روسيا وأوكرانيا: الولايات المتحدة تسلّم أسلحة “فتاكة” لكييف بعد يوم من محادثات أمريكية-روسية
[ad_1]
سلّمت الولايات المتحدة تسعين طناً مما وصفته بـ “المساعدة الفتاكة” لأوكرانيا، بعد يوم واحد من محادثات روسية أمريكية في جنيف حول الأزمة الأوكرانية.
وتعد الشحنة، التي وصلت إلى كييف اليوم، الأولى في أعقاب وعد جديد من الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا.
وقالت السفارة الأمريكية في كييف إن الشحنة تضمنت ذخيرة للقوات الأوكرانية على خطوط الجبهة لتمكينها من مواجهة أي اعتداء روسي.
وكانت الولايات المتحدة قد وافقت في الأيام الأخيرة على اقتراحات من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا بإرسال أسلحة أمريكية الصنع إلى أوكرانيا تشمل صواريخ مضادة للدروع وللطائرات.
وقد حشدت موسكو مئة ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، لكنها تنفي وجود أي خطط لديها لغزو جارتها.
وتفيد الأنباء بأن جو بايدن سافر إلى منتجع كامب ديفيد حيث من المقرر أن يلتقي بفريقه للأمن القومي خلال نهاية الأسبوع لبحث التوترات مع روسيا حول أوكرانيا.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد التقى بنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في جنيف حيث عقدا محادثات وصفاها بالصريحة في محاولة منهما لتقليل فرص اندلاع صراع أوسع نطاقاً في أوكرانيا.
وكرر لافروف نفي موسكو بأن القوات الروسية هائلة العدد التي حُشدت بالقرب من الحدود مع أوكرانيا ستستخدم في غزو ذلك البلد.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة سترد بشدة على أي غزو لأوكرانيا.
ويسيطر المتمردون الموالون لروسيا على أجزاء واسعة من شرقي أوكرانيا منذ اندلاع حرب شرسة هناك قبل حوالي ثمانية أعوام.
وقُتل حوالي 14 ألف شخص ونزح مليونا شخص على الأقل عن منازلهم قبل أن يتم التوصل إلى اتفاقات سلام هشة عبر الوساطات.
وهددت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات جديدة على موسكو إذا قام الجيش الروسي بتحرك عسكري نحو أوكرانيا.
ومن المتوقع أن تقدم واشنطن موقفها خطياً لموسكو الأسبوع المقبل يتبع بمحادثات إضافية بين الطرفين.
مطالب بوتين
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عن مطالب من الغرب يقول إنها تقلق أمن روسيا، من بينها عدم السماح لأوكرانيا بالانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويريد بوتين من التحالف الدفاعي الغربي أن يتخلى عن المناورات العسكرية ويتوقف عن إرسال الأسلحة إلى دول أوروبا الشرقية، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً للأمن الروسي.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن إجراء مناورات عسكرية بحرية واسعة النطاق للناتو في البحر المتوسط تبدأ الاثنين بمشاركة من حاملة الطائرات “يو أس أس هاري ترومان”.
وأكد المسؤولون الأمريكيون على أن المناورات لا علاقة لها بأوكرانيا.
لكن الإعلان الأمريكي عن المناورات البحرية جاء بعد يوم واحد من إعلان روسيا عن إجراء مناورات بحرية شاملة بمشاركة أكثر من 140 سفينة حربية وحوالي 10,000 جندي خلال شهري يناير/ كانون الثاني الجاري و فبراير/ شباط القادم في مياه المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهادي والبحر المتوسط.
ومع تنامي المخاوف من غزو روسي محتمل لأوكرانيا الموالية للغرب، جدد بلينكن تحذيرات بلاده من ردود غربية قوية لدى لقائه بنظيره الروسي.
وقالت الخارجية الروسية في وقت لاحق إن لافروف حذّر نظيره الأمريكي من وقوع “أخطر العواقب” إذا تجاهلت واشنطن مطالب موسكو الأمنية، التي تشمل “سحب القوات الأجنبية والأسلحة والعتاد” من الدول التي لم تكن أعضاء في الناتو قبل 1997.
وقالت إدارة بايدن إنها مستعدة للحديث مع موسكو حول مخاوفها الأمنية.
اقتراحات واشنطن
ويتمثل أحد الاقتراحات لدى واشنطن في إحياء القيود المفروضة على الصواريخ في أوروبا والتي نصت عليها معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، وهي معاهدة أبرمت خلال الحرب الباردة وألغيت من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بعد اتهام روسيا بخرق المعاهدة.
وقد كرر بلينكن الموقف الأمريكي عقب المحادثات في جنيف قائلاً إن الولايات المتحدة مستعدة لبحث السبل الممكنة لمعالجة المخاوف الروسية بروح المعاملة بالمثل.
