أولمبياد طوكيو 2020: استنفار ياباني مع ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، فهل الأولمبياد مسؤول عن ذلك؟
[ad_1]
- لورديس هيريديا
- بي بي سي وورلد، طوكيو
سجلت اليابان لليوم الثاني على التوالي رقما قياسيا في عدد حالات الإصابة بكوفيد، وهي زيادة ظهرت آثارها بشكل ملموس داخل الفقاعة الأولمبية حيث يمكن الشعور بالتوتر المتزايد حتى في أقل التعاملات.
قال لي موظف في الفندق، بينما أختار من بوفيه الإفطار ما سأتناوله في غرفتي: “من فضلك تحدث بهدوء بالقرب من الطعام”.
فبسبب قيود كوفيد، لا يُسمح للصحفيين في طوكيو بتناول الطعام في المطعم حتى يقضوا 14 يوما في اليابان ويخضعوا لاختبارات كورونا اليومية.
وعلى الرغم من أنني أرتدي كمامة، إلا أن الموظف قلق بشأن صوتي بالقرب من البوفيه.
إنه مجرد مثال واحد على مدى شعور الشعب الياباني بالقلق من استضافة الألعاب وسط الوباء مقابل الرغبة في البقاء بأمان ووقف العدد المتزايد للحالات.
“أسوأ وضع” منذ ظهور الوباء
وتعيش طوكيو، التي تستضيف الألعاب الأولمبية، في ظل حالة طوارئ للمرة الرابعة منذ بدء الوباء على الرغم من أن ذلك لا يعني إغلاقا تاما. وعلى سبيل المثال، يُطلب من المطاعم التوقف عن تقديم المشروبات الكحولية بعد الساعة 8 مساء لكن هذا ليس إلزاميا.
لقد سئم العديد من السكان المحليين من القيود الطوعية إلى حد كبير، ويقول بعض الخبراء إن قرار المضي قدما في إقامة أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم قد بعث برسائل متضاربة للجمهور، وهو رأي رددته صحيفة “ماينيتشي شيمبون” التي قالت إن الألعاب كان لها تأثير أدى إلى خلق نوع من “الرضا عن النفس” بشأن الوقاية من العدوى.
وعلى الصعيد الوطني، تجاوزت حالات الإصابة في اليابان 10 آلاف حالة لأول مرة يوم الخميس، ولليوم الثالث على التوالي سجلت طوكيو ارتفاعا آخر، حيث سجلت 3865 حالة جديدة وتجاوزت الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله قبل يوم واحد فقط.
وهذا الرقم أعلى بكثير مما كان عليه الوضع عندما بدأ اللاعبون الأولمبيون بالوصول في 1 يوليو/تموز الجاري عندما كان عدد الحالات اليومية الجديدة في المدينة أقل من 700.
وقال الدكتور شيجيرو أومي، الذي يرأس فريق عمل حكومي لمكافحة كوفيد 19، أمام لجان مجلس الوزراء في مجلس الشورى: “نحن في أسوأ وضع منذ أن بدأ الوباء قبل عام ونصف، علينا أن نرسل رسالة أقوى وأفضل بإلحاح ودقة إلى المواطنين، هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من عدد الإصابات، فعلى سبيل المثال، سئم المواطنون من فيروس كورونا وهناك سلالة دلتا وهناك الأولمبياد”.
وأضاف قائلا: “إن أكبر أزمة هي أن المجتمع لا يشارك هذه الرؤية، فإذا استمرت الأجواء الحالية فإن الوضع سيزداد سوءا بالتأكيد”.
“عندما نسمع الأخبار نشعر بالتوتر”
جعل العدد المتزايد من حالات العدوى من الصعب على البعض في اليابان الاستمتاع حقا بالألعاب، على الرغم من تزايد حصيلة اليابان من الميداليات.
ويقول ياشيموتو يوكو، من حديقة صغيرة خارج الاستاد الوطني وهو أحد الأماكن القليلة القريبة من الملعب الأولمبي حيث يمكن للناس أن يأتوا لالتقاط الصور: “إنه أمر صعب للغاية، نريد الاحتفال، ونريد عرض بلدنا الجميل لكن عندما نسمع الأخبار نشعر بالتوتر قليلا”.
في الفقاعة الأولمبية، القرية التي يقيم فيها جميع الأفراد والرياضيين والصحفيين، ظل عدد الحالات تحت السيطرة إلى حد كبير.
كان على كل شخص معني اتباع “دليل” صارم صممه المنظمون لتجنب انتشار الفيروس.
وكان على الصحفيين التوقيع على إعلان يتعهدون فيه باتباع القواعد أو المخاطرة بسحب اعتمادهم، ويجب على الرياضيين ارتداء كمامات إلا عندما يأكلون أو يشربون أو ينامون أو يتدربون أو يتنافسون.
ويجب على أي شخص سافر إلى اليابان لحضور دورة الألعاب الأولمبية أن يحمل هاتفا به تطبيقات مثبتة تراقب موقع الشخص عن طريق نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وتتتبع أي شخص كان على اتصال به، ويجب على الأشخاص تقديم تقرير صحي يومي.
ويجب عزل أولئك الذين كانوا على اتصال وثيق مع أي مصاب، مثل أعضاء فريق المضمار الأسترالي الذين يجب أن يبقوا الآن في غرفهم لاتصالهم الوثيق مع سام كندريكس، لاعب القفز بالزانة الأمريكي، الذي جاءت نتيجة اختباره إيجابية.
