“أنا سوداء وشريكي أبيض، توقفوا عن سؤالي إذا كانت هذه طفلتي أم لا”
[ad_1]
عندما رزقت إينا ميلر بطفلتها العام الماضي، لم تكن تتوقع ذلك الكم الهائل من التعليقات حول مظهر ابنتها.
منذ اليوم الذي ولدت فيه الطفلة، كان الناس يقيّمونها ويحكمون عليها من خلال لون بشرتها.
تسرد إينا قصتها وتقول: “بعد قضاء يوم وليلة في قسم العناية المركزة، كنت قد اجتمعت بطفلتي بوني لبضع ساعات فقط، عندما مدت الممرضة رأسها من الباب لتسألني عما أرغب بتناوله لوجبة الإفطار.
وقبل أن أجيبها، سألتني “أهذه طفلتك؟”.
توقعت أن تكون الجملة اللاحقة لسؤالها مجاملة من قبيل “كم هي لطيفة!” أو “يا لها من خدود ممتلئة”.
لكن بدلاً من ذلك، كررت جملتها “أحقاً هذه طفلتك؟”.
كان في نبرة صوتها شيء من المفاجأة والصدمة.
بدا استخدامها لكلمة “حقاً” مثيراً للانتباه.
وتابعت: ” تبدو بيضاء جداً، انظري إلى شعرها، إنه أملس ومسترسل، كم هي بيضاء”.
ومنذ تلك اللحظة بدأت الحكاية.
كان الغرباء يسألوني بكل حرية فيما لو كنت والدة بوني أو يعلقون على لون بشرتها.
حدث كل ذلك في المستشفى، كنت قد ولدتها للتو، وثم حدث الشيء ذاته مرات عديدة لاحقاً؛ أثناء التسوق والجلوس في المطاعم وزيارة الأصدقاء.
بشرتي سوداء وشريكي أبيض، وطفلتي بوني أخذت من العرقين.
وبينما كنت لا أزال في قسم الولادة ، أرسلت بعض صور بوني إلى أصدقائي المقربين ورد على رسائلي عدد قليل منهم بجمل تتألف من سطر واحد وغير مرفقة بتلك العبارات التي اعتادت أن تسمعها أي أم جديدة مثل:
“إنها حقا بيضاء”.
“أفضلُ الصورة التي تبدو فيها الطفلة أكثر إفريقية”.
“إنها شاحبة جداً، أليس كذلك؟”. إحداهن كتبت كلمة “لا تزال” بالحروف الكبيرة عندما كتبت إلي “إنها لا تزال بيضاء”.
وغيرها الكثير من العبارات التي تركز على لون بشرتها.
كان لدي متسع من الوقت لأفكر بيني وبين نفسي، هل سيخمن الناس دائماً أنني لست والدة بوني؟ وهل سيتعين على بوني أن توضح للناس من أكون باستمرار وهل سيعتقد الناس دائماً أنني مربيتها ولست والدتها؟
لم أكن مستعدة لكل هذا قبل أن ألد ابنتي.
بعد خمسة أسابيع من مغادرتنا المستشفى، تحولت الرحلة الجميلة إلى أخرى غير سارة.
ظهر لي في أحد الأيام رجل وهو يصرخ بقوة: “لمَ طفلتك بهذا البياض؟” وبدأ يدور حولنا غاضباً.
“لماذا هي بيضاء جدا؟ هل تزوجت برجل أبيض؟ هذا ما يحدث عندما تتزوجين رجلا أبيضا! انظري إليها… لماذا هي بيضاء جداً؟”.
شعرت بالفزع والخوف والإحراج من الجمهور الذي اجتذبه ذلك الرجل. لم أستطع أن أفهم لماذا شعر هذا الرجل الذي كان لون بشرته سوداء مثلي، بالإهانة.
في الواقع، كانت جميع التعليقات السلبية حول لون بشرة طفلتي من أشخاص من نفس لون بشرتي. لم أفهم. لم أتخيل أبداً أن العائلات المختلطة الأعراق يجب أن تمر بهذا الأمر.
أسفي الأكبر هو أنني لم أدافع عن عائلتي ولم أقل شيئاً بل ابتعدت عن ذلك الغريب الغاضب محاولة حبس دموعي حتى وصلت إلى بر الأمان في منزلي.
لم أتحدث إطلاقاً عن تأثير ذلك عليّ إلى أن قابلت ويندي.
