أخبار عاجلة

بالفيديو مغامرونا الـ 12 في قمة | جريدة الأنباء


  • عبدالله الحسينان: درّبنا المغامرين على الحفاظ على حرارة أجسادهم في الأجواء الثلجية
  • منال العطار: من أبرد بقاع العالم أثبتنا قدرة المرأة الكويتية على مواجهة الظروف القاسية
  • فارس الحسينان: تعلمنا تهذيب الذات والاعتماد على النفس والصبر خلال الرحلة
  • العنود الرقم: روح التعاون بين الفريق الواحد سر نجاحنا وقدرتنا على المواصلة

كريم طارق

«رحلة إلى قمة جزيرة سفالبارد المتجمدة»، قد يراها البعض ضربا من الجنون لكنها في الحقيقة هي رحلة اكتشاف الذات، وتجربة حقيقة تؤكد مدى القدرة على تحمل قساوة الحياة الجليدية، فالجميع في الكويت يتعايش مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، لكن الكثير لا يعلم شيئا عن صعوبة الحياة في المناطق والمحيطات المتجمدة، وعدم قدرة الإنسان على التكيف معها وتحمل تلك الأجواء الشديدة البرودة.

كانت تلك الكلمات الموجزة هي رسالة أعضاء فريق «المغامرون» الكويتي وهدفهم من خوض رحلتهم إلى «سفالبارد النرويجية» في 8 أيام، وهي بمنزلة أرخبيل في المحيط الشمالي المتجمد يقع في أقصى شمال العالم، حيث نجح الفريق المكون من 12 كويتيا وكويتية في خوض مغامرة ليست الأولى من نوعها لقائد الفريق عبدالله الحسينان، الذي اعتاد السفر والترحال والغوص في أعماق المناطق والجبال الجليدية لسنوات طويلة، لكنها كانت الأكثر تميزا في مسيرتهم لما تحملها من تجارب فريدة خاضها الشباب الكويتي وأثبتوا من خلالها أن «الكويتي يقدر مهما كانت الظروف».

«الأنباء» التقت عددا من أعضاء الفريق للتعرف أكثر على هذه التجربة الشيقة التي حملت في طياتها الكثير من المواقف الطريفة والخطيرة في الوقت نفسه، مؤكدين أن الهدف من خوضها يختلف من عضو لآخر وفقا لاحتياجات كل شخص ونظرته للحياة وشغفه بالمغامرة والتجارب النوعية، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، أشار قائد الفريق عبدالله الحسينان إلى أن أعضاء الفريق مجموعة من الرحالة الكويتيين من عشاق المغامرات الخطرة والأجواء القاسية، وهم من الرياضيين القادرين على خوض تلك التجربة، خاصة أن مثل هذه المغامرات تحتاج إلى لياقة بدنية عالية وتدريبات ذهنية مستمرة للقدرة على التكيف مع الأجواء الباردة والتي قد تصل درجات الحرارة بها إلى -27.

وفيما يتعلق بالتحديات المتعددة في تلك المغامرة، قال الحسينان إن التحديات اختلفت من مغامر لآخر، ولكن جاء في مقدمتها الاستعدادات البدنية والذهنية المتعلقة بالقدرة على تجاوز العوائق المناخية والطبيعية، مع كثرة الأغراض والمعدات التي يحملها الشخص خلال الرحلة، بالإضافة إلى المجهود البدني المبذول لصعود الجبال الثلجية والمنحدرات لمسافات طويلة في البرد القارس، وايضا كان على المغامر أن يتدرب جيدا للحفاظ على حرارة جسمه.

تدريب وتأهيل

وأكد على حرصه أن يكون الفريق المشارك يضم مجموعة من الأعضاء المدربين على أكمل وجه لمواجهة مختلف الظروف، وذلك حرصا على حياتهم وللوصول إلى الهدف المطلوب دون وقوع أي خسائر، لافتا إلى أن فترة إعداد وتأهيل أعضاء الفريق استغرقت 6 أشهر تقريبا تضمنت متابعة البرنامج الرياضي لكل مغامر، فضلا عن اصطحابهم في رحلات قصيرة إلى جبال عمان بهدف التأقلم قليلا على أجواء التخييم، وتجربة المعدات المستخدمة في الرحلة، وتدريبهم على المشي لمدة تصل إلى 9 ساعات متواصلة مع توقفات بسيطة للاستراحة وشرب الماء.

