القوات اللبنانية: قصة الحزب من بشير الجميل وحتى سمير جعجع
[ad_1]
تأسس حزب القوات اللبنانية كميليشيا مسيحية لبنانية في عام 1976 لتكون ميليشيا الجبهة اللبنانية، وهي تحالف من عدة أحزاب مسيحية يمينية، هيمن عليه حزب الكتائب.
وكان القائد الأول لتلك الميليشيا هو بشير الجميل، الابن الأصغر لزعيم الكتائب بيار الجميل.
بشير الجميل
تقول دائرة المعارف البريطانية إن بشير الجميل وُلد في 10 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1947 في بكفيا، وتوفي في 14 سبتمبر/أيلول من عام 1982 في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقد برز الجميل الابن خلال القتال في أواخر السبعينيات، كزعيم قدير وصارم لميليشيا الكتائب.
وقد وحد بشير الجميل القوات العسكرية للطائفة المارونية عام 1980 في ميليشيا القوات اللبنانية.
وباتت تلك الميليشيا هي أكبر قوة شبه عسكرية مارونية في لبنان، وجزءا رئيسيا في الحرب الأهلية اللبنانية.
وبعد انهيار تحالف الجبهة اللبنانية عام 1978، كانت القوات اللبنانية في الأساس ذراعا للكتائب، وكان يشار إليها أحيانا باسم ميليشيا الكتائب.
وفي أغسطس/آب من عام 1982 تم انتخاب بشير الجميل، زعيم الكتائب الشاب الذي نجح في توحيد المليشيات المارونية في قوة واحدة هي ميليشيا القوات اللبنانية، لرئاسة الجمهورية.
لكن في منتصف سبتمبر/أيلول، أي بعد 3 أسابيع من انتخابه، تعرض الجميل للاغتيال في تفجير بمقر الكتائب.
وبعد اغتيال بشير الجميل في أيلول / سبتمبر من عام 1982، خلفه فادي أفرام في قيادة ميليشيا القوات اللبنانية حتى أكتوبر/تشرين الأول من عام 1984، ثم فؤاد أبو نادر بين أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1984 ومارس/آذار من عام 1985، ثم إيلي حبيقة حتى يناير/كانون الثاني من عام 1986، ثم سمير جعجع الذي يتولى القيادة منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
سمير جعجع
وٌلد سمير جعجع في العاصمة اللبنانية بيروت في 25 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1952، وهو سياسي لبناني وقائد سابق لمليشيا القوات اللبنانية، ظهر اسمه أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وكان جعجع قد التحق بميليشيا حزب الكتائب في عام 1975، ثم بالقوات اللبنانية التي تولى قيادتها في مطلع عام 1986.
وبين عامي 1989و1990 حاربت ميليشيا القوات اللبنانية الجيش اللبناني بقيادة ميشال عون، بسبب خلافات حول اتفاق الطائف، والوجود السوري في لبنان الذي عارضه عون.
وبسبب دعمه للحكومة، تم ضم جعجع إلى أول حكومة بعد الحرب الأهلية في ديسمبر/كانون الأول من عام 1990. لكنه فشل في أن يصبح زعيم حزب الكتائب، وقاد القوات اللبنانية في مسار منفصل عن الحزب.
وفي عام 1991، وبموجب أحكام اتفاق الطائف، تم حل جميع الميليشيات الطائفية رسميا باستثناء تلك الموجودة في جنوب لبنان حيث التهديد الإسرائيلي.
وكان جعجع قد أعلن مطلع التسعينيات قبوله باتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الاهلية في لبنان، وسلم سلاح مليشياته للجيش اللبناني.
وقد تم استيعاب حوالي ثلثي ميليشيا القوات اللبنانية في الجيش، ثم أعادت القوات اللبنانية تشكيل نفسها كحزب سياسي.
وقد تم حظر الحزب في عام 1994 بعد تفجير كنيسة سيدة النجاة في جونية الذي قُتل فيه عشرة أشخاص، وعلى أثر ذلك تم اعتقال جعجع الذي اتُهم بتدبير تفجير الكنيسة.
وكان جعجع قد اعتُقل بعد حصار لمنزله استمر أياما مساء 21 ابريل/ نيسان من عام 1994.
وقد اتخذ مجلس الوزراء اللبناني، وقبيل اعتقال جعجع، قرارا بحل حزب القوات اللبنانية، وأعلن مجلس الوزراء في نفس الجلسة قرارا بتعليق كل الأخبار والبرامج السياسة في وسائل الإعلام اللبنانية الخاصة، إيذانا بأن شيئا كبيرا يُحضّر.
