أولمبياد طوكيو 2020: من سوريا وإيران وجنوب السودان.. تعرّف على بطلات فريق اللاجئين الأولمبي
[ad_1]
للمرة الثانية منذ تأسيسه، يشارك الفريق الأولمبي للاجئين بدورة ألعاب أولمبية، وهدفه هذا العام “الاستمرار في بعث رسالة أمل إلى 79.5 مليون نازح قسريّ في كل أنحاء العالم”.
يضم الفريق المشارك بألعاب طوكيو 2020، 25 لاعبا ولاعبة، إلى جانب أربعة لاعبي ولاعبات جودو إضافيين – وجميعهم قادمون من 11 دولة لكنهم يعيشون الآن في 13 بلدا مضيفا خارج أوطانهم الأصليّة.
نروي لكم هنا لمحة عن حياة اللاعبات العشر اللاجئات الاتي تمكنّ من تحقيق المعايير المطلوبة فنجحن في الانضمام إلى هذا الفريق، الذي رأي النور في أولمبياد ريو 2016. علما بأن قصصهن هذه نشرت على موقع الأولمبياد الإلكتروني.
ساندا الداس (جودو)
وُلدت ساندا في سوريا، وفي عام 2015 هربت من الحرب الدائرة في بلدها باتجاه هولندا تاركة وراءها زوجها ومدربها فادي درويش ومعه ابنهما الصغير. وعند وصولها، أمضت تسعة أشهر في مخيم للاجئين، قضت ستة أشهر منها منفصلة عن عائلتها.
تقول ساندا: “ملأت وقتي بالجري والتمارين الرياضية لذلك حافظت على صحتي النفسية. كنت أعلم أنهم سيأتون، وأنه سيكون لدينا مكان جيد للعيش فيه. هذا ما منحني بعض السلام والهدوء”.
اعتمدت لاعبة الجودو، على رياضتها للحفاظ على قوتها الجسدية والذهنيّة خلال رحلتها الصعبة من سوريا نحو أوروبا. وقالت لموقع Olympic.org العام الماضي: “لو كنت بقيت دون القيام بشيء، لأصبت بالجنون”.
بعد أن انتقات العائلة إلى منزل جديد، حملت ساندا بطفلها الثاني وتوقفت عن التدريبات، بينما سعى زوجها، فادي، للحصول على شهادة في التدريب.
وعندما استقبلت ساندا وفادي طفلهما الثالث، أصبح فادي مدربا معتمدا في هولندا بعد اجتيازه اختبارات اللغة المطلوبة وعقبات أخرى.
تقول ساندا “أطفالي يقولون لي: ماما، عليك المشاركة في الألعاب. أصبحت مشاركتي في الألعاب الأولمبية هدفا عائليا”.
منى دهوك (جودو)
بدأت منى لعب الجودو في دمشق عندما كانت في السادسة من عمرها بصبحة أختها التي لا تزال تشارك في منافسات الجودو، والفضل يعود لوالدهما الذي كان مدربّا لهذه الرياضة.
عام 2018 هربت منى من سوريا لتنضم إلى والدتها المقيمة في هولندا، ولم تتوقف عن التدريب، واليوم تنافس في مباريات فئة وزن تحت 63 كغ. وإلى جانب مسيرتها الرياضية، درست التربية البدنية.
انضمت إلى فريق اللاجئين في بطولة الجائزة الكبرى في بودابست 2019، وشاركت في بطولتي الغراند سلام في باريس ودوسلدورف في 2020.
يسرى مارديني (سبّاحة)
كانت يسرى مارديني واحدة من الرياضيين العشرة الذين شكلوا الفريق الأولمبي الأول للاجئين في ريو 2016.
سرقت السباحة المولودة في سوريا والمقيمة في ألمانيا الأضواء بعد فوزها في سباق 100 متر فراشة، رغم أن التوقيت الذي سجّلته لم يؤهلها لنصف النهائي، إلا أن يسرى أسرت قلوب المتابعين في العالم.
بعد ريو 2016، شاركت مارديني في بطولات العالم 2017 و2019. وهذا العام، حققت أفضل توقيت لها في سباق 100 متر سباحة حرة عند 1:00.88 في التجارب الوطنية الألمانية التي أقيمت في أبريل/نيسان.
أصدرت كتابا يروي قصتها في 2018، ومن المقرر إنتاج فيلم عن حياتها.
قبل اندلاع الحرب في بلدها، كانت يسرى سباحة شابة وواعدة وفي عمر الرابعة عشرة، مثلت بلدها في بطولة العالم للسباحة (25 مترا) في 2012.
قررت مغادرة بلدها عام 2015، فغادرت أولا إلى تركيا ثم إلى اليونان على متن قارب. وفي منتصف الطريق، بدأ القارب بالغرق فسحبته هي وأختها في عرض البحر.
