فيروس كورونا: لماذا لا يريد الآباء والأمهات العودة إلى مقرات العمل؟
[ad_1]
- جوزي كوكس
- بي بي سي
تريد بعض الشركات عودة العمال إلى مقرات العمل، لكن الآباء والأمهات، الذين يجمعون بين العمل عن بُعد وقضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم، ليسوا سعداء بذلك.
تغير كل شيء بالنسبة لإلين، وهي أم لطفلة تبلغ من العمر 36 عامًا وتعيش في مقاطعة ويستشستر، شمال مدينة نيويورك، بعد مقالة نُشرت على الإنترنت في مايو/آيار 2021.
ففي ذلك الأسبوع، قال أحد أقوى الرجال في مجال صناعة التمويل في مؤتمر صحفي إن العمل عن بُعد لا يناسب “أولئك الذين يريدون العمل بجدية”، وأشار إلى رغبته في إعادة الموظفين إلى العمل من المكاتب.
كادت إلين، التي أمضت حياتها المهنية بالكامل في العمل في وول ستريت، تشعر بالاختناق عندما سمعت ذلك.
وتشرح ذلك قائلة: “خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، كنت أقضي كل ساعة من ساعات اليقظة في اليوم لا أفعل شيئًا سوى العمل بجدية”.
كانت إلين تشعر بالقلق مما توحي به هذه التصريحات بالنسبة للعاملين في مجالها. وتقول: “لم أكن أريد العودة إلى المكتب، فقد أحببت العمل من المنزل. لقد أثبت أنه يمكنني العمل من المنزل بشكل جيد، ولم أكن أرغب في تغيير ذلك”.
لكنها في نهاية المطاف اضطرت للعودة إلى المكتب، ففي الأسابيع التي تلت ذلك، دعا عدد قليل من شركات الخدمات المالية الكبرى، بما في ذلك الشركة التي تعمل بها إيلين، الموظفين للعودة إلى مقرات العمل.
وقبل تفشي الوباء، كانت إيلين نادراً ما ترى ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات خلال الأسبوع. لكن منذ تفشي الوباء، اعتادت على تناول الغداء معه والبقاء معه وقت الاستحمام ووقت النوم، وهو ما يعني أن العودة لمكتب العمل ستكون أمرا “مدمرًا” بالنسبة لها.
تقول إيلين عن ابنها: “خلال كل آلام الوباء، كان الجانب الإيجابي الكبير هو أن الفرصة قد سنحت لي للارتباط به حقًا. كنت أعمل، ولدينا مربية أطفال، لكنني كنت أعمل من المنزل وكانت فرصة التواصل معه بين الاجتماعات عبر تطبيق زوم والمكالمات الهاتفية لا تقدر بثمن”.
وعلى مدار سنوات، كان الآباء والأمهات يطالبون بمزيد من الاستقلالية في تحديد مكان وزمان عملهم، وتحديد فترات العمل خلال الأسبوع بما يمنحهم الفرصة لرعاية أطفالهم بشكل جيد.
وفي مارس/آذار 2020، أدى انتشار الوباء إلى اتاحة هذه الفرصة للكثيرين، إذ سُمح لهم العمل من المنزل. لكن الآن، ووسط مؤشرات على أن الوباء قد أصبح تحت السيطرة، ومع تسارع خطوات الانتقال الحذر إلى أجواء وإجراءات ما قبل الوباء، يطلب العديد من أرباب العمل من الموظفين العودة إلى العمل من المكتب بدوام كامل.
وبشكل عام، هناك انقسام بين العمال بشأن شعورهم حيال العودة للعمل من مقرات العمل. فبينما يشيد البعض بالمزايا الاجتماعية للعودة إلى المكاتب، يشعر البعض الآخر بالاستياء من تلك الخطوة. لكن الآباء يقاومون ذلك الاتجاه بشدة، خاصة أولئك الذين يعملون لساعات طويلة.
ويقول خبراء في أماكن العمل – وكذلك الآباء أنفسهم – إن أرباب العمل يمكنهم التعامل الآن بمرونة أكبر، خاصة بعدما أثبت العمال أنه يمكنهم العمل من المنزل بشكل جيد. هذا يعني أنه إذا لم يتمكن أصحاب العمل من استيعاب رغبة الآباء في قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم، فإنهم يخاطرون باستنزاف المواهب، نظرا لأن العمال سيبحثون عن أدوار جديدة في الشركات التي يمكنها تفهم رغباتهم في هذا الصدد.
وبعيدًا عن القطاع المصرفي، كان القانون من بين المجالات التي كانت فيها عودة الآباء للعمل من المكاتب صعبة للغاية.
