فورتنايت وآبل: ما سبب المعركة القانونية الدائرة بينهما؟
[ad_1]
أدلى رئيس شركة آبل تيم كوك بشهادته لأول مرة في المعركة القانونية الكبيرة التي تدور بين شركته وشركة أيبيك غايمز صاحبة لعبة “فورتنايت” حول سياسية الاحتكار التي تمارسها آبل حسب اتهام أيبيك.
وتقول أيبيك صاحبة لعبة الفيديو الشهيرة فورتنايت (Fortenite) إن تحكم آبل الصارم بتطبيقات هواتف أيفون تضر بالمنافسة.
وقال كوك للمحكمة إن الاحتفاظ بالسيطرة على متجر التطبيقات ساعد في ضمان أمن هواتف آيفون.
وأضاف أنه لا يعرف ما إذا كان متجر آب ستور الخاص بشركة آبل حقق أرباحاً وقال للمحكمة إن الشركة لم تدقق في تفاصيل أرقام العائدات التي تجنيها الشركة من المتجر.
ولدى سؤاله عن الأرباح التي يحققها المتجر من العمولة التي يفرضها على المبيعات عبره والتي تبلغ 30 في المئة أجاب: “ليست لدينا بيانات منفصلة بالأرباح والخسائر التي يحققها متجر آبل”، لكنه لم ينكر أن المتجر يحقق أرباحاً عندما قال: شعوري أنه يحقق أرباحاً لكن لا يمكنني أن أعرض للمحكمة حجمها بدقة.
كما تم استجواب كوك حول إشرافه على القرارات الهامة المتعلقة بسياسات متجر التطبيقات. واستجوبت القاضية إيفون غونزاليس روجرز كوك وقالت له إن استطلاعاً للرأي أظهر أن 39 في المئة من المطوّرين غير راضين عن متجر التطبيقات.
فرد كوك إنه ليس على دراية بالاستطلاع لكنه قال إن هناك بعض المشاحنات مع المطوّرين لأننا نرفض 40 في المئة من التطبيقات التي تعرض علينا أسبوعياً.
وسألته القاضية عما إذا كان من هواة الألعاب الإلكترونية فرد بأنه ليس من بينهم.
وكان رئيس شركة أيبيك غايمز تيم سويني قد أدلى بشهادته أمام المحكمة خلال الأيام الأولى للمعركة القانونية المستمرة منذ فترة طويلة بين الشركتين.
ما جوهر القضية؟
هناك شيئان رئيسيان في قلب القضية: عمولة 30 في المئة التي تحصل عليها شركة آبل عن المبيعات عبر متجرها ومنع أي تطبيقات توفر قناة شراء بديلة لمتجر آبل من العمل في هواتف أيفون وأجهزة أيباد.
لعبة فورتنايت هي واحدة من أكثر الألعاب شعبية في العالم وتحقق أرباحاً طائلة من خلال عمليات بيع كل ما يتعلق باللعبة من أزياء الشخصيات والعناصر الرقمية الأخرى.
فقدان نسبة 30 في المئة من مبيعات ملايين عمليات الشراء يمثل عبئاً كبيراً على الشركة. وتمنع آبل الشركة من الإلتفاف عليها بالدفع لها مباشرة إذا تم البيع عبر تطبيق آيفون.
في أغسطس/ آب الماضي قدمت فورتنايت خصما بنسبة 20 في المئة لزبائنها في حال الدفع لها مباشرة في انتهاك واضح للقواعد التي تفرضها آبل.
وقد قامت آبل بإزلة تطبيق فورتنايت من متجرها فوراً ولحقت بها شركة غوغل التي تتبع سياسة مماثلة.
ومن الواضح أن أيبيك غايمز توقعت ما قامت به آبل وغوغل، فأطلقت الشركة على الفور حملة علاقات عامة لتعبئة قاعدتها الجماهيرية وكسب الدعم وتصوير شركة آبل كقوة مهيمنة تقيد حرية الاختيار.
وفي غضون ساعات رفعت أيبيك دعاوى قانونية معدة سلفاً في الولايات المتحدة ضد كل من آبل وغوغل.
لكن الجدل يتجاوز نسبة 30 في المئة التي تفرضها آبل بل يمتد إلى مسألة المنافسة.
لم تخف أيبيك حقيقة رغبتها في نشر متجر تطبيقات خاص بها عبر أنظمة iOS وAndroid وتجنب أنظمة الدفع والتسليم الخاصة بشركتي آبل وغوغل تماماً.
تحليل جيمس كلايتون، مراسل التكنولوجيا في أمريكا الشمالية:
كانت هذه هي المرة الأولى التي يدلي فيها تيم كوك بشهادته أمام المحكمة.لا تتوفر تسجيلات فيديو لمجريات المحكمة ولكن يمكن للصحفيين الاستماع إلى ما يجري داخل القاعة عبر خط صوتي رديء للغاية لدرجة أن المرء يظن أن المحاكمة تجري تحت الماء عند الاستماع عبر الخط، لذلك من الصعب تلمس أجواء المحكمة. ورغم ذلك من الواضح أن كوك عاش يوماً صعباً.
