أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

لغتنا العربية .. احتضان واحتضار … بقلم الأستاذة: خديجة داود آغا

إيسايكو: لغتنا العربية .. احتضان واحتضار … بقلم الأستاذة: خديجة داود آغا

 

لأسال السؤال التالي: من المسؤول عن خلق تحديات تواجه اللغة العربية؟

هل الأهل في المرتبة الأولى؟ أم المجتمع الذي علق الحياة الوظيفية على اللغة الأجنبية؟ هل للأبناء يد فيما يحصل من هشاشة للغتهم الأم؟

يأتي الأبناء لهذه الدنيا ورقة بيضاء ناصعة، يبدأ الوالدان والأقربون، والبيئة المحيطة من المدرسة والجامعة والأصدقاء، والتكنولوجيا والعولمة والحداثة لتؤثر على تلك الورقة البيضاء فإما تجعلها أكثر نورا أو تحيلها إلى سواد حالك..

يبدأ اندثار اللغة الأم -العربية- من البيت، حيث التربية الأولى واللبنة الأولى، إنهم باعتقادهم يبنون حياة أبنائهم الوظيفية من خلال اللغة الأجنبية، طامسين بيدهم اللغة الأم، وصلة الوجدان والحياة والدين والقرآن.

يقول سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – : ” تعلموا العربية فإنها من دينكم”.

العامية هي الأخرى كانت سببا في طمس اللغة الفصحى، والتي باتت منهجا في التدريس. لو أنا نستخدم ظلال العامية لكان أهون من العامية..

المعيار الآخر الوهمي هو معيار الرقي في التحدث باللغة الأجنبية، ناسين أن لكل قوم لغة، ولكل ثقافة بصمة.

وأما اقرأتلك الكلمة التي نزل بها الوحي فكانت أول الرسالة وأول الغيث وأول العلم وأول الفكر وأول النهضة.

اقرأ .. كلما كان قربك من الكتاب حميميا كلما كنت على صلة وثيقة بلغتك الأم، نفض الغبار عن الكتب هو نفض الغبار عن لسانك التي أثقلته اللغة الأجنبية، وأحالت لغتك الأم إلى ضيف سرعان ما يرحل، أو إلى عابر سبيل يستظل ببعض الحروف.

في مقال سابق لي بعنوان -كوكيز القراءة- تحدثت فيه عن علاقتك بكتابك الورقي أكثر متعة والتصاقا من كتابك الإلكتروني، وهنا يأتي التحدي الآخر، وهو هذا السيل العارم من القراءة السريعة بين منشورات ومعلومات وتدفقات في عالم مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحسب أنها تغني جوعك وعوزك للغة، في حين أنك لا تعرف مصدرها ولا مصدر صحتها.

وأما الإعلام الغارق بالتفاهات فحدث ولا حرج، والعامية هي اللسان الأول للإعلامي، الذي كنا نظن أنه درس الإعلام باللغة العربية الفصحى، لينكر هذا الظن ظهوره الساذج بلغة ركيكة وهشة.

وهاهم المستشرقون يتحدثون عن لغتنا العربية : من أغرب المُدْهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرُّحل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها، وحسب نظام مبانيها، ولم يُعْرَف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة“. المستشرق الفرنسي رينان.

مرونة لغتنا العربية تظهر جلية في الاشتقاق والاستخدام الواحد للكلمة باختلاف المعنى وفي التعريب أيضا، وفي هذا السياق يقول حافظ واصفا اللغة العربية:

وسعت كتاب الله لفظا وغاية                          

وما ضقت عن آي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة                

وتنسيق أسماء لمخترعات

وتتصل اللغة العربية بمهاراتها الأربعة التي لا غنى عنها فتبدأ بالاستماع لتعطينا القدرة على التحدث والكلام، ثم بالقراءة لتعطينا القدرة على الكتابة.

ولو عدنا لأساس العلم والفكر لكان من العرب بلغتهم العربية الجميلة والغزيرة والكافية.

يكفينا فخرا أنها لغة الله ولغة القرآن ولغة أهل الجنة؛ ليكون هذا سببا عميقا وقاهرا لنعود لحرفنا الأول الصحيح دون علة ليكون: اقرأ

الأستاذة خديجة داود آغا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى