اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة: تعرّف على الرجل الذي حكم أعظم دولة من فوق كرسي متحرك
[ad_1]
يحتفي العالم في 3 ديسمبر/كانون الأول من كل عام باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى معاناة أكثر من مليار شخص أي حوالي 15 في المئة من سكان العالم من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة.
ويُتوقع أن يرتفع هذا العدد نظرا إلى شيخوخة السكان. وعلى الرغم من وجود صلة بين الإعاقة والحرمان، فلا يتساوى جميع الأشخاص ذوي الإعاقة في مستوى الحرمان.
ويعتمد الأمر أساسا على السياق الذي يعيش فيه الأشخاص ذوو الإعاقة وعلى مدى تكافؤ الفرص في حصولهم على الخدمات الصحية والتعليمية والوظائف في جملة أمور بحسب منظمة الصحة العالمية.
حقائق عن الإعاقة، بحسب الأمم المتحدة:
- يعيش 80 في المئة من أصل مليار شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في البلدان النامية.
- يُقدر أن 46 في المئة من المسنين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر هم من ذوي الإعاقة.
- يُحتمل أن تعاني واحدة من كل 5 نساء من إعاقة ما أثناء حياتها، بينما يعاني واحد من كل عشرة أطفال من الأعاقة.
- الأشخاص ذوو الإعاقة هم من بين الأكثر تضررا من فيروس كورونا (كوفيد – 19) في العالم.
وفي مثل هذا اليوم يتذكر العالم فرانكلين روزفلت الذي يعد أحد أبرز شخصيات القرن العشرين فهو الرئيس الأمريكي الذي حكم 12 عاما من فوق كرسي متحرك، فما هي قصته؟
فرانكلين روزفلت
تقول دائرة المعارف البريطانية إن فرانكلين ديلانو روزفلت الذي وُلد في 30 يناير/كانون الثاني من عام 1882 في هايد بارك بنيويورك في الولايات المتحدة وتوفي في 12 أبريل/نيسان من عام 1945 في وورم سبرينغز بجورجيا، هو الرئيس الثاني والثلاثون للولايات المتحدة والذي حكم بين عامي 1933 و1945.
وروفلت هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي انتخب للمنصب 4 مرات، وقد قاد الولايات المتحدة خلال أزمتين من أكبر أزمات القرن العشرين وهما الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية.
وقد وسع صلاحيات الحكومة الفيدرالية بشكل كبير من خلال سلسلة من البرامج والإصلاحات المعروفة باسم الاتفاق الجديد New deal، وعمل كمهندس رئيسي للجهود الناجحة لتخليص العالم من النازية والنزعة العسكرية اليابانية.
الطفولة والشباب
كان روزفلت الابن الوحيد لجيمس وسارة ديلانو روزفلت. وقد عاشت العائلة في رفاهية حيث قسمت وقتها بين ممتلكات العائلة في وادي نهر هدسون في ولاية نيويورك والمنتجعات الأوروبية.
وتلقى الابن تعليمه بشكل خاص في المنزل حتى سن الـ 14 عاما عندما التحق بمدرسة غروتون الإعدادية في غروتون بولاية ماساتشوستس.
وفي غروتون، كما كان الحال في المنزل، ترعرع ليكون رجلا نبيلا يتولى مسؤولية أولئك الأقل حظا ويمارس الخدمة العامة.
في عام 1900 التحق روزفلت بجامعة هارفارد حيث كان سجله الأكاديمي غير مميز، وخلال سنواته في جامعة هارفارد تأثر كثيرا بأحد أبناء عمومته وهو الرئيس تيودور روزفلت، البطل التقدمي الذي دعا إلى زيادة دور الحكومة بشكل كبير في اقتصاد الأمة.
وخلال السنوات التي قضاها في هارفارد، وقع في حب ابنة أخت تيودور روزفلت، إليانور روزفلت، التي كانت آنذاك ناشطة في العمل الخيري للفقراء في مدينة نيويورك وتزوجا في 17 مارس/آذار من عام 1905.
وفي وقت لاحق، فتحت إليانور أعين زوجها على الحالة المزرية للفقراء في الأحياء الفقيرة في نيويورك.