وتطرق إلى واحدة من أصعب مراحل المغامرة والتي تمثلت في إصابة عضوة الفريق عبير العمر، مما دفعهم إلى طلب الإسعاف الطائر عبر أجهزة اتصال الأقمار الاصطناعية لتحديد الموقع الذي يتواجدون فيه، من ثم نقلها إلى أقرب مستشفى، بينما أكمل الفريق رحلته، إلا أنه فيما بعد وعبر ذات أجهزة الاتصال نجحنا في الاطمئنان عليها، مما منحنا دافعا جديدا لمواصلة الرحلة.

«الكويتي يقدر»

واختتم حديثه عن أبرز ما يميز هذه الرحلة والمغامرة الفريدة من نوعها، لافتا إلى أن التجربة نجحت في توصيل الهدف منها، وهي إيصال رسالة هادفة للمرشدين والمصورين المرافقين لنا عن أبناء الشعب الكويتي بشكل خاص والشباب العربي المسلم بشكل عام، فإن البعض كان يعتقد أن المواطن الكويتي لا يستطيع العيش في الظروف القاسية وأنه ينعم بحياة مليئة بالترف فحسب، وغير قادر على مواجهة التحديات.

الفتاة الكويتية

بدورها، تطرقت منال العطار إلى حرصها على المشاركة والانضمام إلى الفريق للتأكيد على قدرة الفتاة الكويتية على اجتياز العقبات التي تواجهها وان كانت في ظروف بيئية صعبة يصعب تحملها ولم يسبق أن عاشتها من قبل، مشيرة إلى أن الرحلة من التجارب المميزة التي خاضتها في حياتها على الرغم من قساوتها نظرا للتواجد في واحدة من أبرد أماكن العالم.

وأضافت العطار ان عضوات الفريق نجحن على اجتياز التحدي رغم الصعوبات التي واجهتهن في البداية، وزادت من حماسهن لاستكمال الرحلة، واستمداد القوة عبر تناول الأطعمة لتقوية الجسم وإمداده بالطعام اللازم الذي يحتاجه.

مواجهة التحديات

من جانبه، لفت فارس الحسينان الى أنه ومنذ بداية الرحلة وحتى نهايتها تعرض الفريق إلى الكثير من المشاكل والتحديات الصعبة التي لابد من توخي الحذر في كل خطوة منها حتى لا تؤذي نفسك أو الآخرين، وكان ذلك التحدي بمنزلة اختبار نفسي لكل الأعضاء، وكان دائما ما يتردد لدى جميع الأعضاء الكثير من الأسئلة المتعلقة بأسباب تواجدهم في تلك التجربة القاسية، إلا أننا لم نتوقف عن قرارنا في الاستمرار تحت شعار «لا عودة حتى تحقيق الهدف».

وذكر انه تعلم الكثير خلال الرحلة خاصة فيما يتعلق بالتخلي عن الأمور التجميلية أو كماليات الحياة وما تحتويه من رفاهية، وهو ما شكل تأثيرا كبيرا على شخصيته وساهم في صقل الخصال الحميدة مثل الصبر والتأمل في كون الله الوسيع ومخلوقاته، فضلا عن تهذيب النفس، مشيرا إلى أن الاعتماد على النفس واحدة من مكاسب هذه التجربة الفريدة، فالجميع يعملون لتجهيز الطعام لأنفسهم وتأمين موقع المخيم وحماية الآخرين والتعاون معهم.

