100 امرأة: قصة الشابة السعودية التي تعمل في نقل وتوصيل الركاب في الرياض
[ad_1]
عندما أصدرت السلطات السعودية قرارها بالسماح للنساء بقيادة السيارة عام 2018، شكل الأمر مرحلة جديدة في حياة كثير من النساء داخل المملكة، لكن تأثيره على وداد عبد الله كان من نوع خاص، فهي لم تكتف بحرية قيادة سيارتها بنفسها، بل جعلت من الأمر مدخلا لتحقيق دخل إضافي، ووسيلة لتوسيع معرفتها بالناس واكتساب خبرات جديدة.
فالشابة السعودية الثلاثينية استغلت ما أتاحه القرار الجديد، لتصبح سائقة سيارة أجرة تعمل مع عدة شركات تعمل في مجال خدمات سيارات الأجرة في الرياض، وتدخلَ بذلك مجال عمل كان في السابق مستحيلا على بنات جنسها.
تقول وداد إنها كانت واثقة من أن السماح للنساء بقيادة السيارات في السعودية سيتم قريبا جدا. وتشير إلى أنها يوم صدور القرار بذلك كانت قد دخلت بالصدفة في نقاش حول الموضوع مع شخص على تويتر، وحين عبرت عن قناعتها، جاءها الرد بالقول: “أنت تحلمين”ّ.
لكن حلمها هذا سرعان ما تحول إلى حقيقة، إذ لم تمض ساعة إلا وكانت أختها تبشرها بالقرار الذي انتظرته النساء السعوديات طوال عقود. “لم نصدق أنفسنا، كنا سعيدتان جدا، وأخذنا نقفز ونضحك. ثم دخلت إلى تويتر لأخبر الشخص، الذي تجادلت معه، بالخبر، فوجدت أنه سبقني ومسح كل التعليقات عن الموضوع”، تقول وداد.
تجربة جديدة ودخل جيد
بعد ذلك بأشهر قليلة، بدأت وداد العمل كسائقة مع تطبيقات سيارات الأجرة. كانت التجربة ممتعة ومكنتها من تحقيق دخل إضافي إذ تقول: “بعد شهر فقط جمعت من عملي مع تطبيق ‘كريم’ ما مكنني من القيام بسفرة إلى خارج المملكة”.
ووداد من الأشخاص الذين يحبون الاصغاء والاستماع إلى قصص الناس وتقديم الدعم لهم، وهو ما جعلها أكثر حماسة للعمل في خدمة نقل الركاب، إذ شعرت أن “العمل في خدمة نقل الركاب سيتيح لي التعرف على مزيد من الأشخاص، وسماع قصص نجاحهم أو فشلهم. وهذا جعلني بالفعل أكثر رغبة في العمل بهذا المجال”.
أما المحرك المباشر لاتخاذ قرار العمل في هذا المجال، الذي لا يزال غير مألوف في معظم المجتمعات العربية، والجديد تماما على المجتمع السعودي، فكان التحدي بين وداد وزميلة لها كانت تستنكر فكرة قيام شابة بتوصيل غرباء في سيارتها وتقاضي الأجر منهم. لكن هذا لم يثن وداد عن عزمها في ولوج هذا المجال الذي تعتبر أنه “كان تحديا، دخلته، وفزت به، واستمريت في العمل”.
لم تفكر وداد بما قد تنطوي عليه ظروف العمل من مخاطر أو إزعاجات بالنسبة لشابة في مجتمع محافظ بشكل عام، ولم تشعر بأي رهبة أو خوف. فهي جريئة، وقد جربت أشياء كثيرة في حياتها، كما تقول. واعتبرت الأمر فرصة لخوض تجربة جديدة، فـ “إذا كانت قيادة سيارات الأجرة عملا مناسبا للرجال، فهي أيضا عمل مناسب للنساء”.
وقد جربت وداد العمل مع تطبيقات سيارات الأجرة، التي تقودها نساء وتقدم خدماتها للنساء حصريا، لكنها لم تستمر طويلا، لأن الطلبات قليلة والمشاوير بعيدة بسبب قلة عدد النساء السائقات، وهو ما دفعها إلى الاستمرار في العمل مع التطبيقات التي توفر خدماتها للجنسين.
