الهولوكوست: شبكة “ايه بي سي” الأمريكية تقرر وقف ووبي غولدبرغ بسبب تعليقاتها عن المحرقة
قررت شبكة “ايه بي سي نيوز” الأمريكية وقف مقدمة البرامج ووبي غولدبرغ عن تقديم برنامجها “ذا فيو” لمدة أسبوعين، وسط عاصفة انتقادات لتعليقاتها حول الهولوكوست.
وقالت الشبكة إن غولدبرغ، الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار، لن تظهر في برنامجها لمدة أسبوعين بعد “تعليقاتها الخاطئة والمؤذية”.
وكانت الممثلة (66 عاما) قد قالت، يوم الاثنين، إن المحرقة النازية لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية (الهولوكوست) لم تحدث على أساس عرقي.
ورغم اعتذارها في وقت لاحق، فقد أثارت غولدبرغ انتقادات جديدة بعد ذلك أثناء محاولتها تفسير تعليقاتها.
وأرسلت رئيسة شبكة “ايه بي سي”، كيم غودوين، مذكرة إلى الموظفين مساء الثلاثاء، قالت فيها: “هذا قرار ساري المفعول على الفور، سأعلق عمل ووبي غولدبرغ لمدة أسبوعين بسبب تعليقاتها الخاطئة والمؤذية”.
وأضافت: “بينما اعتذرت ووبي، إلا أنني طلبت منها تخصيص بعض الوقت للتفكير والتعرف على تأثير تعليقاتها”.
وشددت غودوين على أن الشبكة بأكملها “تتضامن مع زملائنا وأصدقائنا وعائلتنا وتجمعاتنا من اليهود”.
وأكدت على أن “هذه القرارات ليست سهلة على الإطلاق، لكنها ضرورية”، بحسب صحيفة “هوليوود ريبورتر”.
ويوم الثلاثاء أصدرت غولدبيرغ اعتذارا علنيا ثالثا.
وقالت في اعتذارها، “أمس في البرنامج أخطأت في الكلام”، وذلك في مقدمة الحلقة الجديدة من البرنامج الحواري.
وتابعت: “(الهولوكوست) يتعلق بالفعل بالعرق، لأن هتلر والنازيين اعتبروا اليهود عرقا أدنى”.
وقالت “أنا آسفة لتعليقاتي وأصححها. أنا أيضا أقف مع الشعب اليهودي”.
وأثارت غولدبرغ الجدل يوم الاثنين أثناء نقاش تناول قرار حظر تدريس رواية عن معسكرات الموت النازية في مدارس بولاية تينيسي.
وقال المجلس التعليمي الذي اتخذ القرار إنه حظر الرواية لأنها غير ملائمة لطلاب بسن 13 سنة، لاحتوائها على ألفاظ نابية وعُري وتصوير للانتحار.
وقتل النازيون، الذين كانوا يعتبرون أنفسهم “جنسا متفوقا”، ستة ملايين يهودي في الهولوكوست.
وعلقت الممثلة الأمريكية، التي تشارك في تقديم برنامج “ذا فيو” منذ 2007، بأن الهولوكوست شملت “مجموعتين عرقيتين من البيض”.
وقال منتقدوها إن الزعيم النازي أدولف هتلر نفسه عبّر عن كراهيته لليهود بمصطلحات عنصرية.
وقالت غولدبرغ حينها: “أنا مستغربة أن وجود بعض العُري هو ما جعلكم منزعجين”.
“إنها (الرواية) عن الهولوكوست وعن ستة ملايين شخص قتلوا. ألم يزعجكم هذا؟”.
“إن كنتم ستفعلون هذا، لنكن صادقين. لأن الهولوكوست لم تكن متعلقة بالعرق. لم تكن كذلك”.
وأشارت مقدمة البرنامج الأخرى جوي بيهار إلى أن النازيين كانوا يقولون إن اليهود ينتمون إلى عرق آخر.
فردت غولدبرغ: “لكن القضية لا تتعلق بالعرق، بل بانعدام إنسانية إنسان تجاه إنسان آخر”.
وأجابت مقدمة البرنامج الأخرى أنا نافارو: “لكن الموضوع يتعلق بشعور التفوق العرقي للبيض. وبملاحقة اليهود والغجر”.
فردت غولدبرغ: “لكن هاتين مجموعتين تنتميان إلى العرق الأبيض”.
فقالت مقدمة البرنامج الأخرى ساره هينز: “لكن النازيين لم يعتبروهم عرقا أبيض”.
وتابعت غولدبرغ: “لكنك أخطأت الجوهر. في اللحظة التي تحولين القضية إلى قضية عرقية فإنها تتوارى. لنتحدث عن جوهر الموضوع، وهو كيف يعامل الناس ’الآخر‘”.
ثم اومأت غولدبرغ برأسها إلى شخص خلف الكاميرا، بينما كانت موسيقى الفاصل تبث.
وانتقد البعض البرنامج لما اعتبروه توفير منصة لتضليل خطير.
وقال جوناثان غرينلات، وهو أحد زعماء منظمة “رابطة مناهضة تشويه السمعة”، وهي منظمة يهودية مناهضة للكراهية: “لا يا ووبي غولدبرغ. جوهر الهولوكوست كان الإبادة الممنهجة للشعب اليهودي، الذي اعتبره النازيون جنسا أدنى. لقد جردوهم من إنسانيتهم واستخدموا هذه الدعاية العنصرية لتبرير قتل ستة ملايين يهودي. تشويه الهولوكوست شيء خطير”.
وقالت ميغا ماكين، وهي مقدمة سابقة لذات البرنامج التلفزيوني، إن: “معاداة السامية سرطان وسم يجري تبريره بشكل متزايد في ثقافتنا وبرامجنا التلفزيونية، ويجب أن يصدمنا هذا”.
واستخدم المعلق المحافظ بين شابيرو في تغريدة بموقع تويتر عبارة لهتلر، وردت في كتابه “كفاحي”، قال فيها: “أليس وجودهم مؤسسا على كذبة كبيرة هي الادعاء بأنهم جماعة دينية، لكنهم في الحقيقة عرق؟”.
وورد في تغريدة لمتحف الهولوكوست في الولايات المتحدة: “كانت العنصرية في صلب الأيديولوجيا النازية. لم يُعرف اليهود بدلالة انتمائهم الديني، بل بدلالة عرقية. المعتقدات العنصرية النازية غذت الإبادة الجماعية”.