هل هناك “فوائد” للتحدث في شؤون الآخرين في أماكن العمل؟
[ad_1]
- بريان لوفكين
- بي بي سي
النميمة في العمل مرفوضة بشكل عام، لكن أبحاثا تظهر أنه يمكننا جني بعض الفوائد من خلال دردشة غير ضارة في مكان العمل.
هناك العديد من الأشياء التي قد نفتقدها أثناء العمل بعيدا عن المكتب: قهوة مجانية، وتكييف مجاني، وعذر لارتداء شيء آخر غير السراويل الرياضية.
لكن أكثر ما نفتقده حقا هو زملاؤنا في العمل ومحادثاتنا معهم، كأن نتحدث عن إنجاب إحدى الموظفات لطفل آخر، أو كيف تمتلئ ثلاجة موظف بوجبات قديمة ومتعفنة، أو كيف أن مكتب الموظف المسؤول عن تكنولوجيا المعلومات بطيء دائما، أو كيف أعطى المدير لموظف زيادة في أجره ولم يعطها لموظف آخر. بعبارة أخرى: الثرثرة.
ورغم أن بعض النميمة يمكن أن تكون تافهة وغير مهنية، يمكن أن تكون أنواع أخرى من النميمة ممتعة وطبيعية، بل وحتى صحية ومثمرة.
ويقول خبراء إن الحديث عن الآخرين من وراء ظهورهم لا يجب أن يكون هواية مكتبية تجعلك تشعر بالذنب، بل يمكن أن يكون أداة مفيدة للتنقل في مكان العمل ومعرفة معلومات مهمة.
فوائد مدهشة
تقول إيلينا مارتينيسكو، باحثة مساعدة في جامعة فريجي أمستردام والتي درست على نطاق واسع سيكولوجية النميمة: “أعتقد، بشكل عام، أن النميمة أمر جيد. وفقًا لنظرية التطور، فقد طور البشر الثرثرة من أجل تسهيل التعاون بينهم في مجموعة واحدة”.
ومن خلال التحدث عن أشخاص آخرين، يمكننا معرفة من نتعاون معهم ومن يجب أن نبتعد عنهم، وهو الأمر الذي يساعد المجموعة على العمل معًا بشكل أفضل.
وتقول إيلينا إن “هذا السلوك الراسخ يجعل المرء في مكان العمل على دراية بالزملاء الذين يمكن أن يثق بهم، والذين يجب أن يتوخى الحذر معهم”.
يقول ماثيو فاينبرغ، أستاذ الإدارة في جامعة تورنتو، إن هناك أنواعًا مختلفة من النميمة، مضيفا: “عندما تكون النميمة مجرد كلام تافه – التعليق على مظهر شخص ما على سبيل المثال – فإن ذلك لا يخدم أي غرض إيجابي، وبالتالي تكون النميمة في هذه الحالة سلبية ومضرة وتخلق المشاكل”. لكن بعض الأبحاث تظهر أن معظم النميمة جيدة إلى حد ما.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2019، على سبيل المثال، أنه عندما سجل باحثون محادثات لنحو 500 مشارك، فإن الغالبية العظمى – أكثر من 75 في المئة – من المحادثات لم تكن إيجابية أو سلبية، لكنها كانت محايدة. وربما تتضمن النميمة في هذه الحالة بعض المحادثات العادية، مثل عمل ابنة إحدى العاملات في مجال التسويق، أو أن أحد الموظفين يقضي عطلته حاليا في مكان معين.
وعلى الرغم من أن نفس الدراسة أظهرت أننا نثرثر كثيرًا – بمعدل 52 دقيقة يوميًا – فإن المحتوى ليس سيئا إلى حد كبير كما نعتقد.
يقول شانون تايلور، أستاذ الإدارة في جامعة سنترال فلوريدا الأمريكية، والذي يدرس ديناميكيات مكان العمل: “أعتقد أن أكبر اعتقاد خاطئ هو أن الثرثرة دائمًا ما تكون سلبية – التحدث بشكل سيء عن شخص ما من وراء ظهره. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن السبب الرئيسي وراء قيام الناس بذلك هو أنهم يريدون فقط فهم البيئة من حولهم”.
ويشير تايلور إلى أن النميمة يمكنها “التحقق من صحة مشاعرنا”، ومساعدتنا في معرفة موقف الآخرين من بعض الأشياء، كما تساعدنا النميمة على التأكد مما إذا كنا “نرى العالم بنفس منظور زملاء العمل الآخرين أم لا. الأمر يتعلق حقًا بجمع المعلومات”.
لذا، إذا قال شخص ما في العمل شيئًا من قبيل “حصل رالف على الكثير من الإجازات المرضية مؤخرًا”، فإن ذلك قد يفتح الباب للآخرين لمشاركة أحكامهم وتقييماتهم – ربما تكون إجازة رالف المرضية سببًا لضعف أدائه الوظيفي، على سبيل المثال. ويمكن أن يساعدك هذا أيضا في معرفة مقدار الإجازة المرضية التي تعتبر “مناسبة” بين زملائك (بغض النظر عن السياسة الرسمية للشركة)، كما ستعرف أيضا من هو المتعاطف تجاه رالف ومن يشعر تجاهه بمشاعر سلبية.
تغيير سلوكي
ومع ذلك، فإن النميمة لا تتعلق فقط بجمع المعلومات. كما أن سماع النميمة عن الزملاء الآخرين يمكن أن يجعلنا نعبر عن أنفسنا بشكل أفضل، في حين أن الشخص الذي يكون موضوع النميمة يمكن أن يدفعه ما قيل عنه إلى تغيير سلوكه.
وفي دراسة أجريت عام 2014، طلبت إيلينا مارتينيسكو وزملاؤها من المشاركين ملء استبيانات حول المواقف التي تضمنت سماع نميمة سلبية أو إيجابية عن الآخرين. ووجد الباحثون أنه في حين أن النميمة السلبية جعلت المستمع يشعر بأنه متفوق على الشخص الذي يجري الحديث عنه أثناء النميمة، وهو ما يعزز الثقة بالنفس، فإن ذلك يجعل المستمع أكثر عرضة لمعاملة مماثلة. وفي الوقت نفسه، فإن الاستماع إلى نميمة إيجابية تمدح في شخص غير موجود يعطي المستمعين أفكارًا حول كيفية تحسين أنفسهم، حتى يكونوا أشبه بالشخص الذي يجري الحديث عنه.
وعلى نفس المنوال، يقول فاينبرغ إن إحدى مزايا النميمة في مقر العمل تتمثل في “السيطرة على الأشخاص الأنانيين وعديمي الأخلاق”. وفي دراسة أجريت عام 2014، وجد فاينبرغ وفريق عمله أن “الأفراد الذين يتصرفون بأنانية أو بشكل لا أخلاقي كانوا أكثر عرضة لثرثرة الناس عنهم حتى يعرف الجميع في مكان العمل سلوكهم”. ونتيجة لذلك، من المرجح أن يتجنب من يسمع هذه النميمة التفاعل مع هؤلاء الأشخاص، الذين يُنبذون من الآخرين”.
وفي وقت لاحق، وجد فاينبرغ وفريق عمله أن “أولئك الذين نُبذوا بدأوا في تغيير سلوكهم من أجل إعادة قبولهم في المجموعة، وأن الناس أصبحوا بشكل عام أكثر تعاونًا مع بعضهم بعضا – ربما لأنهم لا يريدون أن يكونوا منبوذين في المقام الأول”.
[ad_2]
Source link