إيمانويل ماكرون يتعهد من الموصل ببقاء قواته في العراق
[ad_1]
تعهد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ببقاء القوات الفرنسية في العراق، والاستمرار في المساعدة في مكافحة الإرهاب، أثناء زيارة إلى مدينة الموصل، معقل تنظيم الدولة (داعش) السابق.
وأجرى ماكرون، جولة في العراق، شملت زيارة مدينة الموصل، كما تفقد مسجد النوري وكنيسة سيدة الساعة وزار جامعة الموصل، وذلك بعد زيارة لمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وتأتي زيارة ماكرون إلى الموصل غداة مشاركته في مؤتمر إقليمي، ضمّ مصر والأردن وإيران وتركيا والإمارات والكويت والسعودية، طغى عليه بروز تنظيم الدولة على الساحة في أفغانستان مع انسحاب القوات الأجنبية وسيطرة طالبان على البلاد.
وتهدف رحلة ماكرون إلى العراق على مدى يومين إلى دعم الحوار الإقليمي، والالتقاء بالساسة العراقيين، وزيارة القوات الخاصة الفرنسية المشاركة في القتال المستمر ضد مقاتلي تنظيم الدولة.
وقال ماكرون: “بغض النظر عن الخيارات التي يتخذها الأمريكيون سنحافظ على وجودنا في العراق لمحاربة الإرهاب.”
وزار ماكرون مسجد النوري في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى السنية، الذي كان يمثل رمزية كبيرة لتنظيم الدولة، ومنه أعلن زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي قيام ما سماه “دولة الخلافة” في العراق والشام، عام 2014.
وفجّر التنظيم المسجد الشهير الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر في يونيو/ حزيران 2017، مع اقتراب القوات العراقية من دخول المدينة واستعادتها بالكامل.
ومن موقع إعادة إعمار مسجد النوري، قال ماكرون “حضوري هنا كرئيس فرنسي هو بمثابة تقديم الاحترام لما مرت به الموصل، والتفريق بين الدين وإيديولوجيا الموت. “
كما زار كنيسة سيدة الساعة، التي كان تنظيم الدولة قد احتلها ودمرها، والتي زارها بابا الفاتيكان فرانسيس وصلى بها قبل ستة أشهر، وذلك في رسالة دعم للمسيحيين والأقليات الأخرى في العراق أيضا.
وأرغم العديد من المسيحيين على مغادرة العراق، بفعل الحروب والنزاعات وتردي الأوضاع المعيشية. ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليونا بعدما كان عددهم 1,5 مليون عام 2003 قبل الاجتياح الأمريكي.
وفي كلمة من كنيسة الساعة القديمة التي يرجح بعض المؤرخين أنها تعود لألف عام، قال ماكرون، “نحن هنا للتعبير عن مدى أهمية الموصل وتقديم التقدير لكل الطوائف التي تشكل المجتمع العراقي”،
مشيرا إلى أن “عملية إعادة الإعمار بطيئة، بطيئة جدا”. وأعلن ماكرون عن نية فرنسا افتتاح مدارس وقنصلية في المدينة.
“رسالة جيوسياسية”
تهدف فرنسا، التي تمول المدارس المسيحية الناطقة بالفرنسية في المنطقة، إلى زيادة المنح المقدمة للمسيحيين في الشرق الأوسط، فضلا عن الأقليات الأخرى.
وقال ماكرون: “هذه الرسالة حضارية لكنها جيوسياسية أيضا. لن يكون هناك توازن في العراق إذا لم يكن هناك احترام لهذه المجتمعات”.
ومسجد النوري وكنيسة سيدة الساعة جزء من ثلاثة مشاريع لإعادة الإعمار تقوم بها اليونسكو بتمويل من الإمارات العربية المتحدة بتكلفة 50 مليون دولار.
وتتضمن المبادرة، التي تحمل اسم “إحياء روح الموصل”، وهي الأكبر في تاريخ المنظمة، خططا لإعادة بناء منازل تراثية على الطراز العثماني كجزء من مشروع بتمويل أوروبي.
وكان ماكرون قد زار يوم السبت مرقد الإمام موسى الكاظم الشيعي، في منطقة الكاظمية شمال بغداد، برفقة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وهذه أول زيارة للمراقد الشيعية يقوم بها رئيس فرنسي في العراق، بهذا يكون ماكرون قد زار أماكن للسنة والشيعة والمسيحيين، وكذلك كردستان العراق، في رسالة واضحة لدعم الجميع في العراق.
