غزة وإسرائيل: أطباء غزة ينعون زميلهم الطبيب أيمن أبو العوف
[ad_1]
- لينا شيخوني
- بي بي سي نيوز
في ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضي ودون سابق إنذار أو تنبيه دمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى مؤلف من أربعة طوابق في قطاع غزة حيث كان يعيش الدكتور أيمن أبو العوف.
قُتل الطبيب الذي كان يتولى رئاسة قسم الأمراض الباطنية في المستشفى الرئيسي في القطاع إلى جانب 12 شخصاً من أفراد عائلته.
وكان من بينهم والدته ووالده وزوجته ريم وابنهما توفيق البالغ من العمر 17 عاماً وابنته تالا البالغة من العمر 12 عاماً.
وقال صديق الفقيد المقرب وزميله السابق الدكتور غيث الزعانين الذي يعيش حالياً في كندا لبي بي سي: “هذه خسارة كبيرة فعلاً، ليس فقط بالنسبة لنا شخصياً لأننا كنا أصدقاءه بل هي خسارة لمرضاه وطلابه أيضاً”.
وإضافة إلى أنه كان مسؤولاً عن قسم الأمراض الباطنية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة كان الدكتور أبو العوف يشرف على معالجة حالات الإصابة بفيروس كورونا في المستشفى.
فقد كان يشرف على علاج جناح كامل من المرضى الذين كانوا يعانون من حالات حادة من مرض كوفيد-19 بسبب عدم توفر اختصاصيين في مجال الأمراض التنفسية في القطاع.
كما كان يتولى تدريب طلاب كليتين للطب في القطاع.
وقال الدكتور الزعانين الذي أطلق على ابنته اسم تالا تيمناً باسم ابنة صديقه أبو العوف التي قتلت في الغارة الإسرائيلية أيضاً، “إن تدريب وتأهيل طبيب بمستوى الدكتور أيمن يستغرق ما لا يقل عن 10 إلى 15 عاماً من التدريب”.
وأضاف: “لقد كرس حياته لمساعدة الآخرين وعلاج المرضى، وكذلك لتعليم جيلنا من الأطباء. أود أن أقول إنه كان أكثر الأشخاص عطفاً ورحمة رأيته في حياتي على الإطلاق”.
كان الدكتور أيمن قد غادر المستشفى قبل حوالي ساعة فقط من الغارة التي دمرت منزله وسوته بالأرض في شارع الوحدة في مدينة غزة والذي تنتشر على جانبيه المباني السكنية والمتاجر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “قصف منشأة عسكريه تحت الأرض” لحركة حماس التي تسيطر على غزة. وأضاف “أن المنشآت تحت الأرض انهارت مما أدى إلى انهيار مساكن المدنيين فوقها وتسبب في وقوع إصابات غير مقصودة بين المدنيين”.
ظل الدكتور أيمن تحت الأنقاض لمدة 12 ساعة تقريباً لكنه ظل على قيد الحياة لمدة خمس إلى ست ساعات وفقاً لقول متدربته الطبيبة هيا الأغا. وتم انتشال جثة والده بعد مرور 48 ساعة على الغارة.
وقالت هيا لبي بي سي: “لم يصدق أحد أنه مات حتى أرسل لنا طبيب في المستشفى صورة جثمانه”.
ووصفت مقتله بـ “كارثة” وأضافت “لقد كان يحمل أعباء ثلاثة أو أربعة أطباء … وكان يعمل بجد لدرجة أننا اعتقدنا أنه لا يقهر”.
وقالت الدكتورة هيا إن الهجمات الإسرائيلية دمرت الطرق المؤدية إلى الحي الذي كان يقيم فيه الدكتور أيمن ومستشفى الشفاء مما زاد من صعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى هناك في الوقت المناسب لإنقاذ الناس.
الناجي الوحيد من أسرة الدكتور أيمن هو ابنه عمر لبالغ من العمر 15 عاماً وهو يعالج حالياً من إصاباته ولا يعلم بوفاة والديه وشقيقيه.
توفيق، شقيق عمر، كان في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية وكان يحلم بالحصول على شهادة في الكيمياء. وقالت معلمة الصف السابع إن تالا التي قتلت في الغارة أيضاً كانت طالبة ممتازة ومهتمة بدروس الديانة وتحب حفظ القرآن.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 227 شخصاً على الأقل قتلوا في القطاع، من بينهم 102 من الأطفال والنساء في الضربات الإسرائيلية منذ إندلاع المواجهات بين المسلحين الفلسطينيين وإسرائيل في 10 مايو/ أيار.
وقالت وزارة الصحة الإصرائيلية إن 12 إسرائلياً بينهم طفلان قتلوا في هجمات صاروخية فلسطينية.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهاجم فقط ما يعتبره أهدافاً عسكرية وإنه يبذل قصارى جهده لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.
ومن بين 42 فلسطينياً قُتلوا في نفس اليوم الذي قُتل فيه الدكتور أيمن أبو العوف وعائلته، كان الدكتور معين العالول كبير أطباء الأعصاب في غزة والطبيبة النفسية رجاء أبو العوف.
كما تضررت ستة مستشفيات و11 مركزاً للرعاية الصحية إلى جانب مختبر فيروس كورونا الوحيد في غزة. كما توقف مستشفى آخر عن العمل بسبب نقص الوقود.
وقال الدكتور غيث الزعانين: “هذا ظلم، من الظلم تماماً قتل مدنيين أبرياء. إنهم لا يدمرون البنية التحتية المادية فحسب بل يقتلون مواردنا البشرية”.
كان نظام الرعاية الصحية الضعيف في غزة الذي عانى بسبب سنوات من الصراع والحصار الذي فرضته إسرائيل ومصر، يعاني أصلاً من أعباء جمة قبل اندلاع أعمال العنف بسبب زيادة حالات الإصابة بمرض كورونا، وكان هناك نقص في أسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي وغيرها من المعدات، وأضاف القتال أعباء إضافية كثيرة.
وقالت الدكتورة هيا: “إنها لم تر سابقاً الإصابات التي ترد حالياً الى المستشفيات. هذه الإصابات تتطلب عمليات جراحية معقدة ومعظم الأطباء غير مدربين على إجرائها”.
وقال الدكتور غيث الزعانين إنه غادر غزة في عام 2017 لأنه رغب بالحصول على تدريب تخصصي غير متوفر هناك.
يعتقد الدكتور غيث والدكتورة هيا أن خسارة طبيب مثل الدكتور أيمن أبو العوف ستكون لها نتائج كبيرة.
وقالت الدكتورة هيا: “ترك الدكتور أيمن ذكرى طيبة في أذهان جميع مرضاه … كنت أتمنى لو اتيحت لنا الفرصة لوداعه على الأقل”.
[ad_2]
Source link