زيارة إلى مركز الفضائح والغراميات السرية في لندن
[ad_1]
- شفيق مغجي
- بي بي سي
شَكَّلَ متنزه “فوكسول بليجر غاردنز” في فترة ما، كما شاهدنا ضمن أحداث مسلسل “بريدجيرتون” الذي يُبث على خدمة “نتفليكس”، قلب حياة الليل في العاصمة البريطانية لندن، ومركزا للعلاقات الفاضحة والغراميات السرية فيها كذلك.
يبدو متنزه “فوكسول بليجر غاردنز” بجنوبي العاصمة البريطانية لندن، رقعة خضراء محدودة المساحة، تقع بين شوارع تغص بحركة المرور، ومسارات للسكك الحديدية تمضي على ارتفاع عالٍ فوق سطح الأرض، وتقبع أيضا وسط مكاتب إدارية وبنايات شاهقة، لا يوجد ما يميزها عن بعضها بعضا.
ورغم أن هذا المتنزه مُعتنى به جيدا، فإنه لا يزال غير معروف بالقدر الكافي بالنسبة للكثيرين. وعندما زرته بعد ظهر يوم مشمس ربيعي، وجدت الزهور البرية تتناثر بين الحشائش، وتناهت إلى مسامعي صيحات قادمة، من ملعب كرة القدم الموجود هناك. وعلى أحد أطراف المتنزه الذي تبلغ مساحته سبعة أفدنة، رأيت أطفالا يحدقون بافتتان في ثلاثة من حيوانات الألبكة، الموجودة في مزرعة تقع في هذه المنطقة، وتحمل اسم “فوكسول سيتي فارم”.
ومن على بُعد، يلوح مقر جهاز الاستخبارات البريطاني، الذي يبدو مميزا – للمفارقة – بمبناه الضخم ذي اللونين الأخضر والكِريمي، الذي يطل على الضفة الجنوبية لنهر التيمز.
لكن الصورة في هذا المكان لم تكن دائما على هذه الشاكلة. فخلال العصر الجورجي، كانت تلك المنطقة الساحة الأكبر للترفيه والتسلية في لندن. فحينذاك؛ تحديدا أثناء القرنيْن الثامن عشر والتاسع عشر، مَثَّل متنزه فوكسول بشكله الأصلي، مركزا للثقافة والعروض المسرحية، وكذلك ساحة للدسائس والفضائح. وقد خُلِّد ذلك، في صورة لوحات، أبدعها فنانون من قبيل الرسام الإيطالي جوفاني أنطونيو كانال المعروف باسم كاناليتو، ونظيره البريطاني ويليام هوغارث، أو عبر روايات كـ “معرض الغرور” للكاتب ويليام ثاكري، التي قيل فيها “ما من صداع في العالم، أسوأ من ذاك الذي يسببه مشروب مُسْكِر تحتسيه في فوكسول”.
وقد شملت قائمة المترددين على فوكسول في تلك الحقبة، شخصيات شتى، من الكاتب الشهير تشارلز ديكنز إلى الإيطالي ابن مدينة البندقية جاكومو كازانوفا، المعروف بأنه من أشهر العشاق في التاريخ. وغيّرت تلك المنطقة، وما كانت تحتضنه من أنشطة وقتذاك، ملامح حياة الليل في العاصمة البريطانية، وساعدت اللندنيين على التخلص من بعض الأغلال، التي كانت تكبلهم، خلال مجريات حياتهم اليومية.
وقد كان تاريخ المتنزه الذي احتضنته منطقة فوكسول في العصر الجورجي، أحد محاور سلسلة كتابات، أعدتها دانييل طوم المسؤولة في متحف لندن، وخصصتها للمتنزهات التي كانت مخصصة للتسلية والترفيه في العاصمة البريطانية. وكتبت طوم في هذا الصدد تقول إن متنزه فوكسول “كان بقعة أظهر فيها عالم الثروة والأزياء والثقافة بكل تألقه ولمعانه، جانبه السفلي الرث سيء السمعة، حيث كانت الأميرات والبغايا ينغمسن فيه – جنبا إلى جنب – في حياة السهر والحفلات. كما أدى الإفراط في التباهي المبتذل هناك، إلى إصابة أبناء الطبقة الوسطى بالصدمة، وبعث الإثارة في نفوسهم سواء بسواء”. ففي تلك الفترة كانت تلك البقعة “معرضا فنيا، ومطعما وماخورا وقاعة للحفلات الموسيقية ومتنزها، ما جعلها مكانا واجه فيه اللندنيون أفضل ما لديهم، وأسوأه أيضا”.
