مؤشر الديمقراطية العالمي: لماذا تتراجع حالة الديمقراطية في العالم العربي؟
[ad_1]
يرسم تقرير مؤشر الديمقراطية حول العالم للعام 2021، صورة قاتمة للمنطقة العربية، إذ جاءت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في أدنى المراتب من بين جميع المناطق التي يغطيها التقرير، في ظل وجود خمس دول من أصل عشرين منها، ضمن أدنى مستويات التصنيف، ويشير التقرير أيضا، إلى أنه ومن بين العشرين دولة عربية، هناك 17 دولة تقع ضمن تصنيف الدول الاستبدادية.
ويصنف مؤشر الديمقراطية الصادر بشكل سنوي، دول العالم إلى أربعة أنواع من الأنظمة هي “الديمقراطية الكاملة”، و”الديمقراطية المعيبة”، و”الديمقراطية الهجينة”، ثم “الأنظمة الاستبدادية”، ويظهر من خلال مؤشر العام 2021، وجود معظم بلدان المنطقة العربية ضمن خانة الأنظمة الاستبدادية.
ومن بين الدول العربية التي شملها، يضع المؤشر كلا من المغرب وتونس، ضمن فئة الديمقراطية الهجينة، فيما انزلق لبنان من فئة الديمقراطية الهجينة، إلى فئة الدول الاستبدادية، ليلحق ببقية دول المنطقة العربية الواقعة ضمن هذه الفئة.
ويبرز المؤشر الحالة التونسية، على أنها نموذج للتراجع في مستوى الديمقراطية في المنطقة، إذ أعاد المؤشر تصنيفها على أنها “نظام هجين”، بعد أن كان ترتييها سابقا يقع ضمن مرتبة أعلى هي “الديمقراطية المعيبة”، ويصف المؤشر تونس بـ”الضحية” الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام 2021، وقد حلت في المرتبة 75 عالميًا، بعد أن كانت في المركز 54 عالميًا سنة 2020.
ويشير تقرير المؤشر إلى أن “الآمال في استمرار الانتقال الديمقراطي في تونس الذي بدأ مع حركة ‘الربيع العربي’ المؤيدة للديمقراطية في عام 2010 تبددت”. ويضيف أنه بتراجع تونس باتت ” إسرائيل الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المصنفة كدولة ديمقراطية.
وقد حظيت قضية ضرورة الديمقراطية وأهميتها في المنطقة العربية بجدل واسع ربما تفجر في صورته الأكبر في أعقاب أحداث ماعرف بـ “الربيع العربي” التي أدى فشل تطورها إلى تغيير ديمقراطي إلى تشكيك واسع النطاق من بعض الدوائر والمثقين المحسوبين على السلطة في جدوى الديمقراطية حتى أن بعضا منهم وصل إلى أن دعاة الديمقراطية لم يجلبوا للبلدان العربية إلا الخراب.
ويرى هؤلاء أن الديمقراطية لاتصلح للمنطقة العربية ذات البناء القبلي وأن المجتمعات العربية بحاجة إلى تلبية حاجاتها المعيشية أولا قبل الحاجة إلى الديمقراطية التي تحتاج من وجهة نظرهم إلى مجتمعات ناضجة، وهي وجهة نظر تروج لها العديد من الأنظمة العربية التي تردد دوما أنها تعمل من أجل توفير المأكل والمشرب والحاجات الأساسية للناس قبل الديمقراطية التي لاتعد مهمة في هذه المرحلة.
غير أن دعاة الديمقراطية في المنطقة العربية يهاجمون رؤية هذا التيار ويرون أنه يستند إلى مغالطات يستغلها المقربون من دوائر السلطة في العالم العربي لتبرير الاستبداد ومصادرة الحريات وتقديم الإنسان العربي على أنه ليس سوى كائن لا يبحث إلا عن الأكل والشرب والأمان.
ويعتبر هؤلاء أن الديمقراطية كنظام سياسي للحكم تمثل إرثا إنسانيا توصل إليه البشر بعد تجارب مريرة مع الاستبداد، وأنه وعلى الرغم من أنه ليس نظاما مثاليا، فإنه يمثل أفضل ماهو ممكن كما أن تنازل الشعوب عنها، بأي حجة من الحجج، لا يخدم سوى الطغاة والمستبدين للاستفراد بالسلطة والسيطرة على مؤسسات البلاد ونهب مقدراتها وانتهاك الحقوق والحريات.
التحدي الصيني
بقي القول أن مؤشر الديمقراطية للعام 2021 يعنون لتقريره بعنوان” التحدي الصيني”، في إشارة إلى أن الصين، باتت تمثل تحديا للقوى الديمقراطية في العالم، عبر تسجيلها أعلى معدلات نمو اقتصادي، ومنافستها القوية للعالم الديمقراطي، وعلى رأسه الولايات المتحدة رغم عدم امتلاكها لآليات الديمقراطية الغربية.
لكن أبرز ما يتضح من قراءة التقرير، هو ذلك التراجع الكبير في حالة الديمقراطية على مستوى العالم بشكل عام، منذ بدأت “وحدة مجلة الإيكونومست الاستقصائية” إصدار المؤشر العام 2006، ويقول المؤشر إن هناك نحو 45% فقط من سكان العالم، باتوا يعيشون حاليا في ظل أنظمة ديمقراطية، في ظل تداعيات وباء كورونا والدعم المتنامي للاستبداد.
كيف تصفون حالة الديمقراطية في بلدكم؟
وما رأيكم في تركيز مؤشر الديمقراطية على حالة تونس ووصفه لها بأنها “الضحية الرئيسية في المنطقة”؟
لماذا برأيكم انزلق لبنان إلى فئة الدول الاستبدادية في مؤشر الديمقراطية؟
هل تتفقون مع من يقولون بأن الديمقراطية لا تصلح للمنطقة العربية؟ ولماذا؟
ولماذا يروج البعض لمثل هذه الدعوات؟
إذا كان لكم الخيار هل تختارون الديمقراطية مع شظف العيش؟ أم تختارون رغد العيش مع انعدام الديمقراطية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 14 فبراير/شباط 2022.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link