تعيش ويندي لوبيز، البالغة من العمر 60 عاماً، في جنوب لندن وتحاول ألا تأخذ الحياة على محمل الجد.
قبل 28 عاماً، أنجبت ويندي طفلتها أوليفيا.
اتصلت بها صديقتها إلى قسم الولادة من أمريكا الجنوبية للتحقق ما إذا كانت طفلتها بيضاء اللون أم سوداء.
أثناء سردها للقصة، تضحك ويندي، هذه هي الطريقة التي تتعامل بها مع الأشياء.
كان لدى أوليفيا، ابنة ويندي، شعر بني مع أطراف مجعدة شقراء في المقدمة.
تقول ويندي: “كان الأمر يبدو وكأنها ذهبت إلى مصفف الشعر وقام بوضع بكرات اللف لها”.
سأل طبيب ويندي عما إذا لديهم أفراد من العائلة ببشرة بيضاء، وأوضحت له أن والد الطفلة أبيض. لكنه علق مستنكراً: “لا ، لا ، لا ، لديك شخص ما أبيض في عائلتك وهذا هو سبب بياض أوليفيا”.
تتذكر ويندي عندما كانت تفكر وتقول في قرارة نفسها: “لماذا تتحدث إلي عن كل هذا؟ هل تقوم بمناقشة لون بشرة الأطفال مع جميع الأمهات؟ أراهن أنه لم يفعل ذلك مع أحد”.
تعترف ويندي أن والدتها لم توافق على لون بشرة حفيدتها وكانت تشير إليها أحياناً على أنها “الفتاة البيضاء”، لكنها شعرت أنها تستطيع التعامل مع ذلك. لكن المسألة كانت صعبة عندما كانت تأتي من الغرباء.
حادثة واحدة كانت مزعجة بشكل خاص. كانت ويندي ذاهبة للتسوق في ديبتفورد، جنوب لندن، مع أوليفيا في العربة، عندما سارت بالقرب من ثلاثة رجال سود يقفون خارج حانة.
“جاء أحدهم إلي وسألني هل هذه طفلتك؟”. أجبته بالنفي.
“لقد تبرأت من طفلتي ببساطة، لكن كنت سأفعل ذلك مرة أخرى في هذه الحالة .
تقول ويندي: “لا ينتابني أي شعور بالندم على ما فعلت، شعرت أنني مهددة وكنت خائفة، كانت رائحة الكحول تفوح منه، ظننت أنه قد يضربنا”.
“لم يكن في أيامهم من المقبول أن تتزوج النساء السود من رجال بيض”.
أما اليوم، فيُظهر الناس عادة رفضهم بطرق أخرى، لكن، لم تعد ويندي تلتزم الصمت، ويعود ذلك جزئياً إلى أن ابنتها أوليفيا تعاني من مشكلة صعوبة التعلم، ولا يمكنها الدفاع عن نفسها.
تتابع ويندي: “قبل بضعة أشهر، ذهبت إلى المركز لتلقي لقاح كوفيد، سألتني الممرضة عما إذا كنت مربية أوليفيا، وعندما قلت إنني والدتها، سألتني عما إذا كنت أنا التي أنجبتها بالفعل”.
“لن أسمح لكل من هب ودب قول ما يحلو له وأدعهم يذهبون، فذلك مهم جداً لأن تعليقات كهذه، بمثابة هجوم على شخصية أوليفيا”.
وتقول لو كانت ابنتها قادرة، لصرخت وطلبت من الناس أن يدعوها وشأنها أو لجالت بين الناس وقالت لهم أمي سوداء وأبي أبيض”.
سألت ويندي سؤالاً كان يؤرقني منذ فترة “هل نحن حساسون للغاية؟”.
تقول: “حسناً، سيقول الناس في مثل هذه المواقف، لا تكوني حساسة جداً، إنه مجرد رأي وسؤال لا نقصد به شيئاً”.
“ولكن بعد مرور 14 شهراً من ذلك، أشعر بالإرهاق من الاضطرار إلى التأكيد باستمرار على أن هذا الكائن الجميل الذي أحمله بين يدي هي ابنتي”.
تقول فاريبا سوتان، التي تكتب مدونة حول تربية الأطفال مختلطي الأعراق: “نحن في القرن الحادي والعشرين. قد تظن أن الناس تقدموا قليلاً ، لكن للأسف الأمور على ما تزال كما كانت دائماً”.