أنا معتاد على سماع كوك وهو يرد على الأسئلة التي تطرح عليه في الكونغرس حيث يكون عادة في أجواء مريحة وليس من السهل أبداً جعله يرتبك، لكن استجوابه من قبل محكمة أمر مختلف تماماً.
خلال استجوابه من قبل فريق قانوني خبير بدا كوك أكثر مراوغة. فعندما سُئل على سبيل المثال عن حجم الربح الذي تجنيه آبل من متجر التطبيقات الخاص بها، أجاب أنه لا يعرف. وبالنظر إلى الكم الهائل من الأموال التي يدرها المتجر على الشركة فإن رد كوك أمر في غاية الاستغراب.
وتدفع شركة غوغل أيضاً مبلغا كبيراً لشركة آبل ليتم تحميل نظام بحث غوغل مسبقاً على هواتف آيفون. وعند سؤال كوك عن قيمة هذا العقد (يُعتقد أن قيمته تبلغ حوالي 10 مليارات دولار) بدا كوك وكأنه لا يعرف الكثير عنه أو غير قادر أو غير راغب في الكشف عن قيمة العقد.
قد يكون كوك متردداً في الكشف عن بيانات تجارية حساسة. ومع ذلك فقد ظهر وكأنه غير ملم بالتفاصيل وهو أمر لا يليق بتاتاً بشخص مثل كوك عند الظهور أمام المحكمة والإدلاء بشهادته.
ويعتقد معظم الخبراء أن شركة آبل ستخسر هذه الدعوى رغم أنه من الصعب جداً التنبؤ بقرارات المحاكم في دعاوى مكافحة الاحتكار. كما أنه من غير المرجح أن يصدر حكم قريباً، فهناك الكثير من الأدلة التي يتعين على القاضي الغوص فيها.
ماذا حدث حتى الآن؟
الدعاوى القانونية المرفوعة ضد غوغل وآبل منفصلة وكانت الدعوى ضد آبل هي الأولى التي تنظر فيها المحكمة.
وتُتهم شركة آبل بممارسة الاحتكار وإخضاع جميع التطبيقات لعملية تدقيق مرهقة ورفضها جميعاً لأسباب مختلفة. وتقول أيبيك إن هذا غير منصف بينما تقول آبل إنها تحمي العملاء من التطبيقات الهاتفية المريبة.
وكان هناك الكثير من الجدل في البداية حول بعض المفاهيم والتعاريف، حيث جادلت أيبيك بأن فورتنايت هي أكثر من مجرد لعبة بل هي عالم افتراضي شبيه بالواقع حيث تجري فيه جميع الأنشطة بما في ذلك الحفلات الموسيقية وعروض الأفلام.
وإضافة لذلك الجدل الفني كشفت المحاكمة عن الكثير من التفاصيل الجديدة المهمة.
ومن بينها مثلاً أن نموذج أيبيك لمتجر التطبيقات الخاص بها لم يحقق الربح وهذا كان إحدى حجج آبل ضد السماح بنظام مفتوح.
وكشفت الوثائق أيضاً أن أيبيك تكبدت خسائر فادحة من خلال عروض الألعاب المجانية وكلفها ذلك ملايين الدولارات. لكنها مقابل ذلك اكتسبت ملايين المستخدمين الجدد لمتجر ألعابها وهذا ما كان هدفها الاستراتيجي دائماً حسب قولها.
كما تبين أيضاً أن شركة آبل ناقشت تخفيض نسبة 30 في المئة التي تفرضها على المبيعات عبر متجر تطبيقاتها بسبب المنافسة الشديدة، حيث كتب رئيس متجر التطبيقات فيل شيلر إلى ستيف جوبز في عام 2011 حول ذلك.
وخلال تبادل الحجج بين الطرفين أمام المحكمة تم التطرق إلى أمر ملفت للغاية وهو المحتوى الخاص بالبالغين.
“إنها مجرد موزة”
سلطت آبل الضوء على أن متجر أيبيك استضاف متجراً داخله يبيع محتوى للبالغين، وقالت إن مثل هذه الممارسات وراء استبعاد تطبيقات طرف ثالث عن متجرها.
وأثناء عرض فريق آبل حججه لاستبعاد تطبيق أيبيك عن متجر آبل أشار إلى صور إحدى الشخصيات الرئيسية في لعبة فورتنايت وهي الموزة بيلي.
وظهرت بيلي وهي ترتدي بذلة رسمية قائلة: “اعتقدنا أنه من الأنسب المثول هذا الصباح ببذلة رسمية بدلا من الموزة العارية أمام محكمة فديرالية”.
خلال عملية استجواب الشهود أراد محامي أيبيك استبعاد فكرة أن عبارة “موزة عارية” لها إيحاء غير لائق. وخاطب مدير التسويق في ايبيك رئيسة المحكمة بقوله: “إنها مجرد موزة سيدتي”.
[ad_2]
Source link