نيوكاسل: لماذا تستمر الاحتجاجات في إنجلترا ضد الاستحواذ السعودي على النادي؟
[ad_1]
رغم مرور ما يقارب ثلاثة أسابيع على إتمامها، فإن الدراما التي رافقت، صفقة استحواذ السعودية، على نادي (نيوكاسل يونايتد) الانجليزي لكرة القدم، ماتزال متواصلة، ولايكاد يمر يوم دون الحديث عن الصفقة، التي استحوذ بمقتضاها صندوق الاستثمارات السعودي، الذي يرأسه ولي العهد محمد بن سلمان، على أحد أندية الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم، في صفقة قدرت بنحو 305 ملايين جنيه إسترليني، وأنهت ملكية مايك أشلي،التي استمرت 14 عاماً للنادي.
أما أحدث فصول تلك الدراما، فقد شهدتها المباراة الأولى، التي خاضها النادي في ظل مالكه السعودي الجديد، يوم السبت 16 تشرين الأول/أكتوبر، أمام ضيفه (توتنهام)، ضمن منافسات الجولة الثامنة، من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، لكرة القدم “البريميرليغ”، والتي خسر فيها على أرضه باستاد “سانت جيمس بارك” بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وبعيدا عن أجواء المباراة الرياضية، والهزيمة التي تلقاها نيوكاسل، فإن المناسبة شهدت فصلا آخر، من فصول الدراما التي صاحبت استحواذ السعودية على النادي، فخلال المباراة ارتدى بعض الجماهير الزي الخليجي، ورفعوا أعلام السعودية، كبادرة ترحيب، في وقت واصل البعض الآخر، نهجه المعارض للصفقة، متمسكين بمواقفهم، فيما يتعلق بسجل المملكة العربية السعودية، في مجال حقوق الإنسان، وفق تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وأمام استاد “سانت جيمس بارك”، الذي شهد مباراة نيوكاسل ضد “توتنهام “، استقبلت لافتة كبيرة، عليها صورة للصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، جماهير نادي نيوكاسل يونايتد، الذين حضروا لمتابعة المباراة، وكان خاشقجي قد قتل، في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا، في الثاني من تشرين الأول/أكتوبرعام ،2018 في جريمة يواجه النظام السعودي تهما بارتكابها رغم نفيه لذلك.
وألصقت صورة خاشقجي، وخلفه صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،على شاحنة كبيرة، توقفت أمام بوابات الاستاد، وقد كتب على اللافتة الكبيرة، بالانجليزية “جمال خاشقجي قُتل في تشرين الثاني / أكتوبر 2018″، ونقلت وسائل إعلام، عن ناشطين في مجال حقوق الإنسان، شاركوا في تلك الفعالية قولهم، إنها تهدف إلى تذكير جماهير النادي، بالانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ارتكبها ملاكه الجدد.
ليست وليدة اليوم
غير أن الاعتراضات على الصفقة السعودية، ليست وليدة اليوم، لكنها بدأت منذ المفاوضات الأولى للصفقة أوائل العام 2020 ، ورغم أن جلها تركز على السجل الحقوقي للمملكة العربية السعودية، خاصة بعد ما قيل عن دور لسلطاتها، في مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي عام 2018، إلا أنها حظيت بمعارضة أيضا، من قبل عدة نواد انجليزية لكرة القدم.
ويركز العديد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان، على استغلال النظام السعودي للرياضة، في تبييض سجله في مجال حقوق الإنسان، و قالت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، إن صفقة نيوكاسل “تثير مجموعة من الأسئلة المقلقة للغاية حول التبييض الرياضي، وحول حقوق الإنسان والرياضة وحول نزاهة كرة القدم الإنجليزية”.
وأشار رئيس المنظمة في المملكة المتحدة “ساشا ديشموخ” إن “كرة القدم هي رياضة عالمية على المسرح العالمي – وهي بحاجة ماسة إلى تحديث قواعد الملكية الخاصة بها لمنع المتورطين في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من الانخراط في شغف كرة القدم الإنجليزية وبريقها”.
من جانبها قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن 19 ناديا في الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يوافقوا على الاستحواذ السعودي على نيوكاسل ، وطالبوا بإجابات، من الدوري الإنجليزي الممتاز، حول أسباب إتمام الصفقة، وأن تلك الأندية، أعربت عن قلقها من إمكانية، أن يتم تشويه وجه الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد سيطرة صندوق الاستثمارات العامة المملوك للسعودية على نيوكاسل.
اعتراضات بلا جدوى
غير أن كل تلك الاعتراضات، سواء من جهات حقوقية أو رياضية، ربما لا تكون ذات جدوى في الوقت الحالي، بعد أن أتمت الصفقة وأصبحت في حكم الأمر الواقع، ورغم الحديث عن الآثار السلبية، لامتلاك نادي انجليزي عريق لكرة القدم من قبل دولة، تثار العديد من الأسئلة حول سجلها في مجال حقوق الانسان، فإن عدة تقارير صحفية، تشير إلى أن كثيرين في نيوكاسل ربما لايعبأون كثيرا بذلك.
وتساءلت عدة تقارير، عن لماذا يعبأ أهل نيوكاسل، ومشجعو النادي بكل ذلك؟ ولماذا يرفضون أموالا لم ترفضها أندية أخرى؟ إذ أن العديد من نوادي الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم، تملكها بالفعل أنظمة وأشخاص لا تحظى بقبول أو ود كبير من الجماهير.
لكن المؤكد أن الاستحواذ على نادي عريق، مثل نيوكاسل يونايتد، يمثل الكثير بالنسبة للسعوديين، وكما يرى بعض المحللين، فمبلغ 300 مليون جنيه استرليني، يمثل مبلغا زهيدا جدا، من أجل وضع قدم في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم، كما أنه ربما يغير كثيرا، من الصورة الراسخة لدى الجماهير،عن المملكة العربية السعودية، عبر ملاعب كرة القدم، ويرى هؤلاء المحللون أن رفع علم السعودية وحده، كما حدث خلال مباراته الأولى تحت المالك الجديد يمثل الشئ الكثير.
ويرى البعض على الجانب الآخر، أن نيوكاسل الآن، هو في أسوأ حالاته وأنه ربما يحتاج لسنوات طويلة، لإصلاح ما به من أخطاء، فالنادي لم يحقق أنجازا يذكر على مدى 14 عاما، من إدارة مالكه السابق مايك أشلي، سوى احتلاله المركز العاشر، في الدوري الممتاز ولمرة واحدة وصفت بأنها “ضربة حظ”.
لماذا تتواصل الاحتجاجات في إنجلترا على استحواذ الصندوق السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم؟
ما الذي يمكن أن تحققه السعودية من امتلاكها لنيوكاسل؟
هل تتفقون مع من يرون ان امتلاك نادي رياضي مثل نيوكاسل يمكن أن يبيض من صورة النظام في السعودية؟
وهل يجب أن يهتم أهل نيوكاسل وجماهير النادي بما يقال عن سجل السعودية في حقوق الإنسان؟
هل سيتمكن الملاك السعوديون من إصلاح مشكلات نيوكاسل المتراكمة منذ 14 عاما؟
ولماذا برأيكم تعترض عدة نوادي انجليزية لكرة القدم على الصفقة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 20 تشرين الأول /اكتوبر.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link