وبالفعل فقد تلا جلسة مجلس الوزراء تلك في مارس/آذار من عام 1994 انطلاق الحصار على مقر سمير جعجع في كسروان، كما بدأت الاعتقالات في صفوف القوات اللبنانية وصولا إلى توقيف سمير جعجع وإيداعه سجنا تحت الأرض في وزارة الدفاع، وفي ظروف غير إنسانية، حسب تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية.
وتعرض مناصرو القوات اللبنانية طيلة سنوات بعد ذلك للملاحقة وتم اغتيال أحد كوادرهم وهو رمزي عيراني.
لكن القضاء اللبناني الذي برأ جعجع من تهمة تفجير الكنيسة بعد محاكمة علنية طويلة، أصدر حكما بإعدامه تم تخفيفه إلى الاشغال الشاقة المؤبدة، لاتهامه بجرائم أخرى منها اغتيال رئيس الحكومة رشيد كرامي عام 1987 واغتيال داني شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار مع زوجته وولديه .
وبعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري واندلاع ما عُرف بثورة الأرز وانسحاب الجيش السوري من لبنان، صوّت البرلمان اللبناني في 18 يوليو/تموز 2005 على إطلاق سراح جعجع.
فقد أقر مجلس النواب اللبناني قانونا للعفو عن سمير جعجع، أحد أبرز السجناء السياسيين في لبنان حينئذ.
وتم إقرار ذلك القانون بإجماع النواب الحاضرين في الجلسة وبعد انسحاب نواب حزب الله وعدد من نواب الحزب السوري القومي الاجتماعي، لكن نواب حركة أمل الشيعية بزعامة نبيه بري، صوتوا لصالح إقرار قانون العفو.
وعُرف جعجع بنقده اللاذع للوجود السوري في لبنان، وأسس مع وليد جنبلاط وسعد الحريري تحالف 14 آذار، وهو من أكبر الداعين لتجريد حزب الله من سلاحه.
التطورات الأخيرة
في 4 أغسطس/آب من عام 2020 وقع انفجار كبير في ميناء بيروت، واتهم البعض حزب الله بالتسبب في ذلك الانفجار.
لكن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله نفى أي علاقة للحزب بأسلحة مخزنة في مرفأ بيروت، ودعا إلى تحقيق عادل وشفاف في الانفجار.
وقال نصر الله في خطاب متلفز “نحن لا ندير ولا نسيطر على المرفأ ولا نتدخل فيه ولا نعرف ماذا يجري أو ما يوجد فيه”.
كما أكد نصر الله أن الانفجار الضخم في مستودع المرفأ والذي هز بيروت كان حدثا استثنائيا في تاريخ لبنان الحديث، وأنه يتطلب وحدة داخلية وهدوءا، ولا ينبغي تسييسه.
وقد شهدت العاصمة اللبنانية بيروت في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري اشتباكات أثناء مظاهرات، نظمتها حركة أمل وحزب الله احتجاجا على القاضي المكلف بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي.
وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين.
وقال حزب الله إن قناصة على أسطح بنايات أطلقوا النار على المتظاهرين.
واتهمت حركة أمل وحزب الله “القوات اللبنانية” بإطلاق النار. لكن القوات نفت ضلوعها في الأمر.
كما نفى زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن تكون جماعته قد خططت لأعمال العنف التي شهدتها العاصمة بيروت.
وفي مقابلة مع إحدى الإذاعات اللبنانية، قال جعجع إن اجتماعاً عقده الحزب في اليوم السابق للاحتجاجات كان سياسياً بحتاً، وإنه ناقش خيارات ما يجب القيام به في حال نجحت حركة حزب الله في الدفع باتجاه تنحية قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، طارق بيطار.
واتهم حزب الله وحركة أمل “مجموعات من حزب القوات اللبنانية بـ”الاعتداء المسلح” على مناصريهما، لكن حزب القوات رفض الاتهامات “جملة وتفصيلا”، متهما بدوره حزب الله بـ”اجتياح” المنطقة و”الدخول إلى الأحياء الآمنة”.
وقد تصاعد التوتر في البلاد بشأن التحقيق في انفجار الميناء الذي وقع في أغسطس/ آب 2020، وأسفر عن مقتل 219 شخصا.
[ad_2]
Source link