وفي النهاية، وصلت مارديني وشقيقتها إلى برلين، حيث أعادتا بناء حياتهما واستأنفت يسرى التدريب في مسبح محلي.
قالت يسرى عند دخولها حفل الافتتاح في ريو 2016: “وقف كل الموجودين في الملعب. كان أمرا لا يصدق. كي أكون صادقة، كانت لحظة لا تضاهيها أي محطة أخرى في حياتي”.
عُينت يسرى أصغر سفيرة للنوايا الحسنة من قبل المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2017.
دينا بوريونس لانجرودي (تايكوندو)
اختيرت اللاعبة الإيرانية المقيمة في هولندا لتنضم لفريق اللاجئين الأولمبي المشارك في ألعاب طوكيو 2020.
كانت قد أُجبرت على الفرار من إيران عام 2015، لكنها واصلت مسيرتها الرياضية في بلدها الجديد، هولندا، ووصلت اللاعبة في منافسات وزن 46كغ – 46كغ إلى تصنيف الثالثة عالميا في أبريل/نيسان 2020، وفازت بـ34 ميدالية في التصنيف العالمي منذ أن بدأت المنافسة في 2015.
وعندما حصلت على أول ميدالية عالمية لها في بطولة بولندا المفتوحة كانت لا تزال تعيش في مركز طالبي اللجوء.
تقول إن هذه الرياضة هي ما ساعدها على تجاوز إحباطاتها بطريقة إيجابية، كما ساعدتها على الاندماج في المجتمع المحليّ وتكوين دائرة معارف في بلدها الجديد.
كيميا علي زاده زينوزي (تايكوندو)
أهدت كيميا بلدها برونزية التايكوندو في فئة تحت 57 كم في الألعاب الأولمبية ريو 2016، واحتفت بها إيران بفضل ذلك الفوز لكنها هربت من بلدها عام 2020 بسبب “القمع” هناك، وأصبحت تتدرب اليوم وتعيش مع زوجها في ألمانيا.
كانت حياتها متواضعة؛ فوالدها كان يعمل بصناعة مفارش الطاولات، وتقول في مقابلة صحفية إنها لطالما تمنت أن تعيش “حياة مختلفة”. وبعمر السابعة، التحقت بالنادي الرياضي الذي كان يدرّب على نوع واحد فقط من الرياضات وكانت التايكوندو – ومع مرور الزمن أحبت هذه الرياضة القتالية وخلال عام أصبحت بطلة وطنيّة.
تمتلك كيميا رصيدا ثريا من الإنجازات الرياضية، منها الفوز بذهبية ألعاب الشباب في نانجينغ 2014، كما فازت بالميداليات البرونزية والفضية في بطولة العالم للتايكوندو في 2015 و2017 على التوالي.
نيجارا شاهين (جودو)
ولدت في أفغانستان، وهي لاعبة جودو في فئة وزن تحت 70 كغ، بدأت بممارسة هذه الرياضة بعمر الحادية عشرة، وكانت تعيش كلاجئة في بيشاور في باكستان. وتعتبر فنون الدفاع عن النفس تقليدا عائليا.
تدرس حاليا التجارة الدولية في جامعة إيكاترينبورغ في روسيا، وتهدف للحصول على درجة الماجستير.
بصفتها عضوة في فريق اللاجئين، شاركت في بطولتي الغراند سلام في دوسلدورف في 2020 وكازان في 2021.
روز لوكونين ناثيكي (27 عاما – عدّاءة)
دخلت روز تاريخ الألعاب الأولمبية عام 2016 عندما أصبحت أول من حمل علم الفريق الأولمبي للاجئين.
وروز هي واحدة من الرياضيين اللاجئين الحاصلين على منحة اللجنة الأولمبية الدولية.
كانت قد هربت بعمر العاشرة مع عائلتها من جنوب السودان سيرا على الأقدام خلال الحرب الأهلية عندما وصلت الميليشيات المحلية إلى قريتها.
وصلت العائلة إلى مخيم كاكوما للاجئين في كينيا، وأصبح العدو هوايتها. ثم بدأت روز المشاركة في مسابقات العدو واختيرت عام 2015 للتدرّب في مركز اللاجئين خارج العاصمة الكينية نيروبي.
وهناك طوّرت مهاراتها في الجري واختيرت للمنافسة في الألعاب الأولمبية في ريو2016 مع أول فريق أولمبي للاجئين في التاريخ.
كما شاركت في بطولة العالم لألعاب القوى 2017 و2019 مع فريق اللاجئين لألعاب القوى، حيث احتلت المركزين الثامن والسابع على التوالي في التصفيات.
