أوسكار 2021: كلوي تشاو “الغريبة” التي حققت إنجازا تاريخيا في جوائز هذا العام
[ad_1]
حققت كلوي تشاو إنجازا تاريخيا فأصبحت أول أمراة من أصول آسيوية تفوز بجائزة أفضل مخرج ضمن جوائز الأوسكار، وثاني امرأة تفوز بهذه الجائزة في مجمل تاريخ الجائزة.
وقطفت تشاو، المولودة في الصين والتي تلقت تعليمها في بريطانيا والمقيمة في الولايات المتحدة، أيضا جائزة أفضل فيلم عن فيلمها “نومادلاند” (أرض الرّحل)، وهو ثالث فيلم روائي في مسيرتها الإخراجية.
وتقدم أفلامها الثلاثة صور شخصيات مثيرة تعيش على هوامش مجتمع الغرب الأمريكي ويؤدي أدوارها ممثلون غير محترفون عادة.
بيد أن فيلمها القادم ” أبديون” سيشكل نقطة افتراق مع هذا الأسلوب، وسيكون فيلما جماهيريا من إنتاج استوديوهات مارفل المعروفة بانتاج أفلام الأبطال الخارقين التي تحقق إيرادات عالية عادة.
من هي كلوي تشاو
وبعد هذا الإنجاز في جوائز الأوسكار، والذي جاء بعد 11 عاما من فوز كاترين بيغلو بالجائزة لتصبح أول امرأة تفوز بأوسكار أفضل مخرج عن فيلمها ” ذي هارت لوكر” (خزانة الألم)، حصلت تشاو (39 عاما) على اعتراف بوصفها من أبرز المواهب الإخراجية التي برزت في السنوات الأخيرة.
ولدت تشاو في بكين، وكان والدها مديرا تنفيذيا ناجحا في صناعة الصلب، وزوجة أبيها هي الممثلة الكوميدية الصينية الشهيرة سونغ داندان.
وفي الخطاب الذي ألقته بعد فوزها بالجائزة الأحد، قالت تشاو: “كنت أفكر كثيرا مؤخرا في كيفية الاستمرار في وقت تتعقد الأشياء فيه وتصعب. أعتقد أن ذلك يرجع إلى شيء ما تعلمته عندما كنت صبية”.
وأضافت: “عندما ترعرت في الصين، كنا والدي وأنا نلعب هذه اللعبة، كنا نحفظ قصائد ونصوصا كلاسيكية صينية، ثم نرددها معا، ويحاول كل واحد منا أن يُكمل الجملة التي يقولها الثاني” (أشبه بالمباراة الشعرية في العربية).
وأكملت: “وثمة عمل أدبي أتذكره كثيرا جدا يدعى ثلاث شخصيات وهو عمل أدبي كلاسيكي صيني تقول عبارته الأولى … إن ’الناس عند ولادتهم هم خيرون بالفطرة’ هذه الكلمات الست كان لها تأثير كبير عليّ عندما كنت صبية وما زلت أؤمن بها بقوة في يومنا الراهن”.
“وعلى الرغم من أنه أحيانا قد يكون العكس هو الحقيقة، بقيت دائما أجد الخير في الناس الذين التقيهم أنى ذهبت في أنحاء العالم”.
“لذا فإن هذا (الفيلم) هو لكل امرء لديه إيمان وشجاعة للتمسك بالخير الذي في داخله، والتمسك في الخير لدى بعضنا البعض، مهما كان فعل ذلك صعبا”. وهذا لكم. انتم من تلهمونني على الاستمرار والتقدم”.
وتمتلك تشاو علاقة شائكة مع بلدها الأم (الصين)، خاصة بعد إدلائها بمقابلة في عام 2013 أعيد نشرها لاحقا قالت فيها كانت “الأكاذيب في كل مكان” عندما ترعرت هناك.
وقالت أيضا “الكثير من المعلومات التي تلقيتها عندما كنت أصغر سنا لم تكن حقيقية، وقد أصبحت متمردة ضد عائلتي وخلفيتي الثقافية”.
وأفيد بأن السلطات الصينية قد ردت بفرض رقابة على الإعلانات التسويقية أو ذكر فيلم “نومادلاند” في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يثير أسئلة بشأن هل سيسمح بعرض الفيلم في الصين.
