لماذا يصر الشباب العربي على الهجرة رغم قسوة ومخاطر الرحلة؟
[ad_1]
يكاد يكون العاملان، الاقتصادي والأمني، هما أبرز العوامل، التي تدفع الناس للهجرة من بلدانهم الأصلية بشكل عام، ولا تعد بلدان المنطقة العربية استثناء في ذلك، بل إنها قد تتوافر بها، أقسى عوامل الطرد، التي تدفع الشباب دفعا إلى الهجرة، وتبدو الظاهرة في ازدياد خلال الأعوام الماضية، وإن كان أخطر أنواعها شيوعا، هو تلك الهجرة غير الشرعية، بما تمثله من خطر على حياة الشباب الذي يقدم عليها، إذ لايكاد يمر شهر دون ورود أخبار عن غرق مجموعات من الشباب العربي، فيما بات يعرف بقوارب الموت، وهي في طريقها بحرا، إلى سواحل أوروبا.
وعلى مدار الأيام الماضية، عاد ملف الهجرة، إلى تصدر عناوين الأخبار في القارة الأوروبية، مع اشتعال أزمة آلاف المهاجرين، العالقين على الحدود بين روسيا البيضاء وبولند، إذ يعيش ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة آلاف مهاجر، بينهم الكثير من العرب في طقس شديد البرودة، يصل إلى حد التجمد على الحدود بين روسيا البيضاء وبولندا، وبعيدا عن الأسباب السياسية، التي يجري الحديث عنها، فإننا معنيون هنا، بالتساؤل عن الدافع القوي الذي دفع بشباب عربي، إلى المخاطرة بحياته في ظروف قاسية ،من أجل حلم الهجرة.
وأوائل تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أظهر استطلاع للرأي قام به المعهد الجمهوري الدولي في الأردن، عزم العديد من فئة الشباب مغادرة البلاد، من أجل ضمان مستقبلهم وتحسين ظروفهم المعيشية، واستهدف الاستطلاع الأردنيين من فئة الشباب، الذين تترواح اعمارهم ما بين 18 و 35 عاما، وأفاد بأن ما نسبته 45 في المئة من الشباب يفكرون جديا بالهجرة الى الخارج، في حين أعرب 35 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع بأن الشباب من الممكن أن يكون لديهم مستقبل جيد في الاردن.
ليس الأردن وحده
وربما لا تقتصر الظاهرة على الأردن وحده، فقد أشار استطلاع رأي سابق لمعهد جالوب، إلى أن نسبة 24 في المئة،من سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يفضلون الهجرة بشكل نهائي، في حين أشار استطلاع البارومتر العربي، الذي نفذته شبكة البارومتر العربي،بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية عام 2019 ،إلى أن 20% من المشاركين عبروا عن رغبتهم في الهجرة، وفي الفئة العمرية ما بين 18-29 عاماً وصلت النسبة إلى 52%.
وكان ملفتا ضمن النتائج التي توصل إليها، استطلاع البارومتر العربي، بالتعاون مع ال(بي بي سي)، أن الراغبين في الهجرة أبدوا استعدادا للسفر بدون أوراق رسمية ( الهجرة غير الشرعية)، ففي السودان مثلا بلغت نسبة هؤلاء 43%، وهي نفس النسبة تقريباً في كل من الجزائر وتونس واليمن والعراق والمغرب، في حين بلغت 12% في لبنان و18% في الأردن.
ولأن العامل الاقتصادي يعد دافعا مهما، للراغبين في الهجرة فإن لبنان، بدا خير مثال على تزايد أعداد المهاجرين منه، خلال الفترة الماضية، مع اشتداد أزماته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقد أظهرت واحدة من الدراسات، التي أجريت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في لبنان، إلى هجرة نحو 230 ألفا خلال الأشهر الأربعة السابقة لإجراء الدراسة، معظمهم من الشباب.
وكما أن الوضع الاقتصادي، يمثل دافعا كبيرا للراغبين في الهجرة، من كثير من البلدان العربية، فإن الوضع الأمني يمثل أيضا الدافع الأكبر، في دول عربية أخرى، في منطقة عصفت بها الحروب خلال السنوات الماضية، وقد كان النموذج السوري، من أبرز النماذج، إذ شهدت أوروبا موجات من هجرة السوريين، بفعل الحرب التي شهدها بلدهم، والتي لم تضع أوزارها بعد، في حين كان العراقيون وما يزالون ضمن الراغبين في الهجرة، وفق العديد من الاستطلاعات، بفعل تدهور الوضع الأمني في بلادهم، والمخاوف في أوساط الأقليات.
لماذا يصر الشباب العربي على الهجرة من بلدانه رغم كل المخاطر التي تحيط برحلة الهجرة؟
إذ كنتم من فئة الشباب: هل يداعبكم حلم الهجرة خارج بلدانكم؟ ولماذا؟
هل نجحت الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها عدة دول عربية في الحيلولة دون عمليات الهجرة غير الشرعية؟
هل تتفقون مع من يقولون بأن الشباب مايزال بإمكانه أن ينجح ويحسن وضعه داخل بلدانه؟
ومن المسؤول عن تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية في عدة بلدان عربي بما يدفع الشباب إلى الهجرة؟
ماهي برأيكم السبل التي يمكن من خلالها الحد من الهجرة وخاصة غير الشرعية منها؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 15 تشرين الثاني /نوفمبر.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link