الاختطاف في نيجيريا: “رأيت مسلحا يخطف ابني البالغ من العمر عامين من مدرسته”
[ad_1]
- نعومي شيربيل بال
- بي بي سي نيوز، ليغوس
مازال أكثر من 300 طفل مختطفين من المدارس في أيدي العصابات الإجرامية في نيجيريا، والعديد منهم الآن في عداد المفقودين منذ ما يقرب من شهرين، ويبلغ عمر بعض المختطفين عامين فقط.
وفي حين تم الإفراج عن العديد من الأطفال الذين تم اختطافهم والذين يزيد عددهم عن ألف طفل، وذلك غالبا بعد دفع مبالغ فدية باهظة، مازالت مئات العائلات تنتظر بفارغ الصبر أخبار أطفالها.
وتحدث بعض الآباء إلى بي بي سي نيوز عن الألم الذي يعانون منه وشاركوا أفكارهم حول الكفاح من أجل تعليم الأطفال في وقت يخيم فيه مثل هذا الخطر.
“ليسوا أبناء أحد ذو حيثية”
خديجة هاشم أم لخمسة أطفال ساروا تحت تهديد السلاح خارج بوابات مدرسة إسلامية في تيغينا بولاية النيجر في 30 مايو /آيار الماضي عندما تم اختطاف 134 تلميذا.
وتم فيما بعد إطلاق سراح طفليها الأصغر سنا وليد ورحمة، ويبلغان من العمر عامين وثلاثة أعوام فقط، مع أطفال صغار آخرين لم يتعلم بعضهم السير بعد، ولكن أشقاءهم الثلاثة الأكبر سنا ما زالوا في الأسر.
وتبلغ أمة، الابنة الكبرى، من العمر 13 عاما فقط وهي تحب مشاهدة الرسوم المتحركة مثل توم وجيري مع إخوتها الصغار. ولم تسمع والدتها، التي يمزقها القلق، عن أبنائها الأكبر شيئا منذ الاختطاف.
وتتذكر خديجة هاشم يوم اختطاف أبنائها، وكان يوم أحد، وكيف هرعت إلى المدرسة بعد سماع طلقات نارية، وكيف أُجبرت على الاختباء حفاظا على سلامتها، وقد رأت عشرات المسلحين من مخبئها يدخلون المدرسة.
وقالت هاشم:”كسروا القفل وبدأوا بالصراخ في الأطفال مطالبين إياهم بخلع أحذيتهم لمنعهم من الهرب، وبدأ الأطفال في الصراخ طلبا لوالديهم”.
وتضيف قائلة: “رأيت ابني البالغ من العمر عامين يحمله مسلح، وكان يصرخ في الصغير ليصمت لأنه كان يصرخ في طلبي، ولم أستطع فعل أي شيء”.
ويعاني طفلا خديجة هاشم الصغيرين من الصدمة جراء هذه التجربة. وتصف هاشم كيف يستيقظان في منتصف الليل وهما يصرخان خائفين من أن يتم اختطافهما مرة أخرى، وهما يسألان باستمرار عن مكان إخوتهم الأكبر، ولماذا مازالت أسرتهم فارغة.
وتقوم خديجة هاشم بتدريس العلوم في مدرسة ابتدائية قريبة، مغلقة الآن بسبب انعدام الأمن الذي تسببه العصابات الإجرامية. وبحسب ما ورد طلب الخاطفون ما يعادل أكثر من 100 ألف دولار لإطلاق سراح الأطفال.
ويحاول آباء الأطفال المفقودين جمع الأموال بشق الأنفس، لكن راتب معلم المدرسة في المنطقة أقل من 400 دولار سنويا مما يجعل المبالغ المطلوبة بعيدا عن متناولهم.
وتخشى خديجة هاشم أن يُنسى أطفالها لأنهم فقراء.
وتقول: “لقد تجاهل الناس ما حدث لأنهم ليسوا أبناء أحد ذو حيثية، فلو كانوا أبناء أحد ذو حيثية لما تركوا في البرية لأسابيع بلا أخبار، لن يتم السماح بذلك”.
“من الضروري أن يحصلوا على تعليمهم”
اختُطف أكثر من 80 تلميذا من مدرسة داخلية تابعة للحكومة الفيدرالية في بيرنين يوري بولاية كيبي في 17 يونيو/حزيران الماضي.
وكان مصطفى، نجل أمين عمر، البالغ من العمر 14 عاما، بين المختطفين. وهو الابن الأكبر لخمسة أبناء، وتعيش عائلته على بعد أكثر من 200 كيلومتر من المدرسة، ولكن في محاولة يائسة لإعطاء الأولوية لتعليم ابنه، اعتقد والده أن هذه المدرسة الداخلية ستوفر له أفضل بداية في الحياة.
وقبل أسبوع من الاختطاف قام والد آخر بسحب ابنه من المدرسة بعد ورود تقارير عن عصابات إجرامية تنشط في المنطقة.