وتعود المتنزهات المخصصة للترفيه في لندن، والتي أُطلق عليها اسم “بليجر غاردنز” أو (متنزهات المسرات والملذات)، إلى العقود الأولى من القرن الثامن عشر، وقد أُقيمت في مناطق كانت تشكل وقتذاك ضواحيَ ريفية للندن. وفي تلك الفترة، مثلت هذه المتنزهات، مناطق مغلقة يتعين على من يرغب في ارتيادها دفع رسوم دخول، لكي يتسنى له قضاء الأمسيات الصيفية في أرجائها، والاستمتاع بتناول الطعام والشراب، ومشاهدة أحدث العروض الثقافية.
ولم يخل الأمر في الكثير من الحالات، من الانغماس في أنشطة قد تكون ذات طابع ماجن، وتعود بالوبال على الصحة أيضا. ورغم أن هذه المتنزهات توزعت على مناطق، من بينها تشيلسي ومَرليبون، فإن أشهرها وأكثرها تأثيرا، كان ذاك الذي احتضنته فوكسول.
وفي بادئ الأمر، كانت تلك البقعة، تمتد على مساحة 12 فدانا، وتُعرف باسم “نيو سبرينغ غاردن”. ومع أنها شكلت منذ ستينيات القرن السابع عشر، مكانا يمكن لمرتاديه احتساء الشراب والتعارف والانخراط في علاقات غير مشروعة، فلم تصل إلى ذروة تألقها إلا في عام 1729، عندما تم تأجيرها من الباطن، لرجل أعمال يُدعى جوناثان تايرز. فقد جعلها ذلك الرجل، أحد الملامح الرئيسية لمشهد حياة الليل في لندن، لأكثر من قرن تالٍ لذلك.
وقد وصف ديفيد كوك، الذي شارك في تأليف كتاب “فوكسول غاردنز: تاريخ”، ما كان عليه ذلك المتنزه في تلك الحقبة بالقول: “لقد كان مكانا يريد الجميع أن يذهبوا إليه، لأن الآخرين جميعا كانوا قد قصدوه من قبل. كان المرء يذهب إلى متنزه فوكسول لرؤية ما يحدث في أنحائه، ومن يوجد فيه، وما الذي يرتديه مرتادوه، وما الذي يفعلونه، ومن يختلط بمن هناك. لقد شَكَلَّ مصدرا هائلا للثرثرة والنميمة، اللتيْن كانتا بمثابة مواقع التواصل الاجتماعي لأهل ذلك الزمن”.
وخلال الفترة التي استأجر تايرز فيها متنزه فوكسول من الباطن، كان هذا المكان يضم حدائق حافلة بالمناظر الطبيعية، وأحراشا ومسابح وبركا ونوافير وألعابا مائية، وطرقا تصطف على جانبيها الأشجار. إلى جانب ذلك، كان بوسع الزوار التجوال بين مجموعة من الأروقة والأعمدة والساحات والكهوف والقاعات والمباني مستديرة الشكل الموجودة فيه. وقد اتسم طرازه المعماري، بأنه مزيج من أنماط البناء التي كانت سائدة وقتذاك، في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
ودأب المصممون المعماريون على مر السنوات، على إضافة سمات معمارية جديدة للمكان، وبعضها كانت رائدة من نوعها في زمنها، من قبيل وضع منصة في الهواء الطلق، لكي تؤدي الفرق الموسيقية عروضها عليها، وهو ما قد يُشكِل – كما قال كوك في كتابه – أول “هيكل يُشيد في لندن، خصيصا وحصريا، لكي تُعزف من عليه الموسيقى”.
