الوصية الغائبة طيبة أهل الكويت | جريدة الأنباء
مفرح الشمري
يعتبر مسلسل «الوصية الغائبة» من الأعمال الدرامية المهمة التي تعرض حاليا في شهر رمضان لأنه عمل تستنشق من خلاله «ريحة وطيبة» أهل الكويت في تعاملاتهم التجارية والاجتماعية، ومثل هذه الأعمال وجودها ضرورة في الوقت الحالي في ظل التطور الذي نعيشه والمتغيرات التي طرأت علينا، لذلك من الضروري وجود أعمال اجتماعية تحاكي ماضينا الجميل حتى يتعرف عليه الجيل الحالي.
المسلسل الذي كتبه وأنتجه مشاري حمود العميري وأخرجه حسين أبل وجسد بطولته الفنانون: جاسم النبهان، عبدالرحمن العقل، زهرة عرفات، عبدالامام عبدالله، عبير الجندي، الراحل مشاري البلام، محمد الصيرفي، محمد العلوي، إسماعيل الراشد، عبدالله الخضر، خلود محمد، غدير زايد، زينب كرم، عبدالله هيثم، فاطمة الدمخي، عبدالله الفريح وآخرون، وتصدى لأغنية المقدمة الغنائية الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر، وهي من ألحان جاسم الخلف وكلمات مشاري العميري، والمقدمة الغنائية كانت متماشية مع أجواء هذا المسلسل التراثي من خلال كلماتها المعبرة التي تتحدث عن القيم والمبادئ الإنسانية.
تنطلق أحداث المسلسل في حقبة الخمسينيات وصولا إلى السبعينيات وثقها بدقة المؤلف مشاري العميري ونقلها في قالب درامي مشوق للجيل الحالي ليتعرفوا على عادات وتقاليد وطيبة أهل الكويت في تلك الحقب الزمنية من خلال قصة التاجر «بومنصور» (جاسم النبهان) والخلاف الدائم الذي بينه وبين ابنه «أحمد» (محمد الصيرفي) لشعور أحمد بأن شقيقه «منصور» (محمد العلوي) قريب من والده، وبالتالي الأموال بيده ليظهر بعد ذلك دور «بوسالم» (عبدالرحمن العقل) وكيفية الوقوف مع صديقه بومنصور بعد ان تعرضت تجارته للخسارة بسبب الخلافات الأسرية بين الأشقاء، كما ان المسلسل يسلط الضوء على علاقة أهل الكويت مع بعضهم البعض في الماضي وكيف يسعون لمساعدة الضعفاء في الفريج، وهذا ظهر في المسلسل من خلال شخصية «الشيخ معجب» (عبدالامام عبدالله) الذي يحث أهل الفريج على العلم والتعلم والتماسك والحب مهما حدث.
الجميل في «الوصية الغائبة» انه تناول من خلال أحداثه بأدلة مباشرة وواقعية تمثلت بأسماء شخصيات كويتية رفيعة تم ذكرها في سياق الحوار لأنها عايشت تلك الفترة التي تدور أحداث المسلسل فيها بالإضافة إلى إعطاء المشاهد معلومات تاريخية عن إنجازات الشخصيات الكويتية بشكل دقيق جدا، لذلك نحن نحتاج مثل هذه الأعمال التي تزخر بالعديد من القيم المجتمعية في فترة زمنية لم تعشها الأجيال الحالية، خصوصا ان المشاهد حاليا يبحث عن الأعمال التي تقدم له قيمة وتضيف إلى معلوماته ليتعرف من خلالها على وطنه ورجال وطنه.
الممتع في هذا العمل الأداء التمثيلي الذي يفوق الوصف خصوصا من الفنانين القديرين جاسم النبهان وعبدالرحمن العقل والنجمة البحرينية زهرة عرفات والراحل مشاري البلام وعبير الجندي والفنان محمد العلوي والفنان عبدالله الخضر ومحمد الصيرفي، أداء جميل ومعبر وتلوين في الحوار بينما الآخرون حواراتهم كانت عادية وكانوا بحاجة إلى تكثيف أكثر لنطقها بالشكل الصحيح.
الجهد المبذول من مخرج العمل حسين أبل جهد يستحق عليه الشكر لنقل الصورة التقريبية لحقب المسلسل من موقع التصوير التراثي الذي يشكر عليه المنتج مشاري حمود العميري على توفيره حتى نعيش أجواء حقبة الخمسينيات وصولا إلى أجواء السبعينيات من خلال الأزياء والاكسسوارات والسيارات وغيرها.
