اليمين الإسباني يدافع عن كريستوفر كولومبس ويرفض الاعتذار عن إرث الاستعمار
[ad_1]
- غاي هيدجكو
- بي بي سي- مدريد
يشن ساسة من اليمين في إسبانيا حملة ضد الدعوات الموجهة لإسبانيا، للاعتذار عن ماضيها الاستعماري المظلم، معبرين عن ازدرائهم لموقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، لناحية اعترافه حديثاً بالفظائع التي ارتكبت بحق السكان الأصليين.
ووصف قائد الحزب الشعبي المحافظ في إسبانيا، بابلو كاسادو، توسع الاستعمار الاسباني في الأمريكيتين بأنه “أهم حدث في التاريخ، بعد الامبراطورية الرومانية”، عشية احتفال إسبانيا بذكرى اكتشاف كريستوفر كولومبس للعالم الجديد، في 12 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1492.
وأضاف في مقطع مصور بثه عبر حسابه منصة تويتر: “هل ينبغي على المملكة الإسبانية أن تعتذر، لأنها قبل 5 قرون اكتشفت العالم الجديد، وتواصلت مع من كانوا هناك، وأسست الجامعات، وحققت الرخاء، وبنت مدناً كاملة؟ لا أعتقد ذلك”.
ويأتي ذلك عقب ساعات من خطاب لبايدن بمناسبة يوم كولومبس، الذي يعدّ عيداً وطنياً في الولايات المتحدة، قال فيه إن وصول المستكشف الإسباني لسواحل الأمريكيتين، أدى إلى “موجة من الدمار” بالنسبة للسكان الأصليين، مطالباً الأمريكيين بعدم “دفن الأجزاء المخزية من ماضينا”.
وأصدر بايدن قراراً باعتبار العيد الوطني في 11 أكتوبر/ تشرين أول من كل عام، يوم ذكرى للسكان الأصليين، بالتوازي مع ذكرى يوم كولومبس.
وتسببت أمراض معدية مثل الجدري، نشرها المحتلون الأوروبيون بين السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية، في قتل أعداد هائلة منهم، مسهلة مهمة المستعمرين.
كما استغل المحتلون تفوقهم في التسليح على قبائل السكان الأصليين في ارتكاب مذابح بشعة، رغم قلة أعدادهم مقارنة مع السكان الأصليين.
وفي أمريكا الشمالية استغل المستعمرون تفوقهم التقني لطرد قبائل السكان الأصليين من أراضيهم، والسيطرة عليها.
وانتقد قائد حزب “فوكس” اليميني المتشدد في إسبانيا سانتياغو أباسكال بايدن، واعتبره “رئيساً مزرياً للولايات المتحدة”.
وقال: “لقد هاجم أهم روائع الفتوحات الإسبانية: التبشير بالإنجيل”. وأضاف: “علينا أن نشعر بالفخر لما فعله أسلافنا، واصفاً المستعمرات الإسبانية بأنها “مملكة لحقوق الإنسان”.
يعدّ حزب فوكس ثالث أكبر حزب في البرلمان، وغالباً ما يتضمّن خطابه مفاخرة بالعظمة التاريخية الإسبانية، كما يستذكر انتصار الكاثوليك على المسلمين في القرون الوسطى.
ويبدو أن محاولات إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا خلال السنوات الماضية، قد أشعلت الشعور القومي في مختلف أنحاء البلاد، وشجع البعض على النظر إلى تاريخ البلاد من دون خزي.
وبالرغم من حرص إسبانيا على وجود علاقات جيدة مع مستعمراتها السابقة إلا أن الكثيرين في أمريكا اللاتينية، يصرون على أنها لم تعترف بالمذابح وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها المستوطنون والجنود الذين احتلوا البلاد في القرن الخامس عشر.
ويركز المنتقدون على المذابح التي ارتكبها المستعمرون بحق السكان الأصليين، ويعتبرون أنه نوع من القهر المستمر، الذي تواصل حتى اليوم في صورة النظرة العنصرية التي يعاني منها السكان الأصليون في الكثير من بلدان أمريكا اللاتينية.
وفي أحدث تطور بخصوص الصراع السياسي حول الحملات الإسبانية اعترف البابا فرنسيس، وهو أرجنتيني الجنسية، بالخطايا الشخصية، والاجتماعية” التي ارتكبتها الكنائس الكاثوليكية، في البلاد، بعد الغزو الإسباني.، في كلمة الشهر الماضي، بمناسبة احتفال المكسيك بذكرى الاستقلال عن إسبانيا.
وأعرب الرئيس المكسيكي اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، عن تقديره لبطولة السكان الأصليين مطالباً إسبانيا مرات عدة بالاعتذار عن جرائم ماضيها الاستعماري، كما رحب برسالة البابا فرنسيس.
وفي افتتاحيتها المنشورة صباح يوم اسبانيا الوطني، اعترفت صحيفة “إل باييس” القومية الإسبانية، بالشعور بالحاجة لإعادة تقييم الماضي الاستعماري، قائلة إن الكثير من المواطنين في الدول الاستعمارية السابقة “يشعرون بعدم الارتياح مع التعامل المعتاد مع الماضي الذي كان دوما ًيتسم بالمذابح، والحرائق، أكثر من السلام والنوايا الطيبة”، وأضافت أن “إسبانيا ليست استثناءً من ذلك”.
[ad_2]
Source link