وقد كانت هذه العروض الموسيقية، أحد العوامل الرئيسية لجذب الزوار إلى ذلك المتنزه، الذي كان يرتاده ما يصل إلى ألف شخص أو نحو ذلك كل ليلة. فقد كان المكان يستضيف كبار العازفين والموسيقيين في عصر ازدهاره، مثل المؤلف الموسيقي الإنجليزي ذي الأصل الألماني جورج فريدريك هاندل، الذي كان يعزف هناك بشكل منتظم، والموسيقي البريطاني توماس آرنه، الذي ذاع صيته بفضل أغنيته الوطنية “فلتسودي يا بريطانيا!”.
وكان المتنزه يشهد أيضا عروضا وحفلات للأزياء التنكرية، علاوة على احتفالات صاخبة، لإحياء المناسبات الكبرى. فضلا عن ذلك، كان يُحتفى بعرض اللوحات والمنحوتات والتماثيل وغير ذلك من الأعمال الفنية بشكل بارز، بالتزامن مع استمتاع الزوار الجالسين في ما كان يُعرف بـ “مربعات تناول العشاء”، بتناول المشروبات الكحولية واللحوم الباردة وأطباق السلَطة وقطع الكعك.
ويقول كوك إن متنزه “فوكسول” كان “يجتذب ويستثير مختلف الحواس. فشوارع لندن في ذلك الوقت، كانت كريهة الرائحة وخطرة وصاخبة. أما ذهابك لذلك المتنزه، فكان يعني أنك ستتمكن من أن تنعم بالاسترخاء وتشعر بالحرية، وتحس بأنك بعيد تماما عن العالم. كان الأمر مماثلا لتناول عقار مخدر. وهو ما كان يجعل الناس يذهبون إلى ذلك المكان مرارا وتكرارا”.
ومن بين العوامل الأخرى، التي ساعدت على جذب الحشود إلى تلك البقعة، ارتياد شخصيات شهيرة وأشخاص ينتمون إلى العائلة المالكة لها، مثل فريدريك لويس أمير ويلز، الذي كان مالكا للأرض المُقام عليها المتنزه. رغم ذلك، سعى تايرز لجعل دخول متنزهه من حق الجميع دون تفرقة، وأراد دائما أن يقدم من خلاله شكلا من أشكال التثقيف. ولذا كان المتنزه مفتوحا لكل فئات المجتمع. ولسنوات طويلة، لم تتجاوز رسوم دخوله شلناً إنجليزياً (ما تتراوح قيمته الآن ما بين 15 – 20 جنيها إسترلينيا)، ما أدى إلى إفساح المجال لجمهور متنوع ومختلف، لارتياده.
وبجانب هذا وذاك، شاعت في أنحاء المتنزه درجة من الاختلاط بين الجنسين، فاقت ما كان متاحا في المناطق الأخرى من العاصمة البريطانية، ما أدى إلى السماح لمرتادي المكان بالتحلل قليلا، من القيود التي كانت مفروضة عليهم في العصر الجورجي. وكان الجنس عنصرا رئيسيا من عناصر ذلك المكان، إذ كانت تتوافر فيه الكثير من الأماكن المنعزلة الملائمة للقاءات الغرامية، ولممارسة الجنس بمقابل مادي كذلك.
وقد تطرقت الكاتبة لورا شبيرد-روبنسون، إلى هذا الجانب من جوانب تاريخ متنزه “فوكسول”، في روايتها الجديدة “بنات الليل”، والتي تبدأ أحداثها باكتشاف جثة سيدة قُتِلَت في ذلك المكان. وتقول شبيرد-روبنسون إن المتنزه “كان من بين الأماكن القليلة، التي يمكن فيها لأبناء مختلف الطبقات من الجنسين، الاختلاط بحرية”.
