فيروس كورونا: علماء يقيّمون الأدلة على أصول كوفيد
[ad_1]
- فيكتوريا غيل
- مراسلة بي بي سي نيوز للشؤون العلمية
تخيم علينا أجواء بائسة بعدما أودى وباء كورونا بحياة 4 ملايين شخص على الأقل، كما أصبحت أجواء عملية البحث العلمي عن أصول فيروس سارس كوف 2 المعروف باسم كورونا سامة.
ورغم أنه منتشر بشكل مخيف في كل مكان الآن لكن مازال سارس كوف 2 مرضا عمره 18 شهرا فقط. وقد بدأ البحث عن بدايته رسميا في عام 2020 من قبل فريق تحقيق تابع لمنظمة الصحة العالمية.
وتصاعدت التساؤلات حول أصوله لتصبح نزاعا مسيساً بشدة، إذ اتهم بعض علماء الأبحاث، الذين حاولوا كشف أصول الوباء، بالتآمر والتستر، وهي اتهامات بدون دليل.
ويسعى 21 باحثا الآن لفهم كيفية انتقال الفيروس الذي نشأ في الخفافيش إلى البشر بهدف “تصحيح الأمور” من خلال نشر ملخصهم بشأن الأدلة العلمية حول بداية الوباء.
ويقول البروفيسور ديفيد روبرتسون، عالم الفيروسات بجامعة غلاسكو: “ليس صحيحا أننا لا نعرف من أين جاء، فنحن فقط لا نعرف كيف وصل إلى البشر”.
ومن المقبول على نطاق واسع أن أحد أسلاف الفيروس كان في الأصل مرضا ينتشر بشكل غير ضار في الخفافيش البرية، لكن من الضروري اكتشاف كيف وأين ومتى شق طريقه لأول مرة إلى شخص لمنع تفشي المرض في المستقبل.
ولا يوجد دليل قاطع، ولا يوجد خفاش مصاب بفيروس كوفيد، أو حالة بشرية مؤكدة، يُظهر كيف بدأ انتقال الفيروس من الخفافيش إلى البشر بشكل قاطع. وقد لا يعرف ذلك أبدا، لكن العلماء الذين كتبوا هذا التقرير الأخير يريدون توضيح الأدلة المتاحة وما يعنيه ذلك.
لقد قاموا بنشر ما يسمى بمسودة البحث قبل طبعه، مما يعني أنه لم يراجعه أو يحرره خبراء آخرون. و يقول البروفيسور روبرتسون إن الاستنتاج الرئيسي لهذا التقرير هو أن الخصائص البيولوجية لهذا الفيروس تتطابق بشكل وثيق مع الفيروسات الموجودة في الطبيعة وتحديدا في الخفافيش.
ويضيف البروفيسور روبرتسون قائلا إن هذا التفشي يشبه إلى حد كبير ظهور فيروس سارس أول مرة في عام 2003.
وفي تلك الحالة، عُزل الفيروس في حيوان يسمى زباد النخيل. واكتشف الباحثون في السنوات القليلة التالية فيروسات شديدة الصلة في الخفافيش، وفي عام 2017 عُثر على سلف فيروس سارس في مجموعة من خفافيش حدوة الحصان في جنوب الصين.
وهكذا تم تتبع مصدر التفشي الأساسي وتعقبه إلى الحيوان البري الذي جاء منه وبذلك تم حل اللغز القاتل.
ويقول البروفيسور روبرتسون: “الاختلاف الوحيد مع كوفيد هو أننا لم نعثر على الأنواع الوسيطة هذه المرة، لكن ظل هناك ارتباط الفيروس بالخفافيش والارتباط القوي بأسواق بيع الحيوانات الحية”.
ويتفق العديد من العلماء على أن أسواق الحيوانات الحية المزدحمة وغير الصحية توفر نقطة انتقال مثالية للأمراض الجديدة لـ “تنتشر” من الحيوانات.
وفي الأشهر الـ 18 التي سبقت بداية الوباء، أظهرت دراسة أنه تم بيع ما يقرب من 50 ألف حيوان من 38 فصيلة مختلفة في الأسواق في مدينة ووهان الصينية.
ويقول الباحثون إن التداعيات الطبيعية التي ربما تكون مرتبطة بتجارة الحيوانات هي إلى حد بعيد سيناريو أصل كوفيد.
وتوصل فريق منظمة الصحة العالمية الذي زار ووهان إلى استنتاجات مماثلة منذ أكثر من عام، لكن أدى رفض الفريق لاحتمال تسرب الفيروس عن طريق الخطأ من مختبر إلى إثارة معارضة بين بعض العلماء.
والمختبر قيد الفحص هو معهد ووهان لعلم الفيروسات الذي درس فيروسات كورونا في الخفافيش لأكثر من عقد.