وقد التحق روزفلت بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا لكنه لم يكن مهتما كثيرا بدراساته. وبعد اجتياز امتحان نقابة المحامين في نيويورك التحق بشركة كارتر وليديارد وميلبورن المتميزة في وول ستريت، لكنه أظهر نفس موقف اللامبالاة تجاه مهنة المحاماة كما كان الحال تجاه تعليمه.
الأنشطة السياسية المبكرة
ومتأثرا بان عمه الرئيس تيودور روزفلت الذي كان يحث الشباب من الخلفيات المتميزة على الالتحاق بالخدمة العامة، بحث روزفلت عن فرصة للانخراط في العمل السياسي، وقد جاءت تلك الفرصة في عام 1910 عندما أقنعه قادة الحزب الديمقراطي في مقاطعة دوتشيس في نيويورك بالقيام بمحاولة للفوز بمقعد في مجلس شيوخ الولاية.
وقد قاد فرانكلين حملة انتخابية قوية وفاز في الانتخابات.
وفي مجلس الشيوخ في نيويورك، تعلم روزفلت الكثير من سياسة الأخذ والعطاء، وتخلى تدريجيا عن أجوائه الأرستقراطية. وبحلول عام 1911، كان روزفلت يدعم حاكم ولاية نيو جيرسي التقدمي وودرو ويلسون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 1912.
وفي ذلك العام، أُعيد انتخاب روزفلت في مجلس الشيوخ على الرغم من تعرضه لحمى التيفود التي منعته من الظهور العام خلال الحملة.
ويُعزى نجاحه جزئيا إلى الدعاية التي قادها الصحفي لويس ماكهنري هاو الذي رأى في الشاب روزفلت الطويل الوسيم سياسيا واعدا، وبقي مخلصا له لبقية حياته.
ونظرا لدعمه ويلسون، تم تعيين روزفلت مساعدا لوزير البحرية في مارس/ آذار من عام 1913.
وبعد اندلاع الحرب في أوروبا عام 1914، بات روزفلت من أشد المدافعين عن التأهب العسكري.
وبدخول الولايات المتحدة الحرب في عام 1917، قام بجولة موسعة في القواعد البحرية وساحات القتال في الخارج.
وعند عودته، اكتشفت إليانور روزفلت أن زوجها كان على علاقة عاطفية مع سكرتيرتها لوسي ميرسر، فعرضت عليه الطلاق لكنه رفض ووعد بعدم رؤية ميرسر مرة أخرى (وهو الوعد الذي حنث به في الأربعينيات).
وعلى الرغم من موافقة إليانور وفرانكلين على البقاء معا، إلا أن علاقتهما أصابها البرود منذ ذلك الحين.
شلل الأطفال
في مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 1920، فاز روزفلت بالترشيح لمنصب نائب الرئيس على تذكرة المرشح الرئاسي جيمس كوكس.
وقد قاد روزفلت حملة قوية نيابة عن دخول الأمريكيين إلى عصبة الأمم، لكن الديموقراطيين خسروا بأغلبية ساحقة أمام الجمهوريين.
وبعد ذلك بات روزفلت نائبا لرئيس شركة فيدلتي آند ديبوزيت في ماريلاند، ودخل في العديد من المشاريع التجارية الأخرى.
وفي أغسطس/آب من عام 1921، بينما كان روزفلت في إجازة في جزيرة كامبوبيلو في نيو برونزويك بكندا تغيرت حياته عندما أصيب بشلل الأطفال.
لقد عانى بشدة وظل مشلولا تماما لبعض الوقت وقد حثته والدته على التقاعد في ملكية العائلة في هايد بارك، لكن زوجته وهاو اعتقدا أنه من الضروري أن يظل نشطا في السياسة. ومن جانبه، لم يتخل روزفلت أبدا عن الأمل في استعادة ساقيه.
وخلال فترة التعافي لم يكن روزفلت قادرا على ممارسة السياسة بنشاط، فاعتمد على زوجته للحفاظ على اسمه حيا في الدوائر الديمقراطية.
وعلى الرغم من أنها كانت خجولة للغاية في البداية، إلا أن إليانور روزفلت أصبحت متحدثة عامة مؤثرة ومحللة سياسية بارعة تحت وصاية هاو.