وتضيف بالقول: “كان هناك جانب ساحر وأنيق للمتنزه، فقد كان صفوة المجتمع، يزورونه مرتدين أكثر ثيابهم أناقة، ويكتب عنهم الصحفيون كذلك. لكن الأمر لم يخل بالقطع من ابتذال. فقد كان هناك ذاك الجزء اللا أخلاقي، إذ شكلت تلك البقعة ساحة للعلاقات ذات الطابع الفاضح والغراميات السرية. وكانت الأمهات يتلقين تحذيرات، بضرورة أن يولين عنايتهن القصوى لبناتهن، وألا يدعوهن يغبن عن أعينهن، خشية أن يغويهن قصّاب (جزار) وسيم، أو غير ذلك من الشبان”.
من جهة أخرى، أدى الطابع المعماري للمتنزه وتصميمه، إلى أن تتجسد بين جنباته، ملامح بقاع أخرى من العالم، أو على الأقل أن تتجسد فيه سمات التصور الذي ساد في العصر الجورجي أو مطلع الحقبة الفيكتورية، لشكل العالم خارج بريطانيا، وهو ما شَكَّل فرصة لمن لم تتح لديهم في ذلك الوقت الفرصة للسفر، لأخذ فكرة عن الدول الأخرى. فقد كانت هناك ساحات على الطراز الإيطالي، ونماذج من الأطلال الأثرية الموجودة في مدينة تدمر، الواقعة الآن في سوريا، فضلا عن أبنية تحمل تصميماتها تأثيرات صينية.
ويُعقّب كوك في كتابه على ذلك بالقول: “كان الذهاب إلى فوكسول يماثل التوجه إلى دولة أخرى. فقد كان بوسعك أن ترى شذرات من أراضٍ أجنبية، دون أن تغادر لندن”.
وقد أدى الإقبال الذي كان يحظى به ذلك المتنزه، إلى ظهور الكثير من أشباهه، إلى حد أن لندن احتوت بين جنباتها في وقت ما على أكثر من 60 من متنزهات التسلية والترفيه والمتعة هذه. كما امتد ذلك إلى أنحاء أخرى من بريطانيا، وأوروبا بوجه عام، بل ووصل إلى الولايات المتحدة وروسيا وأستراليا أيضا.
لكن بحلول القرن التاسع عشر، بدأ المتنزه يعاني الأمريْن، لمواكبة تغير أذواق جمهوره المستهدف، بعدما ابتعد عنه مرتادوه المعتادون، من الأثرياء والمتأنقين. ولم تؤد إضافة عوامل جذب، مثل عروض الألعاب النارية وركوب المناطيد والسير على الحبال المشدودة وغيرها، سوى إلى تخفيف الأزمة بشكل مؤقت. ورغم تغير هوية المسؤولين عن إدارة المكان أكثر من مرة، فلم يكن أي من المديرين الجدد، يتميز بتلك اللمسة السحرية، التي كان يتمتع بها تايرز.
بالتزامن مع ذلك، ازدادت شعبية أشكال الترفيه والتسلية الجديدة، خاصة قاعات العروض الموسيقية، والمطاعم والحانات المُقامة على الجسور والمنصات التي تعلو المسطحات المائية. كما أدى اتساع نطاق شبكات السكك الحديدية، إلى فتح الباب أمام الناس لقضاء أوقات فراغهم، في أماكن أبعد كثيرا عن منازلهم.
وبجانب هذا وذاك، توسعت لندن، لتستوعب بين جنباتها المناطق التي كانت نائية يوما عنها، مثل فوكسول. وصاحب ذلك ارتفاع قيمة الأرض، إلى أن أصبح تشييد مبانٍ سكنية عليها، أكثر ربحية في نهاية المطاف، من الإبقاء على المتنزه. وفي 25 يوليو/تموز 1859، أغلق ذلك المكان أبوابه إلى الأبد، وشُيدت في محله بعد ذلك، 300 وحدة سكنية، دُمِرَ الكثير منها أو تضرر بشدة لاحقا، جراء حملة القصف الجوي الشرسة، التي شنها النظام النازي على لندن بعد 80 عاما.
وفي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، اكتملت عملية تغيير ملامح هذه المنطقة تماما تقريبا، مع إخلاء المنازل الفقيرة التي كانت موجودة فيها من ساكنيها. وفي عام 1976، أُقيم متنزه في الموقع نفسه، حمل اسم “سبرينغ غاردنز”.