وبسبب الإغلاق الشامل السنة الماضية، اضطرت روز للعودة إلى مخيم كاكوما للاجئين، الذي يأوي ما يقرب 200 ألف لاجئ، بعد أن أُمر بإغلاق مركز التدريب الخاص بها.
وتقول عن ذاك المخيم: “كاكوما هو موطني. عائلتي هنا: لا يوجد مكان آخر أذهب إليه”.
تهدف اللاعبة المولودة في جنوب السودان لتحسين مركزها السابع في سباق 800 متر في ريو، وتقديم أداء أفضل في مسابقات طوكيو 2020.
وأثناء التحديات التي واجهتها بسبب وباء كوفيد-19 قالت: “الرياضة هي كل شيء بالنسبة لي، إنها شغفي، وهي ما يمنحني الأمل. عليك ألا تفقد الأمل أبدا، استمر في التدريب. أثر علينا هذ الوباء جميعا، لكنه سينتهي”.
أنجلينا ناداي لوهاليث (28 عاما – عدّاءة)
هربت أنجلينا مع خالتها من جنوب السودان بسبب الحرب، ووصلت إلى مخيم كاكوما في كينيا 2002 . أثناء دراستها في الثانوية، شاركت في عدة مسابقات رياضية، وفي عام 2015، أخبرتها إحدى معلماتها أن عليها المشاركة في سباق 10 كم الذي كانت تنظمه مؤسسة محليّة تدعو للسلم باسم العداءة الكينية (Tegla Loroupe). وبفضل نتائجها الرائعة، اختيرت للتدرب برعاية المؤسسة ذاتها.
بعدها اختيرت لتكون واحدة من ضمن أول فريق لاجئين ذهب لخوض المنافسات في دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016، وكان مكونا من عشرة لاعبين ولاعبات.
وبعد مشاركتها في الألعاب الأولمبية ريو 2016، وضعت مولودها الأول.
في ذاك العام قالت لمفوضية اللاجئين “كان كلّ شيء مدمرا” – وتقول إنها لم تلتق بوالديها منذ ذلك الحين لذا فإن حافزها الأكبر في حياتها هو الالتقاء بعائلتها من جديد.
معصومة علي زاده ( 25 عاما – ركوب الدراجة الهوائية)
أمضت الأفغانيّة معصومة سنوات حياتها الأولى في المنفى في إيران عندما كانت حركة طالبان مسيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، وعند عودتها إلى كابول، التحقت بالمدرسة الثانوية وبعدها بالجامعة لدراسة الرياضة.
عملت معلمة رياضة وبدأت ركوب الدراجات مع أختها ومجموعة شابات أخريات رغم رفض مجتمعها المحافظ أن تمارس الشابات هذه الرياضة. وتعقدت ظروف حياتها أكثر بسبب كونها من أقلية الهزارة، ولكن مع تزايد شهرة مجموعتها، انضمت إلى فريق الدراجات الوطني.
وفي عام 2016، ازداد الضغط على المجموعة، وعلى الأختين، من قبل المجتمع الرافض لممارستها ركوب الدراجات، فاضطرت العائلة لمغادرة أفغانستان وطلبت اللجوء في فرنسا.
وهناك تدرس اليوم الهندسة المدنية في جامعة ليل، وتعيش مع أختها زهرة، كما حصلت على منحة دراسية وتدربت بجد لتصبح عضوة في الفريق الأولمبي للاجئين.
من أقوالها: “أود أن أثبت أن النساء حرّات ليفعلن ما يشأن”.
أنتجت قناة فرنسية وثائقيا عن حياة الشابتين بعنوان “ملكات صغيرات من كابول”.
لونا سولومون (الرماية)
لم تتخيل لونا سولومون، المولودة في إريتريا، يوما أنها ستمارس رياضة الرماية ولا أن تتدرب تحت إشراف بطل أولمبي هو نيكولو كامبرياني، ولا أن تنافس ضمن فريق اللاجئين الأولمبي؛ ففي بلدها الأصليّ لا تحظى هذه الرياضة بشعبية كبيرة.
تقول لونا: “غادرت بلدي لأنه لا توجد حرية هناك”.
وتضيف: “شاركت في مسابقة الرماية للمرة الأولى في سويسرا. قبل ذلك، لم أكن أعرف شيئًا عن هذه الرياضة”.
مع مرور الوقت، تحسن أداء لونا تحت قيادة كامبرياني، لكنها ابتعدت عن التدريبات عدة مرات، مرةً عندما أخذت استراحة لتصوير برنامج اسمه (Taking Refuge) ومرة ثانية عندما حملت ووضعت مولودها.
وجاء تأجيل ألعاب طوكيو 2020 لصالحها إذ تمكنت من الحصول على وقت إضافي للتعافي والاستعداد والتحضير.
[ad_2]
Source link