ونتيجة لخطاباتها في جميع أنحاء ولاية نيويورك، لم يغب روزفلت تماما من المشهد السياسي على الرغم مما بدا أنه محنة نهاية حياته المهنية.
وفي عام 1924 ظهر بشكل مثير في المؤتمر الديمقراطي لترشيح ألفريد سميث، حاكم نيويورك، لمنصب الرئيس، وجدد ترشيحه لسميث في مؤتمر عام 1928.
ومن جانبه، حث سميث روزفلت على الترشح لمنصب حاكم نيويورك عام 1928 وقد كان مترددا في البداية لكنه وافق في نهاية المطاف.
وأثناء سفره بالسيارة في جميع أنحاء الولاية، أظهر روزفلت أن مرضه لم يدمر شبابه وحيويته، وهو الأمر الذي دفع أشخاصا مثل هاو إلى توقع نجاح سياسي كبير له.
كما أظهر أنه قد نضج ليصبح شخصا أكثر جدية.. شخصا خاض مصاعب الحياة. وفاز روزفلت في تلك الانتخابات.
وأدى نجاح روزفلت في نيويورك إلى تقدمه صفوف مرشحي الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 1932.
وفي خطاب قبول ترشيح الحزب الديمقراطي، قال روزفلت أمام المندوبين: “أتعهد لكم، ولنفسي باتفاق جديد للشعب الأمريكي”.
ونظرا لأن الكساد كان القضية الوحيدة ذات الأهمية في الحملة الرئاسية لعام 1932، فقد كان أمام الشعب الأمريكي الاختيار بين السياسات غير الناجحة للرئيس الجمهوري هوفر وبرنامج الاتفاق الجديد الذي قدمه روزفلت.
وبينما تجنب روزفلت التفاصيل، أوضح أن برنامجه للانتعاش الاقتصادي سوف يستخدم على نطاق واسع سلطة الحكومة الفيدرالية.
وفي سلسلة من الخطابات التي أعدها بعناية فريق من المستشارين، وعد بتقديم المساعدة للمزارعين، والتنمية العامة للطاقة الكهربائية، وميزانية متوازنة، وفرض الرقابة الحكومية على القوة الاقتصادية الخاصة غير المسؤولة.
وإلى جانب وجود اختلافات سياسية، أظهر المرشحان تباينا صارخا في السلوك الشخصي أيضا، فبينما كان روزفلت لطيفا ومتسما بالثقة كان هوفر مكفهراً وصارما.
وفي يوم الانتخابات، حصل روزفلت على ما يقرب من 23 مليون صوت شعبي مقابل ما يقرب من 16 مليونا لهوفر. كما انتخب الأمريكيون أغلبية ديمقراطية كبيرة في مجلسي النواب والشيوخ.
الرئيس روزفلت
وبعد دخول البيت الأبيض في عام 1933 عمد إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة الكساد الكبير، وتنفيذ تعهده المتعلق بـ “الاتفاق الجديد”.
وخلال فترة رئاسته الأولى، تم إقرار قانوني الإصلاح الزراعي والانتعاش الصناعي.
كما قام بتوفير برامج للإغاثة والإصلاح ووفر إعانات مالية للتخفيف من حدة الأزمة، وكذلك وفر أموالا لملايين العاطلين عن العمل والذين كانوا مهددين بفقدان بيوتهم.
وقبل انتهاء فترته الأولى، طلب من الكونغرس في 1935 تمرير تشريع إضافي للاتفاق الجديد من أهم بنوده قانون “فاغنر”.
وقد أعاد قانون فاغنر (رسميا قانون علاقات العمل الوطنية) ترسيخ حق العامل في المفاوضات الجماعية والذي تم إلغاؤه لاحقا لدى إنشاء المجلس الوطني لعلاقات العمل (إن إل آر بي) للفصل في نزاعات العمل.
كما أقر الكونغرس أيضا مراجعة ضريبية كبيرة وصفها معارضوه بأنها ضريبة “امتصاص الأثرياء”، والتي رفعت معدلات الضرائب على الأشخاص ذوي الدخول الكبيرة والشركات الكبيرة.
وبين عامي 1935 و 1941 نجحت سياساته في توظيف نحو 2.1 مليون عامل في مجموعة متنوعة من المشاريع، بما في ذلك بناء الطرق والجسور والمطارات والمباني العامة وغيرها من المشروعات.
