كيف “غامر” توأم بريطاني وأسس شركة بقيمة مليار دولار؟
[ad_1]
- ليديا بيرنسمير رولو
- بي بي سي
عندما قرر التوأم أوليفر وألكسندر كينت براهام، البالغان من العمر 29 عاماً، إعادة اختراع أحد أكثر المجالات المالية تقليدية – التأمين – كان كل ما يتعين عليهما القيام به هو التوصل لفكرة جديدة، وكان بهو صالة الألعاب الرياضية جاهزاً ليكون مقراً للشركة.
يقول أوليفر: “كنا أعضاء في صالة فيرجين أكتيف للألعاب الرياضية، التي كان بها شبكة واي فاي، ومقهى، كما كانت تتمتع بموقع متميز في شارع ذا ستراند”.
هذا هو المكان الذي ولدت فيه شركة “مارشميلو” للتأمين، بمساعدة المؤسس المشارك وكبير مسؤولي التكنولوجيا ديفيد غواتيه. لم يكن لديهم رأس مال ولا عملاء، لكنهم كانوا يعرفون أن لديهم فكرة قوية.
وكان حدسهم صحيحاً، ففي سبتمبر/أيلول 2021، نمت الشركة لتصبح شركة أحادية القرن أو “يونيكورن” – بمعنى أن قيمتها تُقدر بمليار دولار (727 مليون جنيه إسترليني) – وهو ما يجعلها ثاني شركة يونيكورن مملوكة للسود في المملكة المتحدة.
أما الأولى فكانت شركة إسماعيل أحمد، التي غيرت اسمها من “وورلد ريميت” إلى “زيبز” الآن، وهي منصة دفع رقمية عبر الحدود، وأصبحت أول شركة يونيكورن في المملكة المتحدة في أغسطس/آب الماضي.
يقول أوليفر إنه عندما أنشأوا شركتهم المتخصصة في ابتكار منتجات وخدمات جديدة في قطاع التأمين، فإنهم كانوا يريدون قلب هذه الصناعة رأساً على عقب.
تحدث التوأم مع صديق لهما انتقل مؤخراً إلى المملكة المتحدة وكان لا يزال يتلقى عروض أسعار باهظة للتأمين على السيارات، وهو ما دفع التوأم إلى طرح السؤال التالي: كيف يمكنك أن تستمتع بتأمين بسعر معقول إذا لم تكن لديك رخصة قيادة في المملكة المتحدة؟
وكان الحل يتمثل في الاستخدام الأكثر ذكاءً للتكنولوجيا والبيانات، والتخصص في تقديم منتجات للعملاء “الأكثر خطورة” – المهاجرين والشباب وذوي الدرجات الائتمانية المنخفضة.
يقول أوليفر: “لو عاد بنا الزمن لنبدأ من جديد، فكان من الأفضل أن نجمع رأس المال المطلوب في وقت أقرب، لأنك قبل أن تجمع رأس المال لن تكون لديك الثقة لاتخاذ الخطوة التالية”.
ويضيف: “كانت الشركة تقوم بالكامل على كل من تيم هوليداي (الرئيس التنفيذي لشركة مارشميلو للتأمين)، وديفيد، وألكسندر، وأنا فقط، لمدة تسعة أشهر. وانضم تيم إلى شركتنا ولم يكن يحصل على أي راتب”.
وكانت خطوتهم التالية تتمثل في زيادة رأس المال، ولم يكن هذا بالأمر السهل على الإطلاق.
يقول أوليفر: “أصحاب رأس المال الاستثماري هم من يمتلكون مفاتيح بدء شركات جديدة. يجب أن تكون لديك معرفة مشتركة حتى يمكنك التحدث إلى العديد من الممولين، وهو الأمر الذي يجب أن يتغير”.