يقول روبرت، وهو محام يبلغ من العمر 43 عامًا من شمال إنجلترا ولديه ابن يبلغ من العمر خمس سنوات مصاب بالتوحد: “عندما تحولت الجلسات من جلسات مباشرة إلى مكالمات عبر الفيديو، كان ذلك يعني توقفي عن السفر والانتقال وقضاء وقت أطول بكثير مع عائلتي”.
ويضيف: “كنت قادرا على مساعدة زوجتي، وأن أكون زوجًا أفضل وأبًا أفضل – لا سيما في سياق جميع المشاكل الشخصية التي يجلبها إنجاب طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. جرى تعزيز الترابط بين أفراد عائلتنا بالكامل خلال تلك الفترة، والآن بعد أن عادت الأمور إلى طبيعتها وضرورة الذهاب شخصيا إلى الجلسات، فأنا خائف حقًا من أن يتغير ذلك ويعود كما كان في السابق”.
يقول روبرت إنه لأسباب مالية وأسباب أخرى لا يفكر في تغيير وظفيته في أي وقت قريب، لكنه يشير إلى أن العديد من المحامين الذين تحدث إليهم، ولا سيما الآباء الأصغر سنا، يفكرون في الاستقالة بسبب التكلفة الشخصية للعودة إلى طريقة العمل القديمة .
ووفقًا لمسح أجرته شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” في مايو/آيار 2020، كان آباء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا أكثر ترددًا في العودة إلى مكان العمل مقارنة بالعمال الذين ليس لديهم أبناء. ومن بين جميع الذين شملهم الاستطلاع الذين قالوا إنهم مترددون في العودة لمقرات العمل، ذكر أكثر من 20 في المئة أن السبب يعود إلى مسؤولياتهم كآباء أو كمقدمي رعاية.
وأظهر بحث إضافي أجرته شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” في يناير/كانون الثاني 2021 أن أكثر من نصف الموظفين يفضلون الاستمرار في العمل عن بُعد لمدة ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع بمجرد أن تهدأ المخاوف من الوباء.
ويوضح دان كيبل، أستاذ السلوك التنظيمي في كلية لندن للأعمال، أن ما يحبط الكثير من الناس في كثير من الحالات هو أنه خلال الأشهر الـ 18 الماضية، أظهرنا مدى قدرتنا على العمل عن بُعد.
ويقول: “نظرًا لأننا نعلم الآن أنه غالبًا ما يكون من الممكن العمل من المنزل، فإن ذلك يسلط الضوء على الساعات الضائعة في التنقل والذهاب إلى مقر العمل”.
وتستشهد سارة راسل، محامية متخصصة في مجال التوظيف بشركة “فوكس ويتفيلد” بمانشستر بالمملكة المتحدة، بقضية حديثة تشير إلى أن هناك رغبة كبيرة من جانب الآباء في العمل في ظل ظروف أكثر مرونة.
ففي سبتمبر/أيلول الماضي، تصدرت أليس طومسون، وكيلة عقارات في المملكة المتحدة، عناوين الصحف عندما حصلت على تعويض بقيمة 185 ألف جنيه إسترليني (254,478 دولارًا) من رب عملها السابق، الذي كان قد رفض طلبها بساعات عمل مرنة لاصطحاب ابنتها من الحضانة. استقالت طومسون من عملها في ديسمبر/كانون الأول 2019 بعد أن رفض رئيسها الطلب، وفقًا لمحكمة العمل.
تقول راسل إنه على الرغم من أن هذه الحالة لا تتعلق على وجه التحديد بالعمل من المنزل أو فيروس كورونا، إلا أنه يجب على أصحاب العمل الذين يجدون صعوبة في كيفية تغيير بيئة العمل في فترة ما بعد الوباء التعامل مع هذه الحالة على أنها رسالة تحذيرية.
وتقول: “إن القول بأن هناك حاجة حقيقية للعمل بدوام كامل من المكتب سيكون غير منطقي بعدما نجحت العديد من الشركات في مواصلة العمل بينما كان الموظفون يعملون بدوام كامل من المنزل لمدة 18 شهرًا دون أي ضرر واضح لأرباحهم النهائية أو انخفاض في الإنتاجية”.
وتضيف أنه حتى في الحالات التي لا يؤدي فيها إجبار الجميع على العودة إلى العمل من المكتب بدوام كامل إلى اتخاذ إجراءات قانونية فورية، “سيؤدي ذلك إلى رحيل العمال من الآباء والأمهات، وخاصة الأمهات، إلى أماكن أخرى تجعلهم يحققون التوازن المطلوب بين العمل والأسرة”.
[ad_2]
Source link