وعندما ترشح روزفلت في انتخابات 1936 حقق انتصارا كبيرا على منافسه الجمهوري حينئذ إلفريد ليندون حيث حصد 27 مليون صوت شعبي مقابل 17 مليونا ليندون.
وبحلول عام 1937 كان الاقتصاد قد تعافى بشكل كبير.
الحرب العالمية الثانية
وبحلول عام 1939، طغت السياسة الخارجية على السياسة الداخلية. ومنذ بداية رئاسته، كان روزفلت منخرطا بعمق في مسائل السياسة الخارجية.
وقد اعترف بحكومة الاتحاد السوفيتي، وأطلق سياسة حسن الجوار لتحسين العلاقات الأمريكية مع أمريكا اللاتينية.
ومع ذلك، كان الانعزاليون الذين اعتقدوا أن دخول أمريكا في الحرب العالمية الأولى كان خطأ يهيمنون على الكونغرس، وكانوا مصممين على منع الولايات المتحدة من الانجرار إلى حرب أوروبية أخرى.
وبداية من قانون الحياد في عام 1935، أصدر الكونغرس سلسلة من القوانين المصممة لتقليل المشاركة الأمريكية مع الدول المتحاربة.
وقد وافق روزفلت على قوانين الحياد، لكنه في الوقت نفسه حذر الأمريكيين من خطر البقاء معزولين عن عالم يتزايد تهديده من قبل الأنظمة الديكتاتورية في ألمانيا وإيطاليا واليابان.
وفي حديثه في شيكاغو في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1937، اقترح أن تبذل الدول المحبة للسلام جهودا متضافرة لعزل المعتدين.
وعلى الرغم من أنه بدا وكأنه لا يعني شيئا أكثر من قطع العلاقات الدبلوماسية، إلا أن الاقتراح أثار قلقا في جميع أنحاء البلاد لدرجة أنه تراجع بسرعة حتى عن هذا المستوى المتواضع من المشاركة الدولية.
ثم حدث في ديسمبر/كانون الثاني من ذلك العام أن أغرق اليابانيون زورقا حربيا أمريكيا على نهر اليانغتسي في الصين.
وقد خشي معظم الأمريكيين من أن يؤدي الهجوم إلى حرب، وكانوا سعداء عندما قبل روزفلت اعتذار اليابان.
وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا في أيلول/سبتمبر من عام 1939، دعا روزفلت الكونغرس إلى جلسة خاصة لمراجعة سياسة الحياد.
وعندما سقطت فرنسا بيد الألمان في عام 1940، وبقيت بريطانيا وحدها في مواجهة الجيش النازي، أقنع روزفلت الكونغرس بتكثيف الاستعدادات الدفاعية ودعم بريطانيا بكل المساعدات الممكنة “دون أن يصل الأمر إلى درجة الحرب”.
وفي خريف ذلك العام، أرسل روزفلت 50 مدمرة إلى بريطانيا التي كانت تتوقع غزوا ألمانيا وشيكا.
وخلال انتخابات عام 1940، خرج الديمقراطيون على تقليد فترة الولايتين الراسخ منذ جورج واشنطن بترشيح روزفلت لفترة ثالثة.
وقد فاز روزفلت في تلك الانتخابات على منافسه الجمهوري وندل ويلكي بفارق 5 ملايين صوت حيث حصل على 27 مليون صوت شعبي مقابل 22 مليون صوت لويلكي.
وبعد انضمام اليابان إلى دولتي المحور “ألمانيا وإيطاليا” وقصفها ميناء بيرل هاربر في هاواي في 7 ديسمبر/كانون الأول من عام 1941 مما أسفر عن مقتل 2500 من القوات الأمريكية أخذت الأمور منحى آخر.
(لقطات لفرانكلين روزفلت باللغة الإنجليزية)
ففي 8 ديسمبر/ كانون الأول، وبناء على طلب روزفلت، أعلن الكونغرس الحرب على اليابان.
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول أعلنت ألمانيا وإيطاليا الحرب على الولايات المتحدة.
وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 1943، قال روزفلت في مؤتمر صحفي إن التعهد بـ “الاتفاق الجديد” تم استبداله بـ”النصر في الحرب”.
