوم الذي بدأت فيه الحرب لاحظ أن بعض الأسعار ترتفع بنحو 30 في المئة، وقد تمكن من شراء ثلاجة، وفرن، وغسالة، وغلاية، وطلب سريرا وخزانة من آيكيا قبل يوم واحد فقط من إغلاق الشركة. لا يعتقد أن الأسعار في آيكيا قد تغيرت: “ببساطة لم يكن لديهم الوقت لرفع الأسعار ” يقول مازحا.
أدرك الروس رمزية إغلاق مطاعم ماكدونالدز البالغ عددها 847 مطعما – فقد كانت من أوائل الشركات الغربية التي افتتحت في الاتحاد السوفيتي قبل 30 عاما. في غضون ساعات من الإعلان، ظهرت آلاف الإعلانات من الروس الذين يعيدون بيع أطعمة ماكدونالدز بما يصل إلى 10 أضعاف السعر المعتاد. وكانت إحدى الرسائل تقول: “اشترينا قطع الدجاج المقلية والشطائر قبل إغلاق سلسلة المطاعم…إنها فرصتك الأخيرة لتذوق النعم الأجنبية”.
لكن فلاديمير الذي يعيش في ساراتوف بجنوب غرب روسيا، يقول إنه لم يشعر بعد بتأثير العقوبات الغربية. “فاتنيكي (أنصار الكرملين) لن يتأثروا بانخفاض قيمة الروبل، لأنهم لا يشترون سلعا أجنبية باهظة الثمن”.
فقدان الزبائن وربما الخدمات عبر الإنترنت
حُرمت البنوك الروسية من نظام الدفع الدولي سويفت، وعلق عدد من شركات الدفع الائتماني مثل فيزا وماستركارد وأمريكان إكسبرس وآبل باي وغوغل باي خدماتها في روسيا، ويقول البنك المركزي الروسي إن الاقتصاد قد ينكمش بنسبة تصل إلى 8 في المئة جراء ذلك.
تقول ناتاشا التي تعمل في مجال اللياقة البدنية: “كان للوضع تأثير كبير على أعمالنا..لقد انخفضت أعداد زبائننا ويطلب البعض استرداد قيمة عضويتهم في النادي. كما أن تكاليف الإيجار والمعدات والتنظيف لدينا آخذة في الارتفاع. وقد ارتفعت المصاريف بنسبة 30 في المئة في المتوسط منذ فرض العقوبات”. إنها تتوقع أن يتم إغلاق العديد من الشركات مثل شركتها، وأولئك الذين سيستمرون سيجدون صعوبة بالغة في العثور على الشركات المصنعة الروسية لتحل محل المعدات المستوردة.
تجد ناتاشا صعوبة في تقبل التغييرات: “هذا نوع جديد تماما من الأزمات يجعلنا جميعا نشعر بالضياع والحيرة، ليس فقط في العمل ولكن في حياتنا الخاصة أيضا، فقدان الدخل، والاضطرار إلى التخلي عن أسلوب حياة كامل، وفقدان الاتصالات، بما في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم القدرة على السفر لرؤية العائلة والأصدقاء الذين يعيشون في الخارج. هناك الكثير من الأشياء التي فقدناها بالفعل ولم ندرك أثرها بالكامل بعد”.
تدير إيكاترينا عددا من مدارس اللغات وتقول إن العقوبات تسببت بالفعل بالكثير من المشاكل: “لدينا مدرسون في بلدان أخرى لا يمكننا الدفع لهم لأن جميع شبكات التحويل مجمدة. ولدينا أيضا طلاب في الولايات المتحدة وألمانيا ولاتفيا لا يمكنهم دفع رسومهم لحساباتنا. لقد وجدنا طرقا للتغلب على ذلك في الوقت الحالي، لكن في الواقع بات يبدأ كل يوم عمل جديد مع كفاح شرس خاصة مع المزيد من التصعيد على الساحة السياسية”.
تشعر إيكاترينا بالقلق إزاء الطريقة التي سيتابعون بها دروسهم الجماعية الدولية إذا تم حظر تطبيق زووم، وتقول إنها واجهت مشاكل لأن منصاتها على الإنترنت كانت تديرها شركة في أوكرانيا.
