تعرف على “العوامل النفسية” التي تجعل كثيرين يقعون في حب زملائهم في العمل
[ad_1]
- بريان لوفكين
- بي بي سي
يعد العمل أرضا خصبة لازدهار العلاقات الرومانسية، وهناك أسباب وجيهة تجعلنا غالبًا ما نقع في حب زملائنا في العمل، سواء شخصيًا أو افتراضيًا.
من المؤكد أن إرسال رمز تعبيري (إيموجي) بالغمز إلى زميل في رسالة يكون أقل إثارة من تبادل نظرة خجولة على آلة صنع القهوة. ومع ذلك، حتى في الوقت الذي أصبحت فيه التفاعلات العابرة التي كانت تشعل العلاقات الرومانسية في أماكن العمل مستحيلة أثناء فترة الإغلاق نتيجة تفشي فيروس كورونا، كان الزملاء يجدون طرقا مختلفة لإيجاد بعضهم بعضا – حتى بدون طاولات اجتماعات أو مكاتب تطير شرارات الحب من فوقها.
وتشير البيانات الصادرة عن الجمعية الأمريكية لإدارة الموارد البشرية عن شهر فبراير/شباط 2022 إلى أن الرومانسية في أماكن العمل ربما تكون قد زادت مع تواجد الموظفين في المنزل. وقال ثلث الأمريكيين البالغ عددهم 550 شخصًا الذين شملهم الاستطلاع إنهم بدأوا أو حافظوا على علاقة مع زميل في العمل أثناء الوباء – بزيادة قدرها ستة في المئة عن أيام ما قبل تفشي الوباء في 2019.
وحتى خلال الوباء العالمي، وجد العمال طريقة ما لمواصلة مواعدة زملائهم – وهي حقيقة تؤكد حتمية الرومانسية في أماكن العمل، التي تعد أرضا خصبة للحب، على الرغم من أن العديد من الشركات تستهجن المواعدة بين الزملاء، وتعتبرها بمثابة كابوس لقسم الموارد البشرية.
يقول خبراء إن هناك أسبابًا محددة لعدم توقف العمال عن التواصل مع زملائهم – حتى أثناء العزلة أثناء أزمة صحية عالمية.
حكاية قديمة قدم الزمن
وعلى الرغم من اعتبار ذلك من المحرمات إلى حد ما، قال 75 في المئة من المشاركين في استطلاع الرأي الذي أجرته الجمعية الأمريكية لإدارة الموارد البشرية إنهم لا يجدون غضاضة في مواعدة زملائهم لبعضهم بعضا. (بعد كل شيء، قال نصفهم إنهم وقعوا في حب زميل لهم في وقت ما). ورغم أن العلاقات الرومانسية بين الزملاء في أماكن العمل تمثل صداعًا للعديد من الشركات، فإنها موجودة منذ عقود – إن لم يكن منذ قرون.
وتقول إيمي نيكول بيكر، أستاذة بجامعة نيو هافن بالولايات المتحدة وتُدرس الرومانسية في مكان العمل وعلم النفس التنظيمي: “حتى بالعودة إلى العصر الصناعي، كان لا يزال هناك بعض النقاش حول انجذاب الناس لبعضهم بعضا في أماكن العمل”.
ومنذ القرن التاسع عشر، كانت هناك حالة من الغضب والرفض للعلاقات الرومانسية في الأيام الأولى للعمل الإداري، إذ كان الرجال والنساء في المكاتب ينخرطون في “سلوكيات ليس لها اسم”، وفقًا للنقاد في ذلك الوقت.
لكن العديد من العشاق يتقابلون في العمل، ولا ينتهي الأمر بالضرورة بفضيحة (على العكس من ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نهاية تشبه القصص الخيالية، كما حدث مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وزوجته اللذين التقيا في مكتب محاماة في شيكاغو عندما كانا في العشرينيات من العمر).
وتُظهر بيانات تعود لعام 2017 أن ما يصل إلى واحد من كل 10 أزواج من جنسين مختلفين في الولايات المتحدة يقولون إنهم التقوا في العمل. ويبدو هذا الأمر منطقيا، بالنظر إلى أن بعض البيانات تُظهر أن الوقت الذي يقضيه الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عامًا في الولايات المتحدة مع زملائهم في العمل أكثر بما يقرب من أربعة أضعاف الوقت الذي يقضونه مع أصدقائهم.
