سجال في لبنان إثر قرار السعودية منع استيراد الفواكه اللبنانية بسبب المخدرات
[ad_1]
أثار قرار سعودي بوقف استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية جدلا واسعا وطرح الكثير من التساؤلات حول أسبابه وتداعياته.
يأتي هذا بعد أن أعلنت السلطات السعودية منع دخول الخضروات والفواكه اللبنانية إلى أراضيها أو عبرها، انطلاقا من الأحد القادم، لـ “استغلالها في تهريب مواد مخدرة”.
وفي بيان رسمي، قالت وزارة الداخلية السعودية إنها لاحظت تزايد المحاولات لـ “استهداف المملكة من مهربي المخدرات في لبنان” مطالبة الحكومة اللبنانية بتقديم ضمانات لوقف عمليات التهريب “الممنهجة”.
وفي أول رد على البيان السعودي، قال وزير الخارجية والمغتربين اللبناني إنه نقل قرار الحظر إلى كبار المسؤولين ودعا سلطات بلاده إلى العمل بأقصى الجهود لإحباط أي محاولات تضر بالمزارعين اللبنانيين.
نقاش لا يخلو من حديث السياسة
سرعان ما تحول الحديث عن تهريب شحنة من حبوب الكبتاغون داخل ثمار الرمان من لبنان إلى السعودية، إلى مادة للتندر والتجاذب عبر مواقع التواصل.
فما إن انتشر الخبر، حتى ضج موقع تويتر بعشرات الوسوم التي استطاعت تصدر قوائم المواضيع الأكثر تداولا في لبنان.
وتحت وسم #الحرب_على_المخدرات، أجمع العديد من المغردين السعوديين واللبنانيين على ضرورة الوقوف صفا واحدا لمحاربة تجار المخدرات في المنطقة.
كما دافع بعض المعلقين عن “حق السعودية في حماية أمنها ومجتمعها من خطر السموم”.
إلا أن فريقا آخر من المعلقين رأى في القرار السعودي، الذي وصفوه بـ “المفاجئ”، أبعادا سياسية.
فالمنتقدون للقرار يقولون إن “الهدف من منع شحنات الخضراوات والفواكه هو الضغط على لبنان وحزب الله”.
في المقابل، ينظر معلقون ونشطاء سعوديون إلى الخبر على أنه “جزء من الحرب التي يقودها الحزب وحلفاؤها على السعودية” وفق تعبيرهم.
وسبق أن وجهت دول أخرى اتهامات لحزب الله وداعميه بتمويل شبكات تنشط في إنتاج وتهريب المخدرات.
ورغم نفي الحزب تلك الاتهامات إلا أن الكثيرين حملوه مسؤولية القرار السعودي بمنع تصدير المنتجات الزراعية إلى السعودية.
وفي هذا السياق علق أحدهم ” قرار سيادي يحق لكل دولة أن تتخذه لحماية أمنها” في حين رد آخر “تهريب المخدرات مسألة عالمية وقائمة بين الدول، إلا أنها لا تسبب في منع أو إيقاف عمليات الاستيراد والتصدير. يبدو أن السعودية اتخذت القرار بدوافع سياسية”.
وبينما يصر البعض على اعتبار القرار السعودي “قرارا سياسيا يهدف إلى إيجاد البديل للفواكه اللبنانيّة، واستبدالها بمنتوجات إسرائيلية”، يستبعد آخرون ذلك داعين إلى درء الخلافات والتعامل مع الموضوع بجدية.
ولم تخلو تعليقات المدونين من المناكفة السياسية والمكايدة. فقد تسابق مناصرو حزب الله ومؤيدو السعودية في إطلاق النكات والرسوم الكاريكاتورية للسخرية من الطرف الآخر عبر استخدام وسوم مثل” مقاومة دبس الرمان” و”أمير الكابتون” .
تفنيد
وعاب نشطاء لبنانيون على حكوماتهم “صمتها وتقاعسها في وضع حد لعمليات التهريب ” وطالبوا المسؤولين بالتدخل لحماية القطاع الفلاحي الذي يمثل مورد رزق لعشرات الألاف.
من جهة أخرى، نفت نقابة مصدري ومستوردي الفاكهة والخضار في لبنان أن تكون شحنة الرمان المضبوطة في السعودية لبنانية، مضيفة أنها “عبرت من سوريا إلى المملكة”.
كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في وزارة الزراعة اللبنانية -لم تسميه- قوله إنه ليس هناك أي وثيقة تثبت أن شحنة الرمان، المصادرة في ميناء جدة لبنانية الأصل.
ويخشى لبنانيون من أن يزيد القرار الضغوط الاقتصادية على بلدهم الذي يمر بأزمة مالية خانقة فاقمتها تداعيات جائحة كورونا.
وتظهر بيانات سعودية رسمية أن حجم الصادرات اللبنانية للسعودية بلغ 273.1 مليون ريال أي ما يعادل (72.82 مليون دولار) في الربع الأخير من 2020 . وتقدر قيمة الصادرات من الفواكه والخضار بـ 24مليون دولار سنويا، بحسب وزير الزراعة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال.
[ad_2]
Source link