حزب الله: هل يقف لبنان على أعتاب “حرب أهلية” بعد تصريح حسن نصر الله بامتلاكه 100 ألف مقاتل؟
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
سلطت صحف عربية الضوء على تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله التي قال فيها إن الحزب لديه 100 ألف مقاتل وإن الجماعة لم تكن أقوى مما هي عليه الآن.
وأثارت تصريحات نصرالله مخاوف من احتمالية نشوب حرب أهلية في لبنان. جاء ذلك بعد أيام من أسوأ أعمال عنف تشهدها بيروت منذ أكثر من عشر سنوات، مع نشوب معركة بالأسلحة بينما كان محتجون من جماعة حزب الله وحركة أمل الشيعيتين في طريقهم للمشاركة في مظاهرة ضد قاضي التحقيق الرئيسي في انفجار مرفأ بيروت.
“لغة التهديد والترويع”
تقول الرياض السعودية في افتتاحيتها إنه “عندما يلوح أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله بـ100 ألف مقاتل مدربين ومسلحين، في وجه خصومه، وعندما نعلم أن هؤلاء الخصوم ليسوا عدواً خارجياً، وإنما شركاء في الوطن، ومكون رئيس من مكونات لبنان، فإن هذا لا يحمل جديداً عن هوية الحزب الإيراني، الذي ما انفك منذ نحو عقدين عن مخططه المرسوم للاستيلاء على لبنان، وسرقة قراره ومصيره، مستنداً إلى عصبية طائفية معلنة، حسرت قناعها في سورية، وفي أحداث 2008 السوداء، وكانت بدأت مشروعها الجهنمي بجريمة نكراء باغتيال أبرز زعماء السنة في لبنان رفيق الحريري عام 2005”.
وترى الصحيفة أنه “لا شيء في لبنان يعلو فوق سلاح حزب الله، هذه الحقيقة التي باتت واقعاً يخيم على هذا البلد الجميل في العقدين الأخيرين، فتحت ظل هذا السلاح تشكل الحكومات وتحل، ويسمى قضاة التحقيقات في جرائم الحزب، أو تشن عليهم حملات التشويه والتشكيك، وتحت لغة التهديد والترويع يساق بلد برمته إلى الهاوية، وتأتي السخرية السوداء إذ يحذر نصرالله من جر لبنان إلى الحرب الأهلية، فيما يهدد أشقاءه في لبنان، بجيش من 100 ألف عنصر سلحهم راعيه الإيراني”.
وتقول مها محمد الشريف في الشرق الأوسط اللندنية أن “بعد الظلم الكبير المدمر الذي مزق وحدة لبنان الدولة بكافة مؤسساته، والذي لن يستعيد أمنه واستقراره إلا إذا تحرر من التدخلات الخارجية ومن الميليشيات المدعومة من إيران كـحزب الله وبقية الحركات، فلبنان وجد نفسه في مأزق كبير، فهو على أبواب حرب أهلية يشترك فيها الشعب ضد عدو داخلي، وهذا يعتبر فخاً مليئاً بالحقد والخداع يغذي الفوضى والصراعات، تحيط بها ميليشيات لن تنسى ذكرياتها ولن تفرط في سلالاتها التاريخية والثقافية”.
في المقابل، يقول عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية: “من تأمل طريقة إلقاء الخطاب ومحتواه وتعبيرات وجه السيد نصرالله الصارمة، يخرج بانطباع مفاده أن هناك مخططا مدروسا، جرى إعداده أمريكيا وإسرائيليا لإغراق حزب الله في حرب أهلية لإشغاله في الشؤون الداخلية، وجره إلى صدامات دموية سواء مع حزب القوات اللبنانية وأنصارها أو مع الجيش اللبناني”.
ويضيف الكاتب أن “أعداء حزب الله الذين تقودهم أمريكا، وسفيرتها دوروثي شيا وبتحريضٍ من إسرائيل، استخدموا كل أوراق الضغط، من تجويع وتدمير للاقتصاد اللبناني، وإسقاط عملته، وخلق أزمات ماء وكهرباء وخبز على أمل أن يثور الشعب اللبناني ضد حزب الله وسلاحه المستهدف، ولكن جميع هذه المحاولات فشلت ولم يبق إلا البحث عن مفجرعلى غرار حافلة عين الرمانة عام 1975 التي أشعل فتيلها الحرب الأهليّة المعد سلفا، وكان كمين الطيونة هو عود الثقاب، ولكن تدخل الجيش اللبناني، وضبط نفس قيادتي حزب الله وحركة أمل أفشل هذه المحاولة”.
خيارات القوي الخارجية
من جهته، يقول جوني منير في جريدة الجمهورية اللبنانية: “كان من المنطقي أن تستفيق مخاوف اللبنانيين من استعادة الحرب الأهلية وأهوالها، فالمكان قريب جداً من حيث انطلقت شرارة الحرب في نيسان 1975، وهذا الشارع بالذات ما زال مطبوعاً في الذاكرة الجماعية للبنانيين، بأنّه شكّل الخط الفاصل بين جحيمين”.
ويضيف أن “المواجهة أخذت شكلاً طائفياً كاملاً مع مفرداتها المقيتة. لذلك، كان لا بدّ للقلق أن يصل إلى حدود الذعر، في وقت تسابق البعض على رفع مستوى الاحتقان وتأجيج المواقف، بدل الذهاب إلى لملمة أهوال ما حصل، والعمل على تهدئة النفوس. دائماً الاستثمار السياسي هو السائد ولو على حساب مآسي اللبنانيين”.
تقول جنى جان جبّور فى مقال بجريدة النهار اللبنانية: “إن مع كلّ أزمة يواجهها لبنان، تسري بين أبنائه، كما في الخارج، المعزوفة القائلة بقدرته على الصمود، والنهوض مجدّداً على غرار طائر الفينيق المنبعث من رماده. لكن عندما يعجز اللبنانيون عن إيجاد مخرج لأزماتهم، يعودون إلى اعتقاد راسخ لديهم بأنّ القوى الغربية والإقليمية سوف تنتشلهم من مأزقهم في نهاية المطاف”.
وتتابع جبّور: “أنه في السياق الحالي للأزمة الوجوديّة غير المسبوقة والمتعددة الأبعاد التي تشهدها البلاد، لا يبدو أن أياً من القوى الأجنبيّة يُبدي الاستعداد أو يمتلك القدرة على وقف، أو على الأقلّ، إبطاء السقوط المروّع للبنان، الناتج عن انهيار أسس النظام السياسي والاقتصادي الذي أُرسي في فترة ما بعد الحرب”.
وتؤكد الكاتبة جبّور: “أنه بالنسبة للقوى الخارجية فإنّها أمام خيارين: إما الرهان على ما هو قائم عبر التمسّك بالنظام القديم ومواصلة العمل الاعتيادي مع الطبقة الحاكمة المنهارة؛ أو تبني نهج أكثر رؤيوية وشجاعة عبر الاستثمار في القوى التي تسعى إلى التغيير ومواجهة الأوليغارشية الكليبتوقراطية. من المؤكّد أن هذا الخيار الأخير هو الذي يفتح نافذة الأمل على المستقبل وسوف تكون له الغلبة في نهاية المطاف”.
[ad_2]
Source link