ومع ذلك، ثمة كلمات إطراء وترحيب الاثنين -بعد إعلان فوزها- من مستخدمي منصة التدوينات القصيرة الصينية “ويبو”، وصفتها بأنها “نور الصين” بعد حديثها عن موروثها الصيني.
وقد علق أحد الأشخاص قائلا إن خطابها يحمل في طياته معنى سياسيا أعمق، مضيفا “لا يمكن لشخص ذكي أن يفكر في التخلي عن السوق الصينية”. بيد أن مستخدمين آخرين نوهوا إلى أنه “من الغريب” أن لا يكون اسمها أو اسم جوائز الأوسكار ضمن قائمة الأسماء الأكثر بحثا واهتماما لدى المستخدمين في منصة ويبو.
وأفادت تقارير بأن حفل الأوسكار لم يبث في الصين بسبب الجدل الذي يحيط بتشاو، فضلا عن وجود الفيلم الوثائقي القصير “لا تقسم” عن الحركة المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ.
قلق المراهقة
انتقلت تشاو للعيش في انجلترا للدراسة في برايتن وهي بعمر 14 عاما في منتصف التسعينيات، على الرغم من أنها لم تكن تعرف سوى القليل من اللغة الإنجليزية.
ويقول أليسون ويذرز، الاستاذ السابق في المدرسة الداخلية لكلية برايتن لبي بي سي” أغلب ما أتذكره عنها أنها كانت تحب التحدي وبأسلوب جيد”.
وأضاف: “لقد جاءت إلى بلاد مختلفة، وثقافة مختلفة، وكان لديها (فضول معرفي) فتسأل دائما لماذا نفعل الأشياء، لمجرد أنها تريد الاندماج، وكانت لامعة جدا وتلتقط اللغة الإنجليزية بسرعة رهيبة”.
وتشاو نفسها استذكرت باعتزاز في حديث مع صحيفة “آي” البريطانية أيامها في برايتن وكيف كانت من الصبايا “الإيمو” (المولعون بأغاني موسيقى الروك العاطفية ويرتدون ملابس مميزة) على شاطئ برايتن، مضيفة كان هناك “الكثير من قلق المراهقة، لكنها كانت سنوات إبداع خلاقة”.
بعد برايتن، انتقلت إلى الولايات المتحدة ودرست العلوم السياسية في ماساشوسيتس قبل الانتقال إلى نيويورك في عام 2010 لدراسة السينما في مدرسة تيش للفنون في جامعة نيويورك، والتي مديرها الفني المخرج سبايك لي.
كانت تلك لحظة حاسمة في حياة تشاو، إذ بدات في العمل على فيلمها الروائي الأول ” إغان علمني إياها أخوتي” الذي يقدم قصة ذات ايقاع بطئ عن الانتقال من المراهقة الى سن النضوج، وقد صور الفيلم في محمية لسكان أمريكا الأصليين في ساوث داكوتا، وباستخدام ممثلين غير محترفين.
وأثناء دراستها في جامعة نيويورك، شرعت في شراكة (شخصية واحترافية) مع زميل بريطاني تخرج قبلها يدعى جوشوا جيمس ريتشاردز ، الذي عمل مديرا لتصوير أفلامها الثلاثة.
وقال رتشاردز لإندي وايرز “لقد تشكلت بيننا رابطة عبر ذوقنا (المشترك) ورؤانا البصرية، وهي ما انجذبنا إليه”.
وقد رشح ريتشاردز لجائزة أوسكار أفضل تصوير عن فيلم “نومادلاند”.
وأثناء عملها على فيلمها الأول الأول “إغان علمني إياها أخوتي” التقت تشاو بفارس روديو (رياضة تتعلق برعاة البقر في أمريكا) اسمه برادي جاندرو وقررت بناء فيلمها الثاني عن شخصيته.
فجاء فيلمها الثاني “الفارس” في عام 2017 ( ظهر اسم والدها كمنتج تنفيذي في هذا الفيلم) الذي يتابع قصة شاب يدعى برادي يحاول التأقلم مع حياته في أعقاب حادث سيء أصيب به خلال ممارسته لرياضة الروديو، الأمر الذي يعكس قصة برادي الشخصية الحقيقية.
“كنت أشعر دائما أنني غريبة”
واختارت الجمعية الوطنية لنقاد السينما في الولايات المتحدة وبرنامج السينما في راديو 4 الفيلم بوصفه أفضل أفلام العام.
