فيروس كورونا: حيلة ذكية يستخدمها أطفال في بريطانيا لتزييف نتائج اختبارات كوفيد-19
[ad_1]
- مارك لورش
- بي بي سي
وجد بعض الأطفال طريقة ملتوية للتغيب عن المدرسة، باستخدام المشروبات الغازية حتى تظهر نتائج اختبارات فيروس كورونا إيجابية، فكيف يحدث ذلك؟
يبحث الأطفال دائمًا عن بعض الطرق الماكرة لعدم الذهاب إلى المدرسة، وكانت أحدث حيلة هي تزييف اختبار التدفق الجانبي لفيروس كورونا حتى يظهر إيجابيا، وذلك باستخدام المشروبات الغازية.
وانتشرت مقاطع فيديو لهذه الخدعة على تطبيق تيك توك منذ ديسمبر/ كانون الأول، وأرسلت مدرسة في ليفربول بالمملكة المتحدة مؤخرًا رسالة إلى أولياء الأمور لتحذيرهم من ذلك.
إذًا، كيف ينجح الأطفال المخادعون وعصائر الفاكهة ومشروبات الكولا في تزييف نتائج الاختبارات؟ وهل هناك طريقة للتمييز بين النتيجة الإيجابية الزائفة والنتيجة الحقيقية؟ لقد حاولت أن أجد إجابات لهذه الأسئلة.
أولاً، رأيت أنه من الأفضل التحقق من تلك الادعاءات، لذلك فتحت زجاجات من الكولا وعصير البرتقال، ثم وضعت بضع قطرات مباشرة على عينتين من اختبار التدفق الجانبي لفيروس كورونا. ومن المؤكد أنه بعد بضع دقائق، ظهر خطان في كل اختبار، وهو ما يعني وجود فيروس كورونا.
ومن المهم أن نفهم كيفية عمل هذه الاختبارات. فإذا فتحت الجهاز الذي يُستخدم في اختبار التدفق الجانبي لفيروس كورونا، ستجد شريطًا من مادة تشبه الورق تسمى “النيتروسليلوز”، ولوحة حمراء صغيرة، مخبأة تحت الغلاف البلاستيكي أسفل خط الاختبار. وتمتص اللوحة الحمراء الأجسام المضادة التي ترتبط بفيروس كورونا، كما ترتبط أيضا بجسيمات الذهب النانوية (تظهر جزيئات الذهب الصغيرة في الواقع باللون الأحمر)، وهو ما يسمح لنا بمعرفة مكان وجود الأجسام المضادة على الجهاز.
وعندما تُجري الاختبار، فإنك تُخلط عينتك مع محلول عازل سائل، وهو ما يضمن بقاء العينة عند درجة الحموضة المثلى، قبل تقطيرها على الشريط.
ويتفاعل السائل مع شريط النيتروسليلوز ويلتقط الذهب والأجسام المضادة. وترتبط الأجسام المضادة أيضًا بالفيروس، إن وجد. وفي أعلى الشريط، بجانب خط الاختبار، هناك المزيد من الأجسام المضادة التي تربط الفيروس. لكن هذه الأجسام المضادة ليست حرة في الحركة، فهي عالقة في النيتروسليلوز.
ونظرًا لأن المسحة الحمراء للأجسام المضادة التي تحمل علامة ذهبية تمرر هذه المجموعة الثانية من الأجسام المضادة، فإنها أيضًا تلتقط الفيروس. ويرتبط الفيروس بعد ذلك بمجموعتي الأجسام المضادة، تاركًا كل شيء، بما في ذلك جزيئات الذهب، ثابتة على خط بجوار خط الاختبار على الجهاز، وهو ما يشير إلى أن الاختبار إيجابي.
أما الأجسام المضادة الذهبية التي لم ترتبط بالفيروس فتسير بالشريط حتى تلتقي بمجموعة ثالثة من الأجسام المضادة، غير مصممة لالتقاط فيروس كورونا، وعالقة عند خط التحكم، وهو ما يعمل على حبس جزيئات الذهب المتبقية دون الحاجة إلى القيام بذلك عن طريق الفيروس. ويُستخدم هذا الخط الأخير للإشارة إلى أن الاختبار قد تم بنجاح.