وقال محللون إن ذلك قد يتضمن المزيد من الشفافية حول المناورات العسكرية في المنطقة.
وحث بلينكن روسيا على وقف ما وصفه بعدوانها على أوكرانيا، قائلاً إن حشدها للقوات منحها القدرة على مهاجمة جارتها من الجنوب ومن الشرق ومن الشمال.
وقال الدبلوماسي الأمريكي الأول إن الولايات المتحدة تعرف من التجربة أن موسكو، التي ضمت منطقة القرم في أوكرانيا إليها في 2014، لديها أيضاً “مخزون شامل” من الوسائل غير العسكرية لتعزيز مصالحها، من بينها الهجمات الإلكترونية.
وأكد بلينكن أن بلاده ستواصل إرسال “مساعدات أمنية” إلى أوكرانيا خلال الأسابيع القادمة. وكانت أمريكا قد أرسلت أنظمة صواريخ مضادة للدروع بالإضافة إلى أسلحة خفيفة وذخائر إلى أوكرنيا العام الماضي.
وقال بلينكن إن المحادثات تطرقت أيضاً لإيران والمفاوضات حول قدراتها النووية، والتي وصفها بأنها مثال على أن الولايات المتحدة وروسيا يمكنهما العمل معاً على حل القضايا الأمنية.
من جانبه، وصف لافروف المحادثات مع بلينكن بأنها كانت صريحة ومفيدة لكنه اتهم الناتو بالعمل ضد روسيا. وكرر موقف موسكو بأنها “لم تهدد قط الشعب الأوكراني” وليس لديها خطط لمهاجمة أوكرانيا.
واتهم وزير الخارجية الروسي الحكومة الأوكرانية باستخدام “إرهاب الدولة” ضد المتمردين في الشرق و “تخريب” اتفاقيات مينسك للسلام حول الصراع هناك.
وكانت الولايات المتحدة قد قالت الخميس إن ضباطاً في الاستخبارات الروسية يعملون على تجنيد مسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة الأوكرانية للتدخل كحكومة مؤقتة والتعاون مع قوة احتلال روسية في حالة وقوع الغزو.
وفرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على عضوين حاليين في البرلمان الأوكراني ومسؤولين سابقين في الحكومة لاتهامهم بالضلوع في المؤامرة.
في غضون ذلك، قدم مشرعون في البرلمان الروسي مشروع قرار يطلب من الرئيس بوتين الاعتراف باستقلال منطقتين مواليتين لموسكو في أوكرانيا هما دونيتسك ولوغانسك.
واتهم جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية الجمعة روسيا بإرسال أسلحة وعتاد جديدين إلى الانفصاليين.
وكان بلينكن قد وصل جنيف عقب رحلة إلى أوكرانيا لإظهار الدعم لكييف، جاءت في أعقاب محادثات أجراها مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في برلين.
تعزيزات أوروبية
وقد تحركت عدة دول أوروبية لتعزيز الانتشار العسكري للناتو في أوروبا الشرقية. فقد قالت إسبانيا إنها سترسل سفناً حربية للانضمام إلى القوات البحرية للناتو في البحر المتوسط والبحر الأسود، وأعلنت الدنمارك عن إرسال فرقاطة إلى بحر البلطيق.
وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال جنود فرنسيين إلى رومانيا.
وأعلنت بريطانيا الأسبوع الماضي أنها ستزود أوكرانيا بمزيد من الجنود للتدريب وبأسلحة دفاعية.
ودعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس في خطاب الجمعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى “الكف والابتعاد عن أوكرانيا قبل أن يرتكب خطاً استراتيجياً هائلاً” قد يقود إلى خسائر فظيعة في الأرواح.
وكان الرئيس بايدن قد أثار الأربعاء تساؤلات حول ثبات الموقف الأمريكي حول أوكرانيا عندما توقع أن تدخل روسيا إلى أوكرانيا، ولكنه بدا وكأنه يلّمح إلى أن حدوث “توغل بسيط” قد يستجلب رد فعل ضعيف من الولايات المتحدة وحلفائها.
وأثارت هذه الرسالة انتقاداً من جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي غرّد على تويتر قائلاً: “ليس هناك توغلات بسيطة. تماماً مثلما لا وجود لخسائر بسيطة وحزن قليل على فقدان الأحبة”.
وسعى بايدن بعد ذلك إلى توضيح تصريحاته بالقول إن تحرك القوات الروسية عبر الحدود مع أوكرانيا سيعد غزواً، وإن موسكو “ستدفع ثمناً باهظاً” في حال حدوث ذلك.
[ad_2]
Source link