كما التقى ماكرون أيضا بشباب عراقيين، بمن فيهم رواد أعمال وطلاب، في جامعة الموصل.
ماكرون يزور القوات الفرنسية
كان ماكرون قد بدأ جولته في العراق بإقليم كردستان العراق، فجر قادما من بغداد، وأجرى محادثات مع رئيس إقليم كردستان العراق نتجيرفان بارزاني، وكذلك مع سلفه مسعود بارزاني.
وبعدها توجه الرئيس الفرنسي إلى زيارة القوات الخاصة الفرنسية في معسكر غرينير.
كما التقى ماكرون بأسرة مقاتل من البشمركة قتل على يد تنظيم الدولة، للإشادة بالإسهام الكردي في محاربة الجهاديين.
أفغانستان حاضرة في مؤتمر بغداد
ألقى استيلاء طالبان على أفغانستان بظلاله على قمة بغداد يوم السبت، التي ضمت زعماء إقليميين بارزين إلى جانب الرئيس الفرنسي، الذي تعهد بأن تقف بلاده بحزم مع العراق.
وقال محللون إن هجوم المطار أحيا المخاوف العالمية من عودة تنظيم داعش، والظهور بقوة من جديد.
كما التقى ماكرون بشكل منفصل مع أمير قطر بشأن دور محتمل للدوحة، التي لديها اتصالات جيدة مع طالبان، في تنظيم المزيد من عمليات الإجلاء بعد الموعد النهائي الذي حددته واشنطن في 31 أغسطس/آب.
وقال ماكرون إن باريس تجري محادثات مع طالبان عبر قطر “لحماية وإعادة توطين” الأفغان المعرضين للخطر.
وأضاف أنه “بالنظر إلى الأحداث الجيوسياسية، اتخذ هذا المؤتمر منعطفا خاصا”.
وقال ماكرون في وقت سابق بعد اجتماع مع الكاظمي “نعلم جميعا أنه يجب علينا ألا نخفض حذرنا، لأن داعش لا يزال يمثل تهديدا، وأنا أعلم أن محاربة هذه الجماعات الإرهابية هي من أولويات حكومتكم”.
ورد الكاظمي أن العراق وفرنسا “شريكان رئيسيان في الحرب على الإرهاب”.
“مهمة ليست سهلة”
ويسعى العراق من خلال هذا التجمع الإقليمي إلى لعب “دور موحد” لمواجهة الأزمات التي تهز المنطقة. خاصة أنه ظل لسنوات عالقا في عملية توازن دقيقة بين حليفيها الرئيسيين، إيران والولايات المتحدة.
وقال ماكرون إن مؤتمر بغداد “هذا سيجعل من الممكن وضع إطار للتعاون في مكافحة الإرهاب”.
كانت فرنسا جزءا من تحالف تقوده الولايات المتحدة تم تشكيله لمحاربة داعش بعد أن أعلنت “الخلافة” في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في العراق وسوريا في عام 2014. وينتشر حوالي 800 جندي في العراق.
أعلنت بغداد هزيمة داعش إقليميا في ديسمبر/ كانون الأول 2017، لكن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة ويواصل ادعاء مسؤوليته عن هجمات دامية.
وكان أحد أكثر التفجيرات دموية هو التفجير الذي وقع الشهر الماضي واستهدف سوقا مزدحمة في العاصمة بغداد وقتل أكثر من 30 شخصا عشية عطلة إسلامية رئيسية.
ووفقا لما ذكره كولين كلارك، الباحث الأول في مركز صوفان، فإن تنظيم الدولة “لا يزال بإمكانه الوصول إلى عشرات الملايين من الدولارات ومن المرجح أن يواصل إعادة بناء شبكته في جميع أنحاء العراق وسوريا”.
في يوليو/تموز، قال الرئيس جو بايدن إن العمليات القتالية الأمريكية في العراق ستنتهي هذا العام، لكن الجنود سيواصلون تدريب وتقديم المشورة والدعم للجيش العراقي في القتال ضد داعش.
وتنشر واشنطن حاليا 2500 جندي في العراق.
[ad_2]
Source link