مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة.. “خطوة أولى” في السعودية وسط حساسيات دينية وسياسية
[ad_1]
- سيباستيان آشر
- محرر بي بي سي للشؤون العربية
عُقد مؤتمر دولي كبير حول الفلسفة في السعودية، بهدف تشجيع التفكير النقدي، في بلد سُجن فيه أفراد بسبب تعبيرهم عما يُنظر إليه على أنه آراء معارضة.
وكان الفيلسوف الأمريكي البارز مايكل ساندل، بين عدد من الأكاديميين الذين شاركوا في الحدث الذي استمر على مدى ثلاثة أيام في الرياض.
وأخبر الأستاذ بجامعة هارفارد، في مشاركة افتراضية، المنظمين بأنه لا يريد إلقاء محاضرة، ولكنه سعى بدلاً من ذلك إلى التواصل مباشرة مع الشباب السعودي، بما في ذلك النساء.
وخلال جلسة تم بثها مباشرة على موقع يوتيوب، من داخل مركز المؤتمرات في مكتبة الملك فهد الوطنية، تطرّق ساندل بدقة إلى قضايا التفكير النقدي والفلسفة الأخلاقية مع أربعة طلاب سعوديين.
وفي بلد لا تطرح فيه عادة القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية لتساؤلات المواطنين، ربما نظر إلى هذه الخطوة على أنها عمل غير عادي وربما “تخريبي”.
بدأ ساندل نقاش حول طريقة تعامل الحكومة مع تفشي وباء فيروس كورونا. ونقل المناقشة بعدها إلى الأسئلة الأخلاقية حول ما إذا كان ينبغي على المرء حماية أو تسليم قريب له ارتكب جريمة قتل.
وردت إحدى الطالبات إنه لا يوجد أحد فوق القانون، وأنها ستسلم أيا كان إلى العدالة، حتى لو كان والدها، الذي تصادف وجوده في القاعة. وقد صفق لها البعض من الجمهور الكبير من الطلاب والأكاديميين السعوديين.
واستشهد ساندل بقصة صينية قديمة عن مأزق الحاكم الذي وجد أن والده قاتل. كان صدى القصة واضحا. فلا يزال ينظر كثيرون إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على أنه متورط في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، على الرغم من النفي الرسمي المستمر من جانب الرياض.
أما بالنسبة للتفكير المستقل، فقد تم اعتقال رجل سعودي الشهر الماضي بتهمة الهرطقة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما حكم على صحفي يمني مؤخرا بالسجن 15 عاما بعدما واجه اتهامات مرتبطة بـ”الردة”.
كما سُجن مواطنون سعوديون من بينهم دعاة إسلاميون وناشطات، مثل لجين الهذلول.
تعطش للنقاش
قال ساندل لبي بي سي إنه أعجب بردود فعل الطلاب – الذين لم يدرس أي منهم الفلسفة بشكل رسمي. وقال إنه أعجب من تعطشهم للنقاش حول المسائل الأخلاقية الكبرى.
وقد أثبت ذلك من قبل الطلاب أنفسهم، إذ قالت إحداهن إن الجلسة جعلتها تفكر، وفتحت عينيها على مجموعة متنوعة من الموضوعات التي لم تكن على دراية بها. وقالت لبي بي سي إن التفكير النقدي “أساسي لحياة الإنسان”.
ولكن وزير التعليم السعودي السابق، أعلن العام الماضي أن الاستعدادات جارية لإدخال التفكير النقدي والفلسفة إلى المناهج الدراسية. واستبدل منذ ذلك الحين، ويبدو أن تلك الخطط معلقة حتى الآن.
قبل ألف عام، كان المفكرون العرب في طليعة الفلسفة، وساعدت الترجمات إلى اللغة العربية في الحفاظ على تراث الفكر اليوناني القديم.
ويعد ذلك المنحى بعيدا كل البعد عن طريقة التدريس في السعودية حاليا، حيث يوجد تأثير قوي لرجال الدين الإسلاميين المحافظين.
ويوضح علي الشهابي، وهو سعودي يحافظ على علاقة وثيقة مع السلطات، أن “هذا المنطق قد تسرب إلى كل شيء آخر في التعليم والتعلم، وبالتالي لم يكن التفكير النقدي موجودا، لذلك فإن مجرد تنبيه شعبك ومعلميك هو أمر ثوري بالنسبة للمملكة”.
وقالت وزارة الثقافة السعودية إنها “تقود تحولا ثقافيا لتطوير نظام بيئي غني يغذي الإبداع… ويطلق العنان لأشكال جديدة وملهمة من التعبير”.
وقال مايكل ساندل لبي بي سي إن مؤتمر الفلسفة ومشاركته فيه كان بمثابة تجربة.
وأضاف: “إذا غادر المشاركون الجلسة لمواصلة مناقشة المعضلات الأخلاقية التي ناقشناها، فسأصفها بأنها كانت ناجحة – على الأقل كخطوة أولى. ويبقى أن نرى بالطبع ما الذي سيسمح به النظام”.
[ad_2]
Source link