وحسّن فيلم الفارس ما أصبح سمة أسلوب تشاو وريتشاردز المميزة، وهي استخدام ممثلين غير محترفين لتقديم دراما شخصية مؤثرة وممتلئة بالعاطفة في شكل من أشكال الواقع المتخيل، وعادة ما تصور في فضاءات واسعة مفتوحة تغمرها أشعة الشمس الذهبية.
وقالت تشاو مؤخرا في حديث مع صحيفة التلغراف عن القصص التي تنجذب إليها: “أنى تنقلت في حياتي. كنت أشعر دائما أنني غريبة”، مضيفة ” لذا انجذب بشكل طبيعي نحو الناس الآخرين الذين يعيشون على الهامش، ولا يعيشون في قلب نمط الحياة الرئيسي المهيمن”.
وتميل تشاو إلى قصص الناس الذين يعيشون في “كرافانات” أو شاحنات متنقلة وإلى أولئك العابرين الذين يكون سلوكهم غير متوقع، لكنهم عادة ما يتسمون بحياة حرة على الطرقات، كما وثقهم كتاب “نومادلاند: أمريكا الناجية (أو الباقية على قيد الحياة) في القرن الحادي والعشرين” لجسيكا برودر في عام 2017.
وتعرفت تشاو على العديد من الناس الذين ذكرهم الكتاب، واختارت بعضهم لتمثيل شخصياتهم في فيلمها “نومادلاند” إلى جانب الشخصية الرئيسية الخيالية “فيرن” التي أدت دورها الممثلة المحترفة فرانسيس ماكدورماند.
لقد وجدت فيرن في الشارع حياة جديدة ومجتمعا جديدا وسط زملائها من الرحّل الذين يعيشون في بيوت متنقلة في الشاحنات، بعد موت زوجها وتدهور الأوضاع في الشركة التي تعمل فيها والبلدة التي كانت تسميها وطنها.
وبات الفيلم متنافسا رئيسيا في سباق جوائز الأوسكار منذ سبتمبر/أيلول، عندما أصبح أول فيلم يفوز بالجائزتين الرئيسيتين في مهرجاني تورنتو وفينيسيا السينمائيين.
على الرغم من ذلك كانت للفيلم حصته من الجدل الخلافي، إذ انتقد البعض تشاو لما رأوه عدم تناولها أو تسترها على بعض المشكلات التي وثقها كتاب بروجر في مخازن أمازون، حيث وجدت فيرن وأصدقاؤها بعض وظائف الأعمال المؤقتة.
بيد أن هذا الانتقاد لم ينل من زخم الاحتفاء الذي حصل عليه الفيلم أو أو أوقف تشاو عن أن تصبح أحد أبرز مخرجي السينما المكرّمين في هوليوود.
لقد انتقلت تشاو إلى عالم السينما الجماهيرية أو الأفلام الرائجة في شباك التذاكر. وستستثمر رؤيتها وصوتها المميز في فيلمها الجديد “أبديون” من سلسلة أفلام الكوميكس والأبطال الخارقين التي ينتجها ستوديو مارفل، والذي تدور أحداثه حول أبطال خارقين يؤدي أدوراهم: أنجلينا جولي وسلمى حايك وريتشارد مادين وكميل نانجياني.
وتقول تشاو إنها كانت من محبي أفلام عالم مارفل السينمائي لنحو عقد ” وعبرت عن رغبتي في صنع فيلم من أفلام مارفل، وقد جاءني المشروع المناسب”.
وسيعرض فيلم “أبديون” في نوفمبر/تشرين الثاني. وأُفيد أن تشاو تخطط بعد ذلك لعمل فيلم “من أفلام الوسترن لكنه فيلم خيال علمي مستقبلي” يعتمد على حكاية مصاص الدماء دراكولا.
وقالت تشاو إن بناء عالم مقنع وغني في الفيلم هو “الشيء الأثير” لديها، سواء كان هذا العالم هو عالم فرسان الروديو أو أبطال قصص الكتب المصورة “الكوميكس”.
وفي حديث عن فيلمها الجديد ضمن عالم مارفل لمجلة فاريتي، قالت إنها تعتزم أن تحوّر في طبيعة هذا النمط من الأفلام مع الإبقاء على جوهرها.
وأضافت: “هذا شيئ مثير بالنسبة لي . ولن يكون مختلفا عن ذهابي إلى عالم فرسان (كاوبوي) الروديو”.
[ad_2]
Source link