“توقف كل شيء على الفور على الرغم من أننا عملنا معهم لفترات طويلة جدا، كنا سعداء للغاية معهم وكان عملهم جيدا جدا ومن الدرجة الأولى نوعيا. نحن مستاؤون جدا لما يحصل لهم ولنا، لأننا جميعا وجدنا أنفسنا في هذا الموقف الصعب” ، كما تقول.
تقول داريا إن سماعها عن فقدان الوظائف مع انسحاب الشركات الدولية الكبرى من روسيا يقلقها. وتضيف: “حتى الآن لا توجد أي تخفيضات في المشاريع التي تمولها الحكومة والتي أعمل في أحدها، لكنني خائفة جدا من فقدان وظيفتي”.
إغلاق وسائل الإعلام وذكريات الحرب الباردة
يهدد قانون جديد بسجن أي شخص يُعتقد أنه نشر أخبارا “كاذبة” عن الغزو، وتتعرض وسائل الإعلام المستقلة والدولية لقيود شديدة، كما نفذت اعتقالات بحق أكثر من 13000 شخص في احتجاجات مناهضة للحرب.
وتُحمّل داريا الرئيس بوتين المسؤولية عن العقوبات، لكن معظم الروس يحصلون على أخبارهم من وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، والتي تنقل دعاية الكرملين المناهضة لأوكرانيا. يؤيد كثير من الروس بوتين لحد أن بعضهم يلقي باللوم على الغرب في أمر العقوبات.
لا يوافق آخرون على الحرب، لكنهم يلتزمون الصمت، فمن المجازفة أن ينتقد الروس زعيمهم. وتأمل الحكومات الغربية أن تسبب العقوبات المفروضة على الروس ضررا بما يكفي لإحداث تغيير على مستوى القيادات في البلاد، لكن ذلك قد يستغرق بعض الوقت.
لا شك في أن الرأي القائل بأن الروس الميسورين فقط هم من سيشعرون بألم العقوبات بات أمرا قابلا للنقاش، إذ لا أحد لديه تصور حقيقي لما سيحدث بعد ذلك، ولكن من المتوقع أن تكون التداعيات الاقتصادية شديدة وطويلة الأمد. وقد قال البنك المركزي الروسي إنه حدث تغير اقتصادي “جذري” بالفعل منذ الغزو.
تقول داريا: “ظاهريا قد لا تخمن ما يحدث في موسكو، فالمقاهي والمطاعم في المدينة ممتلئة، والمترو يعمل كالمعتاد، والاختناقات المرورية في المركز ما زالت قائمة..هذا إذا كنت تشيح بنظرك عن الاحتجاجات وعمليات التفتيش ورحيل الأشخاص المبدعين الذين أحدثوا ضجة كبيرة بشأن مغادرتهم، ربما يغادر الكثير من الأشخاص الآخرين بهدوء أيضا..وهذا يعطيني الشعور بأن الهواء من حولنا آخذ في النفاد ولن يعود بمقدورنا التنفس”.
تعيد أحداث اليوم ذكريات التسعينيات، عندما انهار الاقتصاد الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. تقول داريا: “كان من الممتع التحدث إلى الأشخاص في الثلاثينات من العمر حول تلك الأوقات والبطاقات التموينية التي كنا نُزود بها من أجل الطعام..كان لدينا كوبونات وقسائم مميزة لشراء السكر والزبدة والفودكا”.
وتمضي للقول: “أتذكر طوابير الانتظار الضخمة لشراء النقانق … غالبا ما كانت تحدث جدالات صاخبة ضد بيع الأشياء للمتسوقين خارج المدينة، كان الأمر مخزيا وآمل ألا يعود ذلك مرة أخرى”.
وتضيف: “أخشى أن يكون هناك المزيد من عمليات السطو والسرقة بسبب الزيادة المفاجئة في الفقر وفقدان الوظائف”.
يقول جان إنه لم يلحظ أن الحياة تتغير بشكل كبير ولا يخطط للمغادرة. “عائلتي وعملي هنا.. من الصعب جدا أن أبدأ من جديد في مكان آخر”.
[ad_2]
Source link