وتقول فانيسا بونز، أستاذة مساعدة في السلوك التنظيمي بجامعة كورنيل بالولايات المتحدة وتُدرس ديناميكية الرومانسية في مكان العمل: “ليس من المستغرب أن يهتم كثيرون بزملائهم في العمل، نظرا لأن العمل يستغرق المزيد والمزيد من وقتنا على مدار سنوات طويلة”.
وفي حين أن الأساليب الأكثر شيوعًا لمقابلة الزملاء تتغير – يلتقي المزيد من الأشخاص عبر الإنترنت الآن، على سبيل المثال، ويلتقي عدد أقل من الأشخاص من خلال أصدقاء العائلة – فإن العثور على الحب في العمل “أمر ثابت” من الناحية الإحصائية، كما تقول بيكر.
لقد استمر هذا الأمر الثابت خلال فترة تفشي الوباء، وهو الوقت الذي قد يكون فيه التواصل مع الزملاء أقل خطورة، لأنك تكون بعيدًا عن أعين رئيسك أو زملائك في الفريق. (حتى أن بعض الزملاء يعملون سراً من منازل بعضهم بعضا مع امتداد فترة العمل عن بُعد).
تقول بيكر: “طالما أن الناس يتفاعلون معًا في بيئة عمل مشتركة، فإنك ترى الآليات الأساسية لجذب البشر تحدث” – سواء كانت تلك البيئة مادية أو افتراضية. وتظل العوامل النفسية وراء تلك الآليات تدفع الزملاء حتمًا إلى شيء أكثر، حتى أثناء الوباء.
التعود والألفة
ويعد مقر العمل مكانا رئيسيا لاثنين من المحركات الرئيسية لتطوير الجاذبية، كما تقول آمي جوردون، الأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة ميتشيغان بالولايات المتحدة، والتي تدرس سيكولوجية العلاقات. إن قضاء الكثير من الوقت مع شخص ما في بيئة مثل مكان العمل “من المحتمل جدًا أن يمهد الطريق للرومانسية، بسبب كل العوامل التي نعرف أنها تساهم في الرومانسية: التعود والألفة”.
أولاً، كلما رأى الشخص شيئًا ما (أو شخصًا ما)، زاد ميله إلى الإعجاب به. هذا التعود هو تحيز نفسي يسمى “تأثير مجرد التعرض”. تقول غوردون إن مجرد رؤية شخص ما بشكل متكرر يمكن أن يؤدي إلى الانجذاب نحوه.
وبالمثل، أظهرت أبحاث حول الرومانسية في مكان العمل أن التواجد بالقرب من شخص ما لفترة طويلة يمكن أن يساعد في تفضيل ذلك الشخص؛ فكلما رأينا شخصًا قريبًا جسديًا في كثير من الأحيان، زاد تفاعلنا معه، وزادت سرعة الانجذاب بين الأشخاص. (يمكن أن ينطبق هذا التحيز حتى على الرؤساء الذين يرون الموظفين لفترات أطول).
لكن هذا التحيز لا يقتصر بأي حال من الأحوال على القرب المادي. تقول بيكر: “إنه أيضًا تقارب عاطفي وفكري”. وسواء كان ذلك عبر البريد الإلكتروني أو “زوم” أو “سلاك”، فإن هذا يعني أن “التفاعل ما زال مستمرا مع بعضكما بعضا”، كما تقول بيكر. ولا يزال هذا التعرض وهذا التفاعل يزيدان التفضيل، بغض النظر عن الموقع الفعلي – وهو ما قد يفسر سبب استمرار الرومانسية بين الزملاء في عصر العمل عن بُعد.
وهناك عامل آخر يتجاوز التواجد المادي للزملاء في مكان العمل وهو تفضيل الأشخاص لمن هم مشابهون لهم – والذي يمكن أن يمتد إلى العمل، مع الأخذ في الاعتبار اختيار الزملاء لنفس المهنة ونفس الشركة.
تقول بيكر: “إذا كنتما محاميان أو كان كلاكما قد تدربا بنفس الطريقة، أو إذا كان كلاكما تفكران في العالم بنفس الطريقة، فإن هذا التشابه سيعزز أيضًا الإعجاب والتفاهم”.