ويشير مؤلفو هذا التقرير الجديد إلى أنه لم يتم التلاعب بالفيروس كما أنه لا يمكن التلاعب بأي من تلك الفيروسات لتصبح سارس كوف 2. لكن بعض العلماء لا يقبلون هذا الاستنتاج تماما، بما في ذلك البروفيسور ديفيد ريلمان من جامعة ستانفورد الأمريكية.
وقال البروفيسور ريلمان لبي بي سي نيوز: “أرى أن التقرير الجديد جهد متعمد لحشد كل المعلومات الممكنة لدعم فرضية جيدة تماما، وهي الانتشار الطبيعي، لكنها فرضية غير متوازنة وغير موضوعية”.
وكان البروفيسور ريلمان أحد كتاب رسالة إلى مجلة ساينس العلمية رفيعة المستوى، والتي شكك فيها عدد من كبار العلماء في استنتاجات تقرير منظمة الصحة العالمية وطالبوا بإجراء تحقيق أكثر شمولا في ما يسمى بفرضية التسرب من مختبر.
ويختلف العلماء غالبا مع بعضهم البعض، وذلك جزء من العملية العلمية. ونشر الآراء القائمة على الأدلة في المجلات العلمية هو منبر لهذا الخلاف القائم على الأدلة.
لكن الجدل حول “التسرب من المختبر والتداعيات الطبيعية” تجاوز الخلاف العلمي القوي.
وقد اتُهم بيتر داسزاك، الذي قاد تحقيق منظمة الصحة العالمية في فبراير/شباط من عام 2020 ، بإسكات أي نقاش حول احتمال حدوث تسرب من مختبر عندما أصدر و 26 مؤلفا مشاركا بيانا في مجلة لانسيت الطبية قال فيه: “نحن نقف معا لندين بشدة نظريات المؤامرة التي تشير إلى أن كوفيد 19 ليس له أصل طبيعي”.
ولم يثق كثيرون ببساطة في المعلومات التي قدمتها السلطات الصينية لفريق التحقيق التابع لمنظمة الصحة العالمية.
وأمر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بعد أكثر من عام الاستخبارات الأمريكية بـ “مضاعفة” الجهود للتحقيق في أصول سارس كوف 2، بما في ذلك النظرية التي تقول إنه تسرب من مختبر.
وفي ذلك الوقت تقريبا، تعرض بعض العلماء الذين رفضوا علنا سيناريو التسريب المختبري للهجوم، ولا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول أحد الذين عملوا على أصول سارس كوف 2 منذ الأيام الأولى للوباء إن الأدلة تشير إلى انتشار طبيعي، وأخبرني أنه يفكر في ترك مجال بحثه لأن الإساءة باتت شديدة.
وقال الباحث، الذي لم يرغب في الكشف عن هويته لأنه يخشى مزيدا من المضايقات: “لقد قُرصن بريدي الإلكتروني، كما أن رسائل بريد إلكتروني تحاول الإيقاع بي، وتروج ادعاءات أنني زورت البيانات وأنني جزء من مخطط منهجي للتستر، وهناك آخرون عانوا أسوأ من ذلك بكثير، وكل هذا له تأثير سلبي ويجعلك تتساءل عن قيمتك”.
وبينما تصاعد الجدل خلال العام الماضي، لم يكن هناك دليل علمي جديد يشير إلى تسرب من مختبر. ويتفق جميع العلماء تقريبا على أن البحث القوي عن دليل على أصول سارس كوف 2 هو السبيل الإيجابي الوحيد للمضي قدما.
ويقول البروفيسور ريلمان: “ما لا نحتاجه الآن هو أن يصر العلماء على تفسيرهم المفضل في غياب بيانات جديدة قوية”.
وأضاف البروفيسور ريلمان قائلا: “لم يتم العثور على سارس كوف 2 في أي مضيف حيواني طبيعي، دعونا فقط نهدأ ونطالب بإجراء تحقيق مناسب”.
ويشير البروفيسور ستيوارت نيل، من كينغز كوليدج لندن، وهو مؤلف مشارك للتقرير الجديد، إلى أن تلك المطالب لن تؤدي بالضرورة إلى النتيجة التي يبحث عنها الجميع.
وقال البروفيسور نيل: “سنحتاج إلى تعاون السلطات الصينية، وهم بحاجة إلى أن يكونوا أكثر وضوحا بشأن ما يعرفونه عن المرحلة المبكرة للوباء في ووهان في نهاية عام 2019”.
وأضاف قائلا: “إن ذلك فقط هو الذي سيلقي الضوء على كيفية وصول الفيروس إلى ووهان، وأين كان قبل ذلك، فهذا هو ثاني أكبر مرض حيواني المصدر ناجم عن الخفافيش في الصين منذ 20 عاما، وإذا لم يتم تصحيح هذا الأمر فسيحدث مرة أخرى”.
[ad_2]
Source link