ترحيب ومواقف طريفة
على خلاف ما كان بعض من حولها يتوقع، لم تجابه وداد انتقادات أو ردود فعل مزعجة، إلا ما ندر، وتقول “الأغلبية كانوا مرحبين، ومن الجنسين”، وإن لم يخل الأمر من تعليقات قليلة من قبيل “كيف تسوقين وأنت شابة، لماذا لم تختارين وظيفة أفضل؟”، وهي من جهتها تتساءل “لمَ لا؟ السيارة سيارتي، ويحق لي أن أستخدمها للتوصيل. وهذا يوفر لي دخلا جيدا”.
وهي تنصح كل امرأة تحسن القيادة وليس لديها وظيفة بأن تعمل مع تطبيقات سيارات الأجرة، وتقول “إذا اشتغلت 8 ساعات يمكنها أن تدخل 6 آلاف ريال وما فوق” شهريا.
وتصادف وداد في عملها مواقف طريفة، أحدها، كما تقول، كان في بداية عملها عام 2018 عندما قامت بتوصيل سيدة معها طفلين، فسمعتهما يقولان لأمهما “إنها تسوق أفضل من بابا!”.
ومؤخرا، كانت وداد تقود سيارتها، وهي مستغرقة بالتفكير، ونسيت تماما وجود راكبة معها في المقعد الخلفي، وقررت أنها ستعود إلى المنزل بما أن العمل هادئ اليوم، واتجهت بالفعل إلى منزلها، لتتفاجأ حين همّت بإغلاق التطبيق بالراكبة الجالسة بهدوء، ولا يبدو عليها أنها استغربت الطريق الذي سلكته وداد. فبصدفة محضة، كان المكان الذي تقصده الراكبة قريبا من بيت وداد، فلم يتغير الاتجاه بالنسبة لها.
آداب الاحترام ومناهج التعليم
أما أسوأ موقف تعرضت له فكان يتعلق بمظهرها والأحكام المسبقة. واللافت أنه قد صدر عن امرأة، تقول وداد “صعدت معي راكبة، وفورا قالت لي ‘أن تسوقوا! بَلَعْناها، لكن أن تكوني أيضا منفلتة؟'”. وتضيف “سألتها لماذا تصفينني بالمنفلتة؟ ماذا فعلت؟ فردت: لأنك غير محجبة”.
وتقول وداد إن المرأة “استمرت بالإساءة، وقول ألفاظ لا يمكنني أن أعيدها. فاعتذرت عن إكمال المشوار.. وأوقفت السيارة، وطلبت منها أن تغادر، واتصلت بشركة كريم، وأخبرتهم. وكانت الشركة متعاونة معي تماما. ومباشرة ألغت تقييم الراكبة، وحظرتها من حسابي بحيث لا يمكنها أن تطلبني مرة ثانية”.
وهي ترى أن الحل للحد من مثل هذه المواقف يكمن في الثقافة والتعليم، وأن “هناك حاجة لإضافة آداب احترام الآخرين إلى مناهج التعليم”، وتضيف “طالما أن الشخص لم يخالف قوانين البلد ونظامه، فله كامل الحرية بالتصرف كما يشاء. وما دمنا نحترم القانون فمن الواجب أن نتلقى الاحترام. حتى لو كان تصرفنا مخالفا للسائد”.
وهي تتمنى أن تزداد أعداد النساء العاملات مع تطبيقات سيارات الأجرة والتوصيل “فهذا سيسهل علينا أشياء كثيرة. ويساعد على تقبل المجتمع لفكرة أن النساء يمكن لهن العمل في أغلب الوظائف”.
شغف القراءة وتلخيص الكتب
وداد تهوى الأماكن المفتوحة، خصوصا عندما تكون بصحبة كتاب، وهي قارئة شغوفة، وتستغل حتى دقائق انتظارها للزبائن في قراءة كتاب يكون عادة رفيق تنقلاتها، محققة بذلك فائدتين، على حد قولها، فهي لا تشعر بثقل الانتظار، وتستمع بمحتوى الكتاب في آن واحد.
كما تلخص وداد الكتب التي تقرأها لتشارك محتواها مع متابعي قناتها على يوتيوب، وتقول “أحرص في ملخصاتي على أن يستفيد الناس من فحوى الكتاب حتى إن لم يقرأوه. فالناس بشكل عام لا يريدون أن يقرؤوا، ولكنهم يرغبون بالاستفادة من الكتب. لذا، أقدم شرحا كافيا ووافيا عن الكتاب والقصة والفائدة والأهداف. إنها متعة كبيرة مضاعفة. فأنا أٌقرأ، وأعرّف الناس على الأشياء التي اطلعت عليها”.
[ad_2]
Source link