كم يدفع المواطنون العرب مقابل كيلوغرام من اللحم الطازج؟
[ad_1]
لا يخجل كثيرون من الذين استطلعنا آراءهم في عدة دول عربية من الاعتراف بأن تناول اللحوم الحمراء بالنسبة لهم أضحى ترفا لا يقدرون عليه.
مع ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملات الوطنية، وانخفاض الأجور، تأثرت قدرة الأفراد في تضمين اللحوم الحمراء في نظامهم الغذائي بدول مثل مصر والأراضي الفلسطينية وسوريا ولبنان وغيرها.
ويرى الخبير الاقتصادي الأردني، يوسف ضمره، في مقابلة مع بي بي سي أن أبرز أسباب الغلاء لا يرتبط بالداخل.
“الارتفاع الذي يحدث على المواد الغذائية سببه الأساسي خارجي. ولا سيما حين نتحدث عن الدول التي ليس لديها اكتفاء ذاتي مثل الأردن، إذ تضطر إلى الاعتماد على الاستيراد بشكل كبير بطبيعة الحال، وهذا يتضمن أجور النقل ومختلف الرسوم المترتبة على عملية التصدير. ومع ارتفاع الأسعار عالميا في ظل وباء كورونا ينعكس ذلك على سعر البيع داخليا”.
“اللحمة والسياسة”
بمقارنة بعض البلدان الغربية بالدول العربية، نجد تفاوتا كبيرا ما بين سعر اللحم وقدرة الفرد على تأمينه للأسرة، ففي بريطانيا مثلا يبلغ سعر كيلو غرام من اللحوم الحمراء ( البقر والغنم) يبلغ حوالى 10 جنيهات استرلينية وهو ما يعادل قرابة 14 دولارا، ومتوسط دخل الفرد يبلغ 2000 جنيها أي 2500 دولار شهريا تقريبا.
ما هو حال أسعار اللحوم في المنطقة العربية؟
في مصر، البلد العربي الأكثر اكتظاظا بالسكان، ارتبط مؤشر أسعار اللحوم بالسياسة منذ عصر أنور السادات، فكان سعر اللحمة أحد شعارات الانتفاضة السياسية في عام 1977، حين ردد المتظاهرون وقتها شعارا ضد سيد مرعي صهر السادات ورئيس مجلس الشعب وقتها “سيد بيه يا سيد بيه، كيلو اللحمة بقى بجنيه”.
وقبل نهاية السبعينيات، كان السادات قد فرض حظرا على بيع كل أنواع اللحوم الحمراء، المحلية والمستوردة لمدة شهر، أملا في خفض أسعارها لتكون متاحة للجميع، لكن ذلك لم يحدث وظلت اللحوم في الثقافة المصرية السائدة هي “الظفر”، الذي لا تتم مناسبة اجتماعية أو دينية دونه.
وقد ارتفع متوسط سعر الكيلو غرام من اللحم الطازج في الآونة الأخيرة إلى 140 جنيها مصريا، أي ما يعادل 9 دولارات أمريكية، في حين أن متوسط دخل الفرد حسب أحدث تقرير للبنك الدولي يبلغ ما يعادل 217 دولارا شهريا.
أما في السودان، فيبلغ معدل سعر الكيلو من اللحم الأحمر حوالى 5 دولارات بينما متوسط دخل الفرد هناك لا يتعدى الـ 46 دولارا، حسب التقرير الدولي.
وتظهر الأرقام أن الأردن ربما يكون من أعلى دول العالم من حيث أسعار اللحوم الحمراء، ولا سيما الطازجة منها، ومع استمرار أسعار اللحوم يتحول الطبق الوطني الأردني وهو المنسف، إلى عادة عذائية مكلفة. بعدما بلغ متوسط كيلو اللحوم الحمراء فيها 15 دولار، فيما لا يتجاوز متوسط دخل الموظف أكثر من 344 دولارا شهريا.
أما قطاع غزة المحاضر، فيصل سعر الكيلو غرام الواحد فيه، إلى ما يعادل 11 دولارا.
الدول الأكثر استهلاكا
ورغم ضيق العيش وصعوبة إمداد المائدة باللحوم، تشير الأرقام إلى أن الأراضي الفلسطينية تتصدر القائمة العربية من حيث استهلاك اللحوم، وحسب آخر تقرير صدر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. فقد بلغ متوسط الاستهلاك 97 كيلوغراما للفرد الواحد سنويا.
تليها الدول الخليجية حيث الدخول المرتفعة والظروف المعيشية الأفضل، مثل الكويت بمعدل استهلاك يفوق 67 كيلوغرام سنويا للفرد، وبعدها بالترتيب تأتي الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 60 كيلو، ثم السعودية بحوالى 54 كيلوغرام للفرد سنويا، وتتذيل سلطنة عُمان القائمة بمعدل استهلاك يزيد عن 40 كيلو للفرد سنويا.
من المؤكد أن الثقافة العربية ليست وحدها التي تحتفي بتناول اللحوم الحمراء، إذ لا تزال دول أخرى مثل الأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة في مقدمة “آكلي اللحوم”، وهو أمر يؤكد أن مائدة اللحوم ترتبط إلى حد كبير بالوفرة والرفاه.
هذه الصورة الشائعة عن المائدة العامرة باللحوم، تتناقض إلى حد كبير مع ما تخلص إليه دراسات علمية أخيرة من تحذيرات من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء بسبب ما يمكن أن تحمله من آثار سلبية على الصحة العامة.
[ad_2]
Source link