وقالت اللجنة الأولمبية يوم الأربعاء إن 16 شخصا آخرين مرتبطين بالألعاب، ليس بينهم رياضيون، ثبتت إصابتهم بكوفيد ليصل العدد الإجمالي منذ بداية هذا الشهر إلى 174.
وهناك شعور في وسائل الإعلام اليابانية بأن الألعاب الأولمبية هي المسؤولة عن ارتفاع حالات كوفيد وأن القواعد داخل الفقاعة قد تم خرقها.
وذكرت صحيفة “ماينيتشي شيمبون” أنه “منذ بدء المباريات، ظهر الشعور بالرضا عن سلوك الرياضيين والآخرين”.
كما سلطت الصحيفة الضوء على أن “الرياضيين في أماكن المنافسة شوهدوا وهم يعانقون بعضهم البعض، وفي أماكن أخرى شوهد الناس يخلعون كماماتهم بالكامل لتشجيع المنافسين، وذلك من بين أعمال أخرى”.
وأصر مارك آدامز، المتحدث باسم اللجنة الأولمبية، على أن ارتفاع الحالات في طوكيو، خارج الفقاعة، لم يكن بسبب الألعاب.
وقال: “الناس هنا هم الأكثر إجراء للاختبارات على الأرجح من أي مكان في العالم، ويضاف إلى ذلك أن لديك بعضا من أصعب قيود الإغلاق في القرية الأولمبية وإذا حدثت مشاكل فإننا نتعامل معها، وحسب علمي، لا توجد حالة إصابة واحدة انتقلت إلى السكان المحليين من الرياضيين أو الحركة الأولمبية، وسأذهب إلى أبعد من ذلك وأقول إنه على حد علمي لا توجد حالة خطيرة واحدة بينهم، ولا يوجد بلد آخر كان بإمكانه القيام بعمل أفضل”.
“لا يوجد بلد آخر كان بإمكانه القيام بعمل أفضل”
لقد اعتاد الرياضيون على الإجراءات في الفقاعة لدرجة أن أحدا لم يشك منها، على الأقل ليس في السجلات.
وقال بابلو سارمينتو، أحد الأطباء من الفريق الإكوادوري، إنهم معتادون على هذا في “عالم كوفيد” الجديد وأصبح “نظام الفقاعات” معيارا للأحداث الرياضية الدولية أثناء الوباء.
وأضاف قائلا: “قام المنظمون اليابانيون بعمل ممتاز مع مراعاة الظروف، وكان عليهم تعديل جميع خططهم ولا يمكنك إلا الإعجاب بهم لمحاولة استيعابنا جميعا في هذه الظروف”. وذلك شعور يتشاركه الآخرون.
وقال سانتياغو ألفاريز، من فريق الرغبي الأرجنتيني الحائز على البرونزية: “نحن ممتنون للغاية لليابان، ولا أعتقد أن أي دولة أخرى كان يمكنها القيام بعمل أفضل”.
“ابق في المنزل وشاهد التلفزيون“
لا يمكن إنكار وجود تدابير لمحاولة تقليل الحالات إلى الحد الأدنى مثل العزل واختبارات بي سي آر اليومية والحواجز ومحطات التعقيم في كل مكان، وحتى في الملاعب الخالية تقريبا، فضلا عن تذكير الناس باستمرار بارتداء الكمامة في جميع الأوقات والتزام التباعد الاجتماعي.
ووافقت اللجنة الأولمبية على تخفيف قواعدها في موقف واحد فقط يتمثل في فرصة التقاط صور مدتها 30 ثانية بينما يقف حاملو الميداليات على المنصة بعد عزف النشيد الوطني للفائز، وعندها فقط يمكنهم إزالة كماماتهم أثناء الاحتفال بالفوز.
و بدأ الصحفيون، مع مرور الأيام، يتحولون إلى مشهد طبيعي في الفندق. وأصبح الحراس الموجودون على الأبواب أكثر ودا ونحن نقوم برحلة من غرفنا مدتها 15 دقيقة فقط لشراء طعام، أو للانتقال مباشرة إلى أماكن الألعاب الأولمبية.
لكن لا يُسمح لأي شخص بخرق أي قواعد، وهم يواصلون تذكيرنا، بأدب ولكن بحزم، بأن هذا وضع صعب بالنسبة لليابان التي قامت بتلقيح 26 في المئة فقط من السكان بشكل كامل.
ويخشى تورو كاكوتا، نائب رئيس جمعية طوكيو الطبية، من قدوم أيام أسوأ محذرا من أن الطلب على أسرة المستشفيات الآن أعلى مما كان متوقعا.
وأضاف قائلا: “لقد زاد عدد المرضى الذين يعانون من أعراض متوسطة ويحتاجون إلى الأكسجين بكثافة عالية”.
وحث رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا الناس الثلاثاء على البقاء في منازلهم ومشاهدة الألعاب الأولمبية على شاشة التلفزيون.
وقد تركني ذلك أتساءل عما إذا كان الموظفون الذين يعملون بلا كلل، وبتوتر متزايد، في الفقاعة يفضلون لو بقينا جميعا في بلادنا وبيوتنا.
[ad_2]
Source link