وخلال العقد الماضي، تجدد الاهتمام بمتنزه “فوكسول بليجر غاردنز”، بفضل معارض أُقيمت في متاحف بريطانية، مثل متحف لندن، وبفعل ظهوره في مسلسل ” بريدجيرتون”، وكذلك في عمل تليفزيوني آخر عُرِضَ عام 2018، واستُوحي من رواية “معرض الغرور”.
ففي عام 2012، جرى تجديد متنزه “سبرينغ غاردنز”، وسُمي “فوكسول بليجر غاردنز”. ودوُنت على لوحة المعلومات الموجودة هناك، نبذة عامة عن تاريخ المكان. كما وُضِعَ في مدخله، عمودان خرسانيان حديثا التصميم، يبلغ ارتفاع كل منهما 18 مترا، ويعلوهما تمثالان يجسدان رجلا يرتدي ثيابا عصرية يقدم زهرة لامرأة يبدو من هيئتها أنها تنتمي إلى القرن الثامن عشر، وهو ما بدا إشارة إلى ماضي هذا المتنزه، وحاضره كذلك. مع ذلك، لا يشجع المسؤولون عن إدارة المتنزه حاليا حدوث أي تجاوزات فيه، بل إنهم يضعون لافتات تحذر المرتادين، من أنهم في منطقة “يُسمح فيها بشرب الكحوليات، لكن تحت الرقابة”.
وحتى اليوم لا يزال إرث متنزه فوكسول الأصلي باقيا، رغم زوال الكثير من العناصر المادية المرتبطة به. ويؤمن كوك أن هذه البقعة ساعدت على وضع الأساس للندن، كمدينة حديثة ذات طابع عالمي “كوزموبوليتاني”، وكحاضرة للثقافة وفنون الطهي ولحياة الليل كذلك، وهو أمر يبرزه وجود مبنى “رويال فوكسول تافرن” الأيقوني المُخصص للمنتمين لما يُعرف بمجتمع “الميم”، الذي يضم المثليين والعابرين جنسيا ومزدوجي الجنس والمتحيرين في نوعهم كذلك. وقد شُيّد هذا المبنى عام 1862، بعد وقت قصير من إغلاق المتنزه الأصلي، وهو يقبع الآن على أحد أطراف المكان.
ويرى كوك أن ذلك يشير إلى أن روح متنزه فوكسول الأصلي “لم تتلاشَ، بل تبدلت ملامحها لتتجسد في أشياء أخرى. فهي تتمثل الآن في قنواتنا التليفزيونية وأفلامنا السينمائية ومقاهينا وأسفارنا إلى الخارج. الحمض النووي لـ `فوكسول` موجود في كل مكان”.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تقود الظروف التي نشهدها حاليا في ظل تفشي وباء كورونا، إلى عودة هذه الروح بقوة. وتقول شيبرد-روبنسون في هذا الشأن: “ما من سبب فعلي يحول دون أن تعود هذه الروح لإحداث تأثيرها حاليا. ألن يكون رائعا بشدة أن تجد معارض فنية (تحوطك) وأنت تتناول عشاءك تحت أضواء النجوم؟ سيكون ذلك أمرا بديعا في ظل ظروف الوباء”.
على أي حال، عندما غادرت المتنزه في ذلك اليوم الربيعي، قررت أن اختصر الطريق المؤدي إلى محطة قطارات فوكسول، من خلال عبور نفق تحت الأرض. هناك وجدت الجدران مكسوة بصورة زيتية للمتنزه الأصلي في أوج تألقه، وذلك جنبا إلى جنب مع مقتطفات من أغنية شعبية تعود إلى القرن التاسع عشر، وتحمل في طياتها أصداء من ماضي تلك البقعة اللندنية، إذ تصف كيف كان ذلك المتنزه يجمع بين جنباته أناسا من المهن والمشارب كافة، ممن يتدفقون عليه تاركين أعمالهم، للاستمتاع – رجالا ونساءً – باللهو والطعام والشراب بمختلف أنواعه.
[ad_2]
Source link