هل يتوصل اجتماع دول جوار ليبيا إلى تصور واضح لمستقبلها؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
ناقشت صحف عربية اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، الذي عُقد في الجزائر، وما إذا كان سيسهم في حل الأزمة الليبية.
وعُقد الاجتماع بمشاركة كل من ليبيا ومصر والسودان وتشاد والكونغو والنيجر، إلى جانب المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومفوض الاتحاد الأفريقي للسلم والأمن لبحث مستجدات الأوضاع في ليبيا.
“رؤية مشتركة”
قالت صحيفة الأخبار اللبنانية إنه “على رغم أن ترتيبات اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، الذي عُقد في الجزائر، جاءت سريعة… إلّا أن مخرجاته تبدو الأهم حتى الآن، ولا سيما أنها ركزت على محاولة التوصل إلى رؤية مشتركة للمرحلة المقبلة في هذا البلد، بمساعدة دول الجوار، وفي مقدمتها الجزائر التي تبدو راغبة في الاضطلاع بدور أكبر في هذا الملف”.
ورأى موقع عربي 21 أن اجتماع الجزائر “ليس عبثيا، بقدر ما هو استشعار لخطورة الوضع في ليبيا، بل في شمال أفريقيا والساحل، والتحولات الدولية العميقة، التي يميزها بداية انكفاء الولايات المتحدة الأمريكية على نفسها وانسحابها من بؤر التوتر، وما قد يخلقه ذلك من فراغ أمني في عدة نقاط ساخنة من العالم، قد تسعى الجماعات الإرهابية والمتطرفة لملئه. وهذا أحد الأسباب التي دفعت واشنطن لدعم اجتماع دول الجوار خلال لقاء المبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، بوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في تونس”.
وأضاف الموقع: “اجتماع الجزائر من شأنه إعادة ليبيا إلى دائرة الاهتمام الدولي، بعد شهرين من انعقاد مؤتمر برلين الثاني في 23 حزيران/ يونيو الماضي، وإعادة ضبط بوصلة الأطراف الليبية، حتى لا تحرف عن موعد الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل”.
وقالت صحيفة العربي الجديد اللندنية: “تتوالى المؤتمرات الدولية والإقليمية المخصصة لبحث الأزمة الليبية لكن هذه المرة بمشاركة واسعة من الجزائر، لا سيما في ظل رغبتها بتنظيم مؤتمر خاص لمناقشة ‘مبادرة استقرار ليبيا’، التي طرحتها حكومة الوحدة الوطنية في وقت سابق، ليبقى السؤال حول مدى قدرة تلك المؤتمرات على المساهمة في إنقاذ العملية السياسية في البلاد”.
” الأطماع الإقليمية والدولية”
وناقشت فضيلة دفوس علاقات الجوار الليبية الجزائرية في صحيفة الشعب الجزائرية قائلة: “لا شك أن مقاصد ونوايا الجزائر في دفع عجلة السلام في ليبيا إلى محطة الانتخابات صادقة، فقد تكون الجزائر الدولة الوحيدة التي تمد يدها لانتشال الأشقاء الليبيين من أزمتهم دون أن تنتظر مقابلا أو تكون جهودها مربوطة برغبة جامحة في الحصول على قطعة من الكعكة، وهي أهداف ودوافع أغلب، إذا لم نقل كل المتدخلين في ليبيا”.
وأضافت الكاتبة أن “الجزائر تعتبر أمنها من أمن ليبيا، وهذا بلا شك دافع قوي يجعلها تحرص على استقرار الجارة الشرقية وإبعاد شبح الحرب عن المنطقة، لكن بالرغم من قوة هذا الدافع، فإن همّ الجزائر هو أيضا أن تسارع إلى نجدة الشعب الليبي وتساعد الإخوة الفرقاء على الخروج من هذا المأزق وتنبههم إلى حتمية أن يبادروا إلى كسر قيود طابور الدول المتدخلة التي تعمل بكل الطرق والوسائل على سدّ منافذ الحلّ السلمي لمعضلتهم، كما نرى اليوم”.
وحذرت الكاتبة من أن “صناع الأزمات يعيدون خلط الأوراق، وابتداع خلافات بين الاشقاء، لهذا، مهما كانت النوايا الصادقة والمبادرة قوّية، فإن طي فصول المعضلة الليبية قد يأخذ بعض الوقت لأن الحل مرتبط بمبدأين أساسيين، وفاق خارجي وتوافق داخلي، وحتى الآن المبدأين غائبين”.
وبالمثل، أشار عبد الرحمن الكناني في صحيفة الشروق الجزائرية إلى أنه “لا شيء يمنع ليبيا من تجسيد توافق وطني، يعيد لها وحدتها من جديد، سوى الأطماع الإقليمية والدولية، الراغبة في توسيع دائرة نفوذها، وتغيير خارطة القواعد الاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط”.
وتطرق الكاتب إلى موقف الجزائر من الأمن القومي الليبي، مشيرا إلى أن “الأمن القومي لدول الجوار، محور جوهري في اجتماع دول جوار ليبيا، ينطلق أصلا من وحدة الموقف الوطني الليبي، واستقراره الأمني بثوابت سياسية لا تخضع لتدخلات خارجية، يضع التفاصيل التنفيذية في مقدمة اهتمامات الدول المشاركة”.
وفي العربي الجديد، تبنى عثمان لحياني رأيا مشابها، إذ قال: “كل المؤشرات الراهنة تؤكد أن المنطقة المغاربية تعيش مرحلة مخاض كبير، وتشهد إعادة بناء جديدة للعلاقات والمحاور. أكثر من أي وقت مضى، بات تركيز الفاعل الدولي على هذه المنطقة، بينما مشروع التطبيع يريد أن يعزز موقع قدمه فيها. ولذلك يبدو أن تصريح وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في مؤتمر دول جوار ليبيا الذي انعقد على مدى اليومين الماضيين في الجزائر، عن أن ‘هناك مخططات لبعض القوى الأجنبية، الساعية لتعزيز نفوذها في ليبيا واستعمال التراب الليبي كمنصة لإعادة رسم التوازنات الدولية، انطلاقا من هذه المنطقة الحساسة، على حساب المصالح الاستراتيجية لليبيا وجيرانها’، يأخذ معناه من هذا السياق”.
وأشار الكاتب إلى “الحرص الجزائري على ضرورة وجود ‘الدولة’ وتركيز مؤسساتها في ليبيا ومالي، وفي دول الجوار المغاربي والأفريقي. فكل التجارب التي عرف خلالها الجوار تهشم صورة الدولة أو هشاشتها، كانت نتائجها وخيمة، وشكلت حالة نزيف سياسي وإرهاق أمني تحملت جزءا من أعبائه الجزائر”.
[ad_2]
Source link