إذا، كيف يمكن لمشروب غازي أن يتسبب في تحول خط الاختبار إلى اللون الأحمر؟
يتمثل أحد الاحتمالات في أن المشروبات تحتوي على شيء تتعرف عليه الأجسام المضادة وترتبط به، تمامًا كما تفعل مع الفيروس. لكن هذا غير مرجح إلى حد ما، فالسبب في استخدام الأجسام المضادة في مثل هذه الاختبارات هو أنها شديدة الدقة بشأن ما ترتبط به. فهناك العديد من الأشياء في المخاط واللعاب الذي يُجمع بواسطة المسحات التي تؤخذ من الأنف والفم، لكن الأجسام المضادة تتجاهل تمامًا كل هذه الفوضى من البروتين والفيروسات الأخرى وبقايا وجبة الطعام، لذلك فمن الصعب للغاية أن تتفاعل مع مكونات المشروبات الغازية.
لكن التفسير الأكثر ترجيحًا هو أن شيئًا ما في المشروبات الغازية يؤثر على وظيفة الأجسام المضادة. لقد اُستخدمت مجموعة من السوائل، بدءا من عصير الفاكهة إلى الكولا، لتزييف نتائج الاختبارات، لكن كان هناك شيء واحد مشترك بينها جميعا، وهو أنها شديدة الحموضة.
فحمض الستريك في عصير البرتقال، وحمض الفوسفوريك في الكولا، وحمض الماليك في عصير التفاح، يعطي درجة حموضة تتراوح بين 2.5 وأربع درجات، وهذه ظروف قاسية جدًا للأجسام المضادة، التي طُورت لتعمل إلى حد كبير في مجرى الدم، بدرجة حموضة تصل تقريبا إلى 7.4.
ويُعد الحفاظ على درجة حموضة مثالية للأجسام المضادة أمرًا أساسيًا للوظيفة الصحيحة للاختبار، وهذه هي وظيفة المحلول العازل السائل الذي تخلطه مع العينة خلال الاختبار. وتظهر أهمية الدور الحاسم الذي يلعبه المحلول العازل من خلال حقيقة أنه إذا خلطت الكولا بالمحلول العازل، فإن نتيجة اختبار الإصابة بفيروس كورونا تكون سلبية.
لذلك فإن عدم وجود هذا السائل العازل، يعني أن الأجسام المضادة في الاختبار تكون معرضة تمامًا لدرجة الحموضة الموجودة في المشروبات، وهو الأمر الذي يكون له تأثير كبير على وظيفتها.
والأجسام المضادة عبارة عن بروتينات، تتكون من كتل من الأحماض الأمينية، مرتبطة ببعضها البعض لتشكيل سلاسل خطية طويلة. ويتم طي هذه السلاسل في هياكل دقيقة للغاية. وحتى أي تغيير بسيط في هذه السلاسل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على وظيفة البروتين.
ويجري الحفاظ على هذه الهياكل من خلال شبكة من آلاف التفاعلات بين الأجزاء المختلفة للبروتين. على سبيل المثال، أجزاء البروتين سالبة الشحنة ستنجذب إلى المناطق موجبة الشحنة.
لكن في الظروف الحمضية، فإن شحنة البروتين تكون إيجابية بشكل كبير. ونتيجة لذلك، تتعطل العديد من التفاعلات التي تربط البروتين معًا، وتتأثر البنية الدقيقة للبروتين ولا يعمل بشكل صحيح. وفي هذه الحالة، تقل حساسية الأجسام المضادة للفيروس.
وتتحول هذه البروتينات المشوهة إلى “وحوش لزجة”، كما أن كل تلك التفاعلات المتطورة والتي من شأنها عادةً أن تحافظ على تماسك البروتين قد أصبحت الآن خالية وتبحث عن شيء ترتبط به. ويتمثل التفسير المحتمل في أن الأجسام المضادة المجمدة في خط الاختبار تلتصق مباشرة بجزيئات الذهب أثناء مرورها، وهو ما ينتج عنه نتيجة إيجابية خاطئة ناتجة عن الكولا.
فهل هناك إذا طريقة لاكتشاف الاختبار الإيجابي المزيف؟
تكون الأجسام المضادة (مثل معظم البروتينات) قادرة على إعادة الانطواء واستعادة وظيفتها عند إعادتها إلى ظروف أكثر ملاءمة. لذلك حاولت غسل اختبار جرى تجفيفه بالكولا، عن طريق محلول عازل، والتأكد من أن الأجسام المضادة المجمدة في خط الاختبار قد استعادت وظيفتها الطبيعية وأطلقت جزيئات الذهب، وهو ما أدى إلى الكشف عن النتيجة السلبية الحقيقية للاختبار.
إنني أشيد ببراعتكم أيها الأطفال، لكن الآن وبعد أن وجدت طريقة لاكتشاف خدعتكم، أقترح عليكم استخدام مكركم لابتكار مجموعة من التجارب واختبار الفرضية التي أشرت إليها.
[ad_2]
Source link