“الخليج يعيد النظر في علاقته بالولايات المتحدة بعد زلزال أفغانستان” – الغارديان
[ad_1]
اهتمت الصحف البريطانية بمواضيع متعددة ذات صلة بمنطقة الشرق الأوسط، نتوقف عند بعضها؛ وهي علاقة دول الخليج بالولايات المتحدة في ضوء التطورات الأفغانية، ووضع المرأة حاليا تحت حكم حركة طالبان في أفغانستان، ومقال رأي بشأن ماذا كان يعني “أن تكون مسلما” قبل أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
ونبدأ من صحيفة الغارديان حيث نقل محرر الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور عن “مسؤول خليجي كبير” قوله إن “استيلاء طالبان على أفغانستان هو زلزال مدمر سيشكل الشرق الأوسط لسنوات عديدة”، محذرا من أنه، “على الرغم من وعود الجماعة بالاعتدال، فإن الجماعة المسلحة لا تزال هي نفسها بشكل أساسي كما كانت في المرة السابقة في السلطة”.
وقال المسؤول الخليجي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن “الانسحاب الأمريكي السريع والفوضوي يثير أيضا تساؤلات جدية لدول الخليج حول قيمة الوعود الأمريكية بالأمن خلال العشرين عاما القادمة”.
وقال المسؤول أيضا “أفغانستان زلزال، زلزال مدمر مدمر، وهذا سيبقى معنا لفترة طويلة جدا جدا”.
وأضاف أن “هذه الحادثة تمثل قطيعة كاملة مع عقيدة كارتر التي عفا عليها الزمن – وهو التزام بأن الولايات المتحدة المعتمدة على النفط ستستخدم القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها في الخليج”.
ونقل الكاتب تساؤل المسؤول الخليجي عما إذا كان بإمكان الخليج “الاعتماد على مظلة أمنية أمريكية على مدى السنوات العشرين المقبلة؟”.
وأشار المسؤول إلى أن “20 عاما من الحرب التي من المفترض أن تكون معركة ضد أولئك الذين اختطفوا الإسلام، لم تترك أي إرث في أفغانستان”، وتوقع أن “استيلاء طالبان على السلطة سوف يثير القلق بين القادة في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل بشأن ظهور تطرف إسلامي واثق من نفسه حديثا”.
وقال المسؤول لصحيفة الغارديان “إنه من المحتمل أن يُنظر إلى أفغانستان على أنها انتصار لباكستان وفرصة صينية – حيث تلعب الولايات المتحدة دورا ضئيلا”.
وأضاف أن العديد من دول الخليج “بدأت بالفعل في إعادة ضبط سياستها الخارجية لتأخذ في الاعتبار تراجع اعتماد الولايات المتحدة على النفط وشعبية الانعزالية المتزايدة للولايات المتحدة”، متوقعا الآن تسريع هذه العملية، ما يؤدي إلى إعادة الاصطفاف في التحالفات والرغبة لدى بعض المنافسين التاريخيين “لإقامة علاقات أكثر واقعية”.
وتوقع في هذا السياق رؤية مزيد من المناقشات بين السعودية وإيران في المستقبل، وكذلك بين الإمارات العربية المتحدة وإيران. كما أشار المسؤول إلى توقيع اتفاقية دفاعية بين السعودية وروسيا كإشارة على أنه في عصر ما بعد الكربون، أرادت دول الخليج تنويع مصادرها الأمنية بعيدا عن الولايات المتحدة.
ويشير وينتور إلى أن إيران، بدأت في ظل حكومتها السابقة بقيادة حسن روحاني، في إجراء محادثات سرية مع المملكة العربية السعودية على مستوى التعاون الاستخباراتي، لكن قد يصبح ذلك الآن أكثر انفتاحا. وأضاف أنه يُنظر إلى البحرين بالفعل على أنها تبحث عن تحالفات جديدة في المنطقة بما في ذلك من خلال “اتفاق إبراهيم” مع إسرائيل، وفي حالة الإمارات العربية المتحدة من خلال استعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
اختباء النساء في قندهار
وننتقل إلى صحيفة التايمز حيث كتب تشارلي فوكنر تقريرا من قندهار يقول فيه إن النساء يختبئن في معقل حركة طالبان.
وكان مسؤول في طالبان قال الأسبوع الماضي إنه “ليس من الضروري أن تمارس المرأة الرياضة، ما زاد من المخاوف بشأن حريات المرأة”.
وقد أعلنت الجماعة الأحد منع النساء من الدراسة جنبا إلى جنب مع الرجال وإجبارهن على ارتداء الحجاب.
ونقل المراسل عن شاب يدعى يونس قاسمي، وهو عامل فندق، خوفه بشكل خاص على مستقبل شقيقاته.
وقال قاسمي “لقد أخبرتهن للتو أنه يجب عليهن الاستمرار في الدراسة، بغض النظر عن أي شيء، عليهن مواصلة تعليمهم. أنا لست خائفا، لقد نشأت في الحرب وسأموت في الحرب – رأيت ضابط شرطة يُقتل أمامي برصاص طالبان في السوق عندما كان عمري 14 عاما. كل ما يهمني هو أخواتي”.