وقد حاول ذلك الوالد إقناع عمر بأخذ مصطفى بعيدا أيضا، لكن والده أراده أن يخوض اختباراته كما طمأنه المعلمون الذين أخبروه أن التلاميذ في أمان.
وقال أمين عمر:”لقد وثقت بهم مع طفلي، الآن لا أستطيع النوم بشكل طبيعي منذ الاختطاف، وأتساءل دائما عن طبيعة الظروف التي يعيش فيها الأطفال وكيف ينامون، وما إذا كانوا قادرين على الحصول على مياه نظيفة وما يكفيهم من الطعام”.
وأضاف قائلا إنهم لم يسمعوا سوى القليل جدا من المدرسة أو الحكومة منذ الاختطاف، وهو قلق بشدة من أن يتعرض ابنه للأذى.
لكن بينما توسلت زوجته إليه أن يسحب إخوة مصطفى من المدرسة، فإنه يصر على أن يواصل أبناؤه دراستهم.
وبحسب اليونيسف، أُجبرت أكثر من 1500 مدرسة على إغلاق أبوابها في وسط وشمال نيجيريا بسبب انعدام الأمن. لكن عمر يعتقد أن الحل لانعدام الأمن يكمن في التعليم.
ويقول عمر: “يسحب الناس أطفالهم من المدارس في جميع أنحاء الولاية، لكننا بالفعل متخلفون فيما يتعلق بالتعليم لذلك فإن هذا الإجراء سيسبب المزيد من المشاكل في المستقبل”.
وأضاف قائلا: “إن زوجتي تتعذب من القلق على سلامة أطفالنا، لكنني أعتقد أنه من الضروري أن يحصلوا على تعليمهم”.
“بدون أمن لا يوجد تعليم”
تم اختطاف 120 طالبا من ثانوية بيثيل المعمدانية في كوجاما بولاية كادونا في في 5 يوليو/تموز الماضي.
ويأمل ناثان جوزيف كوبزوما، الذي يبلغ من العمر14 عاما والذي تم اختطافه، في أن يصبح مهندسا مدنيا، وهو قارئ نهم يحب مادة العلوم في المدرسة.
ويقول والده، وهو قس، إنه لم يسمع عنه شيئا. والخبر الوحيد الذي وصله كان عن طريق سلطات المدرسة التي من جانبها على اتصال بالخاطفين.
وأضاف قائلا:”كآباء، نحن مصدومون، نريد أن نفعل شيئا للتدخل لكننا عاجزون ولا يمكننا محاربتهم بأنفسنا ولا يمكننا الذهاب إلى هناك ولا نعرف مكان وجود الأطفال، ونشعر بالحزن”.
ويقول القس جوزيف كوبزوما هيرديما إنه توسل للحكومة لمساعدتهم في إنقاذ الأطفال وإعادتهم إلى منازلهم. ولكن مع التقدم القليل الذي تم إحرازه، يقول إنه لا بديل أمامهم سوى الصلاة من أجل تدخل الرب.
ووصفت ريبيكا بولوس، التي أُختطف ابنها جوزيف البالغ من العمر 13 عاما من نفس المدرسة، صدمة سماعها أن ابنها قد اختطف قائلة: “في اللحظة التي سمعت فيها ذلك انقلب عالمي رأسا على عقب، لقد كدت أن أفقد الوعي، ولم أبك أبدا كما بكيت عندما سمعت ذلك الخبر، لقد بكيت بمرارة لأيام..لا أستطيع أن أصف كم هو وضع مؤلم”.
وكل ما قيل لها منذ ذلك الحين أن من تم اختطافهم على قيد الحياة.
وتصف ريبيكا بولوس نجلها جوزيف بأنه صبي مرح يحب الموسيقى ويغني في فرقة الكنيسة ويعزف على الطبول والبيانو، وهو الثاني من بين أربعة أبناء ، وعلى الرغم من وجوده في مدرسة داخلية إلا أنه لا يزال قريبا من إخوته الصغار في المنزل ويتصل بهم بانتظام للتحدث معهم.
وتقول بولوس إن أطفالها الصغار، الذين ما زالوا في المدرسة الابتدائية، محطمون ويكافحون من أجل فهم ما حدث لأخيهم.
وطالب الخاطفون بفدية كبيرة للمختطفين. وتحاول الأسرة جمع الأموال اللازمة، لكن ذلك يمثل ضغطا ماليا كبيرا.
ويعمل زوج بولوس قسا في الكنيسة وتقوم هي بالتدريس في مدرسة ابتدائية قريبة، لكنها فقدت وظيفتها قبل 3 أشهر فقط. وعلى الأسرة الآن أن تطلب من الأقارب مساعدتهم في جمع الأموال.
وتقول بولوس: “نحن بحاجة إلى الأمن، بدون ذلك لا يوجد تعليم، ونجلي الأكبر أيضا في مدرسة داخلية وأنا قلقة على سلامته، ونحن على وشك سحبه من المدرسة.. نحتاج إلى السلام في بلدنا أولا، ويمكن أن يأتي التعليم بعد ذلك عندما يتم تحقيق السلام”.
[ad_2]
Source link