ويمكن تعزيز هذه الكيمياء عندما يعالج الناس مشكلة ما معًا، فقد أظهرت أبحاث منذ فترة طويلة أن المواقف العصيبة يمكن أن تبني روابط اجتماعية. لكن نفس الظاهرة تنطبق “بشكل مطلق” على مكان العمل، كما تقول بيكر، التي تضيف: “فكر في جميع الضغوط الشائعة في مكان العمل. لديك أزمات قادمة: قد يكون رئيسًا سيئًا، وقد تكون لوجستيات الوظيفة، وساعات عمل طويلة، وعملًا مكثفًا”.
إنه أمر حتمي، فماذا الآن؟
وعلى الرغم من أن الرومانسية في أماكن العمل تعد أمرا لا مفر منه من الناحية العملية – ومقبولا على نطاق واسع – إلا أنه لا يزال معقدًا.
أولاً، قد يؤدي اجتماع الزملاء معًا إلى زيادة مخاطر ادعاءات التحرش الجنسي وتقارير بيئات العمل العدائية، فضلاً عن خلق تضارب في المصالح. وبشكل أكثر شيوعًا، يمكن للرومانسية بين الزملاء في أماكن العمل أن تجعل بقية أفراد فريق العمل غير مرتاحين، وهو ما يؤثر على الأداء في نهاية المطاف.
ويمكن أن يشعر مراقبو هذه العلاقات الرومانسية بالقلق، لأنك “تنتقل من معايير واضحة جدًا في مكان العمل حول السلوك المقبول. وبمجرد أن يكون لدى شخص ما في فريق العمل علاقة مزدوجة – بحيث لا يكون مجرد زميل في العمل – فإن ذلك يغير المعايير بطريقة غير ملائمة”، كما تقول بونس، التي تضيف: “أنت لا تعرف ما هو المناسب بعد الآن”.
ونظرًا لأن الرومانسية في أماكن العمل لن تختفي، يقول بعض الخبراء إن الشركات الذكية ستسمح للموظفين بالمواعدة، مع التأكد من عدم تجاوز الخطوط المهنية.
يقول جوني سي تايلور، الرئيس التنفيذي للجمعية الأمريكية لإدارة الموارد البشرية: “إدارة هذا الأمر، بدلاً من التظاهر بأنه غير موجود – أو لا ينبغي أن يكون موجودا – هي الطريقة الأفضل”.
ويعتقد تايلور أن الإفصاح الإلزامي عن هذه العلاقة الرومانسية – على الأقل إلى الموارد البشرية والمدير المباشر للعامل – هو الحل (والعديد من الشركات لديها ما يسمى بـ “عقود الحب” التي تتطلب من العمال القيام بذلك بالضبط).
فإذا دخلت في علاقة رومانسية في مكان العمل، فإن الخبراء يحثونك على التفكير في دوافعك، وموازنة الإيجابيات والسلبيات. وبشكل حاسم، إذا كنت منخرطًا في علاقة مع رئيس أو مرؤوس، فإن الخبراء يحثونك على الكشف عن هذا الأمر فورًا لقسم الموارد البشرية، ويطلبون بإعادة تعيين مشرف.
لكن إذا كنت تواعد زميلًا في نفس المستوى، وهو موقف تقول بيكر إن معظم الناس يعتبرونه أقل خطورة أو إشكالية من مواعدة شخص ما على درجة وظيفية مختلفة، فالأمر متروك لك لإخبار أي شخص بخلاف قسم الموارد البشرية. ويتعين عليك أن تعرف فقط أن بقية أعضاء فريق العمل “سوف يكتشفون الأمر”، كما يقول تايلور.
وتشير بيكر إلى أنه كلما طال انتظار الشخص للكشف عن علاقته الرومانسية، كلما بدأ الآخرون “بالشعور بأن شيئًا ما كان مخفيًا عنهم” و”يتفاعلون بشكل سلبي”. وقد يراجعون تفاعلاتهم السابقة معك ومع زميلك، ويعيدون فحص أي تعليقات أدلى بها كل شخص، أو يشكون فجأة في سبب ذهاب كل منكما في رحلة عمل، أو إذا كنتما تتبادلان موارد ومعلومات أخرى لا يحصل عليها بقية أفراد فريق العمل.
وعلى الرغم من هذه القواعد والمواقف التي يحتمل أن تكون محفوفة بالمخاطر، فإن العلاقات الرومانسية في أماكن العمل لن تنتهي. ومع كل العوامل النفسية التي ينطوي عليها الأمر، من الصعب إلقاء اللوم على الزملاء بسبب وقوعهم في حب بعضهم بعضا. ومع ذلك، من المهم أن يدرك العمال الآثار المترتبة على ذلك.
[ad_2]