وتشير أحدث الإحصاءات الحكومية إلى أن الشركات المملوكة للسود تزداد احتمالية رفض طلبات قروض الأعمال الخاصة بها بمقدار أربعة أضعاف مقارنة بمؤسسي الأعمال البيض أو من جنوب آسيا.
وفي عام 2020، وجدت مجموعة “10×10″، وهي مجموعة من المؤسسين وأصحاب رأس المال الاستثماري السود، أن 22 في المئة فقط من المؤسسين السود تمكنوا من الحصول على التمويل من أصحاب رؤوس الأموال لبدء أعمالهم وشركاتهم الناشئة.
يقول أوليفر: “أول مستثمر يؤمن بنا حقًا كان رجلًا يُدعى برنارد كانتور، وهو مؤسس بنك إنفستيك، ولا يمكن أن يثق بك أحد حتى يؤمن بك شخص واحد على الأقل في البداية”.
لكن مجرد الوصول إلى هذه المرحلة يضع التوأم كينت براهام في وضع متميز، إذ أن ستة في المئة فقط من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة المتحدة يقودها أشخاص ينتمون لأقليات عرقية.
إذا كيف يمكن للسود أن ينشؤوا شركة “يونيكورن”، أي تتجاوز قيمتها مليار دولار؟
لقد حصل الشقيقان براهام على منحة دراسية في مدرسة ريد المرموقة بناءً على مهاراتهما كرياضيين، وكان لديهما حافز قوي باستمرار، وهو الأمر الذي أوصلهما إلى قمة المجال الذي يعملان به.
يقول أوليفر: “لقد مارسنا لعبة التنس على مستوى النخبة، وتعلمنا من هذه اللعبة المثابرة. وأعتقد أن هذه اللعبة تعلمك مجموعة من المهارات المطلوبة في مجال الأعمال التجارية؛ فإذا سقطت أرضاً فيتعين عليك أن تنهض من جديد وتحاول مرة أخرى”.
ويضيف: “كان لدينا ميول دائماً للتفكير في مجال الأعمال. فعندما كنا في الثانية عشرة من العمر، كنا نبيع كرات الغولف التي نعثر عليها في البحيرة، وأشياء أخرى من هذا القبيل”.
ويتابع: “وفي أوائل العشرينات من العمر بدأنا ندخل حقاً عالم التكنولوجيا، وخاصة مجال التكنولوجيا المالية، وكان الأمر مثيراً للغاية، وبدأنا عندئذ التفكير في أننا نريد إنشاء شركة التكنولوجيا الخاصة بنا”.
لكن على الرغم من أن مجتمعات السود والآسيويين والأقليات العرقية تشكل 14 بالمئة من سكان المملكة المتحدة، فإن الفرق التأسيسية من جميع الأقليات العرقية لم تحصل إلا على أربعة في المئة فقط من إجمالي استثمارات رأس المال الاستثماري خلال الفترة بين عامي 2009 و2019.
ووجد تحليل إضافي أن 90 بالمئة من هذه الأموال ذهبت إلى رواد أعمال بيض، و0.24 في المئة فقط ذهبت إلى رواد أعمال سود.
وتشير أحدث الأبحاث التي أجرتها شركة “كيه بي إم جي” إلى أنه بفضل برنامج التطعيم ضد فيروس كورونا في المملكة المتحدة والثقة الأكبر في الأعمال التجارية في بيئة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن استثمار رأس المال الاستثماري العالمي في الشركات البريطانية واصل النمو، إذ جرى استثمار 6.7 مليار جنيه إسترليني في الربع الثاني من عام 2021.
وبالعودة إلى شركة “مارشميلو”، يقدم أوليفر وكينت براهام بعض النصائح لأي شخص يتطلع إلى إنشاء شركة جديدة، إذ يقولان: “في البداية يجب أن تعرف أنه لن يؤمن بك أحد، وأن والداك سيطلبان منك عدم المغامرة وترك وظيفتك، لكن يتعين عليك أن تغامر وأن تكون جريئا”.
[ad_2]
Source link