رأس السنة الصينية: تعرف على دلالة العام الصيني الجديد ومظاهر الاحتفال به

ويُعرف اليوم أيضا باسم عيد الربيع وتحتفل الجاليات الصينية في جميع أنحاء العالم بالعام الجديد. وتستهل الاحتفالات بتوديع العام القديم وتهدف إلى جلب الحظ والازدهار في العام الجديد.

وتقام مآدب عائلية وعروض في الهواء الطلق تتميز بإطلاق الألعاب النارية وغالبا ما ترافقها عروض التنانين الراقصة. وتقام الاحتفالات الكبرى في ليلة رأس السنة وفي اليوم الأول من السنة الجديدة.

وسيسافر ملايين الأشخاص عبر الصين – أحيانا آلاف الأميال – للاحتفال مع أسرهم.

ويزين الناس منازلهم باللون الأحمر لجلب الحظ الجيد ويُعطى الأطفال المال في مغلفات حمراء زاهية.

وتستمر الاحتفالات لمدة أسبوعين وتنتهي هذا العام في 15 فبراير/شباط بمهرجان الفوانيس، الذي يصادف ليلة اكتمال القمر.

ومنذ التسعينيات، يمنح سكان الصين أسبوع إجازة من العمل بمناسبة العام الجديد. ووفقا لوزارة التجارة الصينية، ينفق الناس في هذه الفترة، أكثر من 820 مليار يوان (96 مليار جنيه إسترليني) على التسوق والطعام.

يرتبط كل عام بواحد من 12 حيوانا في الأبراج الصينية.

وهذا العام هو عام النمر. ويقال إن الأطفال المولودين في هذا العام سيكونون شجعانا ومنافسين وأقوياء.

في الكانتونية، وهي اللغة الرئيسية في جنوب الصين وهونغ كونغ، تحية العام الجديد هي “Gong Hei Fat Choy” (恭喜 發財) والتي تعني “أتمنى لك الازدهار”.

أما في لغة الماندرين، فيقول الناس “شين نيان كواي لو” (新年 快乐) ، والتي تعني ببساطة “عام جديد سعيد”.

يُعتقد أن الاحتفال بالعام الصيني الجديد يعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، عندما حكمت أسرة شانغ.

وتتجذر أصوله في أسطورة. إذ تقول إحدى القصص أن وحشا اسمه نيان “السنة” كان يهاجم القرويين في بداية كل عام. وكان نيان يخاف من الضوضاء العالية والأضواء الساطعة واللون الأحمر. ولذلك، استخدم الناس هذه الأشياء لطرد الوحش بعيدا عنهم.

ونظرا لأن التنين هو رمز صيني للقوة والحظ السعيد، تُعرض في العديد من مناطق البلاد دُمية تنين طويلة وملونة ويجري الرقص معها في الشوارع، وتعد هذه من أبرز مظاهر الاحتفالات.

كما أن السنة الجديدة تعد مناسبة لكي ينظف الناس فيها منازلهم جيدا للتخلص من أي حظ سيئ خلفه العام الماضي.

في جميع أنحاء شرق آسيا، تحتفل البلدان أيضا بالعام الجديد وفقا للتقويم القمري نفسه.

ففي فيتنام، يُطلق على اليوم اسم Tết Nguyên án، أو Tết باختصار، وهذا يعني مهرجان الصباح الأول من اليوم الأول.

ويقوم الناس بتنظيف منازلهم وتزيينها بزهور الأشجار، مثل أزهار الخوخ والبرتقال. ويمثل اللون الوردي من زهر الخوخ الطاقة ويمثل زهر البرتقال الذهبي الرخاء.

وفي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية يسمى الاحتفال برأس السنة الجديدة بـ”سيولال”، وتستمر الاحتفالات على مدى ثلاثة أيام. وتقدم العائلات الكورية الطعام لأسلافهم، في طقوس تسمى “تشاريي”، لكسب بركاتهم للعام المقبل.

وفي كوريا الجنوبية، أصبح لحم الخنزير المطبوخ والمعلب هدية السنة الجديدة المفضلة ويدفع الناس ما يصل إلى 75 دولارا مقابل سلال الهدايا من اللحوم المعلبة.

أما في منغوليا، فيسمى المهرجان “تساغان سار”. بعض الناس في منغوليا يسمونه مهرجان وايت مون أو القمر الأبيض. ويتعبد الناس في أوفو – أكوام حجرية تستخدم كمذابح أو أضرحة. كما يتبادلون زجاجات السعوط التي يعتقد أنها توحد الناس.

تقيم مدينة نيويورك احتفالا بالألعاب النارية، حيث يجري اطلاق نحو 600 ألف لعبة نارية في متنزه سارة دي روزفلت. وبعد ذلك، تقام عروض رقصات الأسد واستعراضات في شوارع الحي الصيني.

وتستضيف سنغافورة موكبا في الشارع يسمى “تشينغاي”، ويتميز بالعوامات والأزياء الملونة والعروض الحية والألعاب النارية.

أما مدينة مانشستر في المملكة المتحدة، وهي موطن لواحد من أكبر وأقدم المجتمعات الصينية في البلاد، فيجري بمناسبة العام الجديد عرض تنين يبلغ طوله 53 مترا في الشوارع التي تؤدي إلى الحي الصيني بالمدينة.