وخلال حملته الانتخابية عام 1944 عندما ترشح لولاية رابعة ضد حاكم نيويورك توماس ديوي، بدأت متاعبه الصحية.
لكن روزفلت قام بحملته الانتخابية بفاعلية، وفاز في الانتخابات بتصويت شعبي بلغ 25 مليونا مقابل 22 مليونا لخصمه.
في الوقت الذي انتُخِب فيه روزفلت لولاية رابعة، كانت الحرب تسير لصالح الحلفاء، لكن صحته كانت تتراجع.
مؤتمر يالطا
في فبراير/شباط عام 1945، التقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والزعيم السوفيتي جوزيف ستالين في منتجع يالطا لتحديد مصير العالم.
وفي ذلك الوقت، كانت ألمانيا النازية شبه منهارة، بعد أن طوقت القوات السوفييتية برلين، وعبرت قوات الحلفاء الحدود الغربية لألمانيا. أما في المحيط الهادئ، فكانت القوات الأمريكية تتقدم، بثباتٍ نحو اليابان وسط معارك دامية.
ولكن بينما كان الاتحاد السوفييتي يعيش نشوة الانتصار العسكري، كانت البلاد تعاني من دمار شديد وكان جوزيف ستالين مصمما على النهوض ببلاده بعد الحرب. وقد جاء إلى يالطا بحثا عن منطقة نفوذ في أوروبا الشرقية لتمثل منطقة عازلة لحماية الاتحاد السوفيتي.
كما أراد تقسيم ألمانيا لضمان عدم تشكيلها مصدر تهديد مستقبلي على بلاده، وللحصول على تعويضات ضخمة، من مال وآليات وحتى رجال، للمساعدة في إحياء أمته المحطمة. كان ستالين يدرك تماماً أنه يحتاج لموافقة القوى الغربية لتحقيق ذلك.
فهم ونستون تشرشل أهداف ستالين. والتقى الاثنان في موسكو، في أكتوبر/تشرين الأول عام 1944، وناقشا فكرة تقسيم أوروبا إلى مناطق نفوذ بين الاتحاد السوفيتي والقوى الغربية.
وكانت بريطانيا قد أعلنت الحرب، في سبتمبر/أيلول عام 1939، بعد أن غزت ألمانيا حليفتها بولندا. ولكنها دفعت ثمناً باهظاَ لانتصارها في الحرب، وخرجت من الحرب وهي على شفا الإفلاس. وكان تشرشل يأمل في الحصول على دعم الولايات المتحدة في مواجهة ستالين.
لكن الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، كانت لديه أولوياته الخاصة؛ إذ أراد من ستالين التوقيع على ميثاق عضوية الأمم المتحدة، الهيئة العالمية الجديدة التي تأسست لحفظ السلام في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.
كما أراد روزفلت دفع الاتحاد السوفييتي لإعلان الحرب على اليابان؛ إذ كانت خسائر فادحة تلحق بالقوات الأمريكية، المتقدمة في المحيط الهادئ، رغم تفوقها على القوات اليابانية.
ويقول أستاذ التاريخ في جامعة فرجينيا، ميلفين ليفلر، لبي بي سي إن روزفلت كان يدرك، تمام الإدراك، أن الجفاء بين الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى تسبب بتراجع الولايات المتحدة عن ساحة السياسة العالمية خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
ويضيف ليفلر: “ما أراده روزفلت أكثر من أي شيء آخر كان تجنب العودة إلى انعزال أمريكا”.
وبعد أسبوع من المحادثات، أعلن الزعماء الكبار الثلاثة قراراتهم للعالم. فبعد استسلامها غير المشروط، تم الاتفاق على تقسيم ألمانيا وبرلين إلى أربع مناطق سيطرة، واحدة لكل دولة من الدول المشاركة في يالطا، والرابعة حظيت بها فرنسا.
وإلى جانب ذلك، تم الإعلان عن إلزام ألمانيا بدفع أقصى قدر ممكن من التعويضات، وشُكِّلت لجنة في موسكو لتحديد المبلغ المستحق عليها.
وفي مؤلَّفها “الستار الحديدي”، كتبت المؤرخة آن أبلباوم، أن الزعماء “قرروا مصير مساحات شاسعة من أوروبا بلامبالاة مذهلة” إذ سأل روزفلت ستالين إذا كان من الممكن أن تبقى مدينة لفوف جزءاً من بولندا، لكنه لم يضغط كثيراً من أجل ذلك، وسرعان ما تم التغاضي عن الفكرة.