فاريبا تبلغ من العمر 41 عاماً، وهي نصف إيرانية ونصف إنجليزية، ومتزوجة من نيجيري ولديهما ثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين 10 و 8 و 6 سنوات.
تقول فاريبا: “لقد شعرت بالرعب حقاً بشأن التعليقات التي واجهتنا، كان لدي ثلاث فتيات لديهن جميعاً لون بشرة مختلف، يمكنني بالفعل رؤية التجارب المختلفة التي سيختبرها أطفالي بناءً على كيفية تقبلهم في المجتمع”.
لكن إحدى الحوادث التي أزعجتها بالفعل العام الماضي هي عندما كانت فاريبا تنتظر ابنتها ذات السبع سنوات لتصحبها من المدرسة في شمال لندن.
عندما عانقت فاريبا ابنتها، سألتها إحدى التلميذات أهي ابنتك؟
قلت: نعم ، فردت: هل لا زلتِ تحبينها رغم لونها؟
تقول فاريبا: “كان على ابنتي أن تسمع ذلك وهي تحاول منع نفسها من البكاء”.
لكن الكتابة عن هذه القضية تساعدني.
“هذا يجعلني أشعر بتأثيري، فأنا لا أمر بذلك فحسب بل أقوم بفعل شيء ما حياله”.
كنت أود أن تطمأنني فاريبا وتقول لي إن كل هذا مجرد مرحلة عابرة وأن فضول الناس غير المرغوب فيه سيتوقف يوماً ما، ولكن للأسف الأمر ليس كذلك.
تقول فاريبا: “غالباً ما تكون هناك تعليقات بعد أن نكون قد عدنا من رحلتنا في العطلة الصيفية، وخاصة ابنتي الكبرى، ذات البشرة الأكثر قتامة بين أخواتها”.
“يا إلهي، لقد اكتسبت سمرة أكبر، أو يقولون: إنها تبدو قاتمة جداً” غالبا ما تكون هناك عبارات من قبيل “هل تريدين أن يكون لون بشرتك هكذا؟”.
“لقد استوعبت بالتأكيد بعضاً من ذلك، إنها لا تريد أن تصبح أكثر سمرة، لأن هناك شيئاً سلبياً مرتبطاً بها”.
وفجأة تركض باتجاهنا ابنتي آشا التي كنا نتحدث عنها، عبر الحديقة. لقد عادت من درس الجمباز وما زالت مفعمة بالحيوية والطاقة، إنها تريد أن تريني كتبها المفضلة حول الشعر المجعد وحلمها في أن تكون نجمة سوداء في رقص الباليه.
تقول آشا: “أحياناً أنظر إلى الناس في الشارع وأتساءل عما إذا كانوا يعتقدون أننا من نفس العائلة أم لا”.
وتردف قائلة: “لقد توصلت إلى حل، فأنا أصف عائلتي بأنها مثل نكهات الآيس كريم، فأنا الكراميل ووالدتي فانيلا وأبي شوكولاتة، وإيلا الجميلة هي الكعكة البنية وأختي الصغرى حلوى الزبدة مع السكر البني ( باترسكوتش)”.
“من الأفضل التفكير فيهم بهذه الطريقة – بدلاً من القول إنك أفتح أو أغمق مني كثيراً ، لذلك نحن لا نفصل بين بعضنا البعض”.
“أريد مقارنتنا باستخدام الأشياء اللذيذة، الأشياء التي يحبها الناس كالآيس كريم. نحن عائلة ولا يجب أن تقيّمونا بهذا الشكل.”
عندما كانت آشا ترقص في طريق عودتها إلى الشقة، أخبرتني فاريبا أنها تأمل أن يشجع أشخاص مثل ميغان ماركل ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، الناس على إعادة النظر في الأحكام المسبقة حول اللون – سواء كان ذلك من يمكنه الادعاء بالهوية السوداء، أو اعتقاد الحقبة الاستعمارية أن اللون الأبيض أفضل.
“آمل أن يتغير شيء ما. أعتقد أننا بحاجة إلى التمسك بهذا الأمل”.
بعد أسابيع قليلة من لقائي بويندي، أرسلت لي رسالة نصية لمتابعة مناقشتنا.
وكتبت “أتمنى أن تسير الأمور على ما يرام، نسيت أن أقول: فقط كوني سعيدة مع ابنتك، لأن هذه السنوات الثمينة ستنتهي”.
إنها نصيحة يسعدني دائماً أن أسدي بها.
[ad_2]
Source link