ويقول فوكنر إن “قندهار كانت محافظة متشددة حتى قبل سيطرة طالبان، حيث كان من الشائع أن تغطي النساء وجوههن في الأماكن العامة، لكنهن كن يخرجن إلى الشوارع. الآن مشهد المرأة في الأماكن العامة نادر. والأشخاص الوحيدون الذين يستمتعون بالمطاعم أو التنزه هم مجموعات من الرجال، وسوق النساء يكاد يكون خاليا من الزبائن”.
وينقل المراسل عن امرأة أفغانية تدعى فريبا وتبلغ 31 عاما قولها إنها كانت “تعمل في ميرسي كوربس قبل إرسال جميع الموظفين إلى منازلهم الشهر الماضي”.
وتقول السيدة: “أغلق السوق في الأسبوع الأول بعد سيطرة طالبان، لكننا تحدثنا إلى المسؤولين الذين منحونا الإذن بمواصلة عملنا حتى نفتح أبوابنا مرة أخرى ولكن لا يوجد زبائن”.
ويقول المراسل إن “السوق الداخلي الصغير ولكن المحبوب للغاية اعتاد أن يعج بالنساء اللواتي يأتين لقص شعرهن أو الاستمتاع ببعض التسوق أو شرب الشاي مع الأصدقاء. الآن تخشى الكثيرات مغادرة منازلهن”.
وأعربت فريبا وغيرها من العاملات في السوق عن قلقهن بشأن تشكيل مجلس الوزراء الذي يقتصر على الرجال وإغلاق وزارة شؤون المرأة”.
من جهة أخرى، يقول مراسل التايمز إن السكان في منطقة بانجواي التي تعتبر الموطن الروحي لطالبان “سعداء برحيل قوات الشرطة المحلية الفاسدة”.
وأشار إلى ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال الذي يعد قضية بارزة جدا في جميع أنحاء أفغانستان، ولا سيما بين قوات الأمن في المناطق الريفية. ويوضح المراسل أن “الممارسة التي تسمى باشا بازي راسخة جدا في الثقافة. إنه ليس الأب الوحيد الذي تحدث عن اختفاء هذا التهديد” مع سيطرة حركة طالبان التي تحرم بشدة هذه الظاهرة.
صورة المسلم قبل 11 سبتمبر
وفي صحيفة الغارديان أيضا، كتبت نسرين مالك عما كان يعنيه أن تكون مسلما قبل أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
تقول الكاتبة “أتذكر أن كونك مسلما لم يكن يعني الكثير للآخرين، وكان في الغالب هوية خاصة، وهوية يحملها أشخاص مختلفون بطرق مختلفة”.
وتضيف “أشعر كما لو، في السابق، كان هناك وقت كان فيه المسلم أكثر تعقيدا وأكثر اتساعا – يتأثر بالثقافة المحلية والظروف الفردية. اليوم، يمكنك فقط أن تكون مسلما جيدا أو مسلما سيئا. إما أن تكون معتدلا أو راديكاليا. وإما أن تكون مسلما يحتاج إلى الخلاص أو مسلما تحتاج إلى الإنقاذ منه”.
وقالت مالك “كان هناك أيضا وقت استطعنا فيه محاربة وحل قضايانا كمسلمين، بغض النظر عن معنى هذا التصنيف في أي وقت، من دون تحديق الغرب، أو الحكم علينا كأفراد أو مجتمعات فاسدة”.
وأضافت “عندما أحاول أن أتذكر ما كان عليه الحال من قبل، فإن ما أفعله حقا هو محاولة تجميع الوقت الذي تحول فيه الإسلام من هوية شخصية متعددة الأبعاد إلى هوية مسطحة وسياسية، وتبدو أحداث الحادي عشر من سبتمبر كأنها يوم حدوث ذلك”.
وكتبت مالك “في الحادي عشر من سبتمبر كنت في المملكة العربية السعودية، حيث ولد تنظيم القاعدة وأغلبية خاطفي الطائرتين. في ذلك الوقت، كانت المملكة في قبضة رجال الدين المتشددين، الذين كانوا يدعمون ويحاربون نفس التطرف الذي وصل إلى نيويورك. بالنسبة لي، بدا 11 سبتمبر وكأنه شيء فشل السعوديون في احتوائه – الإرهاب الإسلامي كتسرب صناعي ملحمي، وانهيار مفاعل، ما يعني أن الآلاف خارج حدودها قد لقوا حتفهم. والآن علينا جميعا دفع الثمن”.
وتابعت “يبدو أن العالم الذي نعيش فيه الآن قد تم تشكيله في يوم واحد. تداعت الأحداث واللحظات واستقرت في الوقائع والمواقف اليومية الصعبة التي أصبح من المستحيل التراجع عنها”.
وخلصت إلى القول: “حشدت آلة سياسية وعسكرية وإعلامية واسعة النطاق لخلق ظروف مواتية للعقاب الجماعي. أولا كانت هناك الغزوات والاحتلال في أفغانستان والعراق. ثم جاءت المراقبة والتجريم من خلال مخططات مكافحة الإرهاب. أصبح المسلم شخصا يتعرض للمساءلة والشك والاشتباه وأحيانا للتوريط”.
[ad_2]
Source link