وكان تركيز روزفلت منصباً على تحقيق خططه بشأن الأمم المتحدة، والتي تحققت، لاحقاً، بالفعل؛ حيث وافقت الدول الثلاث على إرسال مبعوثين إلى سان فرانسيسكو، في 25 أبريل/نيسان 1945، للمساعدة في إنشاء المنظمة الدولية الجديدة. وعلاوة على ذلك، تعهد ستالين بغزو اليابان، بعد ثلاثة أشهر من هزيمة ألمانيا.
ولكن تشرشل ظل ينتابه قلق عميق إزاء الوضع في أوروبا الشرقية بعد القمة، على الرغم من الاتفاقية التي تم التوصل إليها، وحث قواته والأمريكيين على التحرك إلى أبعد ما يمكن شرقاً قبل نهاية الحرب.
وتعرض كل من تشرشل وروزفلت، لاحقاً، لانتقادات واسعة لتقديمهم تنازلات كبيرة لستالين في يالطا. ولكن من الناحية العملية، لم يكن أمام الولايات المتحدة وبريطانيا الكثير لفعله؛ فقد كانت قوات ستالين موجودة في جميع أنحاء وسط وشرق أوروبا.
وفي أعقاب اتفاقية يالطا، أقر تشرشل خطة لشن هجوم ضد الاتحاد السوفييتي، ولكن المخططين العسكريين البريطانيين أيقنوا أنها غير واقعية على الإطلاق.
وحول ذلك يقول أستاذ التاريخ في جامعة فرجينيا، ميلفين ليفلر، إن “ما فعله مؤتمر يالطا، فيما يتعلق بأوروبا الشرقية، كان بمثابة إقرار بوضع موازيين القوى الموجودة على الأرض”.
تدهور الصحة والموت
بعد عودته من يالطا، كان ضعيفا جدا لدرجة أنه لأول مرة في حياته الرئاسية تحدث أمام الكونغرس جالساً.
وفي أوائل أبريل/نيسان من عام 1945 سافر للاستجمام في وارم سبرينغز في جورجيا.
وبعد ظهر يوم 12 أبريل / نيسان وأثناء جلوسه لالتقاط صورة، أصيب بنزيف دماغي حاد وتوفي بعد ساعات قليلة.
وكانت معه عند وفاته اثنتان من أبناء عمومته هما لورا ديلانو ومارغريت سوكلي، ولوسي ميرسر رذرفورد (كانت أرملة في ذلك الوقت)، وقد جدد علاقته بها قبل بضع سنوات.
إرث روزفلت
خلال حياته كان فرانكلين روزفلت واحدا من أكثر الرجال المحبوبين والمكروهين في وقت واحد في التاريخ الأمريكي.
فقد أشاد أنصاره به باعتباره المنقذ لوطنه خلال فترة الكساد الكبير والمدافع عن الديمقراطية خلال الحرب العالمية الثانية فيما انتقده معارضوه لتقويض رأسمالية السوق الحرة الأمريكية وتوسيع سلطات الحكومة الفيدرالية بشكل غير دستوري، وتحويله الأمة إلى دولة رفاهية.
ومع ذلك، فإنه من المتفق عليه أنه كان سياسيا لامعا قادرا على إنشاء تحالف هائل من المؤيدين الذين حافظوا على الحزب الديمقراطي لعقود بعد وفاته.
وعند وفاته، بات معظم الأمريكيين في حزن عميق، وهي شهادة على الارتباط العاطفي القوي الذي شعروا به تجاه الرجل الذي قادهم خلال فترتين من أحلك الفترات في تاريخ الأمة.
وعلى الرغم من أن الكثير من تلك المشاعر قد تبدد على مر السنين، فإن مكانة روزفلت كواحد من عدد قليل من الرؤساء الأمريكيين العظماء تبدو آمنة.
وفي عام 1947 اقترح الكونغرس تشريعا يحدد الرئاسة بفترتين متتاليتين كل منها 4 سنوات، وقد تمت المصادقة على ذلك التشريع في عام 1951.
[ad_2]
Source link