تحد شخصي

من ناحيتها، أكدت العنود الرقم أن مشاركتها في تلك المغامرة ليس لإثبات قدرة المرأة الكويتية على تجاوز تلك التحديات فحسب، إنما لاكتشاف ذاتها ومدى قدرتها على التحمل ومواجهة الحياة القاسية والباردة بمختلف جوانبها، موضحة انها استمدت القوة في الاستمرار والمواصلة من خلال قوة زملائها وتشجيعهم ورغبتهم على الاستمرار.

محمية طبيعية

تعد أقرب جزيرة إلى القطب الشمالي جغرافيا، إذ تم اعتبار نصف هذه الجزيرة محمية طبيعية وغير مأهولة بالسكان، وتخضع إلى السيادة النرويجية الكاملة وفق معاهدة عام ١٩٢٠، وهي منطقة اقتصادية حرة ومنزوعة السلاح، وكانت تعتبر قاعدة لسفن صيد الحيتان في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويستخدم سكانها عربات الثلوج والطائرات والقوارب للتنقل بين الأماكن.

وتعتبر منطقة تزاوج للعديد من الطيور البحرية، ومن حيواناتها أيضا الدببة القطبية والرنة والثعالب القطبية وبعض الثدييات البحرية.

التدفئة الذاتية

اعتمد أعضاء الفريق خلال رحلتهم الخطرة في مواجهة درجات الحرارة شديدة الانخفاض على نظام «التدفئة الذاتية»، والتي تتمثل في التحكم في طبقات الملابس التي يرتديها المغامر خلال الرحلة، وذلك من خلال زيادة الطبقات في الأماكن ودرجات الحرارة المنخفضة مع البدء بالتخفيف التدريجي لهذه الطبقات في حال الشعور بالحرارة الزائدة.

ويعتمد هذا النظام على إبقاء الجسم جافا، حتى لا يتعرق نتيجة المجهود الزائد مما يؤدي إلى شعور مضاعف بالبرد والتجمد.

من أجواء المغامرة

٭ بناء الحوائط الثلجية كمصدات من قبل أعضاء الفريق لمواجهة العواصف الشديدة.

٭ أصبح الطعام «عملة» بين أعضاء الفريق يتبادلونها فيما بينهم لتبديل نوبات الحراسة.

٭ ضباب ثلجي حال دون وصول المغامرين إلى قمة جبل «تورين» في اللحظات الأخيرة.

٭ ابتعاد المغامرين عن أماكن تواجد الفقمات كونها الغذاء الأساسي للدببة القطبية.

٭ اعتمد أعضاء الفريق على الماء المذاب من الثلج في الشرب بشكل يومي.

٭ وزن مزلاجة العضو وصل إلى 50 كغم في الأيام الأولى من الرحلة.

الحراسة والدببة القطبية

أشار أعضاء الفريق إلى خطورة الأجواء التي عاشوها خلال مغامرتهم التي استمرت على مدار 8 أيام، لافتين إلى انها كانت عبارة عن تعايش مع البيئة الطبيعية بما تحتويه من أخطار على حياة الإنسان، وأهمها كيفية التعامل والحذر مع الدببة القطبية والمعروف عنها أنها من أكثر الحيوانات شراسة في العالم، لذلك حرص أعضاء الفريق على القيام بنوبات الحراسة الليلية خلال ساعات النوم، على أن يقوم كل عضو بحراسة المخيم لمدة ساعة، يقوم خلالها برصد حركة الدببة في حالة وجودها ومسافتها عن المخيم، من ثم طلب المساعدة من أعضاء الفريق في حالة وجود خطر ليبدأ التعامل التدريجي استعانة بالأساليب المعتمدة لإبعادها عن المخيم.

أعضاء الفريق

ضم الفريق ١٢ مغامرا كويتيا وهم:

٭ عبدالله الحسينان – قائد الفريق

٭ فارس الحسينان

٭ عبدالله أبو قماشة

٭ عبدالله الحماد

٭ عبدالله الأنصاري

٭ عبير العمر

٭ العنود الرقم

٭ أحمد الأنصاري

٭ سارة القطان

٭ منال العطار

٭ يحيى قاسم

٭ أمينة المطوع





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى